nindex.php?page=treesubj&link=28723_29677_33678_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله تثبيت له صلى الله تعالى عليه وسلم على ما هو عليه من الثقة بالله سبحانه والتيقن بإنجاز وعده تعالى بتعذيب الظالمين المقرون
[ ص: 253 ] بالأمر بإنذارهم كما يفصح عنه الفاء وقال
الطيبي : واستحسنه التلميذ أنه يجوز أن يحمل الوعد على المفاد بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=46وعند الله مكرهم وقد جعله وجها آخر لما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري من تفسيره له بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إنا لننصر رسلنا و
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كتب الله لأغلبن أنا ورسلي وفيه نظر لأنه لا اختصاص لذلك كما قيل بالتعذيب لا سيما الأخروي وإضافة
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مخلف إلى الوعد عند الجمهور من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول الثاني كقولهم : هذا معطي درهم زيدا وهو لما كان يتعدى إلى اثنين إضافته إلى كل منهما فينصب ما تأخر وأنشد بعضهم نظيرا لذلك قوله : .
ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه وسائره باد إلى الشمس أجمع
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن هذا قريب من قولهم : يا سارق الليلة أهل الدار وفي الكشاف أن تقديم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلا كقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=9لا يخلف الميعاد ثم قال جل شأنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47رسله ليؤذن أنه إذا لم يخلف وعده أحدا وليس من شأنه إخلاف المواعيد كيف يخلف رسله الذين هم خيرته وصفوته .
ونظر فيه
ابن المنير بأن الفعل إذا تقيد بمفعول انقطع احتمال إطلاقه وهو هنا كذلك فليس تقديم الوعد إلا على إطلاق الوعد بل على العناية والاهتمام به لأن الآية سيقت لتهديد الظالمين بما وعد سبحانه على ألسنة رسله عليهم السلام فالمهم ذكر الوعد وكونه على ألسنة الرسل عليهم السلام لا يتوقف عليه التهديد والتخويف وقال صاحب الإنصاف : إن هذا النظر قوي إلا أن ما اعترض عليه هو القاعدة عند أهل البيان كما قال الشيخ
عبد القاهر في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وجعلوا لله شركاء الجن أنه قدم شركاء للإيذان بأنه لا ينبغي أن يتخذ الله تعالى شركاء مطلقا ثم ذكر الجن تحقيرا أي إذا لم يتخذ من غير الجن فالجن أحق بأن لا يتخذوا .
وتعقب بأنه لا يدفع السؤال بل يؤيده وكذا ما ذكره الفاضل
الطيبي فإنه مع تطويله لم يأت بطائل فالوجه ما في الكشف من أن ذلك الإعلام إنما نشأ من جعل الاهتمام بشأن الوعد فهو ما سيق له الكلام وما عداه تبع وإفادة هذا الأسلوب الترقي كإفادة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25اشرح لي صدري الإجمال والتفصيل نعم أن الظاهر من حال صاحب الكشاف أنه أضمر فيما قرره اعتزالا وهذه مسألة أخرى وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مخلف هنا متعد إلى واحد كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=9لا يخلف الميعاد فأضيف إليه وانتصب
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47رسله بوعده إذ هو مصدر ينحل إلى أن والفعل وقرأت فرقة ( مخلف وعده رسله ) بنصب ( وعده ) وإضافة
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مخلف إلى رسله ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول وهذه القراءة تؤيد إعراب الجمهور في القراءة الأولى وأنه مما يتعدى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مخلف هنا إلى مفعولين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47إن الله عزيز غالب لا يماكر وقادر لا يقادر
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47ذو انتقام . (47) من أعدائه لأوليائه فالجملة تعليل للنهي المذكور وتذييل له وحيث كان الوعد عبارة عن تعذيبهم خاصة كما مرت إليه الإشارة لم يذيل كما قال بعض المحققين بأن يقال : ( إن الله لا يخلف الميعاد ) بل تعرض لوصف العز والانتقام المشعرين بذلك والمراد بالانتقام ما أشير إليه بالفعل وعبر عنه بالمكر .
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29677_33678_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ تَثْبِيتٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّقَةِ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَالتَّيَقُّنِ بِإِنْجَازِ وَعْدِهِ تَعَالَى بِتَعْذِيبِ الظَّالِمِينَ الْمَقْرُونِ
[ ص: 253 ] بِالْأَمْرِ بِإِنْذَارِهِمْ كَمَا يُفْصِحُ عَنْهُ الْفَاءُ وَقَالَ
الطَّيِّبِيُّ : وَاسْتَحْسَنَهُ التِّلْمِيذُ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ الْوَعْدُ عَلَى الْمُفَادِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=46وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَقَدْ جَعَلَهُ وَجْهًا آخَرَ لِمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ تَفْسِيرِهِ لَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ لَا اخْتِصَاصَ لِذَلِكَ كَمَا قِيلَ بِالتَّعْذِيبِ لَا سِيَّمَا الْأُخْرَوِيَّ وَإِضَافَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مُخْلِفَ إِلَى الْوَعْدِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ مِنْ إِضَافَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ إِلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي كَقَوْلِهِمْ : هَذَا مُعْطِي دِرْهَمٍ زَيْدًا وَهُوَ لِمَا كَانَ يَتَعَدَّى إِلَى اثْنَيْنِ إِضَافَتُهُ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمَا فَيَنْصِبُ مَا تَأَخَّرَ وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ نَظِيرًا لِذَلِكَ قَوْلَهُ : .
