nindex.php?page=treesubj&link=30549_31844_32016_32026_32028_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79فتولى عنهم بعد أن جرى عليهم ما جرى على ما هو الظاهر مغتما متحسرا على ما فاتهم من الإيمان
[ ص: 166 ] متحزنا عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم بالترغيب والترهيب ولم آل جهدا فلم يجد نفعا ولم تقبلوا مني وصيغة المضارع في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79ولكن لا تحبون الناصحين (79) حكاية حال ماضية أي شأنكم الاستمرار على بغض الناصحين وعداوتهم وخطابه عليه السلام لهم كخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى المشركين حين ألقوا في
قليب بدر حين
nindex.php?page=hadith&LINKID=693664نادى يا فلان يا فلان بأسمائهم إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا وذلك مبني على أن الله تعالى يرد أرواحهم إليهم فيسمعون وذلك مما خص به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويحتمل أنه عليه السلام ذكر ذلك على سبيل التحزن والتحسر كما تخاطب الديار والأطلال وجوز عطف
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79فتولى على
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=78فأخذتهم الرجفة فيكون الخطاب لهم حين أشرفوا على الهلاك لكنه خلاف الظاهر وأبعد من ذلك ما قيل إن الآية على التقديم والتأخير فتقديرها فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين .
وقصة
ثمود على ما ذكر
إسحاق وغيره أن
عادا لما هلكوا عمرت
ثمود بعدها واستخلفوا في الأرض وعمروا حتى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر فينهدم والرجل حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا وكانوا في سعة من معاشهم فعتوا في الأرض وعبدوا غير الله تعالى فبعث الله تعالى إليهم
صالحا وكانوا قوما عربا وكان
صالح عليه السلام من أوسطهم نسبا وبعث إليهم وهو شاب فدعاهم إلى الله تعالى حتى شمط وكبر ولم يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون فلما ألح عليهم بالدعاء والتخويف سألوه أن يريهم آية تصدق ما يقول فقال لهم : أية آية تريدون فقالوا : تخرج غدا معنا إلى عيدنا وكان لهم عيد يخرجون فيه بأصنامهم فتدعو إلهك وندعو آلهتنا فإن استجيب لك اتبعناك وإن استجيب لنا اتبعتنا فقال لهم
صالح : نعم فخرجوا وخرج معهم فدعوا أوثانهم وسألوها أن لا يستجاب
لصالح في شيء مما يدعو به ثم قال
جندع بن عمرو بن حراش وهو يومئذ سيد
ثمود : يا
صالح أخرج لنا من هذه الصخرة لصخرة منفردة ناحية الحجر يقال لها الكاثبة ناقة مخترجة أي تشاكل البخت أو مخرجة على خلقة الجمل جوفاء وبراء فإن فعلت صدقناك وآمنا بك فأخذ عليهم
صالح مواثيقهم لئن فعلت لتصدقني ولتؤمنن بي قالوا : نعم فصلى ركعتين ودعا ربه فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها فاصدعت عن ناقة عشراء جوفاء وبراء كما وصفوا لا يعلم ما بين جنبيها إلا الله تعالى عظما وهم ينظرون ثم نتجت ولدا مثلها في العظم فآمن به
جندع ورهط من قومه وأراد أشرافهم أن يؤمنوا به فمنعهم
ذؤاب بن عمرو بن لبيد والحباب صاحب أوثانهم
ورباب بن صعر كاهنهم فلما خرجت الناقة قال لهم :
nindex.php?page=treesubj&link=31845هذه ناقة الله لها شرب ولكم شرب يوم معلوم فمكثت الناقة ومعها سقبها في أرضهم ترعى الشجر وتشرب الماء وكانت ترد غبا فإذا كان يومها وضعت رأسها في بئر الحجر يقال له الآن بئر الناقة فما ترفع رأسها حتى تشرب كل ما فيها ثم ترفع رأسها وتتفحج لهم فيحلبون ما شاءوا من اللبن فيشربون ويدخرون ثم تصدر من غير الفج الذي وردت منه لا تقدر تصدر من حيث ترد لضيقه عنها حتى إذا كان الغد يومهم فيشربون ما شاءوا ويدخرون ما شاءوا ليوم الناقة ولم يزالوا في سعة ورغد وكانت الناقة تصيف إذا كان الحر بظهر الوادي فتهرب منها مواشيهم وتهبط إلى بطن الوادي في حره وجدبه وتشتو في بطن الوادي فتهرب مواشيهم إلى ظهره في برد وجدب فأضر ذلك بمواشيهم للأمر الذي يريده الله تعالى بهم والبلاء والاختبار
[ ص: 167 ] فكبر ذلك عليهم فعتوا عن أمر ربهم فأجمعوا على عقرها وكانت امرأتان من
ثمود يقال لإحداهما
عنيزة بنت غنيم بن مجلز وتكنى
بأم غنم وكانت امرأة
ذؤاب بن عمرو وكانت عجوزا مسنة ذات بنات حسان وذات مال من إبل وبقر وغنم ويقال للأخرى
صدوق بنت المختار وكانت جميلة غنية ذات مواش كثيرة وكانت من أشد الناس عداوة
لصالح عليه السلام وكانتا تحبان عقر الناقة لما أضرت من مواشيهما فدعت
صدوق رجلا يقال له
الحباب لعقر الناقة وعرضت عليه نفسها إن هو فعل فأبى فدعت ابن عم لها يقال له
مصدع بن مهرج وجعلت له نفسها إن هو فعل فأجابها إلى ذلك ودعت
عنيزة أم غنم قدار بن سالف وكان رجلا أحمر أزرق قصيرا يزعمون أنه لزنية ولم يكن
لسالف لكنه ولد على فراشه فقالت : أعطيك أي بناتي شئت على أن تعقر الناقة وكان عزيزا منيعا في قومه فرضي وانطلق هو
ومصدع فاستغويا غواة
ثمود فاتبعهم سبعة فكانوا تسعة رهط فانطلقوا ورصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء وقد كمن لها
قدار في أصل صخرة على طريقها وكمن لها
مصدع في أصل أخرى فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها وخرجت
أم غنم فأمرت إحدى بناتها وكانت من أحسن الناس وجها فسفرت عن وجهها ليراها
قدار ثم حثته على عقرها فشد على الناقة بالسيف فكشف عن عرقوبها فخرت ورغت رغاة واحدة فتحدر سقبها من الجبل ثم طعن
قدار في لبتها فنحرها فخرج أهل البلدة فاقتسموا لحمها فلما رأى سقبها ذلك انطلق هاربا حتى أتى جبلا منيعا يقال له قارة فرغا ثلاثا وكان
صالح عليه السلام قال لهم : أدركوا الفصيل عسى أن يدفع عنكم العذاب فخرجوا في طلبه فرأوه على الجبل وراموه فلم ينالوه وانفجت الصخرة بعد رغائه فدخلها فقال لهم
صالح : لكل رغوة أجل يوم تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أنه تبع السقب من التسعة أربعة وفيهم
مصدع فرماه بسهم فأصاب قلبه ثم جر برجله فأنزله وألقوا لحمه مع لحم أمه وقال لهم
صالح : انتهكتم حرمة الله تعالى فأبشروا بعذابه ونقمته فكانوا يهزؤون به ويقولون متى هو وما آيته فقال : تصبحون غدا وكان يوم الخميس ووجوهكم مصفرة وبعد غد ووجوهكم محمرة واليوم الثالث ووجوهكم مسودة ثم يصبحكم العذاب فهم أولئك الرهط بقتله فأتوه ليلا فدمغتهم الملائكة بالحجارة فلما أبطؤوا على أصحابهم أتوا منزل
صالح فوجدوهم قد رضخوا بالحجارة فقالوا
لصالح أنت قتلتهم ثم هموا به فمنع عنه عشيرته ثم لما رأوا العلامات طلبوه ليقتلوه فهرب ولحق بحي من
ثمود يقال لهم :
بنو غنم فنزل على سيدهم واسمه
