nindex.php?page=treesubj&link=29614_28821اعتقاد nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازيين ، وجماعة من السلف ممن نقل عنهم رحمهم الله
321 - أخبرنا
محمد بن المظفر المقري ، قال : حدثنا
الحسين بن [ ص: 198 ] محمد بن حبش المقري ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16328أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : سألت
أبي وأبا زرعة عن
nindex.php?page=treesubj&link=28821مذاهب أهل السنة في أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك ؟
فقالا : " أدركنا العلماء في جميع الأمصار
حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص .
والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته .
والقدر خيره وشره من الله - عز وجل .
وخير هذه الأمة بعد نبيها - عليه الصلاة والسلام -
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - عليهم السلام - وهم الخلفاء الراشدون المهديون ، وأن العشرة الذين سماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد لهم بالجنة على ما شهد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقوله الحق ، والترحم على جميع أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم - والكف عما شجر بينهم .
وأن الله - عز وجل - على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه ، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - بلا كيف ، أحاط بكل شيء علما ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .
وأنه تبارك وتعالى يرى في الآخرة ، يراه أهل الجنة بأبصارهم
[ ص: 199 ] ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء .
والجنة حق ، والنار حق ، وهما مخلوقان لا يفنيان أبدا ، والجنة ثواب لأوليائه ، والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم الله - عز وجل .
والصراط حق ، والميزان حق ، له كفتان ، توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها حق .
والحوض المكرم به نبينا حق . والشفاعة حق ، والبعث من بعد الموت حق . وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل .
ولا نكفر أهل القبلة بذنوبهم ، ونكل أسرارهم إلى الله - عز وجل .
ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان . ولا نرى
nindex.php?page=treesubj&link=7854الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة ، ونتبع السنة والجماعة ، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة . وأن الجهاد ماض منذ بعث الله - عز وجل - نبيه - عليه الصلاة والسلام - إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء . والحج كذلك ، ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين .
والناس مؤمئون في أحكامهم ومواريثهم ، ولا ندري ما هم عند الله - عز وجل.
[ ص: 200 ] nindex.php?page=treesubj&link=28648فمن قال : إنه مؤمن حقا فهو مبتدع ، ومن قال : هو مؤمن عند الله فهو من الكاذبين ، ومن قال : هو مؤمن بالله حقا فهو مصيب .
والمرجئة المبتدعة ضلال ،
والقدرية المبتدعة ضلال ، فمن أنكر منهم أن الله - عز وجل - لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر .
وأن
الجهمية كفار .
وأن
الرافضة رفضوا الإسلام .
والخوارج مراق .
ومن
nindex.php?page=treesubj&link=29453_10015زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة . ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر .
ومن شك في كلام الله - عز وجل - فوقف شاكا فيه
nindex.php?page=treesubj&link=29455يقول : لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي .
ومن
nindex.php?page=treesubj&link=29456وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر .
ومن
nindex.php?page=treesubj&link=29455قال : لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي .
قال
أبو محمد : وسمعت أبي يقول : " وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ، وعلامة الزنادقة
[ ص: 201 ] تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار .
وعلامة
الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة
القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة .
وعلامة
المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية .
وعلامة
الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة .
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء .
322 - قال
أبو محمد : وسمعت أبي
وأبا زرعة يأمران
nindex.php?page=treesubj&link=20462بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار ، وينهيان عن
nindex.php?page=treesubj&link=29615مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ، ويقولان : لا يفلح صاحب كلام أبدا .
قال
أبو محمد : " وبه أقول أنا " .
[ ص: 202 ] وقال
أبو علي بن حبيش المقرئ : " وبه أقول " . قال شيخنا
nindex.php?page=showalam&ids=12898ابن المظفر : " وبه أقول " . وقال شيخنا يعني المصنف : " وبه أقول " .
323 - ووجدت في بعض كتب
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي - رحمه الله - مما سمع منه ، يقول : مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان ، وترك النظر في موضع بدعهم ، والتمسك بمذهب أهل الأثر مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبي عبد الله أحمد بن حنبل ،
وإسحاق بن إبراهيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد القاسم بن سلام ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . ولزوم الكتاب والسنة ، والذب عن الأئمة المتبعة لآثار السلف ، واختيار ما اختاره أهل السنة من الأئمة في الأمصار مثل :
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس في
المدينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي بالشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد بمصر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ،
وحماد بن زياد بالعراق من الحوادث مما لا يوجد فيه رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين . وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين ، وترك النظر في كتب
الكرابيسي ، ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه وشاجرديه مثل
داود الأصبهاني وأشكاله ومتبعيه .
والقرآن كلام الله وعلمه وأسماؤه وصفاته وأمره ونهيه ، وليس
[ ص: 203 ] بمخلوق بجهة من الجهات . ومن زعم أنه مخلوق مجعول فهو كافر بالله كفرا ينقل عن الملة ، ومن شك في كفره ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر . والواقفة واللفظية جهمية ، جهمهم
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبو عبد الله أحمد بن حنبل . والاتباع للأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين بعدهم بإحسان . وترك كلام المتكلمين ، وترك مجالستهم وهجرانهم ، وترك مجالسة من وضع الكتب بالرأي بلا آثار .
واختيارنا أن الإيمان قول وعمل ، إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان ، مثل الصلاة والزكاة لمن كان له مال ، والحج لمن استطاع إليه سبيلا ، وصوم شهر رمضان ، وجميع فرائض الله التي فرض على عباده ، العمل به من الإيمان .
والإيمان يزيد وينقص .
ونؤمن بعذاب القبر .
وبالحوض المكرم به النبي - صلى الله عليه وسلم - ونؤمن بالمساءلة في القبر .
وبالكرام الكاتبين .
وبالشفاعة المخصوص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ونترحم على جميع أصحاب - النبي صلى الله عليه وسلم - ولا نسب أحدا منهم لقوله - عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) .
[ ص: 204 ] والصواب نعتقد ونزعم أن الله على عرشه بائن من خلقه (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .
ولا نرى الخروج على الأئمة ولا نقاتل في الفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا .
ونرى الصلاة والحج والجهاد مع الأئمة ، ودفع صدقات المواشي إليهم .
ونؤمن بما جاءت به الآثار الصحيحة بأنه يخرج قوم من النار من الموحدين بالشفاعة .
ونقول : إنا مؤمنون بالله عز وجل ، وكره
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري أن يقول : أنا مؤمن حقا عند الله ومستكمل الإيمان ، وكذلك قول
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي أيضا .
وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
nindex.php?page=treesubj&link=28836وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة .
nindex.php?page=treesubj&link=30239وعلامة القدرية أن يسموا أهل السنة مجبرة .
وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية . ويريدون إبطال الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم . وفقنا الله وكل مؤمن لما يحب ويرضى من القول والعمل ، وصلى الله على محمد وآله وسلم .
nindex.php?page=treesubj&link=29614_28821اعْتِقَادُ nindex.php?page=showalam&ids=12013أَبِي زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وَأَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الرَّازِيَّيْنِ ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ مِمَّنْ نَقَلَ عَنْهُمْ رَحِمَهُمُ اللَّهُ
321 - أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْمُقْرِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ [ ص: 198 ] مُحَمَّدِ بْنِ حَبَشٍ الْمُقْرِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16328أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ
أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28821مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ ، وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ ، وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ ؟
فَقَالَا : " أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ
حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ : الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ .
وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِهِ .
وَالْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ .
وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - وَهُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ ، وَأَنَّ الْعَشَرَةَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَهِدَ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ عَلَى مَا شَهِدَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَوْلُهُ الْحَقُّ ، وَالتَّرَحُّمُ عَلَى جَمِيعِ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْكَفُّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ .
وَأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ ، وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَا كَيْفٍ ، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .
وَأَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى فِي الْآخِرَةِ ، يَرَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِأَبْصَارِهِمْ
[ ص: 199 ] وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ كَيْفَ شَاءَ وَكَمَا شَاءَ .
وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَهُمَا مَخْلُوقَانِ لَا يَفْنَيَانِ أَبَدًا ، وَالْجَنَّةُ ثَوَابٌ لِأَوْلِيَائِهِ ، وَالنَّارُ عِقَابٌ لِأَهْلِ مَعْصِيَتِهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ .
وَالصِّرَاطُ حَقٌّ ، وَالْمِيزَانُ حَقٌّ ، لَهُ كِفَّتَانِ ، تُوزَنُ فِيهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا حَقٌّ .
وَالْحَوْضُ الْمُكْرَمُ بِهِ نَبِيُّنَا حَقٌّ . وَالشَّفَاعَةُ حَقٌّ ، وَالْبَعْثُ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ حَقٌّ . وَأَهْلُ الْكَبَائِرِ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَلَا نُكَفِّرُ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِذُنُوبِهِمْ ، وَنَكِلُ أَسْرَارَهُمْ إِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ .
وَنُقِيمُ فَرْضَ الْجِهَادِ وَالْحَجِّ مَعَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ دَهْرٍ وَزَمَانٍ . وَلَا نَرَى
nindex.php?page=treesubj&link=7854الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَلَا الْقِتَالَ فِي الْفِتْنَةِ ، وَنَسْمَعُ وَنُطِيعُ لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَنَا وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ، وَنَتَّبِعُ السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ ، وَنَجْتَنِبُ الشُّذُوذَ وَالْخِلَافَ وَالْفُرْقَةَ . وَأَنَّ الْجِهَادَ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - نَبِيَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامِ - إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ مَعَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُبْطِلُهُ شَيْءٌ . وَالْحَجُّ كَذَلِكَ ، وَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ مِنَ السَّوَائِمِ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ .
وَالنَّاسُ مُؤْمِئُونَ فِي أَحْكَامِهِمْ وَمَوَارِيثِهِمْ ، وَلَا نَدْرِي مَا هُمْ عِنْدَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ.
[ ص: 200 ] nindex.php?page=treesubj&link=28648فَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ مُؤْمِنٌ حَقًّا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ، وَمَنْ قَالَ : هُوَ مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللَّهِ فَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَمَنْ قَالَ : هُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ حَقًّا فَهُوَ مُصِيبٌ .
وَالْمُرْجِئَةُ الْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ ،
وَالْقَدَرِيَّةُ الْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ ، فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْهُمْ أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَا يَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ فَهُوَ كَافِرٌ .
وَأَنَّ
الْجَهْمِيَّةَ كُفَّارٌ .
وَأَنَّ
الرَّافِضَةَ رَفَضُوا الْإِسْلَامَ .
وَالْخَوَارِجَ مُرَّاقٌ .
وَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29453_10015زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ . وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ فَهُوَ كَافِرٌ .
وَمَنْ شَكَّ فِي كَلَامِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَوَقَفَ شَاكًّا فِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=29455يَقُولُ : لَا أَدْرِي مَخْلُوقٌ أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ جَهْمِيٌّ .
وَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29456وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ جَاهِلًا عُلِّمَ وَبُدِّعَ وَلَمْ يُكَفَّرْ .
وَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29455قَالَ : لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ ، أَوِ الْقُرْآنُ بِلَفْظِي مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : " وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ ، وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ
[ ص: 201 ] تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ حَشْوِيَّةً يُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ .
وَعَلَامَةُ
الْجَهْمِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً .
وَعَلَامَةُ
الْقَدَرِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ الْأَثَرِ مُجَبِّرَةً .
وَعَلَامَةُ
الْمُرْجِئَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُخَالِفَةً وَنُقْصَانِيَّةً .
وَعَلَامَةُ
الرَّافِضَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ نَاصِبَةً .
وَلَا يَلْحَقُ أَهْلَ السُّنَّةِ إِلَّا اسْمٌ وَاحِدٌ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ .
322 - قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : وَسَمِعْتُ أَبِي
وَأَبَا زُرْعَةَ يَأْمُرَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=20462بِهُجْرَانِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْبِدَعِ يُغَلِّظَانِ فِي ذَلِكَ أَشَدَّ التَّغْلِيظِ ، وَيُنْكِرَانِ وَضْعَ الْكُتُبِ بِرَأْيٍ فِي غَيْرِ آثَارٍ ، وَيَنْهَيَانِ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29615مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالنَّظَرِ فِي كُتُبِ الْمُتَكَلِّمِينَ ، وَيَقُولَانِ : لَا يُفْلِحُ صَاحِبُ كَلَامٍ أَبَدًا .
قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ : " وَبِهِ أَقُولُ أَنَا " .
[ ص: 202 ] وَقَالَ
أَبُو عَلِيِّ بْنُ حُبَيْشٍ الْمُقْرِئُ : " وَبِهِ أَقُولُ " . قَالَ شَيْخُنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12898ابْنُ الْمُظَفَّرِ : " وَبِهِ أَقُولُ " . وَقَالَ شَيْخُنَا يَعْنِي الْمُصَنِّفَ : " وَبِهِ أَقُولُ " .
323 - وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ كُتِبِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيِّ الرَّازِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِمَّا سَمِعَ مِنْهُ ، يَقُولُ : مَذْهَبُنَا وَاخْتِيَارُنَا اتِّبَاعُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، وَتَرْكُ النَّظَرِ فِي مَوْضِعِ بِدَعِهِمْ ، وَالتَّمَسُّكُ بِمَذْهَبِ أَهْلِ الْأَثَرِ مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ،
وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12074وَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ . وَلُزُومُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَالذَّبُّ عَنِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَّبِعَةِ لِآثَارِ السَّلَفِ ، وَاخْتِيَارُ مَا اخْتَارَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي الْأَمْصَارِ مِثْلُ :
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي
الْمَدِينَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيِّ بِالشَّامِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15124وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِمِصْرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ،
وَحَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ بِالْعِرَاقِ مِنَ الْحَوَادِثِ مِمَّا لَا يُوجَدُ فِيهِ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ . وَتَرْكُ رَأْيِ الْمُلْبِسِينَ الْمُمَوِّهِينَ الْمُزَخْرِفِينَ الْمُمَخْرِقِينَ الْكَذَّابِينَ ، وَتَرْكُ النَّظَرِ فِي كُتِبِ
الْكَرَابِيسِيِّ ، وَمُجَانَبَةُ مَنْ يُنَاضِلُ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَشَاجَرَدِيهِ مِثْلِ
دَاوُدَ الْأَصْبَهَانِيِّ وَأَشْكَالِهِ وَمُتَّبِعِيهِ .
وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَعِلْمُهُ وَأَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ وَأَمْرُهُ وَنَهْيُهُ ، ولَيْسَ
[ ص: 203 ] بِمَخْلُوقٍ بِجِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ . وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ مَجْعُولٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ وَلَا يَجْهَلُ فَهُوَ كَافِرٌ . وَالْوَاقِفَةُ وَاللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ ، جَهَّمَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَالِاتِّبَاعُ لِلْأَثَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ بِإِحْسَانٍ . وَتَرْكُ كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِينَ ، وَتَرْكُ مُجَالَسَتِهِمْ وَهُجْرَانُهُمْ ، وَتَرْكُ مُجَالَسَةِ مَنْ وَضَعَ الْكُتُبَ بِالرَّأْيِ بِلَا آثَارٍ .
وَاخْتِيَارُنَا أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ ، مِثْلُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ لِمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ ، وَالْحَجِّ لِمَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَجَمِيعِ فَرَائِضِ اللَّهِ الَّتِي فَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ ، الْعَمَلُ بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ .
وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ .
وَنُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ .
وَبِالْحَوْضِ الْمُكَرَّمِ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنُؤْمِنُ بِالْمُسَاءَلَةِ فِي الْقَبْرِ .
وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ .
وَبِالشَّفَاعَةِ الْمَخْصُوصِ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَنَتَرَحَّمُ عَلَى جَمِيعِ أَصْحَابِ - النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا نَسُبُّ أَحَدًا مِنْهُمْ لِقَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .
[ ص: 204 ] وَالصَّوَابَ نَعْتَقِدُ وَنَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .
وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَلَا نُقَاتِلُ فِي الْفِتْنَةِ ، وَنَسْمَعُ وَنُطِيعُ لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَنَا .
وَنَرَى الصَّلَاةَ وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ، وَدَفْعَ صَدَقَاتِ الْمَوَاشِي إِلَيْهِمْ .
وَنُؤْمِنُ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ الصَّحِيحَةُ بِأَنَّهُ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ بِالشَّفَاعَةِ .
وَنَقُولُ : إِنَّا مُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَرِهَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ يَقُولَ : أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا عِنْدَ اللَّهِ وَمُسْتَكْمِلُ الْإِيمَانِ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيِّ أَيْضًا .
وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28836وَعَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً وَنَابِتَةً .
nindex.php?page=treesubj&link=30239وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ السُّنَّةِ مُجَبِّرَةً .
وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ الْأَثَرِ حَشْوِيَّةً . وَيُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفَّقَنَا اللَّهُ وَكُلَّ مُؤْمِنٍ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .