الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن علاج الدوار الناتج عن مشاكل الأذن الداخلية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

منذ حوالي ثلاث سنوات، كنت أعاني من مشكلة، فعندما أكون جالسًا أو نائمًا وأود القيام، أشعر بدوخة وصداع فوق العين، ولا أرى جيدًا لمدة قصيرة جدًا (لحظات القيام)، ولا زلت أعاني من هذه المشكلة حتى الآن.

بالإضافة إلى شعوري بالدوخة والإحساس بالقيء، ولا أشعر بالراحة إلا إذا تمددت على الأرض، وأحيانًا لا أستطيع التحمل.

أجريت فحصًا للدم فوجدت أنه طبيعي جدًا، وذهبت إلى أخصائي أذن وحنجرة فقال لي: إنه نوع من أنواع الفيروسات، وأعطاني دواءً اسمه "بيتاسيدك"، ودواعي الاستعمال -كما قرأت- مرض منيير ومجموعة الأعراض المشابهة لمرض منيير، التي تتميز بنوبات من الدوار، وطنين الأذن، والفقدان المضر للسمع، وعادة ما يصاحبها غثيان وقيء، ونصحني باستخدامه ثلاث مرات يوميًا، فما سبب هذه المشكلة؟ وما الإجراءات التي يمكنني اتباعها للتخلص من هذا المرض؟

أرجو منكم التكرم بمساعدتي في هذا المرض، وشكرًا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيجب أن يتم قياس الضغط عند طبيب مختص بالأمراض الباطنية، وبعد أن تشرح للطبيب أن الدوخة التي تأتيك تكون في الأوضاع التي ذكرتها، فإن الطبيب سيقوم بقياس الضغط في وضعية الاستلقاء والجلوس، ثم الوقوف، فعلى الأكثر أن سبب هذه الأعراض هو: انخفاض الضغط الوضعي Postural hypotension .

أما عن الأذن الداخلية، فإن اضطراب جهاز التوازن سواء بداء منيير أو التهاب الدهليز، الذي يسبب دوخة حادة، أو الدوخة الوضعية، لا يسبب العرض الذي ذكرته عندك وهو أن الإنسان لا يرى للحظات، ولا تتحسن كثيرًا مع الاستلقاء كما ذكرت، وإن ما يحصل عندك هو نقص التروية الدموية التي تصل إلى الدماغ، مع الوقوف المفاجئ، وهذا يسبب نوعًا من الإغماء، أي أن الإنسان يحس وكأنه سيفقد وعيه وليس دوخة صحيحة، بمعنى أن تحس أن الأشياء تدور من حولك.

وعند الاستلقاء، وخاصة إن رفعت القدمين لكي تكون فوق مستوى الرأس، فإن الأعراض تختفي، وربما لو قمت بشكل بطيء فقد تلاحظ أن الأعراض تكون خفيفة، أو لا تكون موجودة؛ لأن الجسم مع الوقوف يرفع الضغط بعض الشيء، لكي يمنع نقص التروية التي يمكن أن تحصل مع الوقوف المفاجئ، إلا أن الجسم يحتاج إلى بعض الوقت ليقوم بذلك، فإن كان الوقوف سريعًا، فقد يكون أسرع مما يحتاجه الجسم لكي يتأقلم مع الوقوف السريع، فيحصل نقص في التروية الدموية للدماغ، وتحصل الأعراض، وهناك حالات ينخفض فيها الضغط مثل:

1- تناول بعض الأدوية لأسباب عدة، لكنها أدوية مخفضة للضغط أساسًا، كمدرات البول، أو بعض حالات خفقان القلب.

2- بعض أدوية الاكتئاب والأمراض العصبية، من آثارها الجانبية خفض ضغط الدم.

3- حالات مرضية في القلب أو الغدد الصماء تسبب انخفاض الضغط، مثل: بطء نبضات القلب، أو أمراض بعض صمامات القلب، وانخفاض أو ارتفاع إفرازات الغدة الدرقية، أو نقص إفراز الغدة فوق الكلوية، وأهم أعراض انخفاض الضغط هي:

1- الشعور بالدوخة.
2- الإغماء.
3- عدم القدرة على التركيز الذهني، والاكتئاب، والشعور بالإرهاق.
4- غشاوة في الإبصار أو زغللة العين.
5- الغثيان، والإحساس بالعطش.
6- برودة الأطراف أو شحوب لون الجلد عن اللون الوردي الطبيعي في كف اليد.

وأما العلاج إن وجد انخفاض في الضغط عندك عند الوقوف فيكون بالآتي:

1- تجنب النهوض السريع، وإنما تجلس أولًا من وضعية الاستلقاء، وتبقى هكذا لدقيقة أو أكثر، ثم تقوم ببطء إلى وضعية الانتصاب.
2- تناول وجبات عديدة.
3- تجنب الجو الحار؛ لأنه يسبب توسعًا في الأوعية، مما يخفض الضغط.
4- زيادة تناول الملح في الطعام إلى الحد المقتدر عليه.
5- رفع الرأس عند النوم بعض الشيء، فقد وُجد أنه يُساعد في هذه الحالات؛ لذا عليك مراجعة طبيب الأمراض الباطنية.

وشكرًا على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً