المسألة الثالثة : لما حرم الله تعالى تلك الأشياء ، استثنى عنها حال الضرورة ، وهذه
nindex.php?page=treesubj&link=16906الضرورة لها سببان :
أحدهما : الجوع الشديد ، وأن لا يجد مأكولا حلالا يسد به الرمق ، فعند ذلك يكون مضطرا .
الثاني : إذا
nindex.php?page=treesubj&link=24930أكرهه على تناوله مكره ، فيحل له تناوله .
المسألة الرابعة : أن الاضطرار ليس من أفعال المكلف ، حتى يقال : إنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=173فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ) فإذن لا بد ههنا من إضمار وهو الأكل والتقدير : فمن
nindex.php?page=treesubj&link=23988اضطر فأكل فلا إثم عليه ، والحذف ههنا كالحذف في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) [ البقرة : 184 ] أي فأفطر فحذف فأفطر وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة ) [ البقرة : 196 ] ومعناه فحلق ففدية ، وإنما جاز الحذف لعلم المخاطبين بالحذف ، ولدلالة الخطاب عليه .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : لَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى تِلْكَ الْأَشْيَاءَ ، اسْتَثْنَى عَنْهَا حَالَ الضَّرُورَةِ ، وَهَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=16906الضَّرُورَةُ لَهَا سَبَبَانِ :
أَحَدُهُمَا : الْجُوعُ الشَّدِيدُ ، وَأَنْ لَا يَجِدَ مَأْكُولًا حَلَالًا يَسُدُّ بِهِ الرَّمَقَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ مُضْطَرًّا .
الثَّانِي : إِذَا
nindex.php?page=treesubj&link=24930أَكْرَهَهُ عَلَى تَنَاوُلِهِ مُكْرِهٌ ، فَيَحِلُّ لَهُ تَنَاوُلُهُ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : أَنَّ الِاضْطِرَارَ لَيْسَ مِنْ أَفْعَالِ الْمُكَلَّفِ ، حَتَّى يُقَالَ : إِنَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=173فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فَإِذَنْ لَا بُدَّ هَهُنَا مِنْ إِضْمَارٍ وَهُوَ الْأَكْلُ وَالتَّقْدِيرُ : فَمَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=23988اضْطُرَّ فَأَكَلَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ، وَالْحَذْفُ هَهُنَا كَالْحَذْفِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) [ الْبَقَرَةِ : 184 ] أَيْ فَأَفْطَرَ فَحَذَفَ فَأَفْطَرَ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ ) [ الْبَقَرَةِ : 196 ] وَمَعْنَاهُ فَحَلَقَ فَفِدْيَةٌ ، وَإِنَّمَا جَازَ الْحَذْفُ لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِينَ بِالْحَذْفِ ، وَلِدَلَالَةِ الْخِطَابِ عَلَيْهِ .