حدثنا
إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ، ثنا
محمد بن إسحاق النقلي ، ثنا
أبو يونس محمد بن أحمد بن المديني ، ثنا
أبو الحارث عثمان بن إبراهيم بن غسان ، ثنا
عبد الله بن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، قال : دخل
سليمان بن عبد الملك المدينة حاجا ، فقال : هل بها رجل أدرك عدة من الصحابة ؟ قالوا : نعم
أبو حازم ، فأرسل إليه ، فلما أتاه ، قال : يا
أبا حازم ما هذا الجفاء ؟ قال : وأي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين ؟ قال : وجوه الناس أتوني ولم تأتني ، قال : والله ما عرفتني قبل هذا ولا أنا رأيتك فأي جفاء رأيت مني ؟ فالتفت
سليمان إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، فقال : أصاب الشيخ وأخطأت أنا ، فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=32223_32871_29680_30539_29053يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟ فقال : عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب ، قال : صدقت ، فقال : يا
أبا حازم ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غدا ، قال : اعرض عملك على كتاب الله عز وجل ، قال : وأين أجده من كتاب الله تعالى ؟ قال : قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إن الأبرار لفي نعيم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وإن الفجار لفي جحيم ) ، قال
سليمان :
nindex.php?page=treesubj&link=29693_19799فأين رحمة الله ؟ قال
أبو حازم : قريب من المحسنين ، قال
سليمان : ليت شعري كيف
nindex.php?page=treesubj&link=30362_30355_29509العرض على الله غدا ؟ قال
أبو حازم : أما المحسن كالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء كالآبق يقدم به على مولاه ، فبكى
سليمان حتى علا نحيبه واشتد بكاؤه ، فقال : يا
أبا حازم كيف لنا أن نصلح ؟ قال : تدعون عنكم الصلف
nindex.php?page=treesubj&link=19934_33533وتمسكون بالمروءة وتقسمون بالسوية وتعدلون في القضية ، قال :
[ ص: 235 ] يا
أبا حازم وكيف المأخذ من ذلك ؟ قال : تأخذه بحقه وتضعه بحقه في أهله ، قال : يا
أبا حازم من أفضل الخلائق ؟ قال : أولو المروءة والنهى ، قال : فما
nindex.php?page=treesubj&link=19497أعدل العدل ؟ قال : كلمة صدق عند من ترجوه وتخافه ، قال : فما
nindex.php?page=treesubj&link=33179_19749أسرع الدعاء إجابة ؟ قال : دعاء المحسن للمحسنين ، قال : فما
nindex.php?page=treesubj&link=26093أفضل الصدقة ؟ قال : جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها من ولا أذى ، قال : يا
أبا حازم من
nindex.php?page=treesubj&link=30491_18064_18068أكيس الناس ؟ قال : رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ، ثم دل الناس عليها ، قال : فمن أحمق الخلق ؟ قال : رجل اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالم له فباع آخرته بدنياه ، قال : يا
أبا حازم هل لك أن تصحبنا وتصيب منا ونصيب منك ؟ قال : كلا ، قال : ولم ؟ قال :
nindex.php?page=treesubj&link=33964_27705إني أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصير ، قال : يا
أبا حازم ارفع إلي حاجتك ، قال : نعم ، تدخلني الجنة وتخرجني من النار ، قال : ليس ذاك إلي ، قال : فما لي حاجة سواها ، قال : يا
أبا حازم فادع الله لي ، قال : نعم ،
nindex.php?page=treesubj&link=33179_32061اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا والآخرة ، وإن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى ، قال
سليمان : قط ، قال
أبو حازم : قد أكثرت وأطنبت إن كنت أهله ، وإن لم تكن أهله فما حاجتك أن ترمي عن قوس ليس لها وتر ، قال
سليمان : يا
أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه ؟ قال : أوتعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : بل نصيحة تلقيها إلي ، قال : إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس ، وقد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا ، فلو شعرت ما قالوا وقيل لهم ، فقال رجل من جلسائه : بئس ما قلت ، قال
أبو حازم : كذبت إن
nindex.php?page=treesubj&link=18064_18467الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) ، قال : يا
أبا حازم أوصني ، قال : نعم ، سوف أوصيك وأوجز ،
nindex.php?page=treesubj&link=30491_19674_19673_32454نزه الله تعالى وعظمه أن يراك حيث نهاك ، أو يفقدك حيث أمرك ، ثم قام فلما ولى ، قال : يا
أبا حازم ، هذه مائة دينار أنفقها ولك عندي أمثالها كثير ، فرمى بها وقال : والله ما أرضاها لك فكيف أرضاها
[ ص: 236 ] لنفسي . إني
nindex.php?page=treesubj&link=31921أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلا ، وردي عليك بذلا ،
nindex.php?page=treesubj&link=31921_19656إن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام لما ورد ماء مدين ، قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) ، فسأل
موسى عليه السلام ربه عز وجل ولم يسأل الناس ، ففطنت الجاريتان ولم تفطن الرعاة لما فطنتا إليه ، فأتيا أباهما وهو
شعيب عليه السلام فأخبرتاه خبره ، قال
شعيب : ينبغي أن يكون هذا جائعا ، ثم قال لإحداهما اذهبي ادعيه ، فلما أتته أعظمته وغطت وجهها ، ثم قالت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25إن أبي يدعوك ليجزيك ) ، فلما قالت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) ، كره
موسى عليه السلام ذلك وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا من أن يتبعها ؛ لأنه كان في أرض مسبعة وخوف ، فخرج معها وكانت امرأة ذات عجز فكانت الرياح تضرب ثوبها فتصف
لموسى عليه السلام عجزها فيغض مرة ويعرض أخرى ، فقال : يا أمة الله كوني خلفي ، فدخل
موسى إلى
شعيب عليهما السلام والعشاء مهيأ ، فقال : كل ، فقال
موسى عليه السلام : لا ، قال
شعيب : ألست جائعا ؟ قال : بلى ولكني من أهل بيت لا يبيعون شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا ، أخشى أن يكون هذا أجر ما سقيت لهما ، قال
شعيب عليه السلام : لا يا شاب ولكن هذا عادتي وعادة آبائي قرى الضيف وإطعام الطعام ، قال : فجلس
موسى عليه السلام فأكل ، فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل منه ، وإن كان من مال المسلمين فلي فيها شركاء ونظراء إن وازيتهم وإلا فلا حاجة لي فيها ،
nindex.php?page=treesubj&link=32016_26376إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتقى حيث كانت أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم ، فلما نكسوا ونفسوا وسقطوا من عين الله تعالى وآمنوا بالجبت والطاغوت ، كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم ويشاركونهم في دنياهم وشركوا معهم في قتلهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب : يا
أبا حازم إياي تعني ، أو بي تعرض ؟ قال :ما إياك اعتمدت ولكن هو ما تسمع ، قال
سليمان : يا
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب [ ص: 237 ] تعرفه ؟ قال : نعم ، جاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته كلمة قط ، قال
أبو حازم : إنك نسيت الله فنسيتني ولو أحببت الله تعالى لأحببتني ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب : يا
أبا حازم تشتمني ، قال
سليمان : ما شتمك ولكن شتمتك نفسك ، أما علمت أن
nindex.php?page=treesubj&link=18115للجار على الجار حقا كحق القرابة ؟ فلما ذهب
أبو حازم ، قال رجل من جلساء
سليمان : يا أمير المؤمنين تحب أن يكون الناس كلهم مثل
أبي حازم ؟ قال : لا .
حدثنا
أبو بكر بن مالك ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا
يحيى بن عبد الرحمن ، ثنا
زمعة بن صالح ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=33964_27705_32498كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه ، فكتب إليه : أما بعد ، جاءني كتابك تعزم علي إلا رفعت إليك حوائجي ، وهيهات رفعت حوائجي إلى من لا يختزن الحوائج ، وهو ربي عز وجل فما أعطاني منها قبلت ، وما أمسك عني قنعت .
حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
سفيان بن وكيع ، وحدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
أحمد بن محمد بن سعيد ، ثنا
أحمد بن عبيدة ، قالا : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، قال : كتب أمير المؤمنين إلى
أبي حازم ، وقال
إبراهيم :
nindex.php?page=treesubj&link=33964_27705_32498كتب سليمان إلى أبي حازم : ارفع إلي حاجتك ، قال : هيهات ، رفعت حاجتي إلى من لا يختزن الحوائج ، فما أعطاني منها قنعت ، وما أمسك عني منها رضيت .
حَدَّثَنَا
إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ، ثَنَا
محمد بن إسحاق النقلي ، ثَنَا
أبو يونس محمد بن أحمد بن المديني ، ثَنَا
أبو الحارث عثمان بن إبراهيم بن غسان ، ثَنَا
عبد الله بن يحيى بن أبي كثير ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلَ
سليمان بن عبد الملك الْمَدِينَةَ حَاجًّا ، فَقَالَ : هَلْ بِهَا رَجُلٌ أَدْرَكَ عِدَّةً مِنَ الصَّحَابَةِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ
أبو حازم ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَاهُ ، قَالَ : يَا
أبا حازم مَا هَذَا الْجَفَاءُ ؟ قَالَ : وَأَيُّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : وُجُوهُ النَّاسِ أَتَوْنِي وَلَمْ تَأْتِنِي ، قَالَ : وَاللَّهُ مَا عَرَفْتَنِي قَبْلَ هَذَا وَلَا أَنَا رَأَيْتُكَ فَأَيُّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي ؟ فَالْتَفَتَ
سليمان إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ ، فَقَالَ : أَصَابَ الشَّيْخُ وَأَخْطَأْتُ أَنَا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32223_32871_29680_30539_29053يَا أبا حازم مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ ؟ فَقَالَ : عَمَّرْتُمُ الدُّنْيَا وَخَرَّبْتُمُ الْآخِرَةَ فَتَكْرَهُونَ الْخُرُوجَ مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ ، قَالَ : صَدَقْتَ ، فَقَالَ : يَا
أبا حازم لَيْتَ شِعْرِي مَا لَنَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى غَدًا ، قَالَ : اعْرِضْ عَمَلَكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَأَيْنَ أَجِدُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ؟ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) ، قَالَ
سليمان :
nindex.php?page=treesubj&link=29693_19799فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللَّهِ ؟ قَالَ
أبو حازم : قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ، قَالَ
سليمان : لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ
nindex.php?page=treesubj&link=30362_30355_29509الْعَرْضُ عَلَى اللَّهِ غَدًا ؟ قَالَ
أبو حازم : أَمَّا الْمُحْسِنُ كَالْغَائِبِ يَقْدَمُ عَلَى أَهْلِهِ ، وَأَمَّا الْمُسِيءُ كَالْآبِقِ يُقْدَمُ بِهِ عَلَى مَوْلَاهُ ، فَبَكَى
سليمان حَتَّى عَلَا نَحِيبُهُ وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ ، فَقَالَ : يَا
أبا حازم كَيْفَ لَنَا أَنْ نَصْلُحَ ؟ قَالَ : تَدَعُونَ عَنْكُمُ الصَّلَفَ
nindex.php?page=treesubj&link=19934_33533وَتُمْسِكُونَ بِالْمُرُوءَةِ وَتَقْسِمُونَ بِالسَّوِيَّةِ وَتَعْدِلُونَ فِي الْقَضِيَّةِ ، قَالَ :
[ ص: 235 ] يَا
أبا حازم وَكَيْفَ الْمَأْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ وَتَضَعُهُ بِحَقِّهِ فِي أَهْلِهِ ، قَالَ : يَا
أبا حازم مَنْ أَفْضَلُ الْخَلَائِقِ ؟ قَالَ : أُولُو الْمُرُوءَةِ وَالنُّهَى ، قَالَ : فَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=19497أَعْدَلُ الْعَدْلِ ؟ قَالَ : كَلِمَةُ صِدْقٍ عِنْدَ مَنْ تَرْجُوهُ وَتَخَافُهُ ، قَالَ : فَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=33179_19749أَسْرَعُ الدُّعَاءِ إِجَابَةً ؟ قَالَ : دُعَاءُ الْمُحْسِنِ لِلْمُحْسِنِينَ ، قَالَ : فَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=26093أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ ؟ قَالَ : جُهْدُ الْمُقِلِّ إِلَى يَدِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ لَا يَتْبَعُهَا مَنٌّ وَلَا أَذًى ، قَالَ : يَا
أبا حازم مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30491_18064_18068أَكْيَسُ النَّاسِ ؟ قَالَ : رَجُلٌ ظَفِرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَعَمِلَ بِهَا ، ثُمَّ دَلَّ النَّاسَ عَلَيْهَا ، قَالَ : فَمَنْ أَحْمَقُ الْخَلْقِ ؟ قَالَ : رَجُلٌ اغْتَاظَ فِي هَوَى أَخِيهِ وَهُوَ ظَالِمٌ لَهُ فَبَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ ، قَالَ : يَا
أبا حازم هَلْ لَكَ أَنْ تَصْحَبَنَا وَتُصِيبَ مِنَّا وَنُصِيبَ مِنْكَ ؟ قَالَ : كَلَّا ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33964_27705إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَرْكَنَ إِلَيْكُمْ شَيْئًا قَلِيلًا فَيُذِيقَنِي اللَّهُ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا يَكُونُ لِي مِنْهُ نَصِيرٌ ، قَالَ : يَا
أبا حازم ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، تُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَتُخْرِجُنِي مِنَ النَّارِ ، قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ إِلَيَّ ، قَالَ : فَمَا لِي حَاجَةٌ سِوَاهَا ، قَالَ : يَا
أبا حازم فَادْعُ اللَّهَ لِي ، قَالَ : نَعَمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=33179_32061اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ سليمان مِنْ أَوْلِيَائِكَ فَيَسِّرْهُ لِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَعْدَائِكَ فَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، قَالَ
سليمان : قَطُّ ، قَالَ
أبو حازم : قَدْ أَكْثَرْتَ وَأَطْنَبْتَ إِنْ كُنْتَ أَهْلَهُ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَهْلَهُ فَمَا حَاجَتُكَ أَنْ تَرْمِيَ عَنْ قَوْسٍ لَيْسَ لَهَا وَتَرٌ ، قَالَ
سليمان : يَا
أبا حازم مَا تَقُولُ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ ؟ قَالَ : أَوَتُعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : بَلْ نَصِيحَةٌ تُلْقِيهَا إِلَيَّ ، قَالَ : إِنَّ آبَاءَكَ غَصَبُوا النَّاسَ هَذَا الْأَمْرَ فَأَخَذُوهُ عَنْوَةً بِالسَّيْفِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ وَلَا اجْتِمَاعٍ مِنَ النَّاسِ ، وَقَدْ قَتَلُوا فِيهِ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً وَارْتَحَلُوا ، فَلَوْ شَعُرْتَ مَا قَالُوا وَقِيلَ لَهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، قَالَ
أبو حازم : كَذَبْتَ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18064_18467اللَّهَ تَعَالَى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ الْمِيثَاقَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ) ، قَالَ : يَا
أبا حازم أَوْصِنِي ، قَالَ : نَعَمْ ، سَوْفَ أُوصِيكَ وَأُوجِزُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30491_19674_19673_32454نَزِّهِ اللَّهَ تَعَالَى وَعَظِّمْهُ أَنْ يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاكَ ، أَوْ يَفْقِدَكَ حَيْثُ أَمَرَكَ ، ثُمَّ قَامَ فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ : يَا
أبا حازم ، هَذِهِ مِائَةُ دِينَارٍ أَنْفِقْهَا وَلَكَ عِنْدِي أَمْثَالُهَا كَثِيرٌ ، فَرَمَى بِهَا وَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرْضَاهَا لَكَ فَكَيْفَ أَرْضَاهَا
[ ص: 236 ] لِنَفْسِي . إِنِّي
nindex.php?page=treesubj&link=31921أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ يَكُونَ سُؤَالُكَ إِيَّايَ هَزْلًا ، وَرَدِّي عَلَيْكَ بَذْلًا ،
nindex.php?page=treesubj&link=31921_19656إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدِينَ ، قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) ، فَسَأَلَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَسْأَلِ النَّاسَ ، فَفَطِنَتِ الْجَارِيَتَانِ وَلَمْ تَفْطَنِ الرُّعَاةُ لِمَا فَطِنَتَا إِلَيْهِ ، فَأَتَيَا أَبَاهُمَا وَهُوَ
شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَتَاهُ خَبَرَهُ ، قَالَ
شُعَيْبٌ : يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا جَائِعًا ، ثُمَّ قَالَ لِإِحْدَاهُمَا اذْهَبِي ادْعِيهِ ، فَلَمَّا أَتَتْهُ أَعْظَمَتْهُ وَغَطَّتْ وَجْهَهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ ) ، فَلَمَّا قَالَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) ، كَرِهَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ وَأَرَادَ أَنْ لَا يَتْبَعَهَا وَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ يَتْبَعَهَا ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِي أَرْضِ مَسْبَعَةٍ وَخَوْفٍ ، فَخَرَجَ مَعَهَا وَكَانَتِ امْرَأَةً ذَاتَ عَجُزٍ فَكَانَتِ الرِّيَاحُ تَضْرِبُ ثَوْبَهَا فَتَصِفُ
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَجُزَهَا فَيَغُضُّ مَرَّةً وَيُعْرِضُ أُخْرَى ، فَقَالَ : يَا أَمَةَ اللَّهِ كُونِي خَلْفِي ، فَدَخَلَ
مُوسَى إِلَى
شُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَالْعَشَاءُ مُهَيَّأٌ ، فَقَالَ : كُلْ ، فَقَالَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا ، قَالَ
شُعَيْبٌ : أَلَسْتَ جَائِعًا ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ لَا يَبِيعُونَ شَيْئًا مِنْ عَمَلِ الْآخِرَةِ بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا ، أَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَذَا أَجْرَ مَا سَقَيْتُ لَهُمَا ، قَالَ
شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا يَا شَابُّ وَلَكِنَّ هَذَا عَادَتِي وَعَادَةُ آبَائِي قِرَى الضَّيْفِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ، قَالَ : فَجَلَسَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَكَلَ ، فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمِائَةُ دِينَارٍ عِوَضًا عَمَّا حَدَّثْتُكَ فَالْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ فِي حَالِ الِاضْطِرَارِ أَحَلُّ مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فَلِي فِيهَا شُرَكَاءُ وَنُظَرَاءُ إِنْ وَازَيْتُهُمْ وَإِلَّا فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=32016_26376إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَزَالُوا عَلَى الْهُدَى وَالتُّقَى حَيْثُ كَانَتْ أُمَرَاؤُهُمْ يَأْتُونَ إِلَى عُلَمَائِهِمْ رَغْبَةً فِي عِلْمِهِمْ ، فَلَمَّا نَكَسُوا وَنَفِسُوا وَسَقَطُوا مِنْ عَيْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَآمَنُوا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ، كَانَ عُلَمَاؤُهُمْ يَأْتُونَ إِلَى أُمَرَائِهِمْ وَيُشَارِكُونَهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ وَشَرَكُوا مَعَهُمْ فِي قَتْلِهِمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنُ شِهَابٍ : يَا
أبا حازم إِيَّايَ تَعْنِي ، أَوْ بِي تُعَرِّضُ ؟ قَالَ :مَا إِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكِنْ هُوَ مَا تَسْمَعُ ، قَالَ
سليمان : يَا
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنَ شِهَابٍ [ ص: 237 ] تَعْرِفُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، جَارِي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً مَا كَلَّمْتُهُ كَلِمَةً قَطُّ ، قَالَ
أبو حازم : إِنَّكَ نَسِيتَ اللَّهَ فَنَسِيتَنِي وَلَوْ أَحْبَبْتَ اللَّهَ تَعَالَى لَأَحْبَبْتَنِي ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنُ شِهَابٍ : يَا
أبا حازم تَشْتُمُنِي ، قَالَ
سليمان : مَا شَتَمَكَ وَلَكِنْ شَتَمَتْكَ نَفْسُكَ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18115لِلْجَارِ عَلَى الْجَارِ حَقًّا كَحَقِّ الْقَرَابَةِ ؟ فَلَمَّا ذَهَبَ
أبو حازم ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ
سليمان : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ كُلُّهُمْ مِثْلَ
أبي حازم ؟ قَالَ : لَا .
حَدَّثَنَا
أبو بكر بن مالك ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا
يحيى بن عبد الرحمن ، ثَنَا
زمعة بن صالح ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33964_27705_32498كَتَبَ بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أبي حازم يَعْزِمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَفَعَ إِلَيْهِ حَوَائِجَهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، جَاءَنِي كِتَابُكَ تَعْزِمُ عَلَيَّ إِلَّا رَفَعْتُ إِلَيْكَ حَوَائِجِي ، وَهَيْهَاتَ رَفَعْتُ حَوَائِجِي إِلَى مَنْ لَا يَخْتَزِنُ الْحَوَائِجَ ، وَهُوَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَبِلْتُ ، وَمَا أَمْسَكَ عَنِّي قَنِعْتُ .
حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، ثَنَا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثَنَا
سفيان بن وكيع ، وَحَدَّثَنَا
أبو محمد بن حيان ، ثَنَا
أحمد بن محمد بن سعيد ، ثَنَا
أحمد بن عبيدة ، قَالَا : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى
أبي حازم ، وَقَالَ
إبراهيم :
nindex.php?page=treesubj&link=33964_27705_32498كَتَبَ سليمان إِلَى أبي حازم : ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ ، قَالَ : هَيْهَاتَ ، رَفَعْتُ حَاجَتِي إِلَى مَنْ لَا يَخْتَزِنُ الْحَوَائِجَ ، فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَنِعْتُ ، وَمَا أَمْسَكَ عَنِّي مِنْهَا رَضِيتُ .