وإنما [ كان ] المقصود [ هنا ] التنبيه
[1] على مآخذ المسلمين في مسألة التعليل .
nindex.php?page=treesubj&link=28712_28713فالمجوزون للتعليل يقولون : الذي دل عليه الشرع والعقل أن كل ما سوى الله محدث كائن بعد أن لم يكن ، وأما كون الرب لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل ، فهذا ليس في الشرع ولا في العقل [2] ما يثبته ، بل كلاهما يدل على نقيضه .
وإذا عرف الفرق بين نوع الحوادث وبين أعيانها ، وعلم الفرق بين قول المسلمين وأهل الملل وأساطين الفلاسفة الذين يقولون بحدوث كل واحد واحد من العالم العلوي والسفلي ، وبين قول
أرسطو وأتباعه الذين يقولون بقدم الأفلاك والعناصر ، تبين
[3] ما في هذا الباب من الخطأ والصواب ، وهو من أجل المعارف وأعلى العلوم ، فهذا جواب من يقول بالتعليل لمن احتج عليه بالتسلسل في الآثار
[4] .
وَإِنَّمَا [ كَانَ ] الْمَقْصُودُ [ هُنَا ] التَّنْبِيهُ
[1] عَلَى مَآخِذِ الْمُسْلِمِينَ فِي مَسْأَلَةِ التَّعْلِيلِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28712_28713فَالْمُجَوِّزُونَ لِلتَّعْلِيلِ يَقُولُونَ : الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الشَّرْعُ وَالْعَقْلُ أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ مُحْدَثٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، وَأَمَّا كَوْنُ الرَّبِّ لَمْ يَزَلْ مُعَطَّلًا عَنِ الْفِعْلِ ثُمَّ فَعَلَ ، فَهَذَا لَيْسَ فِي الشَّرْعِ وَلَا فِي الْعَقْلِ [2] مَا يُثْبِتُهُ ، بَلْ كِلَاهُمَا يَدُلُّ عَلَى نَقِيضِهِ .
وَإِذَا عُرِفَ الْفَرْقُ بَيْنَ نَوْعِ الْحَوَادِثِ وَبَيْنَ أَعْيَانِهَا ، وَعُلِمَ الْفَرْقُ بَيْنَ قَوْلِ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْمِلَلِ وَأَسَاطِينِ الْفَلَاسِفَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِحُدُوثِ كُلِّ وَاحِدٍ وَاحِدٍ مِنَ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ ، وَبَيْنَ قَوْلِ
أَرِسْطُو وَأَتْبَاعِهِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْأَفْلَاكِ وَالْعَنَاصِرِ ، تَبَيَّنَ
[3] مَا فِي هَذَا الْبَابِ مِنَ الْخَطَأِ وَالصَّوَابِ ، وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ الْمَعَارِفِ وَأَعْلَى الْعُلُومِ ، فَهَذَا جَوَابُ مَنْ يَقُولُ بِالتَّعْلِيلِ لِمَنِ احْتَجَّ عَلَيْهِ بِالتَّسَلْسُلِ فِي الْآثَارِ
[4] .