باب مجانبة أهل الأهواء.
قال الله سبحانه وتعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ) ، وقال الله تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) ، وقال الله عز وجل: (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ) ، وقال الله عز وجل: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا ) ، أي: صاروا أحزابا وفرقا على غير دين ولا مذهب، وقيل: اختلفوا في الاعتقاد والمذاهب.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير في قوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=45أولي الأيدي والأبصار ) ، قال: الأيدي: القوة في العمل، والأبصار: بصراء بما هم فيه من دينهم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7منه آيات محكمات ) ، قال: الحلال، والحرام.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وأخر متشابهات ) يصدق بعضها بعضا، كقوله سبحانه
[ ص: 220 ] وتعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26وما يضل به إلا الفاسقين ) ، وكقوله تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) ، وكقوله تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا زادهم هدى ) .
106 - قال الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الحسين بن مسعود، رحمه الله: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15323عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15420أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14898محمد بن يوسف، نا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل، نا
nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة، نا
nindex.php?page=showalam&ids=17353يزيد بن إبراهيم التستري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها، قالت:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654183nindex.php?page=treesubj&link=28911_28974_32510تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من [ ص: 221 ] عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ) ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة بن قعنب. وابن أبي مليكة اسمه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أبو بكر القرشي التيمي الأحول، كان قاضيا على عهد
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير، ويقال: كنيته أبو محمد، مات سنة سبع عشرة ومائة.
وقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7آيات محكمات ) أي: غير منسوخات، وقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=1آيات الكتاب الحكيم ) أي: المحكم.
وقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1أحكمت آياته ثم فصلت ) أي: أحكمت بالأمر والنهي، والحلال والحرام، ثم فصلت بالوعد والوعيد.
[ ص: 222 ] .
وقيل: المحكم: هو الذي يعرف بظاهره معناه.
وأما المتشابه، ففيه أقاويل، أحدها: ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وجماعة: ما أشتبه منه، فلم يتلق معناه من لفظه، وذلك على ضربين: أحدهما: إذا رد إلى المحكم عرف معناه، والآخر: ما لا سبيل إلى معرفة كنهه، والوقوف على حقيقته، ولا يعلمه إلا الله، وهو الذي يتبعه أهل الزيغ يبتغون تأويله، كالإيمان بالقدر والمشيئة، وعلم الصفات ونحوها مما لم نتعبد به، ولم يكشف لنا عن سره، فالمتبع لها مبتغ للفتنة، لأنه لا ينتهي منه إلى حد تسكن إليه نفسه، والفتنة: الغلو في التأويل المظلم.
وقوله سبحانه وتعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هن أم الكتاب ) أي: معظمه، يقال لمعظم الطريق: أم الطريق، وقوله عز وجل: (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59حتى يبعث في أمها رسولا ) أي: في معظمها.
بَابُ مُجَانَبَةِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ.
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ) ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=17فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ) ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ) ، أَيْ: صَارُوا أَحْزَابًا وَفِرَقًا عَلَى غَيْرِ دِينٍ وَلَا مَذْهَبٍ، وَقِيلَ: اخْتَلَفُوا فِي الِاعْتِقَادِ وَالْمَذَاهِبِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=45أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ ) ، قَالَ: الْأَيْدِي: الْقُوَّةُ فِي الْعَمَلِ، وَالْأَبْصَارُ: بُصَرَاءُ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنْ دِينِهِمْ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ) ، قَالَ: الْحَلَالُ، وَالْحَرَامُ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
[ ص: 220 ] وَتَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ) ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى ) .
106 - قَالَ الشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُودٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15323عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15420أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14898مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=15020عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=17353يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14946الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654183nindex.php?page=treesubj&link=28911_28974_32510تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابَ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلِهِ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ [ ص: 221 ] عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ) ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ".
هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ أَيْضًا، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15020عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْأَحْوَلُ، كَانَ قَاضِيًا عَلَى عَهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ.
وَقَوْلُهُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ) أَيْ: غَيْرُ مَنْسُوخَاتٍ، وَقَوْلُهُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=1آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ) أَيِ: الْمُحْكَمِ.
وَقَوْلُهُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ) أَيْ: أُحْكِمَتْ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، ثُمَّ فُصِّلَتْ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ.
[ ص: 222 ] .
وَقِيلَ: الْمُحْكَمُ: هُوَ الَّذِي يُعْرَفُ بِظَاهِرِهِ مَعْنَاهُ.
وَأَمَّا الْمُتَشَابِهُ، فَفِيهِ أَقَاوِيلُ، أَحَدُهَا: مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ وَجَمَاعَةٌ: مَا أَشْتَبِهُ مِنْهُ، فَلَمْ يُتَلَقَّ مَعْنَاهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَذَلِكَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحَدِهِمَا: إِذَا رُدَّ إِلَى الْمُحْكَمِ عُرِفَ مَعْنَاهُ، وَالْآخَرِ: مَا لَا سَبِيلَ إِلَى مَعْرِفَةِ كُنْهِهِ، وَالْوُقُوفِ عَلَى حَقِيقَتِهِ، وَلَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَّبِعُهُ أَهْلُ الزَّيْغِ يَبْتَغُونَ تَأْوِيلَهُ، كَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ وَالْمَشِيئَةِ، وَعِلْمِ الصِّفَاتِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لَمْ نَتَعَبَّدْ بِهِ، وَلَمْ يُكْشَفْ لَنَا عَنْ سِرِّهِ، فَالْمُتَّبِعُ لَهَا مُبْتَغٍ لِلْفِتْنَةِ، لِأَنَّهُ لَا يَنْتَهِي مِنْهُ إِلَى حَدٍّ تَسْكُنُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، وَالْفِتْنَةُ: الْغُلُوُّ فِي التَّأْوِيلِ الْمُظْلِمِ.
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) أَيْ: مُعْظَمُهُ، يُقَالُ لِمُعْظَمِ الطَّرِيقِ: أُمُّ الطَّرِيقِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا ) أَيْ: فِي مُعْظَمِهَا.