الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يكثر انتقادي ومقارنتي بأخريات، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 23 عاماً، وقد تمت خطبتي قبل 3 شهور من شاب بعمر 34 عاماً، وطلب مني أن أترك عملي، وأنا أعمل مهندسة معمارية في مجال تصميم الأبنية، ترددت في البداية، لكنني وافقت على أن يتم ذلك بعد الزواج، أي: بعد 6 شهور -من الآن تقريباً-.

تم عقد القران قبل شهرين، ونحن دائماً على خلاف على جميع الأمور، وهو يريد مني أن أسمع كلامه دائماً، ويرفض أن أعارضه، وكل يومين تقريباً تحدث مشكلة بيننا، وأنا أخاف جداً من الحياة التي ستواجهني؛ حيث إني كنت دائماً مسؤولة، وأهلي يعتمدون علي في كل شيء، أما عنده فكلامي كله خاطئ، ودائماً ينتقدني، وينتقد تصرفاتي، وهو دائم المقارنة بيني وبين غيري، فيقول لي: انظري كيف تتحدث (سين) وكيف تلبس (صاد) وأنا أتضايق جداً من كلامه، ويجرحني دائماً بعباراته، ويقول بأني لا أحسن التصرف.

لا أدري ماذا أفعل معه؛ حيث إني في عملي مبدعة، والكل يأخذ برأيي، ويعتبرونني جيدة جداً، وأنوب عن المكتب في كل المؤتمرات والاجتماعات، وأدير الحوارات، ولكني لا أجد نفسي معه إطلاقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه لم تتضح لنا إيجابيات الشاب ولم تظهر لنا الطريقة التي خطبك بها، ولم نعرف تخصصه ومجال عمله، ولست أدري هل قام أهلك بالسؤال عنه؟ ومنذ متى تعرفت إليه، وهل له علاقة بمجال عملك؟ وما هي الأشياء التي جعلتك تقبلي به أو بمعنى آخر ما هي إيجابياته؟ إنها أسئلة كثيرة حبذا لو تواصلت مع موقعك ووصلتنا إفادات وتوضيحات، فإن ذلك سيسهل علينا وعليك فهم شخصية الخطيب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

نحن لا نؤيد الأوامر الكثيرة من الخاطب، ونتمنى أن تكون مثل هذه الأمور بالتفاهم بعد إكمال مراسيم الزواج؛ لأن المهم هو الأمور الأساسية، الدين، الأخلاق، الأمانة، القدرة على التعامل مع الناس، القدرة على تحمل المسئولية، الاستقرار الأسري.

من هنا فنحن نقترح عليك أخذ إجازة كمرحلة أولى، ولا نؤيد تركك للعمل بالكلية إلا إذا تأكدنا من قدرته على الإنفاق، واتضحت لنا الأسباب الحقيقية لرغبته في تركك للعمل، وسوف نوافق إذا كانت الاعتبارات شرعية، وعلى كل حال مثل هذه الأمور تحتاج لمعرفة رأي الأهل، ووضع الأسرة مع بعض الأمور الأخرى.

على كل حال، فنحن ننصح كل ناجحة أن لا تتحدث كثيراً عن نجاحاتها أمام زوجها، وأن تحاول أن تشركه في أسباب النجاحات وأن لا تُعَيِّره ولا تقارن وضعها بوضعه، وربما يكون هذا هو سبب مقارنتك بالأخريات، وهذا طبعاً غير مقبول سواء أكان من الرجل أو المرأة، فليس هناك مصلحة في المقارنة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً