فصل قال الرافضي
[1] : " البرهان الثاني عشر : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96nindex.php?page=treesubj&link=31309_28833_28818إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
[ ص: 136 ] [ سورة مريم : 96 ] روى الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصبهاني [2] بإسناده إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي . والود محبة في القلوب المؤمنة . وفي تفسير
[3] nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي [4] : يا nindex.php?page=showalam&ids=8علي قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي في صدور المؤمنين [5] مودة . فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) [ سورة مريم : 96 ] ، ولم يثبت لغيره ذلك ، فيكون هو الإمام
[6] " . والجواب من وجوه : أحدها : أنه لا بد من إقامة الدليل على صحة المنقول ، وإلا فالاستدلال
[7] بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق ، وهو من القول بلا علم ومن قفو الإنسان بما ليس له به علم ، ومن المحاجة بغير علم . والعزو المذكور لا يفيد
[8] الثبوت باتفاق أهل السنة
والشيعة . الوجه الثاني : أن هذين الحديثين من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[9] .
[ ص: 137 ] الثالث : أن
[10] قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) [ سورة مريم : 96 ] عام في جميع المؤمنين ، فلا يجوز تخصيصها
nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي ، بل هي متناولة
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي وغيره
[11] ، والدليل عليه أن
[12] nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين وغيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم
الشيعة داخلون في الآية ، فعلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها
nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي . وأما قوله : " ولم يثبت مثل ذلك لغيره من الصحابة " فممنوع كما تقدم ، فإنهم خير القرون ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات فيهم أفضل منهم في سائر القرون ، وهم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة إليه . الرابع : أن الله قد أخبر أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودا . وهذا وعد منه صادق . ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم ، لا سيما الخلفاء - رضي الله عنهم - ، لا سيما
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ; فإن عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما
[13] ، وكانوا
[14] خير القرون . ولم يكن كذلك
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، فإن كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه
[ ص: 138 ] ويسبونه ويقاتلونه ،
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر - رضي الله عنهما - قد أبغضهما وسبهما
الرافضة والنصيرية والغالية
والإسماعيلية . لكن معلوم أن الذين أحبوا ذينك
[15] أفضل وأكثر ، وأن الذين أبغضوهما أبعد عن الإسلام وأقل ، بخلاف علي ، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خير من الذين أبغضوا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، بل
شيعة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان الذين يحبونه ويبغضون
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، وإن كانوا مبتدعين ظالمين ،
فشيعة nindex.php?page=showalam&ids=8علي الذين يحبونه ويبغضون
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان أنقص منهم علما ودينا ، وأكثر جهلا وظلما . فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم . وإذا قيل :
nindex.php?page=showalam&ids=8علي قد ادعيت
[16] فيه الإلهية والنبوة . قيل : قد كفرته
الخوارج كلها ، وأبغضته
المروانية . وهؤلاء خير من
الرافضة الذين يسبون
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر - رضي الله عنهما - فضلا عن الغالية
[17] .
فَصْلٌ قَالَ الرَّافِضِيُّ
[1] : " الْبُرْهَانُ الثَّانِي عَشَرَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96nindex.php?page=treesubj&link=31309_28833_28818إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )
[ ص: 136 ] [ سُورَةُ مَرْيَمَ : 96 ] رَوَى الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ [2] بِإِسْنَادِهِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلَيٍّ . وَالْوُدُّ مَحَبَّةٌ فِي الْقُلُوبِ الْمُؤْمِنَةِ . وَفِي تَفْسِيرِ
[3] nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ [4] : يَا nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ قُلْ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا ، وَاجْعَلْ لِي فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ [5] مَوَدَّةً . فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) [ سُورَةُ مَرْيَمَ : 96 ] ، وَلَمْ يَثْبُتْ لِغَيْرِهِ ذَلِكَ ، فَيَكُونُ هُوَ الْإِمَامَ
[6] " . وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ الْمَنْقُولِ ، وَإِلَّا فَالِاسْتِدْلَالُ
[7] بِمَا لَا تَثْبُتُ مُقَدِّمَاتُهُ بَاطِلٌ بِالِاتِّفَاقِ ، وَهُوَ مِنَ الْقَوْلِ بِلَا عِلْمٍ وَمِنْ قَفْوِ الْإِنْسَانِ بِمَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ ، وَمِنَ الْمُحَاجَّةِ بِغَيْرِ عِلْمٍ . وَالْعَزْوُ الْمَذْكُورُ لَا يُفِيدُ
[8] الثُّبُوتَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ
وَالشِّيعَةِ . الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مِنَ الْكَذِبِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ
[9] .
[ ص: 137 ] الثَّالِثُ : أَنَّ
[10] قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) [ سُورَةُ مَرْيَمَ : 96 ] عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَا يَجُوزُ تَخْصِيصُهَا
nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيٍّ ، بَلْ هِيَ مُتَنَاوِلَةٌ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ وَغَيْرِهِ
[11] ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّ
[12] nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنَ nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تُعَظِّمُهُمُ
الشِّيعَةُ دَاخِلُونَ فِي الْآيَةِ ، فَعُلِمَ بِذَلِكَ الْإِجْمَاعُ عَلَى عَدَمِ اخْتِصَاصِهَا
nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيٍّ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : " وَلَمْ يَثْبُتْ مِثْلُ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ " فَمَمْنُوعٌ كَمَا تَقَدَّمَ ، فَإِنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ ، فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِيهِمْ أَفْضَلُ مِنْهُمْ فِي سَائِرِ الْقُرُونِ ، وَهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فِي كُلِّ قَرْنٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ . الرَّابِعُ : أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وُدًّا . وَهَذَا وَعْدٌ مِنْهُ صَادِقٌ . وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلصَّحَابَةِ مَوَدَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ، لَا سِيَّمَا الْخُلَفَاءُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - ، لَا سِيَّمَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ ; فَإِنَّ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَوَدُّونَهُمَا
[13] ، وَكَانُوا
[14] خَيْرَ الْقُرُونِ . وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ
[ ص: 138 ] وَيَسُبُّونَهُ وَيُقَاتِلُونَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَدْ أَبْغَضَهُمَا وَسَبَّهُمَا
الرَّافِضَةُ وَالنَّصِيرِيَّةُ وَالْغَالِيَةُ
وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةُ . لَكِنْ مَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِينَ أَحَبُّوا ذَيْنِكَ
[15] أَفْضَلُ وَأَكْثَرُ ، وَأَنَّ الَّذِينَ أَبْغَضُوهُمَا أَبْعَدُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَقَلُّ ، بِخِلَافِ عَلِيٍّ ، فَإِنَّ الَّذِينَ أَبْغَضُوهُ وَقَاتَلُوهُ هُمْ خَيْرٌ مِنَ الَّذِينَ أَبْغَضُوا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ، بَلْ
شِيعَةُ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيُبْغِضُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا ، وَإِنْ كَانُوا مُبْتَدِعِينَ ظَالِمِينَ ،
فَشِيعَةُ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيُبْغِضُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ أَنْقَصُ مِنْهُمْ عِلْمًا وَدِينًا ، وَأَكْثَرُ جَهْلًا وَظُلْمًا . فَعُلِمَ أَنَّ الْمَوَدَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لِلثَّلَاثَةِ أَعْظَمُ . وَإِذَا قِيلَ :
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ قَدِ ادُّعِيَتْ
[16] فِيهِ الْإِلَهِيَّةُ وَالنُّبُوَّةُ . قِيلَ : قَدْ كَفَّرَتْهُ
الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ، وَأَبْغَضَتْهُ
الْمَرْوَانِيَّةُ . وَهَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنَ
الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يَسُبُّونَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فَضْلًا عَنِ الْغَالِيَةِ
[17] .