nindex.php?page=treesubj&link=19881_30337_30339_30347_30349_30351_34101_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وبرزوا لله جميعا أي يبرزون يوم القيامة وإيثار الماضي لتحقق الوقوع أو لأنه لا مضي ولا استقبال بالنسبة إليه سبحانه والمراد ببروزهم لله ظهورهم من قبورهم للرائين لأجل حساب الله تعالى فاللام للتعليل وفي الكلام حذف مضاف وجوز أن تكون اللام صلة البروز وليس هناك حذف مضاف ولا يراد له عز شأنه عند أنفسهم وعلى زعمهم فإنهم كانوا يظنون عند ارتكابهم الفواحش سرا أنها تخفى على الله تعالى فإذا كان يوم القيامة انكشفوا له تعالى عند أنفسهم وعلموا أنه لا تخفى عليه جل شأنه خافية وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : معنى برزوا صاروا بالبراز وهي الأرض المتسعة فاستعير ذلك لمجمع يوم القيامة وهذا ميل إلى التعليل والحذف ونقل
الإمام عن الحكماء في تأويل البروز أن النفس إذا فارقت الجسد فكأنه زال الغطاء وبقيت مجردة بذاتها عارية عن كل ما سواها وذلك هو البروز لله تعالى وهو كلام تعده
العرب من الأحاجي ولذا لم يلتفت إليه المحدثون .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما ( وبرزوا ) مبنيا للمفعول وبتشديد الراء والمراد أظهرهم الله تعالى وأخرجهم من قبورهم لمحاسبته
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فقال الضعفاء جمع ضعيف والمراد بهم ضعاف الرأي وهم الأتباع وكتب في المصحف العثماني بواو قبل الهمزة ووجه ذلك بأنه على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة فيميلها إلى الواو ونظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=197علماء بني إسرائيل ورد ذلك
الجعبري قائلا : إنه ليس من لغة
العرب ولا حاجة للتوجيه بذلك لأن الرسم سنة متبعة وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة أنه لغة ضعيفة ولو وجه بأنه إتباع للفظه في الوقت فإن من القراء من يقف في مثل ذلك بالواو كان حسنا صحيحا كذا ذكر فليراجع ولعل من أنصف لا يرى أحسن من ترك التوجيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21للذين استكبروا أي لرؤسائهم الذين استتبعوهم واستغووهم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21إنا كنا في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لكم تبعا في تكذيب الرسل عليهم السلام والإعراض عن نصائحهم وهو جمع تابع كخادم وخدم وغايب وغيب أو
[ ص: 206 ] اسم جمع لذلك ولم يذكر كونه جمعا في البحر أو هو مصدر نعت به مبالغة أو بتأويل أو بتقدير مضاف أي تابعين أو ذوي تبع وبه على سائر الاحتمالات يتعلق الجار والمجرور والتقديم للحصر أي تبعا لكم لا لغيركم .
وقيل : المعنى إنا تبع لكم لا لرأينا ولذا سماهم الله تعالى ضعفاء ولا يلزم منه كون الرؤساء أقوياء الرأي حيث ضلوا وأضلوا ولو حمل الضعف على كونهم تحت أيديهم وتابعين لهم كان أحسن وليس بذاك .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فهل أنتم مغنون عنا استفهام أريد به التوبيخ والتقريع والفاء للدلالة على سببية الاتباع للإغناء وهو من الغناء بمعنى الفائدة وضمن معنى الدفع ولذا عدي بعن أي إنا اتبعناكم فيما كنتم فيه من الضلال فهل أنتم اليوم دافعون عنا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21من عذاب الله من شيء أي بعض الشيء الذي هو عذاب الله تعالى بناء على ما قيل : إن ( من ) الثانية للتبعيض واقعة موقع المفعول للوصف السابق والأولى للبيان وهي واقعة موقع الحال من مجرور الثانية لأنها لو تأخرت كانت صفة له وصفة النكرة إذا قدمت أعربت حالا واعترض هذا الوجه بأن فيه تقديم ( من ) البيانية على ما تبينه وهو لا يجوز وكذا تقديم الحال على صاحبها المجرور .
وأجيب بأن في كل من هذين الأمرين اختلافا وقد أجاز جماعة تقديم ( من ) البيانية وصحح ذلك لأنه إنما يفوت بالتقديم الوصفية لا البيانية وكذا أجاز كثير
كابن كيسان وغيره تقديم الحال على صاحبها المجرور فلعل الذاهب إلى هذا الوجه في الآية يرى رأي المجوزين لكل من التقديمين .
وقال بعض المدققين : جاز تقديم هذه الحال لأنها في الحقيقة عما سد مسده من شيء أعني بعض لا عن المجرور وحده وفيه من البعد ما لا يخفى وجوز أن تكون الأولى والثانية للتبعيض والمعنى هل أنتم مغنون عنا بعض شيء هو بعض عذاب الله تعالى والإعراب كما سبق واختار بعضهم على هذا كون الحال عما سد مسده من شيء إذ لو جعل حالا عن المجرور لآل الكلام إلى هل أنتم مغنون عنا بعض بعض عذاب الله تعالى ولا معنى له وفيه أنه يفيد المبالغة في عدم الغناء كقولهم : أقل من القليل فنفي المعنى لا معنى له ولا يصح الإلغاء إذ لا يصح أن يتعلق بفعل ظرفان من جنس دون ملابسة بينهما تصحح التبعية وجعل الثاني بدلا من الأول يأباه كما في الكشف اللفظ والمعنى وقد تعقب
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان توجيه التبعيض في المكانين كما سمعت بأن ذلك يقتضي البداية فيكون بدل عام من خاص لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21من شيء أعم من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21من عذاب وهذا لا يقال : لأن بعضية الشيء مطلقة فلا يكون لها بعض ومما ذكرنا يعلم ما فيه .
وجوز أن تكون الأولى مفعولا والثانية صفة مصدر سادة مسده والشيء عبارة عن إغناء ما أي فهل أنتم مغنون عنا بعض عذاب الله بعض الإغناء وتعقب بأنه يلزم على هذا أن يتعلق بعامل ظرفان إلى آخر ما سمعت آنفا وفيه نظر لأنه لكون أحدهما في تأويل المفعول به والآخر في تأويل المفعول المطلق صح التعلق ولم يكونا من جنس واحد وقد يقال : إن تقييد الفعل الثاني بعد اعتبار تقييده بالأول فليس العامل واحدا .
ونص
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء على أن ( من ) الثانية زائدة للتوكيد وسوغ زيادتها تقدم الاستفهام الذي هو هنا في معنى النفي و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21من عذاب الله إما متعلق بمغنون أو متعلق بمحذوف وقع حالا من
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21شيء أي شيئا كائنا من عذاب الله تعالى أو مغنون من عذاب الله تعالى غناء ما
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21قالوا أي المتكبرون جوابا عن توبيخ الضعفاء وتقريعهم واعتذارا عما فعلوا بهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لو هدانا الله إلى الإيمان ووفقنا له
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لهديناكم ولكن
[ ص: 207 ] ضللنا فضللناكم أي اخترنا لكم ما اخترنا لأنفسنا وحاصله على ما قيل : إن ما كان منا في حقكم هو النصح لكن قصرنا في رأينا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إنهم وركوا الذنب في ضلالهم وإضلالهم على الله تعالى وكذبوا في ذلك ويدل على وقوع الكذب من أمثالهم يوم القيامة قوله تعالى حكاية عن المنافقين :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء وقد خالف في ذلك أصول مشايخه لأنهم لا يجوزون صدور الكذب عن أهل القيامة فلا يقبل منه وجوز أن يكون المعنى لو كنا من أهل اللطف فلطف بنا ربنا واهتدينا لهديناكم إلى الإيمان ونقل ذلك
القاضي وزيفه كما ذكره
الإمام وقيل : المعنى لو هدانا الله تعالى إلى الرجعة إلى الدنيا فنصلح ما أفسدناه لهديناكم وهو كما ترى وقال
الجياني وأبو مسلم : المراد لو هدانا الله تعالى إلى طريق الخلاص من العقاب والوصول إلى النعيم والثواب لهديناكم إلى ذلك وحاصله لو خلصنا لخلصناكم أيضا لكن لا مطمع فيه لنا ولكم قال
الإمام : والدليل على أن المراد من الهدى هو هذا أنه الذي طلبوه والتمسوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا مما لقينا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21أم صبرنا على ذلك و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء اسم بمعنى الاستواء مرفوع على الخبرية للفعل المذكور بعده لأنه مجرد عن النسبة والزمان فحكمه حكم المصدر والهمزة و ( أم ) قد جردتا عن الاستفهام لمجرد التسوية ولذا صارت الجملة خبرية فكأنه قيل : جزعنا وصبرنا سواء علينا أي سيان وإنما أفرد الخبر لأنه مصدر في الأصل وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرضي في مثله : إن
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء خبر مبتدأ محذوف أي الأمران سواء ثم بين الأمران بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21أجزعنا أم صبرنا وما قيل : من أن
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء خبر مبتدأ محذوف والجملة جزاء للجملة المذكورة بعد لتضمنها معنى الشرط وإفادة همزة الاستفهام معنى إن لاشتراكهما في الدلالة على عدم الجزم والتقدير إن جزعنا أم صبرنا فالأمران سيان فتكلف كما لا يخفى والجزع حزن يصرف عما يراد فهو حزن شديد وفي البحر هو عدم احتمال الشدة فهو نقيض الصبر وإنما أسندوا كلا من الجزع والصبر واستوائهما إلى ضمير المتكلم المنتظم للمخاطبين أيضا مبالغة في النهي عن التوبيخ بإعلامهم أنهم شركاء لهم فيما ابتلوا به وتسلية لهم .
وجوز أن يكون هذا من كلام الفريقين فهو مردود إلى ما سيق له الكلام وهم الفريقان ونظر إلى القرب كما قيل في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=52ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأيد ذلك بما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظن أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=939437يقول أهل النار : هلموا فلتصبروا فيصبرون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : هلموا فلنجزع فيبكون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا أم صبرنا الآية وإلى كون هذه المحاورة بين الضعفاء والمستكبرين في النار ذهب بعضهم ميلا لظواهر الأخبار .
واستظهر
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان أنها في موضع العرض وقت البروز بين يدي الله تعالى وقول الأتباع :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فهل أنتم مغنون عنا جزع منهم وكذا جواب الرؤساء باعترافهم بالضلال واحتمال أنه من كلام الأولين فقط خلاف الظاهر جدا وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21ما لنا من محيص . (21) . جملة مفسرة لإجمال ما فيه الاستواء فلا محل لها من الإعراب أو حال مؤكدة أو بدل منه والمحيص من حاص حاد وفر وهو إما اسم مكان كالمبيت والمصيف أو مصدر ميمي كالمغيب والمشيب والمعنى ليس لنا محل ننجو فيه من عذابه أو لا نجاة لنا من ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=19881_30337_30339_30347_30349_30351_34101_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا أَيْ يَبْرُزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِيثَارُ الْمَاضِي لِتَحَقُّقِ الْوُقُوعِ أَوْ لِأَنَّهُ لَا مُضِيَّ وَلَا اسْتِقْبَالَ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَالْمُرَادُ بِبُرُوزِهِمْ لِلَّهِ ظُهُورُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ لِلرَّائِينَ لِأَجْلِ حِسَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَاللَّامُ لِلتَّعْلِيلِ وَفِي الْكَلَامِ حَذْفُ مُضَافٍ وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ صِلَةَ الْبُرُوزِ وَلَيْسَ هُنَاكَ حَذْفُ مُضَافٍ وَلَا يُرَادُ لَهُ عَزَّ شَأْنُهُ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى زَعْمِهِمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَظُنُّونَ عِنْدَ ارْتِكَابِهِمُ الْفَوَاحِشَ سِرًّا أَنَّهَا تَخْفَى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ انْكَشَفُوا لَهُ تَعَالَى عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ وَعَلِمُوا أَنَّهُ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ جَلَّ شَأْنُهُ خَافِيَةٌ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ : مَعْنَى بَرَزُوا صَارُوا بِالْبِرَازِ وَهِيَ الْأَرْضُ الْمُتَّسِعَةُ فَاسْتُعِيرَ ذَلِكَ لِمَجْمَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهَذَا مَيْلٌ إِلَى التَّعْلِيلِ وَالْحَذْفِ وَنَقَلَ
الْإِمَامُ عَنِ الْحُكَمَاءِ فِي تَأْوِيلِ الْبُرُوزِ أَنَّ النَّفْسَ إِذَا فَارَقَتِ الْجَسَدَ فَكَأَنَّهُ زَالَ الْغِطَاءُ وَبَقِيَتْ مُجَرَّدَةً بِذَاتِهَا عَارِيَةً عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهَا وَذَلِكَ هُوَ الْبُرُوزُ لِلَّهِ تَعَالَى وَهُوَ كَلَامٌ تَعُدُّهُ
الْعَرَبُ مِنَ الْأَحَاجِي وَلِذَا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ الْمُحَدِّثُونَ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ( وَبُرِّزُوا ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَبِتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَالْمُرَادُ أَظْهَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَخْرَجَهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ لِمُحَاسَبَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فَقَالَ الضُّعَفَاءُ جَمْعُ ضَعِيفٍ وَالْمُرَادُ بِهِمْ ضِعَافُ الرَّأْيِ وَهُمُ الْأَتْبَاعُ وَكُتِبَ فِي الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ بِوَاوٍ قَبْلَ الْهَمْزَةِ وَوَجْهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى لَفْظِ مَنْ يُفَخِّمُ الْأَلِفَ قَبْلَ الْهَمْزَةِ فَيُمِيلُهَا إِلَى الْوَاوِ وَنَظِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=197عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَرَدَّ ذَلِكَ
الْجَعْبَرِيُّ قَائِلًا : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ لُغَةِ
الْعَرَبِ وَلَا حَاجَةَ لِلتَّوْجِيهِ بِذَلِكَ لِأَنَّ الرَّسْمَ سُنَّةٌ مُتْبَعَةٌ وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ وَلَوْ وُجِّهَ بِأَنَّهُ إِتْبَاعٌ لِلَفْظِهِ فِي الْوَقْتِ فَإِنَّ مِنَ الْقُرَّاءِ مَنْ يَقِفُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ بِالْوَاوِ كَانَ حَسَنًا صَحِيحًا كَذَا ذُكِرَ فَلْيُرَاجَعْ وَلَعَلَّ مَنْ أَنْصَفَ لَا يَرَى أَحْسَنَ مِنْ تَرْكِ التَّوْجِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا أَيْ لِرُؤَسَائِهِمُ الَّذِينَ اسْتَتْبَعُوهُمْ وَاسْتَغْوُوهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21إِنَّا كُنَّا فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لَكُمْ تَبَعًا فِي تَكْذِيبِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ نَصَائِحِهِمْ وَهُوَ جَمْعُ تَابِعٍ كَخَادِمٍ وَخَدَمٍ وَغَايَبٍ وَغَيَبٍ أَوِ
[ ص: 206 ] اسْمُ جَمْعٍ لِذَلِكَ وَلَمْ يُذْكَرْ كَوْنُهُ جَمْعًا فِي الْبَحْرِ أَوْ هُوَ مَصْدَرٌ نُعِتَ بِهِ مُبَالَغَةً أَوْ بِتَأْوِيلٍ أَوْ بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ تَابِعِينَ أَوْ ذَوِي تَبَعٍ وَبِهِ عَلَى سَائِرِ الِاحْتِمَالَاتِ يَتَعَلَّقُ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ وَالتَّقْدِيمُ لِلْحَصْرِ أَيْ تَبَعًا لَكُمْ لَا لِغَيْرِكُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى إِنَّا تَبَعٌ لَكُمْ لَا لِرَأْيِنَا وَلِذَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ضُعَفَاءَ وَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ كَوْنُ الرُّؤَسَاءِ أَقْوِيَاءَ الرَّأْيِ حَيْثُ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا وَلَوْ حُمِلَ الضَّعْفُ عَلَى كَوْنِهِمْ تَحْتَ أَيْدِيهِمْ وَتَابِعِينَ لَهُمْ كَانَ أَحْسَنَ وَلَيْسَ بِذَاكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا اسْتِفْهَامٌ أُرِيدَ بِهِ التَّوْبِيخُ وَالتَّقْرِيعُ وَالْفَاءُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى سَبَبِيَّةِ الِاتِّبَاعِ لِلْإِغْنَاءِ وَهُوَ مِنَ الْغَنَاءِ بِمَعْنَى الْفَائِدَةِ وَضُمِّنَ مَعْنَى الدَّفْعِ وَلِذَا عُدِّيَ بِعْنَ أَيْ إِنَّا اتَّبَعْنَاكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ مِنَ الضَّلَالِ فَهَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ دَافِعُونَ عَنَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ أَيْ بَعْضِ الشَّيْءِ الَّذِي هُوَ عَذَابُ اللَّهِ تَعَالَى بِنَاءً عَلَى مَا قِيلَ : إِنَّ ( مِنَ ) الثَّانِيَةِ لِلتَّبْعِيضِ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ الْمَفْعُولِ لِلْوَصْفِ السَّابِقِ وَالْأُولَى لِلْبَيَانِ وَهِيَ وَاقِعَةُ مَوْقِعَ الْحَالِ مِنْ مَجْرُورِ الثَّانِيَةِ لِأَنَّهَا لَوْ تَأَخَّرَتْ كَانَتْ صِفَةً لَهُ وَصِفَةُ النَّكِرَةِ إِذَا قُدِّمَتْ أُعْرِبَتْ حَالًا وَاعْتُرِضَ هَذَا الْوَجْهُ بِأَنَّ فِيهِ تَقْدِيمُ ( مِنَ ) الْبَيَانِيَّةِ عَلَى مَا تُبَيِّنُهُ وَهُوَ لَا يَجُوزُ وَكَذَا تَقْدِيمُ الْحَالِ عَلَى صَاحِبِهَا الْمَجْرُورِ .
