الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن صلاتي فيها خطأ وأن دعائي غير مستجاب!!

السؤال

السلام عليكم.

أستيقظ قبل أذان الفجر بنصف ساعة، أصلي ركعتين قيام ليل، وأصلي ثلاث ركعات الشفع والوتر، وبعدها أجلس وأدعو وأستغفر حتى الأذان، وبعد الأذان أصلي الفجر، ولكن لا أحس أن صلاتي مقبولة، وأحس أن بها خطأً، وأحس أن دعائي غير مستجاب، وأريد أن أصلي الفجر فقط، علمًا بأني أجبرت نفسي على النهوض لصلاة الفجر لكي آخذ دوائي في هذا الوقت، وكي أجبر نفسي على النهوض، والصلاة، والالتزام؛ لأني كنت غير ملتزمة بصلاة الفجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه من نعم الله عليك؛ فكون الإنسان يقوم قبل الفجر بنصف ساعة ليقف أمام ربه جل وعلا، ويصلي، ويدعو الله تعالى، ويستغفره، ثم يصلي الفجر في وقتها، فهذه نعمة عظيمة، فاستمري على ذلك؛ فهي منقبة عظيمة، وفيها الأجور الكبيرة.

أما الإحساس بأن الصلاة خطأ، أو فيها خطأ: فاسألي عالمًا، واسألي عن دينك حتى يكون عندك يقين واطمئنان؛ ولأنك لم توضحي نوع الخطأ الذي في الصلاة حتى نعرف إن كان فيها خطأ أم لا؟

أما الإحساس بأن الدعاء غير مستجاب: فإما أن يكون وسوسةً شيطانيةً، أو سوء ظن بالله، فأحسني الظن بالله تعالى، قال رسول الله -صلى الله وسلم-: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) صحيح الجامع. فإحساسك أن الدعاء غير مستجاب، هذا كله من الشيطان؛ لأن الأصل أن المسلمة تدعو ربها وتؤمل بالإجابة، وتكرر الدعاء، فإن الله سميع الدعاء، عظيم الرجاء.

وكذلك ما تحدثك النفس بأن تتركي هذا الخير من قيام الليل، وصلاة الوتر، والدعاء، والاستغفار إلى ترك ذلك الخير كله، والاقتصار على صلاة الفجر؛ فهذا حديث الشيطان؛ يريد أن يصرفك عن الخير العظيم، وعليك أن تحمدي الله تعالى على الالتزام بصلاة الفجر حاضرةً في وقتها، والمطلوب من المسلم أن يكون يومه خيرًا من أمسه، وأن يزداد كل يوم من الأعمال الصالحة.

وفي الأخير: أسأل الله لك الثبات على الدين، والثبات على هذه الأعمال الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً