فصل
nindex.php?page=treesubj&link=20464_31309قال الرافضي [1] . : " البرهان الأربعون : قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير [ سورة التحريم : 4 ]
nindex.php?page=treesubj&link=32366أجمع المفسرون أن صالح المؤمنين هو nindex.php?page=showalam&ids=8علي [2] . . روى
أبو نعيم بإسناده إلى
nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس ، قالت :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) [ قال : صالح المؤمنين ] [3] . nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، واختصاصه
[ ص: 293 ] بذلك يدل على أفضليته
[4] . ، فيكون هو الإمام . والآيات في هذا
[5] . المعنى كثيرة ، اقتصرنا على ما ذكرنا
[6] . للاختصار " .
والجواب من وجوه : أحدها : قوله : " أجمع المفسرون على أن صالح المؤمنين هو
nindex.php?page=showalam&ids=8علي " كذب مبين ، فإنهم لم يجمعوا على هذا ، ولا نقل الإجماع على هذا أحد من علماء التفسير ، ولا علماء الحديث ونحوهم . ونحن نطالبهم بهذا النقل ، ومن نقل هذا الإجماع ؟ .
الثاني : أن يقال : كتب التفسير مملوءة بنقيض هذا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود :
وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والضحاك وغيرهم : هو
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر . وذكر هذا جماعة من المفسرين ،
كابن جرير الطبري وغيره .
وقيل : هو
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، رواه
مكحول عن
أبي أمامة .
وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
وقيل : خيار المؤمنين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس .
وقيل : هم الأنبياء ، قاله
قتادة والعلاء بن زياد وسفيان .
وقيل : هو
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، حكاه
الماوردي ، ولم يسم قائله ، فلعله بعض
الشيعة [7] . .
[ ص: 294 ] الثالث : أن يقال : لم يثبت [ هذا ]
[8] . القول بتخصيص
nindex.php?page=showalam&ids=8علي به عمن قوله حجة . والحديث المذكور كذب موضوع ، وهو لم يذكر دلالة على صحته
[9] . . ومجرد رواية
أبي نعيم له لا تدل على الصحة .
الرابع : أن يقال : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وصالح المؤمنين ) اسم يعم كل صالح من المؤمنين ، كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=655531إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ، إنما وليي الله وصالح المؤمنين "
[10] .
الخامس : أن يقال : إن الله جعل في هذه الآية صالح المؤمنين مولى
[11] . رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر أن الله مولاه ، والمولى يمنع أن يراد به الموالى عليه
[12] . ، فلم يبق المراد به إلا الموالي .
ومن المعلوم أن كل من كان صالحا من المؤمنين كان مواليا للنبي - صلى الله عليه وسلم - قطعا ، فإنه [ لو ] لم يواله
[13] . لم يكن من صالح المؤمنين ، بل قد يواليه المؤمن وإن لم يكن صالحا ، لكن لا تكون موالاة كاملة . وأما الصالح فيواليه موالاة كاملة ، فإنه إذا كان صالحا أحب ما أحبه الله ورسوله ، وأبغض ما أبغضه الله ورسوله ، وأمر بما أمر به الله ورسوله ، ونهى عما نهى الله عنه ورسوله . وهذا يتضمن الموالاة .
[ ص: 295 ] وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=656510إن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل " فما نام بعدها
[14] . .
وقال عن
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=686217إنه من صالحيكم ، فاستوصوا به خيرا "
[15] .
وأما قوله : " والآيات في هذا المعنى كثيرة "
[16] . فغايته أن يكون المتروك من جنس المذكور ، والذي ذكره خلاصة ما عندهم ، وباب الكذب لا ينسد . ولهذا كان من الناس من يقابل كذبهم بما يقدر عليه من الكذب
[17] . ، ولكن الله يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، وللكذابين الويل مما يصفون
[ ص: 296 ] وما ذكر وقال : " أريد به
nindex.php?page=showalam&ids=8علي " إذا ذكر أنه أريد به
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أو
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أو
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، لم يكن هذا القول بأبعد من قولهم ، بل يرجح على قوله ، لا سيما في مواضع كثيرة .
وإذا
[18] . قال : فهذا لم يقله أحد ، بخلاف قولنا .
كان الجواب من وجهين : أحدهما : أن هذا ممنوع ، بل من الناس من يخص
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ببعض ما ذكره من الآيات وغيرهما .
الثاني : أن قول القائل : خص هذا بواحد من الصحابة ، إذا أمكن غيره أن يخصه بآخر ، تكون حجته من جنس حجته ، فإنه يدل على فساد قوله . وإن كان لم يقله ، فإن الإنسان إذا كذب كذبة [ لم ]
[19] يمكن مقابلتها بمثلها
[20] . ، ولم يمكنه دفع هذا إلا بما يدفع به قوله ، ووجب : إما تصديق الاثنين ، وإما كذب الاثنين .
كالحكاية المشهورة عن
قاسم بن زكريا المطرز ، قال : دخلت على بعض
الشيعة - وقد قيل : إنه
nindex.php?page=showalam&ids=14392عباد بن يعقوب - فقال لي : من حفر البحر ؟ فقلت : الله تعالى . فقال : تقول من حفره ؟ قلت : من حفره ؟ قال :
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب . قال : من جعل فيه الماء ؟ قلت : الله . قال : تقول من هو الذي جعل فيه الماء ؟ قلت : من هو ؟ قال :
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن . قال : فلما أردت أن أقوم ، قال : " من حفر البحر ؟ قلت :
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، قال : ومن [ الذي ]
[21] . جعل فيه الماء ؟ قلت :
يزيد . فغضب من ذلك وقام .
[ ص: 297 ] وكان غرض
القاسم أن يقول : هذا القول مثل قولك ، وأنت تكره ذلك وتدفعه ، وبما به يدفع ذلك يدفع به قولك
[22] . .
وكذلك ما تذكره الناس من المعارضات لتأويلات
القرامطة والرافضة ونحوهم . كقولهم في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12فقاتلوا أئمة الكفر ) [ سورة التوبة : 12 ]
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية . فيقابل هذا بقول
الخوارج : إنهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين . وكل هذا باطل ، لكن الغرض أنهم يقابلون بمثل حجتهم ، والدليل على فسادها يعم النوعين ، فعلم بطلان الجميع .
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=20464_31309قَالَ الرَّافِضِيُّ [1] . : " الْبُرْهَانُ الْأَرْبَعُونَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [ سُورَةُ التَّحْرِيمِ : 4 ]
nindex.php?page=treesubj&link=32366أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ [2] . . رَوَى
أَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=116أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَتْ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) [ قَالَ : صَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ] [3] . nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَاخْتِصَاصُهُ
[ ص: 293 ] بِذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّتِهِ
[4] . ، فَيَكُونُ هُوَ الْإِمَامَ . وَالْآيَاتُ فِي هَذَا
[5] . الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ ، اقْتَصَرْنَا عَلَى مَا ذَكَرْنَا
[6] . لِلِاخْتِصَارِ " .
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا : قَوْلُهُ : " أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ " كَذِبٌ مُبِينٌ ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يُجْمِعُوا عَلَى هَذَا ، وَلَا نَقَلَ الْإِجْمَاعَ عَلَى هَذَا أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّفْسِيرِ ، وَلَا عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ وَنَحْوِهِمْ . وَنَحْنُ نُطَالِبُهُمْ بِهَذَا النَّقْلِ ، وَمَنْ نَقَلَ هَذَا الْإِجْمَاعَ ؟ .
الثَّانِي : أَنْ يُقَالَ : كُتُبُ التَّفْسِيرِ مَمْلُوءَةٌ بِنَقِيضِ هَذَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ :
وَعِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ وَغَيْرُهُمْ : هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ . وَذَكَرَ هَذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ،
كَابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ وَغَيْرِهِ .
وَقِيلَ : هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، رَوَاهُ
مَكْحُولٌ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ .
وَقِيلَ :
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ .
وَقِيلَ : خِيَارُ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ .
وَقِيلَ : هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ وَالْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ وَسُفْيَانُ .
وَقِيلَ : هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ ، حَكَاهُ
الْمَاوَرْدِيُّ ، وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ ، فَلَعَلَّهُ بَعْضُ
الشِّيعَةِ [7] . .
[ ص: 294 ] الثَّالِثُ : أَنْ يُقَالَ : لَمْ يَثْبُتْ [ هَذَا ]
[8] . الْقَوْلُ بِتَخْصِيصِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ بِهِ عَمَّنْ قَوْلُهُ حُجَّةٌ . وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ ، وَهُوَ لَمْ يَذْكُرْ دَلَالَةً عَلَى صِحَّتِهِ
[9] . . وَمُجَرَّدُ رِوَايَةِ
أَبِي نُعَيْمٍ لَهُ لَا تَدُلُّ عَلَى الصِّحَّةِ .
الرَّابِعُ : أَنْ يُقَالَ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) اسْمٌ يَعُمُّ كُلَّ صَالِحٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=655531إِنَّ آلَ أَبِي فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ "
[10] .
الْخَامِسُ : أَنْ يُقَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ مَوْلَى
[11] . رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاهُ ، وَالْمَوْلَى يُمْنَعُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْمُوَالَى عَلَيْهِ
[12] . ، فَلَمْ يَبْقَ الْمُرَادُ بِهِ إِلَّا الْمُوَالِي .
وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ صَالِحًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ مُوَالِيًا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطْعًا ، فَإِنَّهُ [ لَوْ ] لَمْ يُوَالِهِ
[13] . لَمْ يَكُنْ مِنْ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ ، بَلْ قَدْ يُوَالِيهِ الْمُؤْمِنُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَالِحًا ، لَكِنْ لَا تَكُونُ مُوَالَاةً كَامِلَةً . وَأَمَّا الصَّالِحُ فَيُوَالِيهِ مُوَالَاةً كَامِلَةً ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ صَالِحًا أَحَبَّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَبْغَضَ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَمَرَ بِمَا أَمَرَ بِهِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَنَهَى عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ . وَهَذَا يَتَضَمَّنُ الْمُوَالَاةَ .
[ ص: 295 ] وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=12لِابْنِ عُمَرَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=656510إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ " فَمَا نَامَ بَعْدَهَا
[14] . .
وَقَالَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=686217إِنَّهُ مِنْ صَالِحِيكُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا "
[15] .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : " وَالْآيَاتُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ "
[16] . فَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ الْمَتْرُوكُ مِنْ جِنْسِ الْمَذْكُورِ ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ خُلَاصَةُ مَا عِنْدَهُمْ ، وَبَابُ الْكَذِبِ لَا يَنْسَدُّ . وَلِهَذَا كَانَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُقَابِلُ كَذِبَهُمْ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الْكَذِبِ
[17] . ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ، وَلِلْكَذَّابِينَ الْوَيْلُ مِمَّا يَصِفُونَ
[ ص: 296 ] وَمَا ذَكَرَ وَقَالَ : " أُرِيدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ " إِذَا ذُكِرَ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ ، لَمْ يَكُنْ هَذَا الْقَوْلُ بِأَبْعَدَ مِنْ قَوْلِهِمْ ، بَلْ يُرَجَّحُ عَلَى قَوْلِهِ ، لَا سِيَّمَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ .
وَإِذَا
[18] . قَالَ : فَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ ، بِخِلَافِ قَوْلِنَا .
كَانَ الْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ هَذَا مَمْنُوعٌ ، بَلْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَخُصُّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ بِبَعْضِ مَا ذَكَرَهُ مِنَ الْآيَاتِ وَغَيْرِهِمَا .
الثَّانِي : أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ : خَصَّ هَذَا بِوَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، إِذَا أَمْكَنَ غَيْرَهُ أَنْ يَخُصَّهُ بِآخِرَ ، تَكُونُ حُجَّتُهُ مِنْ جِنْسِ حُجَّتِهِ ، فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ قَوْلِهِ . وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقُلْهُ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا كَذَبَ كِذْبَةً [ لَمْ ]
[19] يُمْكِنْ مُقَابَلَتُهَا بِمِثْلِهَا
[20] . ، وَلَمْ يُمْكِنْهُ دَفْعُ هَذَا إِلَّا بِمَا يَدْفَعُ بِهِ قَوْلَهَ ، وَوَجَبَ : إِمَّا تَصْدِيقُ الِاثْنَيْنِ ، وَإِمَّا كَذِبُ الِاثْنَيْنِ .
كَالْحِكَايَةِ الْمَشْهُورَةِ عَنْ
قَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى بَعْضِ
الشِّيعَةِ - وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14392عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ - فَقَالَ لِي : مَنْ حَفَرَ الْبَحْرَ ؟ فَقُلْتُ : اللَّهُ تَعَالَى . فَقَالَ : تَقُولُ مَنْ حَفَرَهُ ؟ قُلْتُ : مَنْ حَفَرَهُ ؟ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ . قَالَ : مَنْ جَعَلَ فِيهِ الْمَاءَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ . قَالَ : تَقُولُ مَنْ هُوَ الَّذِي جَعَلَ فِيهِ الْمَاءَ ؟ قُلْتُ : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنُ . قَالَ : فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ ، قَالَ : " مَنْ حَفَرَ الْبَحْرَ ؟ قُلْتُ :
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ ، قَالَ : وَمَنْ [ الَّذِي ]
[21] . جَعَلَ فِيهِ الْمَاءَ ؟ قُلْتُ :
يَزِيدُ . فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ وَقَامَ .
[ ص: 297 ] وَكَانَ غَرَضُ
الْقَاسِمِ أَنْ يَقُولَ : هَذَا الْقَوْلُ مِثْلُ قَوْلِكَ ، وَأَنْتَ تَكْرَهُ ذَلِكَ وَتَدْفَعُهُ ، وَبِمَا بِهِ يُدْفَعُ ذَلِكَ يُدْفَعُ بِهِ قَوْلُكَ
[22] . .
وَكَذَلِكَ مَا تَذْكُرُهُ النَّاسُ مِنَ الْمُعَارَضَاتِ لِتَأْوِيلَاتِ
الْقَرَامِطَةِ وَالرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ . كَقَوْلِهِمْ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 12 ]
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرُ nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=33وَمُعَاوِيَةُ . فَيُقَابَلُ هَذَا بِقَوْلِ
الْخَوَارِجِ : إِنَّهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=35وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنُ . وَكُلُّ هَذَا بَاطِلٌ ، لَكِنَّ الْغَرَضَ أَنَّهُمْ يُقَابَلُونَ بِمِثْلِ حُجَّتِهِمْ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى فَسَادِهَا يَعُمُّ النَّوْعَيْنِ ، فَعُلِمَ بُطْلَانُ الْجَمِيعِ .