nindex.php?page=treesubj&link=31772_34106_34264_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم أي من الجهات الأربع التي يعتاد هجوم العدو منها والمراد لأسولن لهم ولأضلنهم بقدر الإمكان إلا أنه شبه حال تسويله ووسوسته لهم كذلك بحال إتيان العدو لمن يعاديه من أي جهة أمكنته ولذا لم يذكر الفوق والتحت إذ لا إتيان منهما فالكلام من باب الاستعارة التمثيلية و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16لأقعدن لهم على ما قيل ترشيح لها وبعضهم لم يخرج الكلام على التمثيل واعتذر عن ترك جهة الفوق بأن الرحمة تنزل منها وعن ترك جهة التحت بأن الإتيان منها يوحش والاعتذار عن الأول بما ذكر أخرجه غير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي والاعتذار عن الثاني نسبه
الطبرسي إلى الحبر أيضا ولا يبعد على ذلك أن يكون الكلام تمثيلا أيضا ويكون الفرق بين التوجيهين بأن ترك هاتين الجهتين على الأول لعدمهما في الممثل به وعلى الثاني لعدمهما في الممثل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17من بين أيديهم من قبل الآخرة لأنها مستقبلة آتية وما هو كذلك كأنه بين الأيدي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ومن خلفهم من قبل الدنيا لأنها ماضية بالنسبة إلى الآخرة ولأنها فانية متروكة مخلفة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وعن أيمانهم وعن شمائلهم من جهة حسناتهم وسيئاتهم وتفسير الأيمان بالحسنات والشمائل بالسيئات لأنهم يجعلون المحبوب في جهة اليمين وغيره في جهة الشمال كما قال : بثين أفي يمنى يديك جعلتني فأفرح أم صيرتني في شمائلك
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : يقال هو عندنا باليمين أي بمنزلة حسنة وبالشمال على عكس ذلك والكلام على هذا يجوز أن يكون فيه مجازات أو استعارات أو كنايات ونظير هذا ما قيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17من بين أيديهم من حيث يعلمون ويقدرون على التحرز عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ومن خلفهم من حيث لا يعلمون
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وعن أيمانهم وعن شمائلهم من حيث يتيسر لهم أن يعلموا ويتحرزوا ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم ومن حيث لا يتيسر لهم ذلك وقال بعض حكماء الإسلام : إن في البدن قوى أربعا القوة الخالية التي تجتمع فيها مثل المحسوسات وموضعها البطن المقدم من الدماغ وإليها الإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17من بين أيديهم والقوة الوهمية التي تحكم في غير المحسوسات بالأحكام المناسبة للمحسوسات ومحلها البطن المؤخر من الدماغ وإليها الإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ومن خلفهم والقوة الشهوانية ومحلها الكبد وهو عن يمين الإنسان وإليها الإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وعن أيمانهم والقوة الغضبية ومحلها القلب الذي هو في الشق الأيسر وإليها الإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وعن شمائلهم والشيطان ما لم يستعن بشيء من هذه القوى لا يقدر على إلقاء الوسوسة وهذا عندي نوع من الإشارة كما لا يخفى وقيل : غير ذلك وإنما عدي الفعل إلى
[ ص: 96 ] الأولين بحرف الابتداء لأنه منهما متوجه إليهم وإلى الآخرين بحرف المجاوزة فإن الآتي منهما كالمنحرف عنهم المار على عرضهم ونظيره قولهم : جلست عن يمينه وذكر القطب في بيان وجه ذلك ما بناه على ما قاله بعض حكماء الإسلام وهو أن من للاتصال وعن للانفصال وأثر الشيطان في قوتي الدماغ حصول العقائد الباطلة كالشرك والتشبيه والتعطيل وهي مرتسمة في النفس الإنسانية متصلة بها وفي الشهوة والغضب حصول الأعمال السيئة الشهوانية والغضبية وهي تنفصل عن النفس وتنعدم فلهذا أورد في الجهتين الأوليين ( من ) الاتصالية وفي الأخريين ( عن ) الانفصالية وقيل : خص اليمين والشمال بعن لأن ثمة ملكين يقتضيان التجاوز عن ذلك وفيه نظر لا يخفى وادعى بعضهم أن الآية كالدليل على أن اللعين لا يمكنه أن يدخل في بدن ابن آدم ويخالطه إذ لو أمكنه ذلك لذكره في باب المبالغة وحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من باب التمثيل اقتضى عدم الذكر فتدبر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ولا تجد أكثرهم شاكرين (17) أي مطيعين وإنما قال ذلك ظنا كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وأبي مسلم لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=20ولقد صدق عليهم إبليس ظنه لما رأى أن للنفس تسع عشرة قوة للحواس الظاهرة والباطنة والشهوة والغضب والقوى السبع النباتية الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة والغاذية والنامية والمولدة وإنها بأسرها تدعو النفس إلى عالم الجسم وأن ليس هناك ما يدعو إلى عالم الأرواح إلا قوة واحدة وهي العقل وما يصنع واحد مع متعدد .
أرى ألف بان لا يقوم بهادم فكيف ببان خلفه ألف هادم
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي أنه سمع ذلك من الملائكة فقاله على سبيل القطع وقيل : إنه رآه قبل اللوح المحفوظ .
ووجد إما بمعنى صادف فينصب مفعولا واحدا وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17أكثرهم وشاكرين حال وإما بمعنى علم فينصب مفعولين ثانيهما
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17شاكرين والجملة إما معطوفة على المقسم عليه وإما مستأنفة وإنما لم يفرعها على ما تقدم لأن مضمونها بمقتضى الجبلة أيضا لا بمجرد إغوائه ووجه التعبير بالأكثر ظاهر
nindex.php?page=treesubj&link=31772_34106_34264_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ أَيْ مِنَ الْجِهَاتِ الْأَرْبَعِ الَّتِي يُعْتَادُ هُجُومُ الْعَدُوِّ مِنْهَا وَالْمُرَادُ لَأُسَوِّلَنَّ لَهُمْ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ بِقَدْرِ الْإِمْكَانِ إِلَّا أَنَّهُ شَبَّهَ حَالَ تَسْوِيلِهِ وَوَسْوَسَتِهِ لَهُمْ كَذَلِكَ بِحَالٍ إِتْيَانِ الْعَدُوِّ لِمَنْ يُعَادِيهِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَمْكَنَتْهُ وَلِذَا لَمْ يُذْكَرِ الْفَوْقُ وَالتَّحْتُ إِذْ لَا إِتْيَانَ مِنْهُمَا فَالْكَلَامُ مِنْ بَابِ الِاسْتِعَارَةِ التَّمْثِيلِيَّةِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ عَلَى مَا قِيلَ تَرْشِيحٌ لَهَا وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُخْرِجِ الْكَلَامَ عَلَى التَّمْثِيلِ وَاعْتَذَرَ عَنْ تَرْكِ جِهَةِ الْفَوْقِ بِأَنَّ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ مِنْهَا وَعَنْ تَرْكِ جِهَةِ التَّحْتِ بِأَنَّ الْإِتْيَانَ مِنْهَا يُوحِشُ وَالِاعْتِذَارُ عَنِ الْأَوَّلِ بِمَا ذُكِرَ أَخْرَجَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ وَالِاعْتِذَارُ عَنِ الثَّانِي نَسَبَهُ
الطَّبَرْسِيُّ إِلَى الْحَبْرِ أَيْضًا وَلَا يَبْعُدُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ تَمْثِيلًا أَيْضًا وَيَكُونُ الْفَرْقُ بَيْنَ التَّوْجِيهَيْنِ بِأَنَّ تَرْكَ هَاتَيْنِ الْجِهَتَيْنِ عَلَى الْأَوَّلِ لِعَدَمِهِمَا فِي الْمُمَثَّلِ بِهِ وَعَلَى الثَّانِي لِعَدَمِهِمَا فِي الْمُمَثَّلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ مِنْ قِبَلِ الْآخِرَةِ لِأَنَّهَا مُسْتَقْبَلَةٌ آتِيَةٌ وَمَا هُوَ كَذَلِكَ كَأَنَّهُ بَيْنَ الْأَيْدِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَمِنْ خَلْفِهِمْ مِنْ قِبَلِ الدُّنْيَا لِأَنَّهَا مَاضِيَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْآخِرَةِ وَلِأَنَّهَا فَانِيَةٌ مَتْرُوكَةٌ مُخَلَّفَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ مِنْ جِهَةِ حَسَنَاتِهِمْ وَسَيِّئَاتِهِمْ وَتَفْسِيرُ الْأَيْمَانِ بِالْحَسَنَاتِ وَالشَّمَائِلِ بِالسَّيِّئَاتِ لِأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْمَحْبُوبَ فِي جِهَةِ الْيَمِينِ وَغَيْرَهُ فِي جِهَةِ الشَّمَالِ كَمَا قَالَ : بُثَيْنُ أَفِي يُمْنَى يَدَيْكِ جَعَلْتِنِي فَأَفْرَحَ أَمْ صَيَّرْتِنِي فِي شَمَائِلِكِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : يُقَالُ هُوَ عِنْدَنَا بِالْيَمِينِ أَيْ بِمَنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ وَبِالشَّمَالِ عَلَى عَكْسِ ذَلِكَ وَالْكَلَامُ عَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَجَازَاتٌ أَوِ اسْتِعَارَاتٌ أَوْ كِنَايَاتٌ وَنَظِيرُ هَذَا مَا قِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ مِنْ حَيْثُ يَعْلَمُونَ وَيَقْدِرُونَ عَلَى التَّحَرُّزِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَمِنْ خَلْفِهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ مِنْ حَيْثُ يَتَيَسَّرُ لَهُمْ أَنْ يَعْلَمُوا وَيَتَحَرَّزُوا وَلَكِنْ لَمْ يَفْعَلُوا لِعَدَمِ تَيَقُّظِهِمْ وَاحْتِيَاطِهِمْ وَمِنْ حَيْثُ لَا يَتَيَسَّرُ لَهُمْ ذَلِكَ وَقَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْإِسْلَامِ : إِنَّ فِي الْبَدَنِ قُوًى أَرْبَعًا الْقُوَّةُ الْخَالِيَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا مِثْلُ الْمَحْسُوسَاتِ وَمَوْضِعُهَا الْبَطْنُ الْمُقَدَّمُ مِنَ الدِّمَاغِ وَإِلَيْهَا الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَالْقُوَّةُ الْوَهْمِيَّةِ الَّتِي تَحْكُمُ فِي غَيْرِ الْمَحْسُوسَاتِ بِالْأَحْكَامِ الْمُنَاسِبَةِ لِلْمَحْسُوسَاتِ وَمَحَلُّهَا الْبَطْنُ الْمُؤَخَّرُ مِنَ الدِّمَاغِ وَإِلَيْهَا الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَالْقُوَّةُ الشَّهْوَانِيَّةُ وَمَحَلُّهَا الْكَبِدُ وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْإِنْسَانِ وَإِلَيْهَا الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَالْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ وَمَحَلُّهَا الْقَلْبُ الَّذِي هُوَ فِي الشَّقِّ الْأَيْسَرِ وَإِلَيْهَا الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَالشَّيْطَانُ مَا لَمْ يَسْتَعِنْ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْقُوَى لَا يَقْدِرُ عَلَى إِلْقَاءِ الْوَسْوَسَةِ وَهَذَا عِنْدِي نَوْعٌ مِنَ الْإِشَارَةِ كَمَا لَا يَخْفَى وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ وَإِنَّمَا عُدِّيَ الْفِعْلُ إِلَى
[ ص: 96 ] الْأَوَّلَيْنِ بِحَرْفِ الِابْتِدَاءِ لِأَنَّهُ مِنْهُمَا مُتَوَجِّهٌ إِلَيْهِمْ وَإِلَى الْآخَرَيْنِ بِحَرْفِ الْمُجَاوَزَةِ فَإِنَّ الْآتِي مِنْهُمَا كَالْمُنْحَرِفِ عَنْهُمُ الْمَارِّ عَلَى عَرَضِهِمْ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ : جَلَسْتُ عَنْ يَمِينِهِ وَذَكَرَ الْقُطْبُ فِي بَيَانِ وَجْهِ ذَلِكَ مَا بَنَاهُ عَلَى مَا قَالَهُ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَهُوَ أَنَّ مِنْ لِلِاتِّصَالِ وَعَنْ لِلِانْفِصَالِ وَأَثَرُ الشَّيْطَانِ فِي قُوَّتَيِ الدِّمَاغِ حُصُولُ الْعَقَائِدِ الْبَاطِلَةِ كَالشِّرْكِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّعْطِيلِ وَهِيَ مُرْتَسِمَةٌ فِي النَّفْسِ الْإِنْسَانِيَّةِ مُتَّصِلَةٌ بِهَا وَفِي الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ حُصُولُ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ الشَّهْوَانِيَّةِ وَالْغَضَبِيَّةِ وَهِيَ تَنْفَصِلُ عَنِ النَّفْسِ وَتَنْعَدِمُ فَلِهَذَا أَوْرَدَ فِي الْجِهَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ ( مِنَ ) الِاتِّصَالِيَّةِ وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ ( عَنِ ) الِانْفِصَالِيَّةِ وَقِيلَ : خَصَّ الْيَمِينَ وَالشَّمَالَ بِعْنَ لِأَنَّ ثَمَّةَ مَلَكَيْنِ يَقْتَضِيَانِ التَّجَاوُزَ عَنْ ذَلِكَ وَفِيهِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى وَادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْآيَةَ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ اللَّعِينَ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَدْخُلَ فِي بَدَنِ ابْنِ آدَمَ وَيُخَالِطَهُ إِذْ لَوْ أَمْكَنَهُ ذَلِكَ لَذَكَرَهُ فِي بَابِ الْمُبَالَغَةِ وَحَدِيثُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ اقْتَضَى عَدَمَ الذِّكْرِ فَتَدَبَّرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) أَيْ مُطِيعِينَ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ ظَنًّا كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَأَبِي مُسْلِمٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=20وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ لَمَّا رَأَى أَنَّ لِلنَّفْسِ تِسْعَ عَشْرَةَ قُوَّةً لِلْحَوَاسِّ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ وَالشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ وَالْقُوَى السَّبْعِ النَّبَاتِيَّةِ الْجَاذِبَةِ وَالْمَاسِكَةِ وَالْهَاضِمَةِ وَالدَّافِعَةِ وَالْغَاذِيَةِ وَالنَّامِيَةِ وَالْمُوَلِّدَةِ وَإِنَّهَا بِأَسْرِهَا تَدْعُو النَّفْسَ إِلَى عَالَمِ الْجِسْمِ وَأَنْ لَيْسَ هُنَاكَ مَا يَدْعُو إِلَى عَالَمِ الْأَرْوَاحِ إِلَّا قُوَّةٌ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الْعُقَلُ وَمَا يَصْنَعُ وَاحِدٌ مَعَ مُتَعَدِّدٍ .
أَرَى أَلْفَ بَانٍ لَا يَقُومُ بِهَادِمٍ فَكَيْفَ بِبَانٍ خَلْفَهُ أَلْفُ هَادِمِ
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجُبَّائِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَهُ عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ وَقِيلَ : إِنَّهُ رَآهُ قَبْلَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
وَوَجَدَ إِمَّا بِمَعْنَى صَادَفَ فَيَنْصِبُ مَفْعُولًا وَاحِدًا وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17أَكْثَرَهُمْ وَشَاكِرِينَ حَالٌ وَإِمَّا بِمَعْنَى عَلِمَ فَيَنْصِبُ مَفْعُولَيْنِ ثَانِيهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17شَاكِرِينَ وَالْجُمْلَةُ إِمَّا مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْمُقْسَمِ عَلَيْهِ وَإِمَّا مُسْتَأْنَفَةٌ وَإِنَّمَا لَمْ يُفَرِّعْهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ لِأَنَّ مَضْمُونَهَا بِمُقْتَضَى الْجِبِلَّةِ أَيْضًا لَا بِمُجَرَّدِ إِغْوَائِهِ وَوَجْهُ التَّعْبِيرِ بِالْأَكْثَرِ ظَاهِرٌ