السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متعلّقة بشابٍ مُعيَّن منذ قرابة السنتين، بسبب تلميحات قديمة قابلتُها بالصدود، رغم رغبتي بالأمر، لكن لقناعتي بأن مثل هذه الأمور لا تُحلّ بالتلميحات، بل ينبغي أن يتقدّم الشخص صراحةً، أو يكون واضحًا فقط، إذ لا فائدة من التلميحات فيها.
عموماً، لم يكن بيننا أي تواصل، بل كان الأمر يحدث على أرض الواقع خلال فترة قصيرة، ثم مضى كلٌّ منّا في سبيله. كنتُ أسمع عنه كل خير من محيطنا في العمل، وأتابعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما زاد من تعلّقي به، ثم أعود وأمنع نفسي، وهكذا، حتى قررت قبل ثلاثة أشهر أن أحظره على مواقع التواصل.
قرأت كثيرًا، هنا وفي مواضع أخرى، أن الشخصيات في الحقيقة تختلف تماماً عمّا نراه في وسائل التواصل، وأن التلميحات لا تُعدّ شيئًا، وأن من أرادك سيتقدّم لك، وأن لا جدوى من الأوهام، كما قرأت أنه ينبغي للمرء أن يشغل نفسه بما ينفع، وألا ينساق وراء التخيّلات.
هكذا أحاول التخلّص من التعلّق بين قراءة وفيديوهات توعوية، أشعر بعدها بالقناعة التامة بأنه كان أمرًا عابرًا، ولو أراد الله وكان خيرًا لكان، لكنّي أعود وأنتكس، أحاول، لكن لا يزال في بالي إلى الآن، وقد تعبت من العيش بنصف عقلٍ ودوّامةٍ من الاحتمالات: هل سيعود؟ هل هناك فرصة؟ وأنا أعلم أنها سذاجة ووهم بعد كل هذا الوقت.
في النهاية، توصلت إلى أن السؤال المباشر هو الحل لأقتنع وأمضي، هل يجوز أن أرسل له -دون أن أكشف عن هويتي– وأسأله إن كان مرتبطًا بأخرى أو لديه فتاة في باله، حتى أقطع الأمل نهائيًّا؟ وإن كان ذلك جائزًا، فكيف أطرح السؤال أصلًا؟ أخاف أن تكون الإجابة غير واضحة، فأدخل في متاهات جديدة.
والله، إني أستحيي، لكنني أريد المضي قدمًا، وقد بدأت أشعر أن الخلاص في المواجهة إن لم تكن محرّمة، فهل هذا التفكير سليم؟ وهل هذا التصرف صحيح؟ أم عليَّ أن أصبر حتى يأذن الله بالنسيان التام؟
أرجو النصح والتوجيه، والدعاء بصلاح الحال.