الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أغير بعض الطباع التي لا تعجبني في شخصيتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كانت عندي شخصية نرجسية؛ وسببها عدة تراكمات نفسية، لدي أبي، لكن لا يعطيني من عطفه ولا أشعر بحنانه، فكنت أبكي في صغري، وعندما كبرت أصبحت عندي شخصية نرجسية، تعالجتُ منها -الحمد لله-، لكن ما زالت عندي العدوانية في سلوكياتي، وأتحدث بطريقة ليست ليِّنة.

أحاول أن أغير سلوكي وطريقة كلامي، لكن بدون جدوى، أما عن موضوع أبي، فقد تعايشتُ مع الأمر وتقبلته -الحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بُنيّتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

بُنيّتي: مَن شخص أن لديك شخصية نرجسية؟ أرجو ألّا نصف أنفسنا بصفات قد لا تكون علميةً ولا دقيقة، فبعض الناس يميلون إلى استعمال هذه الأوصاف كالشخصية النرجسية، يبدو أن هناك شيئًا من الموضة في هذا الموضوع.

بُنيّتي: فهمتُ من سؤالك أنك حُرمت من عطف الوالد، ومن الطبيعي أن يكون عندك اهتمام بنفسك لتقوِّي من عزيمتك وثقتك بنفسك، وخاصةً مع هذا الحرمان العاطفي؛ ولذلك ستجدين من نفسك اهتمامًا أكثر من المعتاد في حماية نفسك ورعايتها، ولكن ليس هذا بالضرورة أن يصل إلى تشخيص الشخصية النرجسية، والله -عز وجل- وضع فينا آلياتٍ للدفاع عن أنفسنا، فالذي يُحْرَم من الحنان أو العطف فإنه يُعوّض عن هذا بتقوية شخصيته، والبعض قد تزيد قليلًا وتصل إلى شيءٍ من العُدوانية، أو قلة اللباقة للدفاع عن النفس، ولكن هذا ليس بالضرورة أن يكون شخصية نرجسية.

جيّد -بُنيّتي- أنك تحاولين التكيّف وتعديل السلوك، فهذا أمرٌ ممكن ووارد، وأدعو الله تعالى أن يساعدك على تحقيق هذا، وأيضًا أسعدني أنك تجاوزت، وتعايشت مع الحرمان العاطفي الذي عشته في حياتك.

الصفات لدى الناس إما صفات فطرية أو مكتسبة، فالمكتسة هي التي يتصف بها بسبب البيئة التي يعيشها، كما هو الحال عندك، والجميل أن الصفات المكتسبة يمكن أن تتغير، ويستطيع الشخص تبديلها بالصفات الحسنة، نعم قد يكون هناك شيء من الصعوبة، ولكن التغيير ممكن، ومن أجل ذلك يمكنك قراءة الآيات والأحاديث التي تحث على حسن الخلق، قال الله تعالى مادحاً نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَإنّكَ لَعلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وقال تعالى: (وَلوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ القَلْبِ لَانفَضّوا مِنْ حَوْلِك) فالسماحة وحسن الخلق من أعظم الصفات التي يرفع الله بها الدرجات، قال صلى الله عليه وسلم: (البر حسن الخلق) رواه مسلم، والبر كلمة جامعة لمعاني الدين، وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق) رواه أصحاب السنن.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُيَسّر أمرك، ويُريح بالك، ويُلهمك صواب الرأي والقول والعمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً