[ ص: 119 ] فصل
[1]
قال الرافضي
[2] : "
nindex.php?page=treesubj&link=31261وجعل الأمر شورى بعده ، وخالف فيه من تقدمه ؛ فإنه لم يفوض الأمر فيه إلى اختيار الناس ، ولا نص على إمام بعده ، بل تأسف على
nindex.php?page=showalam&ids=267سالم مولى أبي [3] حذيفة ، وقال : لو كان حيا لم يختلجني فيه شك ، وأمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي حاضر .
[4]
وجمع فيمن يختار بين الفاضل والمفضول
[5] ، ومن حق الفاضل التقدم على المفضول . ثم طعن
[6] في كل واحد ممن اختاره للشورى ، وأظهر أنه يكره أن يتقلد
[7] أمر المسلمين ميتا كما تقلده
[8] حيا . ثم تقلده [ ميتا ]
[9] بأن جعل الإمامة في ستة ، ثم ناقص
[10] فجعلها في أربعة ، ثم في ثلاثة ، ثم في واحد ، فجعل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف الاختيار ، بعد أن وصفه
[ ص: 120 ] بالضعف والقصور ، ثم قال : إن اجتمع أمير المؤمنين
[11] nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فالقول ما قالاه ، وإن صاروا ثلاثة فالقول قول الذي صار فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ، لعلمه أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا [12] nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان لا يجتمعان على أمر واحد
[13] ، وأن
عبد الرحمن لا يعدل الأمر
[14] عن أخيه وهو
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان وابن عمه
[15] ، ثم أمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن البيعة ثلاثة أيام
[16] ، مع أنهم عندهم من العشرة المبشرة بالجنة
[17] ، وأمر بقتل من خالف الأربعة منهم
[18] ، وأمر بقتل من خالف الثلاثة [ الذين بينهم ]
عبد الرحمن [19] ، وكل ذلك مخالف للدين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : وإن
[20] وليتها - وليسوا فاعلين
[21] - لتركبنهم على المحجة البيضاء ، وفيه إشارة إلى أنهم لا يولونه إياها ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان : إن وليتها لتركبن
آل أبي معيط [22] على رقاب الناس ، وإن
[23] فعلت لتقتلن . وفيه إشارة إلى الأمر بقتله " .
[ ص: 121 ] والجواب : أن هذا الكلام كله لا يخرج عن قسمين : إما كذب في النقل ، وإما قدح في الحق ، فإن منه ما هو كذب معلوم الكذب أو غير معلوم الصدق ، وما علم أنه صدق فليس فيه ما يوجب الطعن على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه ، بل ذلك معدود من فضائله ومحاسنه التي ختم الله بها عمله .
ولكن هؤلاء القوم لفرط جهلهم وهواهم يقلبون الحقائق في المنقول والمعقول ، فيأتون إلى الأمور التي وقعت وعلم أنها وقعت ، فيقولون : ما وقعت ، وإلى أمور ما كانت ويعلم أنها ما كانت ، فيقولون : كانت ، ويأتون إلى الأمور التي هي خير وصلاح ، فيقولون : هي فساد وإلى الأمور التي هي فساد ، فيقولون : هي خير وصلاح ؛ فليس لهم لا
[24] عقل ولا نقل ، بل لهم نصيب من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) [ سورة الملك : 10 ] .
وأما قول الرافضي : " وجعل الأمر شورى بعده وخالف فيه من تقدمه " .
فالجواب : أن الخلاف نوعان : خلاف تضاد ، وخلاف تنوع ، فالأول : مثل أن يوجب هذا شيئا ويحرمه الآخر ، والنوع الثاني : مثل القراءات التي يجوز كل منها ، وإن كان هذا يختار قراءة ، وهذا يختار قراءة ، كما ثبت في الصحاح ، بل استفاض عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
[ ص: 122 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=103342إن القرآن نزل [25] على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف "
[26] .
nindex.php?page=treesubj&link=28865وثبت أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=8859وهشام بن حكيم بن حزام اختلفا في سورة الفرقان ، فقرأها هذا على وجه ، وهذا على وجه آخر ، فقال لكليهما : " هكذا أنزلت "
[27] .
ومن هذا الباب
nindex.php?page=treesubj&link=1554_1552أنواع التشهدات كتشهد
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الذي أخرجاه في الصحيحين ، وتشهد
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وألفاظهما متقاربة ، وتشهد
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وتشهد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الذي علمه الناس على منبر النبي - صلى الله عليه وسلم ، وتشهد
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة وجابر اللواتي [28] [ ص: 123 ] رواها أهل السنن عنهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
[29]
فكل ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك فهو سائغ وجائز ، وإن اختار كل من الناس بعض التشهدات : إما لكونه هو الذي علمه ولاعتياده إياه ، وإما لاعتقاده رجحانه من بعض الوجوه .
وكذلك الترجيع في الآذان وترك
[30] الترجيع ؛ فإن الأول قد ثبت في الصحيح في أذان
أبي محذورة ، وروي في أوله التكبير مرتين ، كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وروي أربعا كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، وترك الترجيع هو الذي رواه أهل
[ ص: 124 ] السنن في أذان
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال [31] .
وكذلك وتر الإقامة هو الذي ثبت في أذان
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، وشفع الإقامة ثبت في الصحيح في أذان
أبي محذورة ،
فأحمد وغيره من فقهاء الحديث أخذوا بأذان
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال وإقامته ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي أخذ بأذان
أبي محذورة وإقامة
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة أخذ بأذان
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال وإقامة
أبي محذورة [32] .
وكل هذه الأمور جائزة بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وإن كان من الفقهاء من يكره بعض ذلك ، لاعتقاده
[33] أنه لم يثبت كونه سن في الأذان ، فذلك لا يقدح في علم من علم أنه سنة .
وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=1817أنواع صلاة الخوف ، فإنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها أنواع متعددة ، كصلاة
ذات الرقاع وصلاة
عسفان وصلاة
نجد ، فإنه صلى بهم
بعسفان جماعة صلاة
[34] واحدة ، لكن جعلهم صفين ، فالصف الواحد ركعوا معه جميعا ، وسجد معه الصف الأول ، وتخلف الصف
[35] [ ص: 125 ] الآخر عن المتابعة ليحرسوا ، ثم أتموا لأنفسهم ، وفي الركعة الثانية بالعكس ، فكان في ذلك من خلاف الصلاة المعتادة ، تخلف أحد الصفين عن السجود معه لأجل الحرس ، وهذه مشروعة إذا كان العدو وجاه القبلة .
وصار هذا أصلا للفقهاء في تخلف المأموم
[36] لعذر فيما دون الركعة ، كالزحمة والنوم والخوف وغير ذلك : أنه لا يبطل الصلاة ، وأنه يفعل ما تخلف عنه .
وأكثر الصلوات كان يجعلهم طائفتين ، وهذا يتعين إذا كان العدو في غير جهة
الكعبة [37] فتارة يصلي بطائفة ركعة ، ثم يفارقونه
[38] ويتمون لأنفسهم ، ثم يصلي بالطائفة الثانية الركعة الثانية ، ويتمون لأنفسهم قبل سلامه فيسلم بهم ، فيكون الأولون أحرموا معه ، والآخرون سلموا معه ، كما صلى بهم في ذات الرقاع ، وهذه أشهر الأنواع ، وأكثر الفقهاء يختارونها ، لكن منهم من يختار أن تسلم الثانية بعده كالمسبوق ، كما يروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، والأكثرون يختارون ما ثبت به النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم ، ولأن المسبوق قد صلى غيره مع الإمام
[39] الصلاة كلها فيسلم بهم ، بخلاف هذا ، فإن الطائفة الأولى لم تتم معه الصلاة ، فلا يسلم إلا بهم ، ليكون تسليمه بالمأمومين .
[ ص: 126 ] فإن في السنن عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=662591مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم " فهذا مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وغيره
[40] .
ومنها صلاة نجد : صلى بطائفة ركعة ، ثم ذهبت إلى وجاه العدو ، وجاءت
[41] الطائفة الثانية فصلى بهم الثانية ، ثم ذهبوا إلى وجاه العدو ، ورجع الأولون فأتموا بركعة
[42] ، ثم رجع هؤلاء فأتموا بركعة
[43] .
وهذه يختارها
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة لأنها على وفق القياس عنده ، إذ ليس فيها إلا العمل الكثير واستدبار القبلة
[44] لعذر ، وهو يجوز ذلك لمن سبقه الحدث ، ومنها صلوات
[45] أخرى .
والصحيح الذي لا يجوز أن يقال بغيره : أن كل ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك فهو جائز ، وإن كان المختار يختار بعض ذلك فهذا من اختلاف التنوع
[46] .
ومن ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=1562أنواع الاستفتاحات في الصلاة ، كاستفتاح nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي
[ ص: 127 ] رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم ، وهو في الصحيحين ، واستفتاح
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، واستفتاح
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الذي كان يجهر به في محراب النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمه الناس ، متفق عليه ، وهو في السنن مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك من الاستفتاحات
[47] .
ومن ذلك صفات الاستعاذة ، وأنواع الأدعية في آخر الصلاة ، وأنواع الأذكار التي تقال في الركوع والسجود مع التسبيح المأمور به .
ومن ذلك صلاة التطوع : يخير فيها بين القيام والقعود ، ويخير بين الجهر بالليل والمخافتة
[48] إلى أمثال ذلك .
ومن ذلك تخيير الحاج بين التعجيل
[49] في يومين من أيام منى وبين التأخر إلى
[50] اليوم الثالث .
وهذا الاختلاف قسمان : أحدهما يكون
[51] الإنسان مخيرا فيه بين النوعين بدون اجتهاد في أصلحهما ، والثاني يكون تخييره بحسب ما يراه من المصلحة .
وتخيير المتصرف لغيره هو من هذا الباب ، كولي اليتيم ، وناظر الوقف ، والوكيل ، والمضارب ، والشريك ، وأمثال ذلك ممن تصرف
[52] [ ص: 128 ] لغيره ؛ فإنه إذا كان مخيرا بين هذا النقد وهذا النقد ، أو بين النقد والنسيئة ، أو بين ابتياع هذا الصنف وهذا الصنف ، أو البيع في هذا السوق وهذا السوق ، فهو تخيير مصلحة واجتهاد ، فليس له أن يعدل عما يراه أصلح لمن ائتمنه ، إذا لم يكن عليه في ذلك مشقة تسوغ له تركه .
ومن هذا الباب تصرف
nindex.php?page=treesubj&link=34445_7671ولي الأمر للمسلمين ، كالأسير الذي يخير فيه بين القتل والاسترقاق ، وكذلك بين المن والفداء عند أكثر العلماء .
ولهذا
nindex.php?page=hadith&LINKID=938631استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فيهم يوم بدر ، فأشار عليه nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر - رضي الله عنه - بأخذ الفداء ، وشبهه النبي - صلى الله عليه وسلم - بإبراهيم وعيسى ، وأشار عليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - بالقتل ، وشبهه النبي - صلى الله عليه وسلم - بنوح وموسى ، ولم يعب واحدا منهما بما أشار عليه به ، بل مدحه وشبهه بالأنبياء [53] . ولو كان مأمورا بأحد الأمرين حتما لما استشارهم فيما يفعل .
وكذلك اجتهاد ولي الأمر فيمن يولي ، فعليه أن يختار أصلح من يراه ، ثم إن الاجتهاد يختلف ويكون جميعه صوابا ، كما أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - كان رأيه أن يولي
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد في حروبه ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يشير عليه بأن يعزله ، فلا يعزله ، ويقول : إنه سيف سله الله على المشركين ، ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لما تولى عزله وولى
nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح ، وما فعله كل منهما كان أصلح في وقته ؛ فإن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان فيه لين ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر كان فيه
[ ص: 129 ] شدة ، وكانا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يستشيرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وروي عنه أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=912997إذا اتفقتما على شيء لم أخالفكما "
[54] . وثبت في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=702351عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في بعض مغازيه : " إن يطع القوم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر يرشدوا " .
[55] .
وفي رواية في الصحيح "
nindex.php?page=hadith&LINKID=105164كيف ترون القوم صنعوا حين فقدوا نبيهم وأرهقتهم صلاتهم ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " أليس فيهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ؟ إن يطيعوهما [ فقد رشدوا ورشدت أمتهم ، وإن يعصوهما ] [56] فقد غووا وغوت أمتهم " قالها ثلاثا [57] .
[ ص: 130 ] وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه
[58] من حديث [
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن ]
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [59] قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه وهم [60] ثلاثمائة وتسعة عشر [61] رجلا ، فاستقبل رسول الله [62] - صلى الله عليه وسلم - القبلة ، ثم مد يديه فجعل [63] يهتف بربه : " اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آتني [64] ما وعدتني ، اللهم إن تهلك [65] هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل [66] القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه [67] ، فأتاه nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه [68] ، ثم التزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله كفاك [69] مناشدتك ربك ، [ فإنه ] [70] سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) [ سورة الأنفال : 9 ] فأمده الله بالملائكة . قال
أبو زميل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317فحدثني nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : بينما رجل من [ ص: 131 ] المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه ، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم [71] ، فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا ، فنظر إليه فإذا قد [72] خطم [73] أنفه وشق وجهه كضربة السوط [74] . فاخضر ذلك أجمع ، فجاء الأنصاري فحدث بذلك [75] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " صدقت ، ذلك [76] من مدد السماء الثالثة " فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين . فقال [77] أبو زميل : قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فلما أسروا الأسارى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : [ يا نبي الله ] [78] هم بنو العم والعشيرة ، أرى أن تأخذ منهم فدية ، فتكون [79] لنا قوة على المشركين [80] ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟ " قلت : لا والله يا رسول الله ما أرى [ ص: 132 ] الذي رأى nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، ولكني [81] أرى أن تمكننا [82] فنضرب [83] أعناقهم ، فتمكن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني [84] من فلان - نسيب [85] . nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر - فأضرب عنقه ؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها [86] ، فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال [87] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، ولم يهو ما قلت [88] ، فلما كان من الغد جئت ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر [ قاعدين ] [89] يبكيان . قلت [90] : يا رسول الله ما يبكيك أنت وصاحبك [91] ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عرض علي أصحابك [92] من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة ( [93] شجرة قريبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) فأنزل الله - تعالى [94] - [ ص: 133 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) [95] الآية [ سورة الأنفال : 67 ] " قال [96] : " فأحل الله لهم الغنيمة " [97] .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود وقال فيه : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=684297إن مثلك يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كمثل إبراهيم قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) [ سورة إبراهيم : 36 ] أو كمثل عيسى قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ سورة المائدة : 118 ] وإن مثلك يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كمثل نوح قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) [ سورة نوح : 26 ] " وقال : " يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كمثل موسى [98] قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) [ سورة يونس : 88 ]
[99] " .
[ ص: 134 ] وقد روي هذا المعنى من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وغيرهما .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في المسند من حديث
أبي معاوية ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة ، ورويناه في جزء
ابن عرفة عن
أبي معاوية ، وهذا لفظه قال
[100] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664006لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما تقولون في هؤلاء الأسارى [101] ؟ " فقال [102] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : يا رسول الله قومك وأهلك ، استبقهم واستأن بهم ، لعل الله يتوب [103] عليهم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يا رسول الله كذبوك وأخرجوك [104] ، قربهم واضرب أعناقهم " فذكر الحديث . قال : " فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يرد عليهم شيئا . قال : فخرج رسول [ ص: 135 ] الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إن مثلك [105] يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كمثل إبراهيم قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) [ سورة إبراهيم : 36 ] وإن مثلك يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كمثل عيسى قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ سورة المائدة : 118 ] وإن مثلك يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كمثل نوح قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) [ سورة نوح : 26 ] وإن مثلك يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كمثل موسى قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) [ سورة يونس : 88 ] .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة بالإسناد الثابت من حديث
الزنجي ابن خالد عن
إسماعيل بن أمية قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=912997قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر : " لولا أنكما تختلفان علي ما خالفتكما "
[106] .
وكان السلف متفقين على تقديمهما حتى شيعة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة عن شيخه المعروف
بأبي العباس بن مسروق ، حدثنا
محمد بن حميد ، حدثنا
جرير ، عن
سفيان ، عن
عبد الله بن زياد ، عن
حدير [107] ، قال : " قدم
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي [108] الكوفة ، قال لنا
شمر بن [ ص: 136 ] عطية [109] : قوموا إليه
[110] ، فجلسنا إليه ، فتحدثوا ، فقال
أبو إسحاق : خرجت من
الكوفة وليس أحد يشك في فضل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر وتقديمهما ، وقدمت الآن وهم يقولون ويقولون ، ولا والله ما أدري ما يقولون " .
وقال : حدثنا
النيسابوري ، حدثنا
أبو أسامة الحلبي ، حدثنا أبي ، حدثنا
ضمرة ، عن
سعيد بن حسن [111] ، قال : سمعت
ليث بن أبي سليم [112] يقول : أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر أحدا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : " حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، عن
خالد بن سلمة [113] ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن مسروق قال : حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة " . ( *
ومسروق من أجل تابعي
الكوفة ، وكذلك قال طاوس : " حب
[ ص: 137 ] أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة * ) " .
[114] وقد روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
وكيف لا تقدم
الشيعة الأولى
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وقد تواتر عن أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال : " خير هذه الأمة بعد نبيها
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " .
[115] وقد روي هذا عنه من طرق كثيرة ، قيل : إنها تبلغ ثمانين طريقا .
وقد رواه
[116] nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه [ في صحيحه ]
[117] من حديث
الهمدانيين الذين هم أخص الناس
nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي حتى كان يقول :
ولو
[118] كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلي
[119] بسلام
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، [ وهو همداني ]
[120] عن منذر [ وهو همداني ]
[121] عن محمد ابن الحنفية قال : قلت لأبي : يا أبت ، من خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : يا بني أوما تعرف ؟ فقلت : لا . قال : أبو بكر . فقلت : ثم من ؟ قال : عمر . وهذا يقوله لابنه بينه وبينه ، ليس هو مما يجوز أن يقوله تقية ويرويه عن أبيه خاصة ، وقاله على المنبر .
[ ص: 138 ] وعنه أنه كان يقول : " لا أوتى بأحد يفضلني على
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر إلا جلدته جلد المفتري "
[122] .
وفي السنن عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=910245اقتدوا باللذين من بعدي nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر "
[123] .
ولهذا كان أحد قولي العلماء - وهو إحدى الروايتين عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد - أن قولهما إذا اتفقا حجة لا يجوز العدول عنها . وهذا أظهر القولين . كما أن الأظهر أن
اتفاق الخلفاء الأربعة أيضا حجة لا يجوز خلافها ، لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باتباع سنتهم .
وكان
نبينا - صلى الله عليه وسلم - مبعوثا بأعدل الأمور وأكملها ، فهو الضحوك القتال ، وهو نبي الرحمة ، ونبي الملحمة . بل أمته موصوفون بذلك في مثل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أشداء على الكفار رحماء بينهم ) [ سورة الفتح : 29 ] [ وقوله تعالى ]
[124] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) [ سورة المائدة : 54 ] . فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين شدة هذا ولين هذا ، فيأمر بما هو العدل
[125] ، وهما يطيعانه ، فتكون أفعالهما على كمال الاستقامة ، فلما قبض الله نبيه ، وصار كل منهما خليفة على المسلمين خلافة نبوة ، كان من كمال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر - رضي الله عنه - أن
[126] يولي
[ ص: 139 ] الشديد ويستعين به ليعتدل أمره ، ويخلط الشدة باللين ، فإن مجرد اللين يفسد ، ومجرد الشدة تفسد ، ويكون قد قام مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان
[127] يستعين باستشارة
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وباستنابة
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد ونحو ذلك .
