الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبت من طيشي لكني أخشى الفضيحة، فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي باختصار أني كنت ملتزمة جدًا، ثم فجأة انقلب حالي 180 درجة، فأصبحتُ أقطع الصلاة وأشعر أنها ثقيلة عليّ، وأُصبتُ بوسواس الطهارة، ووسواس العقيدة في بعض الفترات، وتعطلت حياتي، وزواجي أيضًا، فكلما أتى خاطب أُصابُ بالاختناق وأكرهه جدًّا، وأدعو ألََّا يتم، مع أنني أدعو الله أن يسترني في الدنيا والآخرة، ولكن المشكلة التي تؤرقني أنني مررت بفترة غفلة كبيرة، فأصبحت أُحادثُ الشباب، وأتراسلُ معهم بصور سيئة جدًّا، وأكرهُ نفسي عندما أتذكر ذلك.

كنت كلما تُبتُ أعود مجددًا، ولكني عاهدتُ الله أخيرًا ألا أعود لتلك الأمور، ولكن المشكلة الآن أنني أخاف أن أتزوج فيُفضحَ أمري، كما أنني لا أريد أن أكون كاذبة مخادعة لزوج صالح، وأدعو الله بالزوج الصالح، ولكن أقول: كيف سيعطيني الله إياه وأنا لم أكُن عفيفة؟! وكيف سأخدعه؟! هذا ظلمٌ، ولكني لا أريد الزواج من فاسق إلا إذا كان تائبًا، فقد تقدم لي أشخاص لا يصلون، ولكني لم أستطع أن أوافق؛ لأنني لا أريد أن أبني حياتي على شيء لا يرضي الله، أعلم أنني كنت عاصية، ولكن قلبي يحترق، كيف سيعفو الله عني؟ وكيف سيتقبلني؟ وكيف سأتزوج وأنا خائفة؟ أريد الزواج للعفة.

موضوع الزواج معطل لديّ؛ لأنني وجدت سحرًا في غرفتي، ومن وقتها انقلب حالي، ومع أن الشيخ قال: إنه انفكّ، إلَّا إنه قال: لا يزال أمرك يحتاج إلى رقية، فأنا أصرخ عندما يقرأ أحدٌ القرآن عليّ، وأُصابُ بانهيار، ولا أطيق، حتى أن لساني نطق وتكلم مع الشيخ بدون وعي مني، والآن لا أريد أن أذهب إلى شيوخ لخوفي مما حصل، ولا أعلم ما الحل؟ فأنا أتعبُ جدًا عندما أقرأ القرآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shadoo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.

مؤلمٌ أن ينشأ الإنسان في الطاعة ثم ينتكس بعد أن تذوّق طعم الطاعة وعلم حسنها، لكن رحمة الله بالمرء واسعة، فمن تاب إلى الله صادقًا تاب الله عليه، ومن أقبل على الله تائبًا أقبل الله عليه، المهم أن تشتمل التوبة على ما يلي:
- ندمٌ على ما فات.
- عزمٌ على عدم العودة.
- دراسة الأسباب التي أوقعت في المعصية وإزالتها من حياتك، فبعض الشباب كان الفراغ سبب معصيته، فلما شغل وقته تجاوز المعصية وصحت توبته، وبعض الشباب سبب معصيته في جواله أو حاسوبه، فلما حجّم التعامل معه تجاوز محنته، الشاهد أن معرفة الأسباب معينٌ على ما أنت فيه -إن شاء الله-.
- الصحبة الصالحة التي تذكرك بالله تعالى، وتتعاهد معك على الطاعة، هذه الصحبة من أهم المعينات على الاستقامة.

ثانيًا: -الأخت الكريمة- إن الله إذا تاب على العبد محا عنه ما كان منه؛ لذا لا ننصحك بذكر ما كان منك لأي أحد خاصة الزوج الصالح المتقدم، وليس هذا خيانة له؛ لأنك قد تُبتِ لله -عز وجل-، والله أمرك بالستر على نفسك، وعليه فاحذري أن تخبري أحدًا كائنًا من كان بما كان منك.

ثالثًا: السحر والجن والحسد كل هذا موجود، وعلاجه أيضًا موجود، وقد بدأتِ مع الرقية الشرعية عن طريق شيخ وأثمرت خيرًا؛ لذا ننصحك بالاستمرار، ولا يُشترط للرقية وجودُ راقٍ، بل نقول لك: إن أفضل راقٍ للإنسان هو الإنسان نفسه، لذا احرصي -بارك الله فيكِ- على الرقية الشرعية بنفسك، وهي موجودة ومكتوبة على موقعنا، ويمكنك الاستعانة بالمسجلات عند الاستماع.

رابعًا: حافظي -أختنا- على الأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار النوم، واحرصي على قراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع إليها؛ فإنها حصنٌ حصينٌ للمرء.

وأخيرًا: سعة رحمة الله واسعة، فلا تيأسي من روح الله، واجتهدي في الإقبال على الله، وقراءة القرآن، واجعلي لكِ وردًا ولو قليلًا منه، وخلوةً بالله ولو بركعتين في جوف الليل، وثقي أن الله سيقبل منك توبتك -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله الكريم أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً