( أدخل ) في قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30387_30395_30503_34134_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بصيغة المضارع المسند إلى المتكلم وأنت تعلم أنه إذا اعتبرت هذه القراءة مؤيدة لهذا القول فلتعتبر قراءة الجمهور ( أدخل ) بصيغة الماضي المبني للمفعول مؤيدة لما قبله فإن المدخلين الملائكة عليهم السلام فتأمل وكأن الله تعالى
[ ص: 212 ] لما جمع الفريقين في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وبرزوا لله جميعا وذكر شيئا من أحوال الكفار ذكر ما آل إليه أمر المؤمنين من إدخالهم الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بإذن ربهم أي بأمره سبحانه أو بتوفيقه وهدايته جل شأنه والجار والمجرور متعلق بأدخل على قراءة الجمهور وفي التعرض لوصف الربوبية مع الإضافة إلى ضميرهم إظهار مزيد اللطف بهم وعلقه جماعة على القراءة الأخرى بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تحيتهم فيها سلام . (23) . أي يحييهم الملائكة بالسلام بإذن ربهم وتعقب ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأن فيه تقديم معمول المصدر المنحل بحرف مصدري وفعل عليه وهو غير جائز لما أن ذلك في حكم تقديم جزء من الشيء المرتب الأجزاء عليه ورد بأن الظاهر أنه هنا غير منحل إليهما لأنه ليس المعنى المقصود منه أن يحيوا فيها بسلام ولو سلم فمراد القائل بالتعلق التعلق المعنوي فالعامل فيه فعل مقدر يدل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تحيتهم أي يحيون بإذن ربهم .
وقال
العلامة الثاني : الأظهر أن التقديم جائز إذا كان المعمول ظرفا أو شبهه وهو في الكلام كثير والتقدير تكلف وليس كل مؤول بشيء حكمه حكم ما أول به مع أن الظرف مما يكفيه رائحة من الفعل لأن له شأنا ليس لغيره لتنزله من الشيء منزلة نفسه لوقوعه فيه وعدم انفكاكه عنه ولهذا اتسع في الظروف ما لم يتسع في غيرها . اهـ . وبالجواز أقول وإنما لم يجعله المحققون متعلقا بأدخل على تلك القراءة مع أنه سالم من الاعتراض ومشتمل على الالتفات أو التجريد وهو من المحسنات لأن قولك : أدخلته بإذني ركيك لا يناسب بلاغة التنزيل والالتفات أو التجريد حاصل إذا علق بما بعده أيضا .
وفي الانتصاف الصارف عن هذا الوجه هو أن ظاهر ( أدخل ) بلفظ المتكلم يشعر بأن إدخالهم الجنة لم يكن بواسطة بل من الله تعالى مباشرة وظاهر الإذن يشعر بإضافة الدخول إلى الواسطة فبينهما تنافر واستحسن أن يعلق بخالدين والخلود غير الدخول فلا تنافر وتعقبه في الكشف بأن ذلك لا يدفع الركاكة وكأنه لما أن الإذن للدخول لا للاستمرار بحسب الظاهر وكون المراد بمشيئتي وتيسيري لا يدفع ذلك عند التأمل الصادق فما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني واستطيبه الشيخ
الطيبي وارتضاه ليس بشيء لمن سلم له ذوقه
( أَدْخَلُ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30387_30395_30503_34134_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ الْمُسْنَدِ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا اعْتُبِرَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ مُؤَيِّدَةً لِهَذَا الْقَوْلِ فَلْتُعْتَبَرْ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ ( أُدْخِلَ ) بِصِيغَةِ الْمَاضِي الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ مُؤَيِّدَةً لِمَا قَبْلَهُ فَإِنَّ الْمُدْخَلِينَ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَتَأَمَّلْ وَكَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
[ ص: 212 ] لَمَّا جَمَعَ الْفَرِيقَيْنِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا وَذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَحْوَالِ الْكُفَّارِ ذَكَرَ مَا آلَ إِلَيْهِ أَمْرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ إِدْخَالِهِمُ الْجَنَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أَيْ بِأَمْرِهِ سُبْحَانَهُ أَوْ بِتَوْفِيقِهِ وَهِدَايَتِهِ جَلَّ شَأْنُهُ وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ مُتَعَلِّقٌ بِأُدْخِلَ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَفِي التَّعَرُّضِ لِوَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ مَعَ الْإِضَافَةِ إِلَى ضَمِيرِهِمْ إِظْهَارَ مَزِيدِ اللُّطْفِ بِهِمْ وَعَلَّقَهُ جَمَاعَةٌ عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ . (23) . أَيْ يُحَيِّيهِمُ الْمَلَائِكَةُ بِالسَّلَامِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ وَتَعَقَّبَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّ فِيهِ تَقْدِيمَ مَعْمُولِ الْمَصْدَرِ الْمُنْحَلِّ بِحَرْفٍ مَصْدَرِيٍّ وَفِعْلٍ عَلَيْهِ وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ لِمَا أَنَّ ذَلِكَ فِي حُكْمِ تَقْدِيمِ جُزْءٍ مِنَ الشَّيْءِ الْمُرَتَّبِ الْأَجْزَاءِ عَلَيْهِ وَرُدَّ بِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ هُنَا غَيْرُ مُنْحَلٍّ إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُ لَيْسَ الْمَعْنَى الْمَقْصُودُ مِنْهُ أَنْ يُحَيَّوْا فِيهَا بِسَلَامٍ وَلَوْ سُلِّمَ فَمُرَادُ الْقَائِلِ بِالتَّعَلُّقِ التَّعَلُّقُ الْمَعْنَوِيُّ فَالْعَامِلُ فِيهِ فِعْلٌ مُقَدَّرٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تَحِيَّتُهُمْ أَيْ يُحَيَّوْنَ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ .
وَقَالَ
الْعَلَّامَةُ الثَّانِي : الْأَظْهَرُ أَنَّ التَّقْدِيمَ جَائِزٌ إِذَا كَانَ الْمَعْمُولُ ظَرْفًا أَوْ شِبْهَهُ وَهُوَ فِي الْكَلَامِ كَثِيرٌ وَالتَّقْدِيرُ تَكَلَّفٌ وَلَيْسَ كُلُّ مُؤَوَّلٍ بِشَيْءٍ حُكْمُهُ حُكْمُ مَا أُوِّلَ بِهِ مَعَ أَنَّ الظَّرْفَ مِمَّا يَكْفِيهِ رَائِحَةٌ مِنَ الْفِعْلِ لِأَنَّ لَهُ شَأْنًا لَيْسَ لِغَيْرِهِ لِتَنَزُّلِهِ مِنَ الشَّيْءِ مَنْزِلَةَ نَفْسِهِ لِوُقُوعِهِ فِيهِ وَعَدَمِ انْفِكَاكِهِ عَنْهُ وَلِهَذَا اتَّسَعَ فِي الظُّرُوفِ مَا لَمْ يَتَّسِعْ فِي غَيْرِهَا . اهَـ . وَبِالْجَوَازِ أَقُولُ وَإِنَّمَا لَمْ يَجْعَلْهُ الْمُحَقِّقُونَ مُتَعَلِّقًا بِأُدْخِلَ عَلَى تِلْكَ الْقِرَاءَةِ مَعَ أَنَّهُ سَالِمٌ مِنَ الِاعْتِرَاضِ وَمُشْتَمِلٌ عَلَى الِالْتِفَاتِ أَوِ التَّجْرِيدِ وَهُوَ مِنَ الْمُحَسِّنَاتِ لِأَنَّ قَوْلَكَ : أَدْخَلْتُهُ بِإِذْنِي رَكِيكٌ لَا يُنَاسِبُ بَلَاغَةَ التَّنْزِيلِ وَالِالْتِفَاتُ أَوِ التَّجْرِيدُ حَاصِلٌ إِذَا عُلِّقَ بِمَا بَعْدَهُ أَيْضًا .
وَفِي الِانْتِصَافِ الصَّارِفِ عَنْ هَذَا الْوَجْهِ هُوَ أَنَّ ظَاهِرَ ( أُدْخِلَ ) بِلَفْظِ الْمُتَكَلِّمِ يُشْعِرُ بِأَنَّ إِدْخَالَهُمُ الْجَنَّةَ لَمْ يَكُنْ بِوَاسِطَةٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مُبَاشَرَةً وَظَاهِرُ الْإِذْنِ يُشْعِرُ بِإِضَافَةِ الدُّخُولِ إِلَى الْوَاسِطَةِ فَبَيْنَهُمَا تَنَافُرٌ وَاسْتُحْسِنَ أَنْ يُعَلَّقَ بِخَالِدِينَ وَالْخُلُودُ غَيْرُ الدُّخُولِ فَلَا تَنَافُرَ وَتَعَقَّبَهُ فِي الْكَشْفِ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَدْفَعُ الرَّكَاكَةَ وَكَأَنَّهُ لَمَّا أَنَّ الْإِذْنَ لِلدُّخُولِ لَا لِلِاسْتِمْرَارِ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ وَكَوْنُ الْمُرَادِ بِمَشِيئَتِي وَتَيْسِيرِي لَا يَدْفَعُ ذَلِكَ عِنْدَ التَّأَمُّلِ الصَّادِقِ فَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّيٍّ وَاسْتَطْيَبَهُ الشَّيْخُ
الطَّيِّبِيُّ وَارْتَضَاهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ لِمَنْ سَلِمَ لَهُ ذَوْقُهُ