نفيل ويكنى
بأبي هدب فطلبوه منه فقال ليس لكم إليه سبيل فتركوه وشغلهم ما نزل بهم ثم خرج عليه السلام ومن معه إلى
الشام فنزل
رملة فلسطين ولما كان اليوم الرابع وارتفع الضحى تحنطوا بالصبر وتكفنوا بالأنطاع فأتتهم صيحة من السماء فتقطعت قلوبهم وهلكوا جميعا إلا جارية مقعدة يقال لها
ذريعة بنت سلف وكانت كافرة شديدة العداوة
لصالح عليه السلام فأطلق الله تعالى رجليها بعد أن عاينت العذاب فخرجت مسرعة حتى أتت
وادي القرى فأخبرتهم الخبر ثم استسقت ماء فسقيت فلما شربت ماتت وكان رجل منهم يقال له :
أبو رغال وهو
أبو ثقيف في حرم الله تعالى فمنعه الحرم من عذاب الله تعالى فلما خرج أصابه ما أصابهم فدفن ومعه غصن من ذهب وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبره فأخبر بخبره فابتدره الصحابة رضي الله تعالى عنهم بأسيافهم فحفروا عنه واستخرجوا ذلك الغصن وروي أنه عليه السلام خرج في مائة وعشرين من المسلمين وهو يبكي فالتفت فرأى الدخان ساطعا فعلم أنهم قد هلكوا
[ ص: 168 ] وكانوا ألفا وخمسمائة دار وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب قال : إن
صالحا لما نجا هو والذين معه قال : يا قوم إن هذه دار قد سخط الله عليها وعلى أهلها فاظعنوا والحقوا بحرم الله تعالى وأمنه فأهلوا من ساعتهم بالحج وانطلقوا حتى وردوا
مكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا فتلك قبورهم في غربي الكعبة وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=686029أن نبينا صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر في غزوة تبوك قال لأصحابه : لا يدخلن أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائها ولا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل الذي أصابهم وذكر محيي السنة
nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي أن المؤمنين الذين مع
صالح كانوا أربعة آلاف وأنه خرج بهم إلى
حضرموت فلما دخلها مات عليه السلام فسميت لذلك
حضرموت ثم بنى الأربعة آلاف مدينة يقال لها حاضوراء ثم نقل عن قوم من أهل العلم أنه توفي
بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة ولعله المعول عليه وجاء أن أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين قاتل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه وعندي أن أشقى الآخرين أشقى من أشقى الأولين والفرق بينهما كالفرق بين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه والناقة وقد أشارت الأخبار بل نطقت بأن قاتل الأمير كان مستحلا قتله بل معتقدا الثواب عليه وقد مدحه أصحابه على ذلك فقال
عمران بن حطان غضب الله تعالى عليه .
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوما فأحسبه
أوفى البرية عند الله ميزانا
ولله در من قال .
يا ضربة من شقي أوردته لظى فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنه لم يرد شيئا بضربته إلا ليصلى غدا في الحشر نيرانا
إني لأذكره يوما فألعنه كذاك ألعن عمران بن حطانا
وكون فعله كان عن شبهة تنجيه مما لا شبهة في كونه ضربا من الهذيان ولو كان مثل تلك الشبهة منجيا من عذاب مثل هذا الذنب فليفعل الشخص ما شاء سبحانك هذا بهتان عظيم وقد ضربت بقدار عاقر الناقة الأمثال وما ألطف قول
عمارة اليمني .
لا تعجبا لقدار ناقة صالح فلكل عصر ناقة وقدار
وفي هذه القصة روايات أخر تركناها اقتصارا على ما تقدم لأنه أشهر
nindex.php?page=treesubj&link=30549_31844_32016_32026_32028_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79فَتَوَلَّى عَنْهُمْ بَعْدَ أَنْ جَرَى عَلَيْهِمْ مَا جَرَى عَلَى مَا هُوَ الظَّاهِرُ مُغْتَمًّا مُتَحَسِّرًا عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ
[ ص: 166 ] مُتَحَزِّنًا عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَلَمْ آلُ جُهْدًا فَلَمْ يُجْدِ نَفْعًا وَلَمْ تَقْبَلُوا مِنِّي وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) حِكَايَةُ حَالٍ مَاضِيَةٍ أَيْ شَأْنُكُمُ الِاسْتِمْرَارُ عَلَى بُغْضِ النَّاصِحِينَ وَعَدَاوَتِهِمْ وَخِطَابُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُمْ كَخِطَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَى الْمُشْرِكِينَ حِينَ أُلْقُوا فِي
قَلِيبِ بَدْرٍ حِينَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=693664نَادَى يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ بِأَسْمَائِهِمْ إِنَّا وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا وَذَلِكَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرُدُّ أَرْوَاحَهُمْ إِلَيْهِمْ فَيَسْمَعُونَ وَذَلِكَ مِمَّا خَصَّ بِهِ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَكَرَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّحَزُّنِ وَالتَّحَسُّرِ كَمَا تُخَاطَبُ الدِّيَارُ وَالْأَطْلَالُ وَجُوِّزَ عَطْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=79فَتَوَلَّى عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=78فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَيَكُونُ الْخِطَابُ لَهُمْ حِينَ أَشْرَفُوا عَلَى الْهَلَاكِ لَكِنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ وَأَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ مَا قِيلَ إِنَّ الْآيَةَ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فَتَقْدِيرُهَا فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ .
وَقِصَّةُ
ثَمُودَ عَلَى مَا ذَكَرَ
إِسْحَاقُ وَغَيْرُهُ أَنَّ
عَادًا لَمَّا هَلَكُوا عُمِّرَتْ
ثَمُودُ بَعْدَهَا وَاسْتُخْلِفُوا فِي الْأَرْضِ وَعُمِّرُوا حَتَّى جُعِلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي الْمَسْكَنَ مِنَ الْمَدَرِ فَيَنْهَدِمُ وَالرَّجُلُ حَيٌّ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اتَّخَذُوا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَكَانُوا فِي سِعَةٍ مِنْ مَعَاشِهِمْ فَعَتَوْا فِي الْأَرْضِ وَعَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ
صَالِحًا وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا وَكَانَ
صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَوْسَطِهِمْ نَسَبًا وَبُعِثَ إِلَيْهِمْ وَهُوَ شَابٌّ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى شَمِطَ وَكَبِرَ وَلَمْ يَتْبَعْهُ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِمْ بِالدُّعَاءِ وَالتَّخْوِيفِ سَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً تُصَدِّقُ مَا يَقُولُ فَقَالَ لَهُمْ : أَيَّةَ آيَةٍ تُرِيدُونَ فَقَالُوا : تَخْرُجُ غَدًا مَعَنَا إِلَى عِيدِنَا وَكَانَ لَهُمْ عِيدٌ يَخْرُجُونَ فِيهِ بِأَصْنَامِهِمْ فَتَدْعُو إِلَهَكَ وَنَدْعُو آلِهَتَنَا فَإِنِ اسْتُجِيبَ لَكَ اتَّبَعْنَاكَ وَإِنِ اسْتُجِيبَ لَنَا اتَّبَعْتَنَا فَقَالَ لَهُمْ
صَالِحٌ : نَعَمْ فَخَرَجُوا وَخَرَجَ مَعَهُمْ فَدَعَوْا أَوْثَانَهُمْ وَسَأَلُوهَا أَنْ لَا يُسْتَجَابُ
لِصَالِحٍ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَدْعُو بِهِ ثُمَّ قَالَ
جُنْدَعُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حِرَاشٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ
ثَمُودَ : يَا
صَالِحُ أَخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ لِصَخْرَةٍ مُنْفَرِدَةٍ نَاحِيَةَ الْحِجْرِ يُقَالُ لَهَا الْكَاثِبَةُ نَاقَةً مُخْتَرِجَةً أَيْ تُشَاكِلُ الْبُخْتَ أَوْ مُخْرَجَةً عَلَى خِلْقَةِ الْجَمَلِ جَوْفَاءَ وَبْرَاءَ فَإِنْ فَعَلْتَ صَدَّقْنَاكَ وَآمَنَّا بِكَ فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ
صَالِحٌ مَوَاثِيقَهُمْ لَئِنْ فَعَلْتُ لَتُصَدِّقُنِّي وَلَتُؤْمِنُّنَّ بِي قَالُوا : نَعَمْ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا رَبَّهُ فَتَمَخَّضَتِ الصَّخْرَةُ تَمَخُّضَ النَّتُوجِ بِوَلَدِهَا فَاصَّدَّعَتْ عَنْ نَاقَةٍ عُشَرَاءَ جَوْفَاءَ وَبْرَاءَ كَمَا وَصَفُوا لَا يَعْلَمُ مَا بَيْنَ جَنْبَيْهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى عِظَمًا وَهُمْ يَنْظُرُونَ ثُمَّ نَتَجَتْ وَلَدًا مِثْلَهَا فِي الْعِظَمِ فَآمَنَ بِهِ
جُنْدَعُ وَرَهْطٌ مِنْ قَوْمِهِ وَأَرَادَ أَشْرَافُهُمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ فَمَنَعَهُمْ
ذُؤَابُ بْنُ عَمْرِو بْنِ لَبِيدٍ وَالْحَبَابُ صَاحِبُ أَوْثَانِهِمْ
وَرَبَابُ بْنُ صُعَرَ كَاهِنُهُمْ فَلَمَّا خَرَجَتِ النَّاقَةُ قَالَ لَهُمْ :
nindex.php?page=treesubj&link=31845هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ فَمَكَثَتِ النَّاقَةُ وَمَعَهَا سَقْبُهَا فِي أَرْضِهِمْ تَرْعَى الشَّجَرَ وَتَشْرَبُ الْمَاءَ وَكَانَتْ تَرِدُ غِبًّا فَإِذَا كَانَ يَوْمَهَا وَضَعَتْ رَأْسَهَا فِي بِئْرِ الْحِجْرِ يُقَالُ لَهُ الْآنَ بِئْرُ النَّاقَةِ فَمَا تَرْفَعُ رَأْسَهَا حَتَّى تَشْرَبَ كُلَّ مَا فِيهَا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَهَا وَتَتَفَحَّجُ لَهُمْ فَيَحْلِبُونَ مَا شَاءُوا مِنَ اللَّبَنِ فَيَشْرَبُونَ وَيَدَّخِرُونَ ثُمَّ تَصْدُرُ مِنْ غَيْرِ الْفَجِّ الَّذِي وَرَدَتْ مِنْهُ لَا تَقْدِرُ تَصْدُرُ مِنْ حَيْثُ تَرِدُ لِضِيقِهِ عَنْهَا حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ يَوْمَهُمْ فَيَشْرَبُونَ مَا شَاءُوا وَيَدَّخِرُونَ مَا شَاءُوا لِيَوْمِ النَّاقَةِ وَلَمْ يَزَالُوا فِي سِعَةٍ وَرَغَدٍ وَكَانَتِ النَّاقَةُ تُصَيِّفُ إِذَا كَانَ الْحَرُّ بِظَهْرِ الْوَادِي فَتَهْرُبُ مِنْهَا مَوَاشِيهِمْ وَتَهْبِطُ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي فِي حَرِّهِ وَجَدْبِهِ وَتَشْتُو فِي بَطْنِ الْوَادِي فَتَهْرُبُ مَوَاشِيهِمْ إِلَى ظَهْرِهِ فِي بَرْدٍ وَجَدْبٍ فَأَضَرَّ ذَلِكَ بِمَوَاشِيهِمْ لِلْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِمْ وَالْبَلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ
[ ص: 167 ] فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَجْمَعُوا عَلَى عَقْرِهَا وَكَانَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ
ثَمُودَ يُقَالُ لِإِحْدَاهُمَا
عُنَيْزَةُ بِنْتُ غُنَيْمِ بْنِ مِجْلَزٍ وَتُكَنَّى
بِأُمِّ غَنْمٍ وَكَانَتِ امْرَأَةَ
ذُؤَابِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَتْ عَجُوزًا مُسِنَّةً ذَاتَ بَنَاتٍ حِسَانٍ وَذَاتَ مَالٍ مِنْ إِبِلٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ وَيُقَالُ لِلْأُخْرَى
صَدُوقٌ بِنْتُ الْمُخْتَارِ وَكَانَتْ جَمِيلَةً غَنِيَّةً ذَاتَ مَوَاشٍ كَثِيرَةٍ وَكَانَتْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً
لِصَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَانَتَا تُحِبَّانِ عَقْرَ النَّاقَةِ لِمَا أَضَرَّتْ مِنْ مَوَاشِيهِمَا فَدَعَتْ
صَدُوقٌ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ
الْحُبَابُ لِعَقْرِ النَّاقَةِ وَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا إِنْ هُوَ فَعَلَ فَأَبَى فَدَعَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ
مُصَدِّعُ بْنُ مُهَرِّجٍ وَجَعَلَتْ لَهُ نَفْسَهَا إِنْ هُوَ فَعَلَ فَأَجَابَهَا إِلَى ذَلِكَ وَدَعَتْ
عُنَيْزَةُ أُمُّ غُنْمٍ قِدَارَ بْنَ سَالِفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَحْمَرَ أَزْرَقَ قَصِيرًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لِزَنِيَّةٍ وَلَمْ يَكُنْ
لِسَالِفٍ لَكِنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ فَقَالَتْ : أُعْطِيكَ أَيَّ بَنَاتِي شِئْتَ عَلَى أَنْ تَعْقِرَ النَّاقَةَ وَكَانَ عَزِيزًا مَنِيعًا فِي قَوْمِهِ فَرَضِيَ وَانْطَلَقَ هُوَ
وَمُصَدِّعٌ فَاسْتَغْوَيَا غُوَاةَ
ثَمُودَ فَاتَّبَعَهُمْ سَبْعَةٌ فَكَانُوا تِسْعَةَ رَهْطٍ فَانْطَلَقُوا وَرَصَدُوا النَّاقَةَ حَتَّى صَدَرَتْ عَنِ الْمَاءِ وَقَدْ كَمُنَ لَهَا
قِدَارٌ فِي أَصْلِ صَخْرَةٍ عَلَى طَرِيقِهَا وَكَمُنَ لَهَا
مُصَدِّعٌ فِي أَصْلِ أُخْرَى فَمَرَّتْ عَلَى مُصَدِّعٍ فَرَمَاهَا بِسَهْمٍ فَانْتَظَمَ بِهِ عَضَلَةُ سَاقِهَا وَخَرَجَتْ
أُمُّ غُنْمٍ فَأَمَرَتْ إِحْدَى بَنَاتِهَا وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا فَسَفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا لِيَرَاهَا
قِدَارٌ ثُمَّ حَثَّتْهُ عَلَى عَقْرِهَا فَشَدَّ عَلَى النَّاقَةِ بِالسَّيْفِ فَكَشَفَ عَنْ عُرْقُوبِهَا فَخَرَّتْ وَرَغَتْ رُغَاةً وَاحِدَةً فَتَحَدَّرَ سَقْبُهَا مِنَ الْجَبَلِ ثُمَّ طَعَنَ
قِدَارٌ فِي لَبَّتِهَا فَنَحَرَهَا فَخَرَجَ أَهْلُ الْبَلْدَةِ فَاقْتَسَمُوا لَحْمَهَا فَلَمَّا رَأَى سَقْبُهَا ذَلِكَ انْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى أَتَى جَبَلًا مَنِيعًا يُقَالُ لَهُ قَارَةُ فَرَغَا ثَلَاثًا وَكَانَ
صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُمْ : أَدْرِكُوا الْفَصِيلَ عَسَى أَنْ يَدْفَعَ عَنْكُمُ الْعَذَابَ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ فَرَأَوْهُ عَلَى الْجَبَلِ وَرَامُوهُ فَلَمْ يَنَالُوهُ وَانْفَجَّتِ الصَّخْرَةُ بَعْدَ رُغَائِهِ فَدَخَلَهَا فَقَالَ لَهُمْ
صَالِحٌ : لِكُلِّ رَغْوَةٍ أَجَلُ يَوْمٍ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ تَبِعَ السَّقْبَ مِنَ التِّسْعَةِ أَرْبَعَةٌ وَفِيهِمْ
مُصَدِّعٌ فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ قَلْبَهُ ثُمَّ جَرَّ بِرِجْلِهِ فَأَنْزَلَهُ وَأَلْقَوْا لَحْمَهُ مَعَ لَحْمِ أُمِّهِ وَقَالَ لَهُمْ
صَالِحٌ : انْتَهَكْتُمْ حُرْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى فَأَبْشِرُوا بِعَذَابِهِ وَنِقْمَتِهِ فَكَانُوا يَهْزَؤُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ وَمَا آيَتُهُ فَقَالَ : تُصْبِحُونَ غَدًا وَكَانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَوُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ وَبَعْدَ غَدٍ وَوُجُوهُكُمْ مُحَمَّرَةٌ وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ وَوُجُوهُكُمْ مُسَوَّدَةٌ ثُمَّ يُصَبِّحُكُمُ الْعَذَابُ فَهَمَّ أُولَئِكَ الرَّهْطُ بِقَتْلِهِ فَأَتَوْهُ لَيْلًا فَدَمَغَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْحِجَارَةِ فَلَمَّا أَبْطَؤُوا عَلَى أَصْحَابِهِمْ أَتَوْا مَنْزِلَ
صَالِحٍ فَوَجَدُوهُمْ قَدْ رُضِخُوا بِالْحِجَارَةِ فَقَالُوا
لِصَالِحٍ أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ ثُمَّ هَمُّوا بِهِ فَمَنَعَ عَنْهُ عَشِيرَتُهُ ثُمَّ لَمَّا رَأَوُا الْعَلَامَاتِ طَلَبُوهُ لِيَقْتُلُوهُ فَهَرَبَ وَلَحِقَ بِحَيٍّ مِنْ
ثَمُودَ يُقَالُ لَهُمْ :
بَنُو غُنْمٍ فَنَزَلَ عَلَى سَيِّدِهِمْ وَاسْمُهُ
نُفَيْلٌ وَيُكَنَّى
بِأَبِي هُدْبٍ فَطَلَبُوهُ مِنْهُ فَقَالَ لَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ فَتَرَكُوهُ وَشَغَلَهُمْ مَا نَزَلَ بِهِمْ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى
الشَّامِ فَنَزَلَ
رَمَلَةَ فِلَسْطِينَ وَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ وَارْتَفَعَ الضُّحَى تَحَنَّطُوا بِالصَّبْرِ وَتَكَفَّنُوا بِالْأَنْطَاعِ فَأَتَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ وَهَلَكُوا جَمِيعًا إِلَّا جَارِيَةً مُقْعَدَةً يُقَالُ لَهَا
ذَرِيعَةُ بِنْتُ سِلْفٍ وَكَانَتْ كَافِرَةً شَدِيدَةَ الْعَدَاوَةِ
لِصَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَطْلَقَ اللَّهُ تَعَالَى رِجْلَيْهَا بَعْدَ أَنْ عَايَنَتِ الْعَذَابَ فَخَرَجَتْ مُسْرِعَةً حَتَّى أَتَتْ
وَادِيَ الْقِرَى فَأَخْبَرَتْهُمُ الْخَبَرَ ثُمَّ اسْتَسْقَتْ مَاءً فَسُقِيَتْ فَلَمَّا شَرِبَتْ مَاتَتْ وَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ :
أَبُو رِغَالٍ وَهُوَ
أَبُو ثَقِيفٍ فِي حَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى فَمَنَعَهُ الْحَرَمُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَمَّا خَرَجَ أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ فَدُفِنَ وَمَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرِهِ فَأَخْبَرَ بِخَبَرِهِ فَابْتَدَرَهُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ فَحَفَرُوا عَنْهُ وَاسْتَخْرَجُوا ذَلِكَ الْغُصْنَ وَرُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَ فِي مِائَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَبْكِي فَالْتَفَتَ فَرَأَى الدُّخَانَ سَاطِعًا فَعَلِمَ أَنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا
[ ص: 168 ] وَكَانُوا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ دَارٍ وَرُوِيَ أَنَّهُ رَجَعَ بِمَنْ مَعَهُ فَسَكَنُوا دِيَارَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبٍ قَالَ : إِنَّ
صَالِحًا لَمَّا نَجَا هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ قَالَ : يَا قَوْمِ إِنَّ هَذِهِ دَارٌ قَدْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا فَاظْعَنُوا وَالْحَقُوا بِحَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَمْنِهِ فَأَهَلُّوا مِنْ سَاعَتِهِمْ بِالْحَجِّ وَانْطَلَقُوا حَتَّى وَرَدُوا
مَكَّةَ فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى مَاتُوا فَتِلْكَ قُبُورُهُمْ فِي غَرْبِيِّ الْكَعْبَةِ وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=686029أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : لَا يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْقَرْيَةَ وَلَا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا وَلَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ الَّذِي أَصَابَهُمْ وَذَكَرَ مُحْيِي السُّنَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13890الْبَغَوِيُّ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ مَعَ
صَالِحٍ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَأَنَّهُ خَرَجَ بِهِمْ إِلَى
حَضْرَمَوْتَ فَلَمَّا دَخَلَهَا مَاتَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَسُمِّيَتْ لِذَلِكَ
حَضْرَمَوْتَ ثُمَّ بَنَى الْأَرْبَعَةُ آلَافٍ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا حَاضُورَاءُ ثُمَّ نُقِلَ عَنْ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ تُوفِّيَ
بِمَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَلَعَلَّهُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ وَجَاءَ أَنَّ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ عَاقِرُ النَّاقَةِ وَأَشْقَى الْآخِرِينَ قَاتِلُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ وَقَدْ أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَكَرَّمَ وَجْهَهُ وَعِنْدِي أَنَّ أَشْقَى الْآخِرِينَ أَشْقَى مِنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا كَالْفَرْقِ بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ وَالنَّاقَةِ وَقَدِ أَشَارَتِ الْأَخْبَارُ بَلْ نَطَقَتْ بِأَنَّ قَاتِلَ الْأَمِيرِ كَانَ مُسْتَحِلًّا قَتْلَهُ بَلْ مُعْتَقَدًا الثَّوَابَ عَلَيْهِ وَقَدْ مَدَحَهُ أَصْحَابُهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ
عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ غَضِبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ .
يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوَانَا
إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَوْمًا فَأَحْسَبُهُ
أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا
وَلِلَّهِ دَرُّ مَنْ قَالَ .
يَا ضَرْبَةً مِنْ شَقِيٍّ أَوْرَدَتْهُ لَظَى فَسَوْفَ يَلْقَى بِهَا الرَّحْمَنَ غَضْبَانَا
كَأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا بِضَرْبَتِهِ إِلَّا لِيَصْلَى غَدًا فِي الْحَشْرِ نِيرَانَا
إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَوْمًا فَأَلْعَنُهُ كَذَاكَ أَلْعَنُ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَا
وَكَوْنُ فِعْلِهِ كَانَ عَنْ شُبْهَةٍ تُنْجِيهِ مِمَّا لَا شُبْهَةَ فِي كَوْنِهِ ضَرْبًا مِنَ الْهَذَيَانِ وَلَوْ كَانَ مِثْلُ تِلْكَ الشُّبْهَةِ مُنْجِيًا مِنْ عَذَابِ مِثْلِ هَذَا الذَّنْبِ فَلْيَفْعَلِ الشَّخْصُ مَا شَاءَ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ وَقَدْ ضُرِبَتْ بِقِدَارٍ عَاقِرِ النَّاقَةِ الْأَمْثَالُ وَمَا أَلْطَفَ قَوْلَ
عِمَارَةَ الْيَمَنِيِّ .
لَا تَعْجَبَا لِقِدَارِ نَاقَةِ صَالِحٍ فَلِكُلِّ عَصْرٍ نَاقَةٌ وَقِدَارُ
وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ رِوَايَاتٌ أُخَرُ تَرَكْنَاهَا اقْتِصَارًا عَلَى مَا تَقَدَّمَ لِأَنَّهُ أَشْهَرُ