تَرَى الثَّوْرَ فِيهَا مُدْخِلَ الظِّلِّ رَأْسَهُ وَسَائِرُهُ بَادٍ إِلَى الشَّمْسِ أَجْمَعُ
وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنَّ هَذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِهِمْ : يَا سَارِقُ اللَّيْلَةِ أَهْلَ الدَّارِ وَفِي الْكَشَّافِ أَنَّ تَقْدِيمَ الْوَعْدِ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُخْلِفُ الْوَعْدَ أَصْلًا كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=9لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ثُمَّ قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47رُسُلَهُ لِيُؤْذِنَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُخْلِفْ وَعْدَهُ أَحَدًا وَلَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ إِخْلَافُ الْمَوَاعِيدِ كَيْفَ يُخْلِفُ رُسُلَهُ الَّذِينَ هُمْ خِيرَتُهُ وَصَفْوَتُهُ .
وَنَظَرَ فِيهِ
ابْنُ الْمُنِيرِ بِأَنَّ الْفِعْلَ إِذَا تَقَيَّدَ بِمَفْعُولٍ انْقَطَعَ احْتِمَالُ إِطْلَاقِهِ وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ فَلَيْسَ تَقْدِيمُ الْوَعْدِ إِلَّا عَلَى إِطْلَاقِ الْوَعْدِ بَلْ عَلَى الْعِنَايَةِ وَالِاهْتِمَامِ بِهِ لِأَنَّ الْآيَةَ سِيقَتْ لِتَهْدِيدِ الظَّالِمِينَ بِمَا وَعَدَ سُبْحَانَهُ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَالْمُهِمُّ ذِكْرُ الْوَعْدِ وَكَوْنُهُ عَلَى أَلْسِنَةِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ التَّهْدِيدِ وَالتَّخْوِيفِ وَقَالَ صَاحِبُ الْإِنْصَافِ : إِنَّ هَذَا النَّظَرَ قَوِيٌّ إِلَّا أَنَّ مَا اعْتُرِضَ عَلَيْهِ هُوَ الْقَاعِدَةُ عِنْدَ أَهْلِ الْبَيَانِ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ
عَبْدُ الْقَاهِرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ أَنَّهُ قَدَّمَ شُرَكَاءَ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَّخِذَ اللَّهُ تَعَالَى شُرَكَاءَ مُطْلَقًا ثُمَّ ذَكَرَ الْجِنَّ تَحْقِيرًا أَيْ إِذَا لَمْ يَتَّخِذْ مِنْ غَيْرِ الْجِنِّ فَالْجِنُّ أَحَقُّ بِأَنْ لَا يُتَّخَذُوا .
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَدْفَعُ السُّؤَالَ بَلْ يُؤَيِّدُهُ وَكَذَا مَا ذَكَرَهُ الْفَاضِلُ
الطَّيِّبِيُّ فَإِنَّهُ مَعَ تَطْوِيلِهِ لَمْ يَأْتِ بِطَائِلٍ فَالْوَجْهُ مَا فِي الْكَشْفِ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ الْإِعْلَامَ إِنَّمَا نَشَأَ مِنْ جَعْلِ الِاهْتِمَامِ بِشَأْنِ الْوَعْدِ فَهُوَ مَا سِيقَ لَهُ الْكَلَامُ وَمَا عَدَاهُ تَبَعٌ وَإِفَادَةُ هَذَا الْأُسْلُوبِ التَّرَقِّي كَإِفَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25اشْرَحْ لِي صَدْرِي الْإِجْمَالَ وَالتَّفْصِيلَ نَعَمْ أَنَّ الظَّاهِرَ مِنْ حَالِ صَاحِبِ الْكَشَّافِ أَنَّهُ أَضْمَرَ فِيمَا قَرَّرَهُ اعْتِزَالًا وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ أُخْرَى وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مُخْلِفَ هُنَا مُتَعَدٍّ إِلَى وَاحِدٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=9لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَأُضِيفَ إِلَيْهِ وَانْتَصَبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47رُسُلَهُ بِوَعْدِهِ إِذْ هُوَ مَصْدَرٌ يَنْحَلُّ إِلَى أَنْ وَالْفِعْلِ وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ ( مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ ) بِنَصْبِ ( وَعْدَهُ ) وَإِضَافَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مُخْلِفَ إِلَى رُسُلِهِ فَفُصِلَ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ بِالْمَفْعُولِ وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ تُؤَيَّدُ إِعْرَابَ الْجُمْهُورِ فِي الْقِرَاءَةِ الْأُولَى وَأَنَّهُ مِمَّا يَتَعَدَّى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47مُخْلِفَ هُنَا إِلَى مَفْعُولَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَالِبٌ لَا يُمَاكَرُ وَقَادِرٌ لَا يُقَادَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47ذُو انْتِقَامٍ . (47) مِنْ أَعْدَائِهِ لِأَوْلِيَائِهِ فَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ الْمَذْكُورِ وَتَذْيِيلٌ لَهُ وَحَيْثُ كَانَ الْوَعْدُ عِبَارَةً عَنْ تَعْذِيبِهِمْ خَاصَّةً كَمَا مَرَّتْ إِلَيْهِ الْإِشَارَةُ لَمْ يُذَيِّلْ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ بِأَنْ يُقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) بَلْ تَعَرَّضَ لِوَصْفِ الْعِزِّ وَالِانْتِقَامِ الْمُشْعِرَيْنِ بِذَلِكَ وَالْمُرَادُ بِالِانْتِقَامِ مَا أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْفِعْلِ وَعُبِّرَ عَنْهُ بِالْمَكْرِ .