أنبأنا أحمد بن قريش بن عبد العزيز ، حدثنا إبراهيم بن محمد الذهلي ، عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس، قال: صحبت nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك من خراسان إلى بغداد، فما رأيته أكل وحده.

حدثنا محمد بن عثمان العقبي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية ، حدثنا عصام بن عمرو أبو حميد الطائي ، حدثنا عمرو بن هانئ، قال: nindex.php?page=treesubj&link=24547_28341_19913كان رافع بن عميرة بن عمرو السنبسي - فخذ من طيئ - يغدي أهل ثلاثة مساجد، ويعشيهم، يوما بثرائد، ويوما برطبة، يعني الحيس، وما له قميص إلا قميص هو لجمعته، وهو للبيت.  

[ ص: 261 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم - رضي الله عنه - : nindex.php?page=treesubj&link=24547يجب على العاقل ابتغاء الأضياف، وبذل الكسر؛  لأن نعمة الله إذا لم تصن بالقيام في حقوقها ترجع من حيث بدأت، ثم لا ينفع من زالت عنه التلهف عليها، ولا الإفكار في الظفر بها، وإذا أدى حق الله فيها استجلب النماء والزيادة، واستذخر الأجر في القيامة، واستقصر إطعام الطعام.

وعنصر قرى الضيف هو nindex.php?page=treesubj&link=24549ترك استحقار القليل، وتقديم ما حضر للأضياف؛  لأن من حقر منع، مع إكرام الضيف بما قدر عليه، وترك الادخار عنه.

ولقد حدثني كامل بن مكرم ، حدثنا محمد بن يعقوب الفرجي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12191الوليد بن شجاع ، حدثنا عقبة بن علقمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16875ومبشر بن إسماعيل أنهما سألا nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي: nindex.php?page=treesubj&link=24549ما إكرام الضيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام.  

وأنشدني الكريزي في قوم لم يكونوا يضيفون:

أقاموا الديدبان على يفاع وقالوا: لا تنم للديدبان     إذا أبصرت شخصا من بعيد
فصفق بالبنان على البنان     تراهم خشية الأضياف خرسا
يصلون الصلاة بلا أذان

قال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم - رضي الله عنه - : أبخل البخلاء من بخل بإطعام الطعام، كما أن من أجود الجود بذله، ومن ضن بما لا بد للجثة منه، ولا تربو النفس إلا عليه: كان بغيره أبخل، وعليه أشح.

ومن nindex.php?page=treesubj&link=24549إكرام الضيف طيب الكلام، وطلاقة الوجه، والخدمة بالنفس،  فإنه لا يذل من خدم أضيافه، كما لا يعز من استخدمهم، أو طلب لقراه أجرا.

وأنشدني كامل بن مكرم، أنشدني محمد بن سهيل:

وإني لطلق الوجه للمبتغي القرى     وإن فنائي للقرى لرحيب
أضاحك ضيفي عند إنزال رحله     فيخصب عندي، والمحل جديب [ ص: 262 ]
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى     ولكنما وجه الكريم خصيب

وأنشدني الأبرش:

لا تبخلن بدنيا، وهي مقبلة     فليس ينقصها التبذير والسرف
وإن تولت فأحرى أن تجود بها     فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف

أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاسِرْجِسَ، قَالَ: صَحِبْتُ nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنَ الْمُبَارَكِ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى بَغْدَادَ، فَمَا رَأَيْتُهُ أَكَلَ وَحْدَهُ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُقَبِيُّ ، حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=11807أَبُو أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو حُمَيْدٍ الطَّائِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: nindex.php?page=treesubj&link=24547_28341_19913كَانَ رَافِعُ بْنُ عُمَيْرَةَ بْنِ عَمْرٍو السِّنْبِسِيُّ - فَخِذٌ مِنْ طَيِّئٍ - يُغَدِّي أَهْلَ ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ، وَيُعَشِّيهِمْ، يَوْمًا بِثَرَائِدَ، وَيَوْمًا بِرَطْبَةٍ، يَعْنِي الْحَيْسَ، وَمَا لَهُ قَمِيصٌ إِلَّا قَمِيصٌ هُوَ لِجُمُعَتِهِ، وَهُوَ لِلْبَيْتِ.  

