الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في تصميم صوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، واستعماله في الفيديوهات أو الإعلانات المباحة؛ وذلك عملاً بأصل الجواز، فإن الأصل في معاملات الناس وعقودهم: الإباحة، والصحة، فلا يحرم ولا يفسد منها إلا ما دلَّ الدليل الشرعي على حرمته أو فساده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «اقتضاء الصراط المستقيم»: الأصل الذي بنى الإمام أحمد وغيره من الأئمة عليه مذاهبهم أن أعمال الخلق تنقسم إلى: عبادات يتخذونها دينًا، ينتفعون بها في الآخرة، أو في الدنيا والآخرة، وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم.
فالأصل في العبادات: أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله.
والأصل في العادات: أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله. اهـ. وانظر للفائدة الفتويين: 388999، 475054.
ويستثنى من هذا الأصل ما كان فيه محظور شرعي، كتقليد صوت شخص معين، بحيث أن من يسمعه يظن أن هذا الشخص المعين هو المتكلم، فلا يجوز ذلك؛ لما فيه من التعدي على خصوصية هذا الشخص، كما بينّاه في الفتوى: 481546.
والله أعلم.