وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28833الغلاة في العصمة يعرضون عما أمروا به من طاعة أمرهم والاقتداء بأفعالهم
[1] . إلى ما نهوا عنه من الغلو والإشراك بهم فيتخذونهم أربابا من دون الله يستغيثون بهم في مغيبهم وبعد مماتهم وعند قبورهم ، ويدخلون فيما حرمه الله تعالى ورسوله من العبادات الشركية التي ضاهوا بها
النصارى .
وقد ثبت في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=32425عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال عند موته : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [ ص: 436 ] يحذر ما فعلوه . قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدا [2] \ 472 . .
وفي الصحيحين أيضا أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=650409ذكر له في مرضه كنيسة بأرض الحبشة وذكر [ ص: 436 ] حسنها وتصاوير فيها فقال : " إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة "
[3] . .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=401جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال قبل أن يموت بخمس : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=936300ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ، وإني أبرأ إلى كل خليل من خليله ، ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن صاحبكم خليل الله ، يعني نفسه "
[4] . .
وفي السنن عنه أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=99785لا تتخذوا قبري عيدا ، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني "
[5] . .
وفي الموطأ وغيره أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=707584اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
[6] ) . .
وفي المسند وصحيح
أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=60037إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد "
[7] ) . .
[ ص: 437 ] وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=910474عن أبي هياج الأسدي قال : قال لي nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=32914أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته [8] . ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=910474فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، وأرسل nindex.php?page=showalam&ids=8علي في خلافته من يفعل مثل ما أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسوي القبور المشرفة ويطمس التماثيل ، فإن هذه وهذه
nindex.php?page=treesubj&link=29433_33650من أسباب الشرك وعبادة الأوثان . قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وقد أضلوا كثيرا ) [ سورة نوح : 23 ، 24 ] . قال غير واحد من السلف : كان هؤلاء قوما صالحين في قوم
نوح ، فلما ماتوا وعكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم من دون الله
[9] . .
nindex.php?page=treesubj&link=28695فالمشاهد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين من العامة ومن أهل البيت كلها من البدع المحدثة المحرمة في دين الإسلام ، وإنما أمر الله أن يقصد لعبادته وحده لا شريك له المساجد لا المشاهد .
قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل [ ص: 438 ] مسجد وادعوه مخلصين له الدين ) [ سورة الأعراف : 29 ] ، وقال تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) [ سورة التوبة : 17 - 18 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) [ سورة الجن : 18 ] ، ومثل هذا في القرآن كثير .
nindex.php?page=treesubj&link=28696وزيارة القبور على وجهين : زيارة أهل التوحيد المتبعين للرسل ، وزيارة أهل البدع والشرك .
فالأولى مقصودها أن يسلم على الميت ويدعى له ، وزيارة قبره بمنزلة الصلاة عليه إذا مات ، يقصد بها الدعاء له ، والله سبحانه يثيب هذا الداعي له عند قبره كما يثيب الداعي إذا صلى عليه وهو على سريره .
والثانية مقصودها أن يطلب منه الحوائج ، أو يقسم على الله ، أو يظن أن
nindex.php?page=treesubj&link=28698دعاء الله عند قبره أقرب إلى الإجابة ، فهذا كله من البدع المنكرة باتفاق أئمة المسلمين ، ولم يكن شيء من هذا على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ، بل كان المسلمون لما فتحوا أرض
الشام والعراق وغيرهما إذا وجدوا قبرا يقصد الدعاء عنده غيبوه ، كما وجدوا بتستر قبر دانيال فحفروا له بالنهار ثلاثة عشر قبرا ودفنوه بالليل في واحد منها ، وكان مكشوفا وكان الكفار يستسقون به ، فغيبه المسلمون لأن هذا من الشرك انظر الخبر وتعليقنا عليه 1 \ 480 - 481 . .
[ ص: 439 ] وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=674733لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها "
[10] . ، فنهى عن
nindex.php?page=treesubj&link=28698الصلاة إليها لما فيه من مشابهة المشركين الذين يسجدون لها ، وفي السنن والمسند قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=662661الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام "
[11] . .
nindex.php?page=treesubj&link=28698والسبب الذي من أجله نهي عن الصلاة في المقبرة في أصح قولي العلماء هو سد ذريعة الشرك ، كما نهي عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان ، والمشركون يسجدون لها حينئذ ، فنهى عن قصد الصلاة في هذا الوقت لما في ذلك من المشابهة لهم في الصورة وإن اختلف القصد .
كذلك نهى عن
nindex.php?page=treesubj&link=28698الصلاة في المقبرة لله لما فيه من مشابهة من يتخذ القبور مساجد ، وأن المصلى لله لا يقصد ذلك سدا للذريعة . فأما إذا قصد ليصلي هناك ليدعو
[12] . عند القبور ظنا أن هذا الدعاء هناك أجوب ، فهذا ضلال بإجماع المسلمين ، وهو مما حرمه الله ورسوله .
وأبلغ من ذلك أن يدعى ويقسم على الله بالميت ، وأبلغ من ذلك أن
[ ص: 440 ] يسأل الله به ونحو ذلك ، وأبلغ من ذلك أن يسافر إليه من مكان بعيد لهذا القصد ، أو ينذر له أو لمن عنده دهن أو شمع أو ذهب أو فضة أو قناديل أو ستور ، فهذا كله من نذور أهل الشرك ولا يجوز مثل هذا النذر باتفاق المسلمين ولا الوفاء به ، كما ثبت في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=656202من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه "
[13] . .
ولا يجوز أن ينذر أحد إلا طاعة ، ولا يجوز أن ينذرها إلا لله ، فمن نذر لغير الله فهو مشرك ، كمن صام لغير الله وسجد لغير الله ،
nindex.php?page=treesubj&link=28695ومن حج إلى قبر من القبور فهو مشرك ، بل لو سافر إلى مسجد لله غير المساجد الثلاثة ليعبد الله فيها كان عاصيا لله ورسوله ، فكيف إذا سافر إلى غير الثلاثة ليشرك بالله ! وفي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=659391لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا "
[14] ) . .
[ ص: 441 ] ولهذا قال غير واحد من العلماء : إن السفر لزيارة المشاهد سفر معصية ، ومن لم يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=17757القصر في سفر المعصية منهم من لم يجوزه ، لا سيما إذا سمي ذلك حجا وصنفت فيه مصنفات وسميت مناسك حج المشاهد . ومن هؤلاء من يفضل قصد المشاهد وحجها والسفر إليها على حج بيت الله الحرام الذي فرض الله حجه على الناس .
وهذا أمر قد وقع فيه الغلاة في المشايخ والأئمة المنتسبين إلى السنة وإلى
الشيعة ، حتى إن الواحد من هؤلاء في بيته يصلي لله الصلاة المفروضة بقلب غافل لاه ، ويقرأ القرآن بلا تدبر ولا خشوع ، وإذا زار قبر من يغلو فيه بكى وخشع ، واستكان وتضرع ، وانتحب ودمع ، كما يقع إذا سمع المكاء والتصدية الذي كان للمشركين عند البيت .
وكثير من هؤلاء لا يحج لأجل ما أمر الله به ورسوله من حج البيت العتيق ، بل لقصد زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يزور شيوخه وأئمته ، ونحو ذلك .
والأحاديث المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في زيارة قبره ، كلها ضعيفة بل موضوعة ، فلم يخرج أهل الصحيحين والسنن المشهورة شيئا منها ، ولا استدل بشيء منها أحد من أئمة المسلمين ، وإنما اعتمدوا على ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=673668ما من رجل [ ص: 442 ] يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام "
[15] . .
وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر هذا عاما مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبينه فقال : "
ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام "
[16] . .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=943891 " إن الله وكل بقبري ملائكة تبلغني عن أمتي السلام "
[17] ) . .
وفي السنن سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود وغيره - عن
أوس الثقفي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=678140أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة [ ص: 443 ] علي " ; قالوا : كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ - أي قد صرت رميما - فقال : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء "
[18] . .
فهذا المعروف عنه في السنن : هو الصلاة والسلام عليه كما أمر الله تعالى بذلك في كتابه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) [ سورة الأحزاب : 56 ] ، وقد ثبت في الصحيح أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911132من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا "
[19] .
لكن إذا صلى وسلم عليه من بعيد بلغ ذلك ، وإذا سلم عليه من قريب سمع هو سلام المسلم عليه .
ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم إذا أتى أحدهم قبره سلم عليه وعلى صاحبيه ، كما كان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يقول : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ، السلام عليك يا أبه ، ولم يكن أحد منهم يقف يدعو لنفسه مستقبل القبر .
[ ص: 444 ] ولهذا اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم على أنه إذا سلم عليه وأراد أن يدعو استقبل القبلة ودعا ولا يدعو مستقبل القبر . ثم قالت طائفة
nindex.php?page=showalam&ids=11990كأبي حنيفة : إذا سلم عليه يستقبل القبلة أيضا ويستدير القبر ويجعله عن يساره ، وقال الأكثرون -
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وغيرهم - بل عند السلام يستقبل القبر ويستدبر الكعبة ، وأما عند الدعاء فإنما يدعو الله وحده كما يصلي لله وحده فيستقبل القبلة ، كما يستقبل القبلة إذا دعا بعرفة
والصفا والمروة وعند الجمرات .
وكره
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس وغيره أن يقول القائل : زرت قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك أن هذا اللفظ قد يراد به ما هو منهي عنه من الزيارة البدعية كالزيارة لطلب الحوائج منه ، فكرهوا أن يتكلم بلفظ يتضمن شركا أحدثه الناس في هذا اللفظ من المعاني الفاسدة ، وإن كان لفظ الزيارة إذا عني به الزيارة الشرعية لا بأس به . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه لم ير أحدا من السلف يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لنفسه وغير هذا من البدع ، وقال : إنما يصلح آخر هذه الأمة ما أصلح أولها .
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك قد أدرك التابعين
بالمدينة وغيرها ، وهم كانوا أعلم خلق الله إذ ذاك بما يجب من حق الله وحق رسوله .
فإذا كان هذا
[20] في حق خير خلق الله ، وأكرمهم على الله ، وسيد ولد آدم ، وصاحب لواء الحمد الذي
آدم ومن دونه تحت لوائه يوم القيامة ، وهو خطيب الأنبياء إذا وفدوا على ربهم ، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا ، وهو صاحب المقام المحمود يوم القيامة الذي يغبطه به الأولون والآخرون ،
[ ص: 445 ] وهو خاتم النبيين وأفضل المرسلين ، أرسله الله بأفضل شريعة إلى خير أمة أخرجت للناس ، وأنزل عليه أفضل كتبه وجعله مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، الذي هدى الله به الخلق وأخرجهم به من الظلمات إلى النور وهداهم به إلى صراط العزيز الحميد ، وهو الذي فرق الله به بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال والغي والرشاد وطريق الجنة وطريق النار ، وهو الذي قسم الله به عباده إلى شقي وسعيد : فالسعيد من آمن به وأطاعه والشقي من كذبه وعصاه ، وعلق به النجاة والسعادة فلا سبب ينجو به العبد من عذاب الله وينال السعادة في الدنيا والآخرة ممن بلغته دعوته وقامت عليه الحجة برسالته إلا من آمن به واتبع النور الذي أنزل معه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) [ سورة الأعراف : 156 ، 157 ] .
وقد بين الله على لسانه ما يستحقه الله من الحقوق التي لا تصلح إلا لله وما يستحقه الرسول من الحقوق ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ) [ سورة الفتح : 8 ، 9 ] ، فالإيمان بالله والرسول ، والتعزير والتوقير
[ ص: 446 ] للرسول ، والتسبيح بكرة وأصيلا لله وحده ; قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=52ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) [ سورة النور : 52 ] ، فجعل الطاعة لله والرسول ، والخشية والتقوى لله وحده .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون ) [ سورة التوبة : 59 ] ، فجعل الإيتاء لله والرسول لأن المراد به الإيتاء الشرعي وهو ما أباحه الله على لسان رسوله بخلاف من آتاه الملك خلقا وقدرا ولم يطع الله ورسوله فيه ، فإن ذلك مذموم مستحق للعقاب وإن كان قد آتاه الله ذلك خلقا وقدرا ، وأما من رضي بما آتاه الله ورسوله فهو ممن رضي بما أحله الله ورسوله ، ولم يطلب ما حرم عليه ، كالذين قال الله فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله ) [ سورة التوبة : 58 ، 59 ] ، ولم يقل : ورسوله ، لأن الله وحده كاف عبده ، كما قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده ) [ سورة الزمر : 36 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) [ سورة آل عمران : 1173 ] ، ثم دعاهم إلى أن يقولوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59سيؤتينا الله من فضله ورسوله ) [ سورة التوبة : 59 ] ، فذكر أن الرسول ( يؤتيهم )
[21] ، وأن ذلك من فضل الله وحده ، لم يقل : من فضله وفضل رسوله ، ثم ذكر قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59إنا إلى الله راغبون ) [ سورة التوبة : 59 ] ، ولم
[ ص: 447 ] يقل : ورسوله ، كما قال في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فإذا فرغت فانصب nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وإلى ربك فارغب ) [ سورة الشرح : 7 ، 8 ] .
وأما ما في القرآن من ذكر عبادته وحده ، ودعائه وحده ، والاستعانة به وحده ، والخوف منه وحده ، فكثير كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=39ولا يخشون أحدا إلا الله ) [ سورة الأحزاب : 39 ] ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51فإياي فارهبون ) [ سورة النحل : 51 ] ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=41وإياي فاتقون ) [ سورة البقرة : 175 ] ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) [ سورة آل عمران : 175 ] ، وكذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=213فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) [ سورة الشعراء : 213 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) [ سورة النساء : 36 ] .
وأما المحبة فهي لله ورسوله ، والإرضاء لله والرسول ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=24أحب إليكم من الله ورسوله ) [ سورة التوبة : 24 ] ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ) [ سورة التوبة : 62 ] ، فالرسول علينا أن نحبه وعلينا أن نرضيه ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650014لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين "
[22] . ; وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=30491_28750الطاعة لله والرسول ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [ سورة النساء : 80 ] .
والعبادات بأسرها : الصلاة والسجود والطواف والدعاء والصدقة
[ ص: 448 ] والنسك والذي لا يصلح إلا لله ولم يخص الله بقعة تفعل الصلاة فيها إلا المساجد : لا مقبرة ولا مشهدا ولا مغارة ولا مقام نبي ولا غير ذلك ، ولا خص بقعة غير المساجد بالذكر والدعاء إلا مشاعر الحج : لا قبر نبي ولا صالح ولا مغارة ولا غير ذلك ، ولا يقبل على وجه الأرض شيء عبادة لله إلا الحجر الأسود ولا يتمسح إلا به وبالركن اليماني ، ولا يستلم الركنان الشاميان وهما من البيت فكيف غيرهما ؟ وقد طاف
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية ، فجعل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية يستلم الأركان الأربعة ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=651505لم يستلم إلا الركنين اليمانيين . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية : ليس من البيت شيء مهجورا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية : صدقت
[23] . ، ورجع إلى قوله .
nindex.php?page=treesubj&link=20682_28678فالعبادات مبناها على أصلين : أحدهما : أن لا يعبد إلا الله وحده - لا نعبد من دونه شيئا : لا ملكا ولا نبيا ولا صالحا ولا شيئا من المخلوقات ; والثاني أن نعبده بما أمرنا به على لسان رسوله - لا نعبده ببدع لم يشرعها الله ورسوله .
والعبادات تتضمن كمال الحب وكمال الخضوع ، فمن أحب شيئا من المخلوقات كما يحب الخالق فهو مشرك ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )
[ ص: 449 ] [ سورة البقرة : 165 ] ، وفي الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=673889عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " ، قلت : ثم أي ؟ قال : " ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " . قلت : ثم أي ؟ قال ثم أن تزاني بحليلة جارك " . فأنزل الله تصديق ذلك : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون [ سورة الفرقان : 68 ]
[24] 87 . .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بالعبادة في المساجد وذكر فضل الصلاة في الجماعة ورغب في ذلك ، ولم يأمر قط بقصد مكان لأجل نبي ولا صالح ، بل نهى عن اتخاذها مساجد ، فلا يجوز أن تقصد للصلاة فيها والدعاء وهذا كله لتحقيق التوحيد وإخلاص الدين لله ، فقد
قال بعض الناس يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أو بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون [ سورة البقرة : 168 ]
[25] . .
[ ص: 4450 ] وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657752أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "
[26] . ، وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=673043ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ حتى يطلع الفجر "
[27] . .
فالرسل صلوات الله عليهم وسلامه أمروا الناس بعبادة الله وحده لا شريك له وسؤاله ودعائه ، ونهوا أن يدعى أحد من دون الله تعالى . وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502854أحب البقاع إلى الله تعالى المساجد وأبغضها إلى الله تعالى الأسواق "
[28] . ، يعني البقاع التي كانت تكون في مدينته ونحوها ، ولم يكن
بالمدينة لا حانة ولا كنيسة ولا موضع شرك وهذه المواضع شر من الأسواق .
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=684496شرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد " ; هذا إذا بني المسجد
[ ص: 451 ] المسمى مشهدا على قبر صحيح ، فكيف وكثير من هذه المشاهد المبنية على ( قبور )
[29] . الأنبياء والصالحين من الصحابة والقرابة وغيرهم كذب ؟ وكثير منها مختلف فيه لا يتوثق فيه بنقل ينقل في ذلك مما يوجد
بالشام والعراق وخراسان وغير ذلك ، والسبب في خفائها وكثرة الخلاف فيها أن الله حفظ الدين الذي بعث به رسوله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ سورة الحجر : 9 ] ، واتخاذ هذه معابد ليس من الدين ، فلهذا لم يحفظ هذه المقامات والمشاهد ، بل
nindex.php?page=treesubj&link=28833مبني أمرهم على الجهل والضلال ، وإنما يستند أهلها إلى منامات تكون من الشياطين أو إلى ( أخبار إما )
[30] . مكذوبة ، وإما منقولة عمن ليس قوله حجة .
والشياطين تضل أهلها كما تضل عباد الأصنام ، فتارة تكلمهم ، وتارة تتراءى لهم ، وتارة تقضي بعض حوائجهم ، وتارة تصيح وتحرك السلاسل التي فيها القناديل وتطفئ القناديل ، وتارة تفعل أمورا أخر كما تفعل عبادة الأوثان التي كانت للعرب ، وهي اليوم تفعل مثل ذلك في أوثان
الترك والصين والسودان وغيرهم فيظنون أن ذلك هو الميت أو ملك صور على صورته ، وإنما هو شيطان أضلهم بالشرك ، كما يجري ذلك لعباد الأصنام المصورة على صورة الآدميين ، وهذا باب واسع ليس هذا موضع استقصائه ]
[31] . .
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28833الْغُلَاةُ فِي الْعِصْمَةِ يُعْرِضُونَ عَمَّا أُمِرُوا بِهِ مِنْ طَاعَةِ أَمْرِهِمْ وَالِاقْتِدَاءِ بِأَفْعَالِهِمْ
[1] . إِلَى مَا نُهُوا عَنْهُ مِنَ الْغُلُوِّ وَالْإِشْرَاكِ بِهِمْ فَيَتَّخِذُونَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ يَسْتَغِيثُونَ بِهِمْ فِي مَغِيبِهِمْ وَبَعْدَ مَمَاتِهِمْ وَعِنْدَ قُبُورِهِمْ ، وَيَدْخُلُونَ فِيمَا حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ مِنَ الْعِبَادَاتِ الشِّرْكِيَّةِ الَّتِي ضَاهَوْا بِهَا
النَّصَارَى .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=32425عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ : " لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " [ ص: 436 ] يُحَذِّرُ مَا فَعَلُوهُ . قَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَبْرَزَ قَبْرَهُ وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا [2] \ 472 . .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=650409ذُكِرَ لَهُ فِي مَرَضِهِ كَنِيسَةٌ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَذُكِرَ [ ص: 436 ] حُسْنُهَا وَتَصَاوِيرُ فِيهَا فَقَالَ : " إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ التَّصَاوِيرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
[3] . .
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدُبٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=936300أَلَا إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ ، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خَلِيلِهِ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ ، يَعْنِي نَفْسَهُ "
[4] . .
وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=99785لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا ، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي "
[5] . .
وَفِي الْمُوَطَّأِ وَغَيْرِهِ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=707584اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "
[6] ) . .
وَفِي الْمُسْنَدِ وَصَحِيحِ
أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=60037إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ "
[7] ) . .
[ ص: 437 ] وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=910474عَنْ أَبِي هَيَّاجٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ : قَالَ لِي nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : nindex.php?page=treesubj&link=32914أَمَرَنِي أَنْ لَا أَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتُهُ وَلَا تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتُهُ [8] . ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=910474فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَرْسَلَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ فِي خِلَافَتِهِ مَنْ يَفْعَلُ مِثْلَ مَا أَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُسَوِّيَ الْقُبُورَ الْمُشْرِفَةَ وَيَطْمِسَ التَّمَاثِيلَ ، فَإِنَّ هَذِهِ وَهَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=29433_33650مِنْ أَسْبَابِ الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ) [ سُورَةُ نُوحٍ : 23 ، 24 ] . قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ : كَانَ هَؤُلَاءِ قَوْمًا صَالِحِينَ فِي قَوْمِ
نُوحٍ ، فَلَمَّا مَاتُوا وَعَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ ثُمَّ عَبَدُوهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
[9] . .
nindex.php?page=treesubj&link=28695فَالْمَشَاهِدُ الْمَبْنِيَّةُ عَلَى قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنَ الْعَامَّةِ وَمِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ كُلُّهَا مِنَ الْبِدَعِ الْمُحْدَثَةِ الْمُحَرَّمَةِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ ، وَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُقْصَدَ لِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْمَسَاجِدُ لَا الْمَشَاهِدُ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ [ ص: 438 ] مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [ سُورَةُ الْأَعْرَافِ : 29 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=18إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 17 - 18 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) [ سُورَةُ الْجِنِّ : 18 ] ، وَمِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=28696وَزِيَارَةُ الْقُبُورِ عَلَى وَجْهَيْنِ : زِيَارَةُ أَهْلِ التَّوْحِيدِ الْمُتَّبِعِينَ لِلرُّسُلِ ، وَزِيَارَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالشِّرْكِ .
فَالْأُولَى مَقْصُودُهَا أَنْ يُسَلَّمَ عَلَى الْمَيِّتِ وَيُدْعَى لَهُ ، وَزِيَارَةُ قَبْرِهِ بِمَنْزِلَةِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ إِذَا مَاتَ ، يَقْصِدُ بِهَا الدُّعَاءَ لَهُ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يُثِيبُ هَذَا الدَّاعِيَ لَهُ عِنْدَ قَبْرِهِ كَمَا يُثِيبُ الدَّاعِيَ إِذَا صَلَّى عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ .
وَالثَّانِيَةُ مَقْصُودُهَا أَنْ يُطْلَبَ مِنْهُ الْحَوَائِجُ ، أَوْ يُقْسَمَ عَلَى اللَّهِ ، أَوْ يُظَنَّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28698دُعَاءَ اللَّهِ عِنْدَ قَبْرِهِ أَقْرَبُ إِلَى الْإِجَابَةِ ، فَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ هَذَا عَلَى عَهْدِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، بَلْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَمَّا فَتَحُوا أَرْضَ
الشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَغَيْرِهِمَا إِذَا وَجَدُوا قَبْرًا يُقْصَدُ الدُّعَاءُ عِنْدَهُ غَيَّبُوهُ ، كَمَا وَجَدُوا بِتَسْتُرَ قَبْرَ دَانْيَالَ فَحَفَرُوا لَهُ بِالنَّهَارِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَبْرًا وَدَفَنُوهُ بِاللَّيْلِ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا ، وَكَانَ مَكْشُوفًا وَكَانَ الْكُفَّارُ يَسْتَسْقُونَ بِهِ ، فَغَيَّبَهُ الْمُسْلِمُونَ لِأَنَّ هَذَا مِنَ الشِّرْكِ انْظُرِ الْخَبَرَ وَتَعْلِيقَنَا عَلَيْهِ 1 \ 480 - 481 . .
[ ص: 439 ] وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=674733لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا "
[10] . ، فَنَهَى عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=28698الصَّلَاةِ إِلَيْهَا لِمَا فِيهِ مِنْ مُشَابَهَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهَا ، وَفِي السُّنَنِ وَالْمُسْنَدِ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=662661الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ "
[11] . .
nindex.php?page=treesubj&link=28698وَالسَّبَبُ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ نُهِي عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَقْبَرَةِ فِي أَصَحِّ قَوْلَيِ الْعُلَمَاءِ هُوَ سَدُّ ذَرِيعَةِ الشِّرْكِ ، كَمَا نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَوَقْتَ غُرُوبِهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَالْمُشْرِكُونَ يَسْجُدُونَ لَهَا حِينَئِذٍ ، فَنَهَى عَنْ قَصْدِ الصَّلَاةِ فِي هَذَا الْوَقْتِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْمُشَابَهَةِ لَهُمْ فِي الصُّورَةِ وَإِنِ اخْتَلَفَ الْقَصْدُ .
كَذَلِكَ نَهَى عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=28698الصَّلَاةِ فِي الْمَقْبَرَةِ لِلَّهِ لِمَا فِيهِ مِنْ مُشَابَهَةِ مَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ، وَأَنَّ الْمُصَلَّى لِلَّهِ لَا يَقْصِدُ ذَلِكَ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ . فَأَمَّا إِذَا قَصَدَ لِيُصَلِّيَ هُنَاكَ لِيَدْعُوَ
[12] . عِنْدَ الْقُبُورِ ظَنًّا أَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ هُنَاكَ أَجْوَبُ ، فَهَذَا ضَلَالٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُوَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ .
وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُدْعَى وَيُقْسَمَ عَلَى اللَّهِ بِالْمَيِّتِ ، وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ
[ ص: 440 ] يُسْأَلَ اللَّهُ بِهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ ، وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُسَافَرَ إِلَيْهِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ لِهَذَا الْقَصْدِ ، أَوْ يُنْذَرُ لَهُ أَوْ لِمَنْ عِنْدَهُ دُهْنٌ أَوْ شَمْعٌ أَوْ ذَهَبٌ أَوْ فِضَّةٌ أَوْ قَنَادِيلُ أَوْ سُتُورٌ ، فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ نُذُورِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَا يَجُوزُ مِثْلُ هَذَا النَّذْرِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا الْوَفَاءُ بِهِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=656202مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ "
[13] . .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْذُرَ أَحَدٌ إِلَّا طَاعَةً ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْذُرَهَا إِلَّا لِلَّهِ ، فَمَنْ نَذَرَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ ، كَمَنْ صَامَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَسَجَدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28695وَمَنْ حَجَّ إِلَى قَبْرٍ مِنَ الْقُبُورِ فَهُوَ مُشْرِكٌ ، بَلْ لَوْ سَافَرَ إِلَى مَسْجِدٍ لِلَّهِ غَيْرِ الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ لِيَعْبُدَ اللَّهَ فِيهَا كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَكَيْفَ إِذَا سَافَرَ إِلَى غَيْرِ الثَّلَاثَةِ لِيُشْرِكَ بِاللَّهِ ! وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=659391لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذَا "
[14] ) . .
[ ص: 441 ] وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ : إِنَّ السَّفَرَ لِزِيَارَةِ الْمَشَاهَدِ سَفَرُ مَعْصِيَةٍ ، وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزِ
nindex.php?page=treesubj&link=17757الْقَصْرَ فِي سَفَرِ الْمَعْصِيَةِ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجَوِّزْهُ ، لَا سِيَّمَا إِذَا سُمِّيَ ذَلِكَ حَجًّا وَصُنِّفَتْ فِيهِ مُصَنَّفَاتٌ وَسُمِّيَتْ مَنَاسِكُ حَجِّ الْمَشَاهَدِ . وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُفَضِّلُ قَصْدَ الْمَشَاهَدِ وَحَجَّهَا وَالسَّفَرَ إِلَيْهَا عَلَى حَجِّ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ حَجَّهُ عَلَى النَّاسِ .