[ ص: 261 ] قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13053أَبُو حَاتِمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : nindex.php?page=treesubj&link=24547يَجِبُ عَلَى الْعَاقِلِ ابْتِغَاءُ الْأَضْيَافِ، وَبَذْلُ الْكِسَرِ؛  لِأَنَّ نِعْمَةَ اللَّهِ إِذَا لَمْ تُصَنْ بِالْقِيَامِ فِي حُقُوقِهَا تَرْجِعُ مِنْ حَيْثُ بَدَأَتْ، ثُمَّ لَا يَنْفَعُ مَنْ زَالَتْ عَنْهُ التَّلَهُّفُ عَلَيْهَا، وَلَا الْإِفْكَارُ فِي الظَّفَرِ بِهَا، وَإِذَا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ فِيهَا اسْتَجْلَبَ النَّمَاءَ وَالزِّيَادَةَ، وَاسْتَذْخَرَ الْأَجْرَ فِي الْقِيَامَةِ، وَاسْتَقْصَرَ إِطْعَامَ الطَّعَامِ.

وَعُنْصُرُ قِرَى الضَّيْفِ هُوَ nindex.php?page=treesubj&link=24549تَرْكُ اسْتِحْقَارِ الْقَلِيلِ، وَتَقْدِيمُ مَا حَضَرَ لِلْأَضْيَافِ؛  لِأَنَّ مَنْ حَقَّرَ مَنَعَ، مَعَ إِكْرَامِ الضَّيْفِ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ، وَتَرْكِ الِادِّخَارِ عَنْهُ.

وَلَقَدْ حَدَّثَنِي كَامِلُ بْنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَرَجِيُّ ، حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=12191الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16875وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُمَا سَأَلَا nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيَّ: nindex.php?page=treesubj&link=24549مَا إِكْرَامُ الضَّيْفِ؟ قَالَ: طَلَاقَةُ الْوَجْهِ، وَطِيبُ الْكَلَامِ.  

وَأَنْشَدَنِي الْكُرَيْزِيُّ فِي قَوْمٍ لَمْ يَكُونُوا يُضِيفُونَ:

أَقَامُوا الدَّيْدَبَانَ عَلَى يِفَاعِ وَقَالُوا: لَا تَنَمْ لِلدَّيْدَبَانِ     إِذَا أَبْصَرْتَ شَخْصًا مِنْ بَعِيدٍ
فَصَفِّقْ بِالْبَنَانِ عَلَى الْبَنَانِ     تَرَاهُمْ خَشْيَةَ الْأَضْيَافِ خُرْسًا
يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ بِلَا أَذَانِ

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13053أَبُو حَاتِمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَبْخَلُ الْبُخَلَاءِ مَنْ بَخِلَ بِإِطْعَامِ الطَّعَامِ، كَمَا أَنَّ مِنْ أَجْوَدِ الْجُودِ بَذْلُهُ، وَمَنْ ضَنَّ بِمَا لَا بُدَّ لِلْجُثَّةِ مِنْهُ، وَلَا تَرْبُو النَّفْسُ إِلَّا عَلَيْهِ: كَانَ بِغَيْرِهِ أَبْخَلَ، وَعَلَيْهِ أَشَحَّ.

وَمِنْ nindex.php?page=treesubj&link=24549إِكْرَامِ الضَّيْفِ طِيبُ الْكَلَامِ، وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ، وَالْخِدْمَةُ بِالنَّفْسِ،  فَإِنَّهُ لَا يُذَلُّ مَنْ خَدَمَ أَضْيَافَهُ، كَمَا لَا يُعَزُّ مَنِ اسْتَخْدَمَهُمْ، أَوْ طَلَبَ لِقِرَاهُ أَجْرًا.

وَأَنْشَدَنِي كَامِلُ بْنُ مُكْرَمٍ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُهَيْلٍ:

وَإِنِّي لَطَلْقُ الْوَجْهِ لِلْمُبْتَغِي الْقِرَى     وَإِنَّ فِنَائِي لِلْقِرَى لَرَحِيبُ
أُضَاحِكُ ضَيْفِي عِنْدَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ     فَيَخْصِبُ عِنْدِي، وَالْمَحَلُّ جَدِيبُ [ ص: 262 ]
وَمَا الْخِصْبُ لِلْأَضْيَافِ أَنْ يَكْثُرَ الْقِرَى     وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الْكَرِيمِ خَصِيبُ

وَأَنْشَدَنِي الْأَبْرَشُ:

لَا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيَا، وَهِيَ مُقْبِلَةٌ     فَلَيْسَ يَنْقُصُهَا التَّبْذِيرُ وَالسَّرَفُ
وَإِنْ تَوَلَّتْ فَأَحْرَى أَنْ تَجُودَ بِهَا     فَالْحَمْدُ مِنْهَا إِذَا مَا أَدْبَرَتْ خَلَفُ