وَأُجِيبَ بِأَنَّ فِي كُلٍّ مِنْ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ اخْتِلَافًا وَقَدْ أَجَازَ جَمَاعَةٌ تَقْدِيمَ ( مِنَ ) الْبَيَانِيَّةِ وَصُحِّحَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَفُوتُ بِالتَّقْدِيمِ الْوَصْفِيَّةُ لَا الْبَيَانِيَّةُ وَكَذَا أَجَازَ كَثِيرٌ
كَابْنِ كَيْسَانَ وَغَيْرِهِ تَقْدِيمَ الْحَالِ عَلَى صَاحِبِهَا الْمَجْرُورِ فَلَعَلَّ الذَّاهِبَ إِلَى هَذَا الْوَجْهِ فِي الْآيَةِ يَرَى رَأْيَ الْمُجَوِّزِينَ لِكُلٍّ مَنِ التَّقْدِيمَيْنِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْمُدَقِّقِينَ : جَازَ تَقْدِيمُ هَذِهِ الْحَالِ لِأَنَّهَا فِي الْحَقِيقَةِ عَمَّا سَدَّ مَسَدَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَعْنِي بَعْضَ لَا عَنِ الْمَجْرُورِ وَحْدَهُ وَفِيهِ مِنَ الْبُعْدِ مَا لَا يَخْفَى وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ لِلتَّبْعِيضِ وَالْمَعْنَى هَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا بَعْضَ شَيْءٍ هُوَ بَعْضُ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِعْرَابُ كَمَا سَبَقَ وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا كَوْنَ الْحَالِ عَمَّا سَدَّ مَسَدَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِذْ لَوْ جُعِلَ حَالًا عَنِ الْمَجْرُورِ لَآلَ الْكَلَامُ إِلَى هَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا بَعْضَ بَعْضِ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا مَعْنَى لَهُ وَفِيهِ أَنَّهُ يُفِيدُ الْمُبَالَغَةَ فِي عَدَمِ الْغَنَاءِ كَقَوْلِهِمْ : أَقَلُّ مِنَ الْقَلِيلِ فَنَفْيُ الْمَعْنَى لَا مَعْنَى لَهُ وَلَا يَصِحُّ الْإِلْغَاءُ إِذْ لَا يَصِحُّ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِفِعْلٍ ظَرْفَانِ مِنْ جِنْسٍ دُونَ مُلَابَسَةٍ بَيْنَهُمَا تُصَحِّحُ التَّبَعِيَّةَ وَجَعْلُ الثَّانِي بَدَلًا مِنَ الْأَوَّلِ يَأْبَاهُ كَمَا فِي الْكَشْفِ اللَّفْظُ وَالْمَعْنَى وَقَدْ تَعَقَّبَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ تَوْجِيهَ التَّبْعِيضِ فِي الْمَكَانَيْنِ كَمَا سَمِعْتَ بِأَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي الْبِدَايَةَ فَيَكُونُ بَدَلَ عَامٍّ مِنْ خَاصٍّ لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مِنْ شَيْءٍ أَعَمُّ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مِنْ عَذَابِ وَهَذَا لَا يُقَالُ : لِأَنَّ بَعْضِيَّةَ الشَّيْءِ مُطْلَقَةٌ فَلَا يَكُونُ لَهَا بَعْضٌ وَمِمَّا ذَكَرْنَا يُعْلَمُ مَا فِيهِ .
وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ الْأُولَى مَفْعُولًا وَالثَّانِيَةُ صِفَةَ مَصْدَرٍ سَادَّةً مَسَدَّهُ وَالشَّيْءُ عِبَارَةٌ عَنِ إِغْنَاءِ مَا أَيْ فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا بَعْضَ عَذَابِ اللَّهِ بَعْضَ الْإِغْنَاءِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ عَلَى هَذَا أَنْ يَتَعَلَّقَ بِعَامِلٍ ظَرْفَانِ إِلَى آخِرِ مَا سَمِعْتَ آنِفًا وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ لَكَوْنِ أَحَدِهِمَا فِي تَأْوِيلِ الْمَفْعُولِ بِهِ وَالْآخَرِ فِي تَأْوِيلِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ صَحَّ التَّعَلُّقُ وَلَمْ يَكُونَا مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّ تَقْيِيدَ الْفِعْلِ الثَّانِي بَعْدَ اعْتِبَارِ تَقْيِيدِهِ بِالْأَوَّلِ فَلَيْسَ الْعَامِلُ وَاحِدًا .
وَنَصَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14183الْحَوْفِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14803وَأَبُو الْبَقَاءِ عَلَى أَنَّ ( مِنَ ) الثَّانِيَةَ زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ وَسَوَّغَ زِيَادَتَهَا تَقَدُّمُ الِاسْتِفْهَامِ الَّذِي هُوَ هُنَا فِي مَعْنَى النَّفْيِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مِنْ عَذَابِ اللَّهِ إِمَّا مُتَعَلِّقٌ بِمُغْنُونَ أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21شَيْءٍ أَيْ شَيْئًا كَائِنًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ مُغْنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى غَنَاءً مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21قَالُوا أَيِ الْمُتَكَبِّرُونَ جَوَابًا عَنْ تَوْبِيخِ الضُّعَفَاءِ وَتَقْرِيعِهِمْ وَاعْتِذَارًا عَمَّا فَعَلُوا بِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لَوْ هَدَانَا اللَّهُ إِلَى الْإِيمَانِ وَوَفَّقَنَا لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21لَهَدَيْنَاكُمْ وَلَكِنْ
[ ص: 207 ] ضَلَلْنَا فَضَلَّلْنَاكُمْ أَيِ اخْتَرْنَا لَكُمْ مَا اخْتَرْنَا لِأَنْفُسِنَا وَحَاصِلُهُ عَلَى مَا قِيلَ : إِنَّ مَا كَانَ مِنَّا فِي حَقِّكُمْ هُوَ النُّصْحُ لَكِنْ قَصَّرْنَا فِي رَأْيِنَا وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّهُمْ وَرِكُوا الذَّنْبَ فِي ضَلَالِهِمْ وَإِضْلَالِهِمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَكَذَبُوا فِي ذَلِكَ وَيَدُلُّ عَلَى وُقُوعِ الْكَذِبِ مِنْ أَمْثَالِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ الْمُنَافِقِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَقَدْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ أُصُولَ مَشَايِخِهِ لِأَنَّهُمْ لَا يُجَوِّزُونَ صُدُورَ الْكَذِبِ عَنْ أَهْلِ الْقِيَامَةِ فَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى لَوْ كُنَّا مِنْ أَهْلِ اللُّطْفِ فَلَطَفَ بِنَا رَبُّنَا وَاهْتَدَيْنَا لَهَدَيْنَاكُمْ إِلَى الْإِيمَانِ وَنَقَلَ ذَلِكَ
الْقَاضِي وَزَيَّفَهُ كَمَا ذَكَرَهُ
الْإِمَامُ وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَوْ هَدَانَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الرَّجْعَةِ إِلَى الدُّنْيَا فَنُصْلِحُ مَا أَفْسَدْنَاهُ لَهَدَيْنَاكُمْ وَهُوَ كَمَا تَرَى وَقَالَ
الْجَيَّانِيُّ وَأَبُو مُسْلِمٍ : الْمُرَادُ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَى طَرِيقِ الْخَلَاصِ مِنَ الْعِقَابِ وَالْوُصُولِ إِلَى النَّعِيمِ وَالثَّوَابِ لَهَدَيْنَاكُمْ إِلَى ذَلِكَ وَحَاصِلُهُ لَوْ خَلَصْنَا لَخَلَّصْنَاكُمْ أَيْضًا لَكِنْ لَا مَطْمَعَ فِيهِ لَنَا وَلَكُمْ قَالَ
الْإِمَامُ : وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْهُدَى هُوَ هَذَا أَنَّهُ الَّذِي طَلَبُوهُ وَالْتَمَسُوهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا مِمَّا لَقِينَا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21أَمْ صَبَرْنَا عَلَى ذَلِكَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ اسْمٌ بِمَعْنَى الِاسْتِوَاءِ مَرْفُوعٌ عَلَى الْخَبَرِيَّةِ لِلْفِعْلِ الْمَذْكُورِ بَعْدَهُ لِأَنَّهُ مُجَرَّدٌ عَنِ النِّسْبَةِ وَالزَّمَانِ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَصْدَرِ وَالْهَمْزَةُ وَ ( أَمْ ) قَدْ جُرِّدَتَا عَنِ الِاسْتِفْهَامِ لِمُجَرَّدِ التَّسْوِيَةِ وَلِذَا صَارَتِ الْجُمْلَةُ خَبَرِيَّةً فَكَأَنَّهُ قِيلَ : جَزَعُنَا وَصَبْرُنَا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَيْ سِيَّانِ وَإِنَّمَا أُفْرِدَ الْخَبَرُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14374الرَّضِيُّ فِي مِثْلِهِ : إِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيِ الْأَمْرَانِ سَوَاءٌ ثُمَّ بُيِّنَ الْأَمْرَانِ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا وَمَا قِيلَ : مِنْ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَالْجُمْلَةُ جَزَاءٌ لِلْجُمْلَةِ الْمَذْكُورَةِ بَعْدُ لِتَضَمُّنِهَا مَعْنَى الشَّرْطِ وَإِفَادَةُ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ مَعْنَى إِنْ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الدَّلَالَةِ عَلَى عَدَمِ الْجَزْمِ وَالتَّقْدِيرُ إِنْ جَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا فَالْأَمْرَانُ سِيَّانِ فَتَكَلُّفٌ كَمَا لَا يَخْفَى وَالْجَزَعُ حُزْنٌ يَصْرِفُ عَمَّا يُرَادُ فَهُوَ حُزْنٌ شَدِيدٌ وَفِي الْبَحْرِ هُوَ عَدَمُ احْتِمَالِ الشِّدَّةِ فَهُوَ نَقِيضُ الصَّبْرِ وَإِنَّمَا أَسْنَدُوا كُلًّا مِنَ الْجَزَعِ وَالصَّبْرِ وَاسْتِوَائِهِمَا إِلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ الْمُنْتَظِمِ لِلْمُخَاطَبِينَ أَيْضًا مُبَالَغَةً فِي النَّهْيِ عَنِ التَّوْبِيخِ بِإِعْلَامِهِمْ أَنَّهُمْ شُرَكَاءُ لَهُمْ فِيمَا ابْتُلُوا بِهِ وَتَسْلِيَةً لَهُمْ .
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ كَلَامِ الْفَرِيقَيْنِ فَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَى مَا سِيقَ لَهُ الْكَلَامُ وَهُمُ الْفَرِيقَانِ وَنُظِرَ إِلَى الْقُرْبِ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=52ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَيَّدَ ذَلِكَ بِمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13508وَابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَظُنُّ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=939437يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ : هَلُمُّوا فَلْتَصْبِرُوا فَيَصْبِرُونَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ قَالُوا : هَلُمُّوا فَلْنَجْزَعْ فَيَبْكُونَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ قَالُوا : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا الْآيَةَ وَإِلَى كَوْنِ هَذِهِ الْمُحَاوَرَةِ بَيْنَ الضُّعَفَاءِ وَالْمُسْتَكْبِرِينَ فِي النَّارِ ذَهَبَ بَعْضُهُمْ مَيْلًا لِظَوَاهِرِ الْأَخْبَارِ .
وَاسْتَظْهَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ أَنَّهَا فِي مَوْضِعِ الْعَرْضِ وَقْتَ الْبُرُوزِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَوْلِ الْأَتْبَاعِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا جَزَعٌ مِنْهُمْ وَكَذَا جَوَابُ الرُّؤَسَاءِ بِاعْتِرَافِهِمْ بِالضَّلَالِ وَاحْتِمَالُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ الْأَوَّلِينَ فَقَطْ خِلَافَ الظَّاهِرِ جَدًّا وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ . (21) . جُمْلَةٌ مُفَسِّرَةٌ لِإِجْمَالِ مَا فِيهِ الِاسْتِوَاءُ فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ أَوْ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ وَالْمَحِيصُ مِنْ حَاصَ حَادَ وَفَرَّ وَهُوَ إِمَّا اسَمُ مَكَانٍ كَالْمَبِيتِ وَالْمَصِيفِ أَوْ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ كَالْمَغِيبِ وَالْمَشِيبِ وَالْمَعْنَى لَيْسَ لَنَا مَحَلٌّ نَنْجُو فِيهِ مِنْ عَذَابِهِ أَوْ لَا نَجَاةَ لَنَا مِنْ ذَلِكَ