وَهَذَا أَمْرٌ قَدْ وَقَعَ فِيهِ الْغُلَاةُ فِي الْمَشَايِخِ وَالْأَئِمَّةِ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَّةِ وَإِلَى
الشِّيعَةِ ، حَتَّى إِنَّ الْوَاحِدَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي بَيْتِهِ يُصَلِّي لِلَّهِ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ بِقَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِلَا تَدَبُّرٍ وَلَا خُشُوعٍ ، وَإِذَا زَارَ قَبْرَ مَنْ يَغْلُو فِيهِ بَكَى وَخَشَعَ ، وَاسْتَكَانَ وَتَضَرَّعَ ، وَانْتَحَبَ وَدَمَعَ ، كَمَا يَقَعُ إِذَا سَمِعَ الْمُكَاءَ وَالتَّصْدِيَةَ الَّذِي كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ عِنْدَ الْبَيْتِ .
وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ لَا يَحُجُّ لِأَجْلِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ حَجِّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، بَلْ لِقَصْدِ زِيَارَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا يَزُورُ شُيُوخَهُ وَأَئِمَّتَهُ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ .
وَالْأَحَادِيثُ الْمَأْثُورَةُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي زِيَارَةِ قَبْرِهِ ، كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ بَلْ مَوْضُوعَةٌ ، فَلَمْ يُخْرِجْ أَهْلُ الصَّحِيحَيْنِ وَالسُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ شَيْئًا مِنْهَا ، وَلَا اسْتَدَلَّ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّمَا اعْتَمَدُوا عَلَى مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=673668مَا مِنْ رَجُلٍ [ ص: 442 ] يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ "
[15] . .
وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ هَذَا عَامًّا مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيَّنَهُ فَقَالَ : "
مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ "
[16] . .
وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ وَغَيْرِهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=943891 " إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَائِكَةً تُبَلِّغُنِي عَنْ أُمَّتَيِ السَّلَامَ "
[17] ) . .
وَفِي السُّنَنِ سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ - عَنْ
أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=678140أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ [ ص: 443 ] عَلَيَّ " ; قَالُوا : كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ - أَيْ قَدْ صِرْتَ رَمِيمًا - فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ لُحُومَ الْأَنْبِيَاءِ "
[18] . .
فَهَذَا الْمَعْرُوفُ عَنْهُ فِي السُّنَنِ : هُوَ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 56 ] ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911132مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا "
[19] .
لَكِنْ إِذَا صَلَّى وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ بَلَغَ ذَلِكَ ، وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ مِنْ قَرِيبِ سَمِعَ هُوَ سَلَامَ الْمُسَلِّمِ عَلَيْهِ .
وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ إِذَا أَتَى أَحَدُهُمْ قَبْرَهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى صَاحِبَيْهِ ، كَمَا كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَهْ ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقِفُ يَدْعُو لِنَفْسِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقَبْرِ .
[ ص: 444 ] وَلِهَذَا اتَّفَقَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَغَيْرُهُمْ عَلَى أَنَّهُ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَدَعَا وَلَا يَدْعُوَ مُسْتَقْبِلَ الْقَبْرِ . ثُمَّ قَالَتْ طَائِفَةٌ
nindex.php?page=showalam&ids=11990كَأَبِي حَنِيفَةَ : إِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ أَيْضًا وَيَسْتَدِيرُ الْقَبْرَ وَيَجْعَلُهُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ -
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمْ - بَلْ عِنْدَ السَّلَامِ يَسْتَقْبِلُ الْقَبْرَ وَيَسْتَدْبِرُ الْكَعْبَةَ ، وَأَمَّا عِنْدَ الدُّعَاءِ فَإِنَّمَا يَدْعُو اللَّهَ وَحْدَهُ كَمَا يُصَلِّي لِلَّهِ وَحْدَهُ فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ ، كَمَا يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ إِذَا دَعَا بِعَرَفَةَ
وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَعِنْدَ الْجَمَرَاتِ .
وَكَرِهَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُ : زُرْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ قَدْ يُرَادُ بِهِ مَا هُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ مِنَ الزِّيَارَةِ الْبِدْعِيَّةِ كَالزِّيَارَةِ لِطَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنْهُ ، فَكَرِهُوا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِلَفْظٍ يَتَضَمَّنُ شِرْكًا أَحْدَثَهُ النَّاسُ فِي هَذَا اللَّفْظِ مِنَ الْمَعَانِي الْفَاسِدَةِ ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الزِّيَارَةِ إِذَا عُنِيَ بِهِ الزِّيَارَةُ الشَّرْعِيَّةُ لَا بَأْسَ بِهِ . وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ أَنَّهُ لَمْ يَرَ أَحَدًا مِنَ السَّلَفِ يَقِفُ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَغَيْرُ هَذَا مِنَ الْبِدَعِ ، وَقَالَ : إِنَّمَا يُصْلِحُ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا .
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ قَدْ أَدْرَكَ التَّابِعِينَ
بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا ، وَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ خَلْقِ اللَّهِ إِذْ ذَاكَ بِمَا يَجِبُ مِنْ حَقِّ اللَّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ .
فَإِذَا كَانَ هَذَا
[20] فِي حَقِّ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ ، وَأَكْرَمِهِمْ عَلَى اللَّهِ ، وَسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ ، وَصَاحِبِ لِوَاءِ الْحَمْدِ الَّذِي
آدَمُ وَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ خَطِيبُ الْأَنْبِيَاءِ إِذَا وَفَدُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، وَإِمَامُ الْأَنْبِيَاءِ إِذَا اجْتَمَعُوا ، وَهُوَ صَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ ،
[ ص: 445 ] وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَفْضَلُ الْمُرْسَلِينَ ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ بِأَفْضَلِ شَرِيعَةٍ إِلَى خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ أَفْضَلَ كُتُبِهِ وَجَعَلَهُ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ، الَّذِي هَدَى اللَّهُ بِهِ الْخَلْقَ وَأَخْرَجَهُمْ بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَهَدَاهُمْ بِهِ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، وَهُوَ الَّذِي فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَبَيْنَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ وَالْغَيِّ وَالرَّشَادِ وَطَرِيقِ الْجَنَّةِ وَطَرِيقِ النَّارِ ، وَهُوَ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ إِلَى شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ : فَالسَّعِيدُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَأَطَاعَهُ وَالشَّقِيُّ مَنْ كَذَّبَهُ وَعَصَاهُ ، وَعَلَّقَ بِهِ النَّجَاةَ وَالسَّعَادَةَ فَلَا سَبَبَ يَنْجُو بِهِ الْعَبْدُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَيَنَالُ السَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِمَّنْ بَلَغَتْهُ دَعْوَتُهُ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِرِسَالَتِهِ إِلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَ النُّورَ الَّذِي أَنْزَلَ مَعَهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [ سُورَةُ الْأَعْرَافِ : 156 ، 157 ] .
وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ مَا يَسْتَحِقُّهُ اللَّهُ مِنَ الْحُقُوقِ الَّتِي لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِلَّهِ وَمَا يَسْتَحِقُّهُ الرَّسُولُ مِنَ الْحُقُوقِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 8 ، 9 ] ، فَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالرَّسُولِ ، وَالتَّعْزِيرُ وَالتَّوْقِيرُ
[ ص: 446 ] لِلرَّسُولِ ، وَالتَّسْبِيحُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا لِلَّهِ وَحْدَهُ ; قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=52وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) [ سُورَةُ النُّورِ : 52 ] ، فَجَعَلَ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ، وَالْخَشْيَةَ وَالتَّقْوَى لِلَّهِ وَحْدَهُ .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 59 ] ، فَجَعَلَ الْإِيتَاءَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْإِيتَاءُ الشَّرْعِيُّ وَهُوَ مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ بِخِلَافِ مَنْ آتَاهُ الْمُلْكَ خَلْقًا وَقَدْرًا وَلَمْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِيهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَذْمُومٌ مُسْتَحِقٌّ لِلْعِقَابِ وَإِنْ كَانَ قَدْ آتَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ خَلْقًا وَقَدْرًا ، وَأَمَّا مَنْ رَضِيَ بِمَا آتَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ مِمَّنْ رَضِيَ بِمَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَلَمْ يَطْلُبْ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ ، كَالَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=58وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 58 ، 59 ] ، وَلَمْ يَقُلْ : وَرَسُولُهُ ، لِأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ كَافٍ عَبْدَهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) [ سُورَةُ الزُّمَرِ : 36 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : 1173 ] ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يَقُولُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 59 ] ، فَذَكَرَ أَنَّ الرَّسُولَ ( يُؤْتِيهِمْ )
[21] ، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَحْدَهُ ، لَمْ يَقُلْ : مِنْ فَضْلِهِ وَفَضْلِ رَسُولِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=59إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 59 ] ، وَلَمْ
[ ص: 447 ] يَقُلْ : وَرَسُولُهُ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) [ سُورَةُ الشَّرْحِ : 7 ، 8 ] .
وَأَمَّا مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ ذِكْرِ عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ ، وَدُعَائِهِ وَحْدَهُ ، وَالِاسْتِعَانَةِ بِهِ وَحْدَهُ ، وَالْخَوْفِ مِنْهُ وَحْدَهُ ، فَكَثِيرٌ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=39وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 39 ] ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) [ سُورَةُ النَّحْلِ : 51 ] ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=41وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) [ سُورَةُ الْبَقَرَةِ : 175 ] ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : 175 ] ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=213فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ) [ سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 213 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) [ سُورَةُ النِّسَاءِ : 36 ] .
وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ فَهِيَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْإِرْضَاءُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=24أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 24 ] ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 62 ] ، فَالرَّسُولُ عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّهُ وَعَلَيْنَا أَنْ نُرْضِيَهُ ، بَلْ قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650014لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "
[22] . ; وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=30491_28750الطَّاعَةُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) [ سُورَةُ النِّسَاءِ : 80 ] .
وَالْعِبَادَاتُ بِأَسْرِهَا : الصَّلَاةُ وَالسُّجُودُ وَالطَّوَافُ وَالدُّعَاءُ وَالصَّدَقَةُ
[ ص: 448 ] وَالنُّسُكُ وَالَّذِي لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِلَّهِ وَلَمْ يَخُصَّ اللَّهُ بُقْعَةً تُفْعَلُ الصَّلَاةُ فِيهَا إِلَّا الْمَسَاجِدَ : لَا مَقْبَرَةً وَلَا مَشْهَدًا وَلَا مَغَارَةً وَلَا مَقَامَ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ ، وَلَا خَصَّ بُقْعَةً غَيْرَ الْمَسَاجِدِ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ إِلَّا مَشَاعِرَ الْحَجِّ : لَا قَبْرَ نَبِيٍّ وَلَا صَالِحٍ وَلَا مَغَارَةً وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ ، وَلَا يُقَبَّلُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ شَيْءٌ عِبَادَةً لِلَّهِ إِلَّا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَلَا يُتَمَسَّحُ إِلَّا بِهِ وَبِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ ، وَلَا يُسْتَلَمُ الرُّكْنَانِ الشَّامِيَّانِ وَهُمَا مِنَ الْبَيْتِ فَكَيْفَ غَيْرُهُمَا ؟ وَقَدْ طَافَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=33وَمُعَاوِيَةُ ، فَجَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ الْأَرْبَعَةَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=651505لَمْ يَسْتَلِمْ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ : لَيْسَ مِنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ مَهْجُورًا ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ : صَدَقْتَ
[23] . ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْلِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=20682_28678فَالْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى أَصْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ - لَا نَعْبُدُ مِنْ دُونِهِ شَيْئًا : لَا مَلَكًا وَلَا نَبِيًّا وَلَا صَالِحًا وَلَا شَيْئًا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ; وَالثَّانِي أَنْ نَعْبُدَهُ بِمَا أَمَرَنَا بِهِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ - لَا نَعْبُدُهُ بِبِدَعٍ لَمْ يُشَرِّعْهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ .
وَالْعِبَادَاتُ تَتَضَمَّنُ كَمَالَ الْحُبِّ وَكَمَالَ الْخُضُوعِ ، فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا يُحِبُّ الْخَالِقَ فَهُوَ مُشْرِكٌ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )
[ ص: 449 ] [ سُورَةُ الْبَقَرَةِ : 165 ] ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=673889عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ " ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ " . قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ " . فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ [ سُورَةُ الْفُرْقَانِ : 68 ]
[24] 87 . .
وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَمَرَ بِالْعِبَادَةِ فِي الْمَسَاجِدِ وَذَكَرَ فَضْلَ الصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَةِ وَرَغَّبَ فِي ذَلِكَ ، وَلَمْ يَأْمُرْ قَطُّ بِقَصْدِ مَكَانٍ لِأَجْلِ نَبِيٍّ وَلَا صَالِحٍ ، بَلْ نَهَى عَنِ اتِّخَاذِهَا مَسَاجِدَ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ تُقْصَدَ لِلصَّلَاةِ فِيهَا وَالدُّعَاءِ وَهَذَا كُلُّهُ لِتَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ وَإِخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ ، فَقَدْ
قَالَ بَعْضُ النَّاسِ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَبُّنَا قَرِيبٌ فَنُنَاجِيهِ أَوْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [ سُورَةُ الْبَقَرَةِ : 168 ]
[25] . .
[ ص: 4450 ] وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657752أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ "
[26] . ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=673043يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ "
[27] . .
فَالرُّسُلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ أَمَرُوا النَّاسَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَسُؤَالِهِ وَدُعَائِهِ ، وَنَهَوْا أَنْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى . وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502854أَحَبُّ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْمَسَاجِدُ وَأَبْغَضُهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَسْوَاقُ "
[28] . ، يَعْنِي الْبِقَاعَ الَّتِي كَانَتْ تَكُونُ فِي مَدِينَتِهِ وَنَحْوِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ
بِالْمَدِينَةِ لَا حَانَةَ وَلَا كَنِيسَةَ وَلَا مَوْضِعَ شِرْكٍ وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ شَرٌّ مِنَ الْأَسْوَاقِ .
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=684496شِرَارُ النَّاسِ الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " ; هَذَا إِذَا بُنِيَ الْمَسْجِدُ
[ ص: 451 ] الْمُسَمَّى مَشْهَدًا عَلَى قَبْرٍ صَحِيحٍ ، فَكَيْفَ وَكَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى ( قُبُورِ )
[29] . الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ وَغَيْرِهِمْ كَذِبٌ ؟ وَكَثِيرٌ مِنْهَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ لَا يُتَوَثَّقُ فِيهِ بِنَقْلٍ يُنْقَلُ فِي ذَلِكَ مِمَّا يُوجَدُ
بِالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَالسَّبَبُ فِي خَفَائِهَا وَكَثْرَةِ الْخِلَافِ فِيهَا أَنَّ اللَّهَ حَفِظَ الدِّينَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رَسُولَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [ سُورَةُ الْحِجْرِ : 9 ] ، وَاتِّخَاذُ هَذِهِ مَعَابِدَ لَيْسَ مِنَ الدِّينِ ، فَلِهَذَا لَمْ يَحْفَظْ هَذِهِ الْمَقَامَاتِ وَالْمَشَاهِدَ ، بَلْ
nindex.php?page=treesubj&link=28833مَبْنِيُّ أَمْرِهِمْ عَلَى الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ ، وَإِنَّمَا يَسْتَنِدُ أَهْلُهَا إِلَى مَنَامَاتٍ تَكُونُ مِنَ الشَّيَاطِينِ أَوْ إِلَى ( أَخْبَارٍ إِمَّا )
[30] . مَكْذُوبَةٍ ، وَإِمَّا مَنْقُولَةٍ عَمَّنْ لَيْسَ قَوْلُهُ حُجَّةً .
وَالشَّيَاطِينُ تُضِلُّ أَهْلَهَا كَمَا تُضِلُّ عُبَّادَ الْأَصْنَامِ ، فَتَارَةً تُكَلِّمُهُمْ ، وَتَارَةً تَتَرَاءَى لَهُمْ ، وَتَارَةً تَقْضِي بَعْضَ حَوَائِجِهِمْ ، وَتَارَةً تَصِيحُ وَتُحَرِّكُ السَّلَاسِلَ الَّتِي فِيهَا الْقَنَادِيلُ وَتُطْفِئُ الْقَنَادِيلَ ، وَتَارَةً تَفْعَلُ أُمُورًا أُخَرَ كَمَا تَفْعَلُ عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ الَّتِي كَانَتْ لِلْعَرَبِ ، وَهِيَ الْيَوْمَ تَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي أَوْثَانِ
التُّرْكِ وَالصِّينِ وَالسُّودَانِ وَغَيْرِهِمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَيِّتُ أَوْ مَلَكٌ صُوِّرَ عَلَى صُورَتِهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ أَضَلَّهُمْ بِالشِّرْكِ ، كَمَا يَجْرِي ذَلِكَ لِعُبَّادِ الْأَصْنَامِ الْمُصَوَّرَةِ عَلَى صُورَةِ الْآدَمِيِّينَ ، وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ اسْتِقْصَائِهِ ]
[31] . .