وهذا من كماله الذي صار به خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ولهذا اشتد في قتال أهل الردة شدة برز بها على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وغيره . حتى روي أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال [ له ]
[128] : يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تألف الناس . فقال : علام أتألفهم : أعلى حديث مفترى ؟ أم على شعر مفتعل ؟ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : خطبنا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر عقيب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنا لكالثعالب ، فما زال يشجعنا حتى صرنا كالأسود .
وأما
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - فكان شديدا في نفسه ، فكان من كماله استعانته باللين ليعتدل أمره ، فكان يستعين
nindex.php?page=showalam&ids=5بأبي عبيدة بن الجراح ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ،
وأبي عبيد الثقفي ،
والنعمان بن مقرن ،
وسعيد بن عامر ، وأمثال هؤلاء من أهل الصلاح والزهد ، الذين هم أعظم زهدا وعبادة من مثل
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد [ وأمثاله ]
[129] .
[ ص: 119 ] فَصْلٌ
[1]
قَالَ الرَّافِضِيُّ
[2] : "
nindex.php?page=treesubj&link=31261وَجَعَلَ الْأَمْرُ شُورَى بَعْدَهُ ، وَخَالَفَ فِيهِ مَنْ تَقَدَّمَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُفَوِّضِ الْأَمْرَ فِيهِ إِلَى اخْتِيَارِ النَّاسِ ، وَلَا نَصَّ عَلَى إِمَامٍ بَعْدَهُ ، بَلْ تَأَسَّفَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=267سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي [3] حُذَيْفَةَ ، وَقَالَ : لَوْ كَانَ حَيًّا لَمْ يَخْتَلِجْنِي فِيهِ شَكٌّ ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ حَاضِرٌ .
[4]
وَجَمَعَ فِيمَنْ يَخْتَارُ بَيْنَ الْفَاضِلِ وَالْمَفْضُولِ
[5] ، وَمِنْ حَقِّ الْفَاضِلِ التَّقَدُّمُ عَلَى الْمَفْضُولِ . ثُمَّ طَعَنَ
[6] فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنِ اخْتَارَهُ لِلشُّورَى ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَتَقَلَّدَ
[7] أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ مَيِّتًا كَمَا تَقَلَّدَهُ
[8] حَيًّا . ثُمَّ تَقَلَّدَهُ [ مَيِّتًا ]
[9] بِأَنْ جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِي سِتَّةٍ ، ثُمَّ نَاقَصَ
[10] فَجَعَلَهَا فِي أَرْبَعَةٍ ، ثُمَّ فِي ثَلَاثَةٍ ، ثُمَّ فِي وَاحِدٍ ، فَجَعَلَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الِاخْتِيَارَ ، بَعْدَ أَنْ وَصَفَهُ
[ ص: 120 ] بِالضَّعْفِ وَالْقُصُورِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِ اجْتَمَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
[11] nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانُ ، فَالْقَوْلُ مَا قَالَاهُ ، وَإِنْ صَارُوا ثَلَاثَةً فَالْقَوْلُ قَوْلُ الَّذِي صَارَ فِيهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، لِعِلْمِهِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا [12] nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ لَا يَجْتَمِعَانِ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ
[13] ، وَأَنَّ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا يَعْدِلُ الْأَمْرَ
[14] عَنْ أَخِيهِ وَهُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ وَابْنُ عَمِّهِ
[15] ، ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِهِمْ إِنْ تَأَخَّرُوا عَنِ الْبَيْعَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
[16] ، مَعَ أَنَّهُمْ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرَةِ بِالْجَنَّةِ
[17] ، وَأَمَرَ بِقَتْلِ مَنْ خَالَفَ الْأَرْبَعَةَ مِنْهُمْ
[18] ، وَأَمَرَ بِقَتْلِ مَنْ خَالَفَ الثَّلَاثَةَ [ الَّذِينَ بَيْنَهُمْ ]
عَبْدُ الرَّحْمَنِ [19] ، وَكُلُّ ذَلِكَ مُخَالِفٌ لِلدِّينِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ : وَإِنْ
[20] وَلِيتَهَا - وَلَيْسُوا فَاعِلِينَ
[21] - لَتَرْكَبَنَّهُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ لَا يُوَلُّونَهُ إِيَّاهَا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=7لِعُثْمَانَ : إِنْ وَلِيتَهَا لَتَرْكَبَنَّ
آلُ أَبِي مُعَيْطٍ [22] عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، وَإِنْ
[23] فَعَلْتَ لَتُقْتَلَنَّ . وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْأَمْرِ بِقَتْلِهِ " .
[ ص: 121 ] وَالْجَوَابُ : أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ كُلَّهُ لَا يَخْرُجُ عَنْ قِسْمَيْنِ : إِمَّا كَذِبٌ فِي النَّقْلِ ، وَإِمَّا قَدْحٌ فِي الْحَقِّ ، فَإِنَّ مِنْهُ مَا هُوَ كَذِبٌ مَعْلُومُ الْكَذِبِ أَوْ غَيْرُ مَعْلُومِ الصِّدْقِ ، وَمَا عُلِمَ أَنَّهُ صِدْقٌ فَلَيْسَ فِيهِ مَا يُوجِبُ الطَّعْنَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بَلْ ذَلِكَ مَعْدُودٌ مِنْ فَضَائِلِهِ وَمَحَاسِنِهِ الَّتِي خَتَمَ اللَّهُ بِهَا عَمَلَهُ .
وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لِفَرْطِ جَهْلِهِمْ وَهَوَاهُمْ يَقْلِبُونَ الْحَقَائِقَ فِي الْمَنْقُولِ وَالْمَعْقُولِ ، فَيَأْتُونَ إِلَى الْأُمُورِ الَّتِي وَقَعَتْ وَعُلِمَ أَنَّهَا وَقَعَتْ ، فَيَقُولُونَ : مَا وَقَعَتْ ، وَإِلَى أُمُورٍ مَا كَانَتْ وَيُعْلَمُ أَنَّهَا مَا كَانَتْ ، فَيَقُولُونَ : كَانَتْ ، وَيَأْتُونَ إِلَى الْأُمُورِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ وَصَلَاحٌ ، فَيَقُولُونَ : هِيَ فَسَادٌ وَإِلَى الْأُمُورِ الَّتِي هِيَ فَسَادٌ ، فَيَقُولُونَ : هِيَ خَيْرٌ وَصَلَاحٌ ؛ فَلَيْسَ لَهُمْ لَا
[24] عَقْلٌ وَلَا نَقْلٌ ، بَلْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) [ سُورَةُ الْمُلْكِ : 10 ] .
وَأَمَّا قَوْلُ الرَّافِضِيِّ : " وَجَعَلَ الْأَمْرَ شُورَى بَعْدَهُ وَخَالَفَ فِيهِ مَنْ تَقَدَّمَهُ " .
فَالْجَوَابُ : أَنَّ الْخِلَافَ نَوْعَانِ : خِلَافُ تَضَادٍّ ، وَخِلَافُ تَنَوُّعٍ ، فَالْأَوَّلُ : مِثْلَ أَنْ يُوجِبُ هَذَا شَيْئًا وَيُحَرِّمُهُ الْآخَرُ ، وَالنَّوْعُ الثَّانِي : مِثْلُ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي يَجُوزُ كُلٌّ مِنْهَا ، وَإِنْ كَانَ هَذَا يَخْتَارُ قِرَاءَةً ، وَهَذَا يَخْتَارُ قِرَاءَةً ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ ، بَلِ اسْتَفَاضَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
[ ص: 122 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=103342إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ [25] عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ "
[26] .
nindex.php?page=treesubj&link=28865وَثَبَتَ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=8859وَهِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ اخْتَلَفَا فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ ، فَقَرَأَهَا هَذَا عَلَى وَجْهٍ ، وَهَذَا عَلَى وَجْهٍ آخَرَ ، فَقَالَ لِكِلَيْهِمَا : " هَكَذَا أُنْزِلَتْ "
[27] .
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ
nindex.php?page=treesubj&link=1554_1552أَنْوَاعُ التَّشَهُّدَاتِ كَتَشَهُّدِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ الَّذِي أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَتَشَهُّدِ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ ، وَأَلْفَاظُهُمَا مُتَقَارِبَةٌ ، وَتَشَهُّدِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ ، وَتَشَهُّدِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَشَهُّدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ اللَّوَاتِي [28] [ ص: 123 ] رَوَاهَا أَهْلُ السُّنَنِ عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[29]
فَكُلُّ مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ سَائِغٌ وَجَائِزٌ ، وَإِنِ اخْتَارَ كُلٌّ مِنَ النَّاسِ بَعْضَ التَّشَهُّدَاتِ : إِمَّا لِكَوْنِهِ هُوَ الَّذِي عَلِمَهُ وَلِاعْتِيَادِهِ إِيَّاهُ ، وَإِمَّا لِاعْتِقَادِهِ رُجْحَانَهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ .
وَكَذَلِكَ التَّرْجِيعُ فِي الْآذَانِ وَتَرْكُ
[30] التَّرْجِيعِ ؛ فَإِنَّ الْأَوَّلَ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ فِي أَذَانِ
أَبِي مَحْذُورَةَ ، وَرُوِيَ فِي أَوَّلِهِ التَّكْبِيرُ مَرَّتَيْنِ ، كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ ، وَرُوِيَ أَرْبَعًا كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ ، وَتَرْكُ التَّرْجِيعِ هُوَ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ
[ ص: 124 ] السُّنَنِ فِي أَذَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ [31] .
وَكَذَلِكَ وَتْرُ الْإِقَامَةِ هُوَ الَّذِي ثَبَتَ فِي أَذَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ ، وَشَفْعُ الْإِقَامَةِ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ فِي أَذَانِ
أَبِي مَحْذُورَةَ ،
فَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِنْ فُقَهَاءِ الْحَدِيثِ أَخَذُوا بِأَذَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ وَإِقَامَتِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ أَخَذَ بِأَذَانِ
أَبِي مَحْذُورَةَ وَإِقَامَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990وَأَبُو حَنِيفَةَ أَخَذَ بِأَذَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ وَإِقَامَةِ
أَبِي مَحْذُورَةَ [32] .
وَكُلُّ هَذِهِ الْأُمُورِ جَائِزَةٌ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَكْرَهُ بَعْضَ ذَلِكَ ، لِاعْتِقَادِهِ
[33] أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ كَوْنُهُ سُنَّ فِي الْأَذَانِ ، فَذَلِكَ لَا يَقْدَحُ فِي عِلْمِ مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ سُنَّةٌ .
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=1817أَنْوَاعُ صَلَاةِ الْخَوْفِ ، فَإِنَّهُ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا أَنْوَاعٌ مُتَعَدِّدَةٌ ، كَصَلَاةِ
ذَاتِ الرِّقَاعِ وَصَلَاةِ
عُسْفَانَ وَصَلَاةِ
نَجْدٍ ، فَإِنَّهُ صَلَّى بِهِمْ
بِعُسْفَانَ جَمَاعَةً صَلَاةً
[34] وَاحِدَةً ، لَكِنْ جَعَلَهُمْ صَفَّيْنِ ، فَالصَّفُّ الْوَاحِدُ رَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا ، وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ ، وَتَخَلَّفَ الصَّفُّ
[35] [ ص: 125 ] الْآخَرُ عَنِ الْمُتَابَعَةِ لِيَحْرُسُوا ، ثُمَّ أَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِالْعَكْسِ ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ خِلَافِ الصَّلَاةِ الْمُعْتَادَةِ ، تَخَلَّفَ أَحَدُ الصَّفَّيْنِ عَنِ السُّجُودِ مَعَهُ لِأَجْلِ الْحَرْسِ ، وَهَذِهِ مَشْرُوعَةٌ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ وِجَاهَ الْقِبْلَةِ .
وَصَارَ هَذَا أَصْلًا لِلْفُقَهَاءِ فِي تَخَلُّفِ الْمَأْمُومِ
[36] لِعُذْرٍ فِيمَا دُونَ الرَّكْعَةِ ، كَالزَّحْمَةِ وَالنَّوْمِ وَالْخَوْفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ : أَنَّهُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ ، وَأَنَّهُ يَفْعَلُ مَا تَخَلَّفَ عَنْهُ .
وَأَكْثَرُ الصَّلَوَاتِ كَانَ يَجْعَلُهُمْ طَائِفَتَيْنِ ، وَهَذَا يَتَعَيَّنُ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ فِي غَيْرِ جِهَةِ
الْكَعْبَةِ [37] فَتَارَةً يُصَلِّي بِطَائِفَةٍ رَكْعَةً ، ثُمَّ يُفَارِقُونَهُ
[38] وَيُتِمُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ يُصَلِّي بِالطَّائِفَةِ الثَّانِيَةِ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ ، وَيُتِمُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ قَبْلَ سَلَامِهِ فَيُسَلِّمُ بِهِمْ ، فَيَكُونُ الْأَوَّلُونَ أَحْرَمُوا مَعَهُ ، وَالْآخَرُونَ سَلَّمُوا مَعَهُ ، كَمَا صَلَّى بِهِمْ فِي ذَاتِ الرِّقَاعِ ، وَهَذِهِ أَشْهَرُ الْأَنْوَاعِ ، وَأَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ يَخْتَارُونَهَا ، لَكِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَخْتَارُ أَنْ تُسَلِّمَ الثَّانِيَةُ بَعْدَهُ كَالْمَسْبُوقِ ، كَمَا يُرْوَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ ، وَالْأَكْثَرُونَ يَخْتَارُونَ مَا ثَبَتَ بِهِ النَّقْلُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلِأَنَّ الْمَسْبُوقَ قَدْ صَلَّى غَيْرُهُ مَعَ الْإِمَامِ
[39] الصَّلَاةَ كُلَّهَا فَيُسَلِّمُ بِهِمْ ، بِخِلَافِ هَذَا ، فَإِنَّ الطَّائِفَةَ الْأُولَى لَمْ تُتِمَّ مَعَهُ الصَّلَاةَ ، فَلَا يُسَلِّمُ إِلَّا بِهِمْ ، لِيَكُونَ تَسْلِيمُهُ بِالْمَأْمُومِينَ .
[ ص: 126 ] فَإِنَّ فِي السُّنَنِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=662591مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ " فَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ
[40] .
وَمِنْهَا صَلَاةُ نَجْدٍ : صَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَةً ، ثُمَّ ذَهَبَتْ إِلَى وِجَاهِ الْعَدُوِّ ، وَجَاءَتْ
[41] الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ فَصَلَّى بِهِمُ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى وِجَاهِ الْعَدُوِّ ، وَرَجَعَ الْأَوَّلُونَ فَأَتَمُّوا بِرَكْعَةٍ
[42] ، ثُمَّ رَجَعَ هَؤُلَاءِ فَأَتَمُّوا بِرَكْعَةٍ
[43] .
وَهَذِهِ يَخْتَارُهَا
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ لِأَنَّهَا عَلَى وَفْقِ الْقِيَاسِ عِنْدَهُ ، إِذْ لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْعَمَلُ الْكَثِيرُ وَاسْتِدْبَارُ الْقِبْلَةِ
[44] لِعُذْرٍ ، وَهُوَ يَجُوزُ ذَلِكَ لِمَنْ سَبَقَهُ الْحَدَثُ ، وَمِنْهَا صَلَوَاتٌ
[45] أُخْرَى .
وَالصَّحِيحُ الَّذِي لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ بِغَيْرِهِ : أَنَّ كُلَّ مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ جَائِزٌ ، وَإِنْ كَانَ الْمُخْتَارُ يَخْتَارُ بَعْضَ ذَلِكَ فَهَذَا مِنِ اخْتِلَافِ التَّنَوُّعِ
[46] .
وَمِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=1562أَنْوَاعُ الِاسْتِفْتَاحَاتِ فِي الصَّلَاةِ ، كَاسْتِفْتَاحِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي
[ ص: 127 ] رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَاسْتِفْتَاحِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ ، وَاسْتِفْتَاحِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ الَّذِي كَانَ يَجْهَرُ بِهِ فِي مِحْرَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمَهُ النَّاسَ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي السُّنَنِ مَرْفُوعٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الِاسْتِفْتَاحَاتِ
[47] .
وَمِنْ ذَلِكَ صِفَاتُ الِاسْتِعَاذَةِ ، وَأَنْوَاعُ الْأَدْعِيَةِ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ ، وَأَنْوَاعُ الْأَذْكَارِ الَّتِي تُقَالُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ مَعَ التَّسْبِيحِ الْمَأْمُورِ بِهِ .
وَمِنْ ذَلِكَ صَلَاةُ التَّطَوُّعِ : يُخَيَّرُ فِيهَا بَيْنَ الْقِيَامِ وَالْقُعُودِ ، وَيُخَيَّرُ بَيْنَ الْجَهْرِ بِاللَّيْلِ وَالْمُخَافَتَةِ
[48] إِلَى أَمْثَالِ ذَلِكَ .
وَمِنْ ذَلِكَ تَخْيِيرُ الْحَاجِّ بَيْنَ التَّعْجِيلِ
[49] فِي يَوْمَيْنِ مِنْ أَيَّامِ مِنًى وَبَيْنَ التَّأَخُّرِ إِلَى
[50] الْيَوْمِ الثَّالِثِ .
وَهَذَا الِاخْتِلَافُ قِسْمَانِ : أَحَدُهُمَا يَكُونُ
[51] الْإِنْسَانُ مُخَيَّرًا فِيهِ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ بِدُونِ اجْتِهَادٍ فِي أَصْلَحِهِمَا ، وَالثَّانِي يَكُونُ تَخْيِيرُهُ بِحَسَبِ مَا يَرَاهُ مِنَ الْمَصْلَحَةِ .
وَتَخْيِيرُ الْمُتَصَرِّفِ لِغَيْرِهِ هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، كَوَلِيِّ الْيَتِيمِ ، وَنَاظِرِ الْوَقْفِ ، وَالْوَكِيلِ ، وَالْمُضَارِبِ ، وَالشَّرِيكِ ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِمَّنْ تَصَرَّفَ
[52] [ ص: 128 ] لِغَيْرِهِ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ مُخَيَّرًا بَيْنَ هَذَا النَّقْدِ وَهَذَا النَّقْدِ ، أَوْ بَيْنَ النَّقْدِ وَالنَّسِيئَةِ ، أَوْ بَيْنَ ابْتِيَاعِ هَذَا الصِّنْفِ وَهَذَا الصِّنْفِ ، أَوِ الْبَيْعِ فِي هَذَا السُّوقِ وَهَذَا السُّوقِ ، فَهُوَ تَخْيِيرُ مَصْلَحَةٍ وَاجْتِهَادٍ ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَعْدِلَ عَمَّا يَرَاهُ أَصْلَحَ لِمَنِ ائْتَمَنَهُ ، إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ مَشَقَّةٌ تُسَوِّغُ لَهُ تَرْكَهُ .
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ تَصَرُّفُ
nindex.php?page=treesubj&link=34445_7671وَلِيِّ الْأَمْرِ لِلْمُسْلِمِينَ ، كَالْأَسِيرِ الَّذِي يُخَيَّرُ فِيهِ بَيْنَ الْقَتْلِ وَالِاسْتِرْقَاقِ ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ الْمَنِّ وَالْفِدَاءِ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ .
وَلِهَذَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=938631اسْتَشَارَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصْحَابَهُ فِيهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِأَخْذِ الْفِدَاءِ ، وَشَبَّهَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِبْرَاهِيمَ وَعِيسَى ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْقَتْلِ ، وَشَبَّهَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنُوحٍ وَمُوسَى ، وَلَمْ يَعِبْ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِمَا أَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ ، بَلْ مَدَحَهُ وَشَبَّهَهُ بِالْأَنْبِيَاءِ [53] . وَلَوْ كَانَ مَأْمُورًا بِأَحَدِ الْأَمْرَيْنِ حَتْمًا لَمَا اسْتَشَارَهُمْ فِيمَا يَفْعَلُ .
وَكَذَلِكَ اجْتِهَادُ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِيمَنْ يُوَلِّي ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَخْتَارَ أَصْلَحَ مَنْ يَرَاهُ ، ثُمَّ إِنَّ الِاجْتِهَادَ يَخْتَلِفُ وَيَكُونُ جَمِيعُهُ صَوَابًا ، كَمَا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانَ رَأْيُهُ أَنْ يُوَلِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي حُرُوبِهِ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ يُشِيرُ عَلَيْهِ بِأَنْ يَعْزِلَهُ ، فَلَا يَعْزِلُهُ ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ سَيْفٌ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، ثُمَّ إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ لَمَّا تَوَلَّى عَزَلَهُ وَوَلَّى
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، وَمَا فَعَلَهُ كُلٌّ مِنْهُمَا كَانَ أَصْلَحَ فِي وَقْتِهِ ؛ فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَانَ فِيهِ لِينٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ كَانَ فِيهِ
[ ص: 129 ] شِدَّةٌ ، وَكَانَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَشِيرُهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=912997إِذَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى شَيْءٍ لَمْ أُخَالِفْكُمَا "
[54] . وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=702351عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ : " إِنْ يُطِعِ الْقَوْمُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ يَرْشُدُوا " .
[55] .
وَفِي رِوَايَةٍ فِي الصَّحِيحِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=105164كَيْفَ تَرَوْنَ الْقَوْمَ صَنَعُوا حِينَ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ وَأَرْهَقَتْهُمْ صَلَاتُهُمْ ؟ " قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " أَلَيْسَ فِيهِمْ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ ؟ إِنْ يُطِيعُوهُمَا [ فَقَدْ رَشَدُوا وَرَشَدَتْ أُمَّتُهُمْ ، وَإِنْ يَعْصُوهُمَا ] [56] فَقَدْ غَوَوْا وَغَوَتْ أُمَّتُهُمْ " قَالَهَا ثَلَاثًا [57] .
[ ص: 130 ] وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ
[58] مِنْ حَدِيثِ [
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ]
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ [59] قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ ، وَأَصْحَابِهِ وَهُمْ [60] ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ [61] رَجُلًا ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ [62] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقِبْلَةَ ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ [63] يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِنِي [64] مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ [65] هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ " فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ [66] الْقِبْلَةِ ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ [67] ، فَأَتَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ [68] ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ [69] مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ، [ فَإِنَّهُ ] [70] سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) [ سُورَةُ الْأَنْفَالِ : 9 ] فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ . قَالَ
أَبُو زُمَيْلٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317فَحَدَّثَنِي nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ [ ص: 131 ] الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ [71] ، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا قَدْ [72] خُطِمَ [73] أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ [74] . فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ [75] رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : " صَدَقْتَ ، ذَلِكَ [76] مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ " فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ . فَقَالَ [77] أَبُو زُمَيْلٍ : قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ : " مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى ؟ " فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ : [ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ] [78] هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً ، فَتَكُونَ [79] لَنَا قُوَّةً عَلَى الْمُشْرِكِينَ [80] ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ " قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى [ ص: 132 ] الَّذِي رَأَى nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنِّي [81] أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنَا [82] فَنَضْرِبَ [83] أَعْنَاقَهُمْ ، فَتُمَكِّنَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنِّي [84] مِنْ فُلَانٍ - نَسِيبٍ [85] . nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا [86] ، فَهَوَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا قَالَ [87] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ [88] ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ [ قَاعِدَيْنِ ] [89] يَبْكِيَانِ . قُلْتُ [90] : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ [91] ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بِكَيْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ [92] مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ( [93] شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى [94] - [ ص: 133 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) [95] الْآيَةَ [ سُورَةُ الْأَنْفَالِ : 67 ] " قَالَ [96] : " فَأَحَلَّ اللَّهُ لَهُمُ الْغَنِيمَةَ " [97] .
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَقَالَ فِيهِ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=684297إِنَّ مَثَلَكَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ : 36 ] أَوْ كَمَثَلِ عِيسَى قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 118 ] وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ كَمَثَلِ نُوحٍ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ) [ سُورَةُ نُوحٍ : 26 ] " وَقَالَ : " يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ كَمَثَلِ مُوسَى [98] قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) [ سُورَةُ يُونُسَ : 88 ]
[99] " .
[ ص: 134 ] وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ ، وَرُوِّينَاهُ فِي جُزْءِ
ابْنِ عَرَفَةَ عَنْ
أَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَهَذَا لَفْظُهُ قَالَ
[100] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664006لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى [101] ؟ " فَقَالَ [102] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ ، اسْتَبْقِهِمْ وَاسْتَأْنِ بِهِمْ ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتُوبُ [103] عَلَيْهِمْ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ [104] ، قَرِّبْهُمْ وَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . قَالَ : " فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا . قَالَ : فَخَرَجَ رَسُولُ [ ص: 135 ] اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : " إِنَّ مَثَلَكَ [105] يَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ : 36 ] وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ عِيسَى قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 118 ] وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ كَمَثَلِ نُوحٍ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ) [ سُورَةُ نُوحٍ : 26 ] وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ كَمَثَلِ مُوسَى قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) [ سُورَةُ يُونُسَ : 88 ] .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ بِالْإِسْنَادِ الثَّابِتِ مِنْ حَدِيثِ
الزِّنْجِيِّ ابْنِ خَالِدٍ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=912997قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ : " لَوْلَا أَنَّكُمَا تَخْتَلِفَانِ عَلَيَّ مَا خَالَفْتُكُمَا "
[106] .
وَكَانَ السَّلَفُ مُتَّفِقِينَ عَلَى تَقْدِيمِهِمَا حَتَّى شِيعَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ عَنْ شَيْخِهِ الْمَعْرُوفِ
بِأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ
حُدَيْرٍ [107] ، قَالَ : " قَدِمَ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ [108] الْكُوفَةَ ، قَالَ لَنَا
شِمْرُ بْنُ [ ص: 136 ] عَطِيَّةَ [109] : قُومُوا إِلَيْهِ
[110] ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ ، فَتَحَدَّثُوا ، فَقَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : خَرَجْتُ مِنَ
الْكُوفَةِ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَشُكُّ فِي فَضْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ وَتَقْدِيمِهِمَا ، وَقَدِمْتُ الْآنَ وَهُمْ يَقُولُونَ وَيَقُولُونَ ، وَلَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَقُولُونَ " .
وَقَالَ : حَدَّثَنَا
النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
ضَمْرَةُ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ حَسَنٍ [111] ، قَالَ : سَمِعْتُ
لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ [112] يَقُولُ : أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ الْأُولَى وَمَا يُفَضِّلُونَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ أَحَدًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : " حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ [113] ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : حُبٌّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ " . ( *
وَمَسْرُوقٌ مِنْ أَجَلِّ تَابِعِي
الْكُوفَةِ ، وَكَذَلِكَ قَالَ طَاوُسٌ : " حُبُّ
[ ص: 137 ] أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ * ) " .
[114] وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ .
وَكَيْفَ لَا تُقَدِّمُ
الشِّيعَةُ الْأُولَى
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ، وَقَدْ تَوَاتَرَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ " .
[115] وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ ، قِيلَ : إِنَّهَا تَبْلُغُ ثَمَانِينَ طَرِيقًا .
وَقَدْ رَوَاهُ
[116] nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْهُ [ فِي صَحِيحِهِ ]
[117] مِنْ حَدِيثِ
الْهَمْدَانِيِّينَ الَّذِينَ هُمْ أَخَصُّ النَّاسِ
nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيٍّ حَتَّى كَانَ يَقُولُ :
وَلَوْ
[118] كُنْتُ بَوَّابًا عَلَى بَابِ جَنَّةٍ لَقُلْتُ لِهَمْدَانَ ادْخُلِي
[119] بِسَلَامٍ
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، [ وَهُوَ هَمْدَانِيٌّ ]
[120] عَنْ مُنْذِرٍ [ وَهُوَ هَمْدَانِيٌّ ]
[121] عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي : يَا أَبَتِ ، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ أَوَمَا تَعْرِفُ ؟ فَقُلْتُ : لَا . قَالَ : أَبُو بَكْرٍ . فَقُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : عُمَرُ . وَهَذَا يَقُولُهُ لِابْنِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، لَيْسَ هُوَ مِمَّا يَجُوزُ أَنْ يَقُولَهُ تُقْيَةً وَيَرْوِيَهُ عَنْ أَبِيهِ خَاصَّةً ، وَقَالَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ .
[ ص: 138 ] وَعَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " لَا أُوتَى بِأَحَدٍ يُفَضِّلُنِي عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ إِلَّا جَلَدْتُهُ جَلْدَ الْمُفْتَرِي "
[122] .
وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=910245اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ "
[123] .
وَلِهَذَا كَانَ أَحَدُ قَوْلَيِ الْعُلَمَاءِ - وَهُوَ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ - أَنَّ قَوْلَهُمَا إِذَا اتَّفَقَا حُجَّةٌ لَا يَجُوزُ الْعُدُولُ عَنْهَا . وَهَذَا أَظْهَرُ الْقَوْلَيْنِ . كَمَا أَنَّ الْأَظْهَرَ أَنَّ
اتِّفَاقَ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ أَيْضًا حُجَّةٌ لَا يَجُوزُ خِلَافُهَا ، لِأَمْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاتِّبَاعِ سُنَّتِهِمْ .
وَكَانَ
نَبِيُّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَبْعُوثًا بِأَعْدَلِ الْأُمُورِ وَأَكْمَلِهَا ، فَهُوَ الضَّحُوكُ الْقَتَّالُ ، وَهُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ . بَلْ أُمَّتُهُ مَوْصُوفُونَ بِذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 29 ] [ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ]
[124] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ) [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 54 ] . فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجْمَعُ بَيْنَ شِدَّةِ هَذَا وَلِينِ هَذَا ، فَيَأْمُرُ بِمَا هُوَ الْعَدْلُ
[125] ، وَهُمَا يُطِيعَانِهِ ، فَتَكُونُ أَفْعَالُهُمَا عَلَى كَمَالِ الِاسْتِقَامَةِ ، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ، وَصَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا خَلِيفَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ خِلَافَةَ نُبُوَّةٍ ، كَانَ مِنْ كَمَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنْ
[126] يُوَلِّيَ
[ ص: 139 ] الشَّدِيدَ وَيَسْتَعِينَ بِهِ لِيَعْتَدِلَ أَمْرُهُ ، وَيَخْلِطَ الشِّدَّةَ بِاللِّينِ ، فَإِنَّ مُجَرَّدَ اللِّينِ يُفْسِدُ ، وَمُجَرَّدَ الشِّدَّةِ تُفْسِدُ ، وَيَكُونُ قَدْ قَامَ مَقَامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ
[127] يَسْتَعِينُ بِاسْتِشَارَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ وَبِاسْتِنَابَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
وَهَذَا مِنْ كَمَالِهِ الَّذِي صَارَ بِهِ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَلِهَذَا اشْتَدَّ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ شِدَّةً بَرَزَ بِهَا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ وَغَيْرِهِ . حَتَّى رُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ قَالَ [ لَهُ ]
[128] : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَأَلَّفِ النَّاسَ . فَقَالَ : عَلَامَ أَتَأَلَّفُهُمْ : أَعَلَى حَدِيثٍ مُفْتَرًى ؟ أَمْ عَلَى شِعْرٍ مُفْتَعَلٍ ؟ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ : خَطَبَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ عَقِيبَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّا لَكَالثَّعَالِبِ ، فَمَا زَالَ يُشَجِّعُنَا حَتَّى صِرْنَا كَالْأُسُودِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَكَانَ شَدِيدًا فِي نَفْسِهِ ، فَكَانَ مِنْ كَمَالِهِ اسْتِعَانَتُهُ بِاللَّيِّنِ لِيَعْتَدِلَ أَمْرُهُ ، فَكَانَ يَسْتَعِينُ
nindex.php?page=showalam&ids=5بِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ،
وَأَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ ،
وَالنُّعْمَانِ بْنِ مُقْرِنٍ ،
وَسَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَالزُّهْدِ ، الَّذِينَ هُمْ أَعْظَمُ زُهْدًا وَعِبَادَةً مِنْ مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ [ وَأَمْثَالِهِ ]
[129] .