nindex.php?page=treesubj&link=28659_28723_29705_30337_30340_32412_32438_34126_34153_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64أمن يبدأ الخلق أي يوجده مبتدئا له
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64ثم يعيده يكرر إيجاده ويرجعه كما كان، وذلك بعد إهلاكه ضرورة أن الإعادة لا تعقل إلا بعده، والظاهر أن المراد بهذا ما يكون من الإعادة بالبعث بعد الموت، فأل في الخلق ليست للاستغراق لأن منه ما لا يعاد بالإجماع، ومنه ما في إعادته خلاف بين المسلمين، وتفصيله في محله.
واستشكل الحمل على الإعادة بالبعث بأن الكلام مع المشركين وأكثرهم منكرون لذلك فكيف يحمل الكلام عليه ويخاطبون به خطاب المعترف؟ وأجيب بأن تلك الإعادة لوضوح براهينها جعلوا كأنهم معترفون بها لتمكنهم من معرفتها فلم يبق لهم عذر في الإنكار وقيل: إن منهم من اعترف بها، والكلام بالنسبة إليه وليس بذاك، وأما تجويز كون أل للجنس وأن المراد بالبدء والإعادة ما يشاهد في عالم الكون والفساد من
[ ص: 8 ] إنشاء بعض الأشياء وإهلاكها، ثم إنشاء أمثالها وذلك مما لا ينكره المشركون المنكرون للإعادة بعد الموت فليس بشيء أصلا كما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64ومن يرزقكم من السماء والأرض أي بأسباب سماوية وأرضية قد رتبها على ترتيب بديع تقتضيه الحكمة التي عليها بنى أمر التكوين
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64أإله آخر موجود
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64مع الله حتى يجعل شريكا له سبحانه في العبادة، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64قل هاتوا برهانكم أمر له عليه الصلاة والسلام بتبكيتهم إثر تبكيت أي هاتوا برهانا عقليا أو نقليا يدل على أن معه عز وجل إلها، وقيل: أي هاتوا برهانا على أن غيره تعالى يقدر على شيء مما ذكر من أفعاله عز وجل، وتعقب بأن المشركين لا يدعون ذلك صريحا ولا يلتزمون كونه من لوازم الألوهية وإن كان منها في الحقيقة فمطالبتهم بالبرهان عليه لا على صريح دعواهم مما لا وجه له، وفي إضافة البرهان إلى ضميرهم تهكم بهم لما فيها من إيهام أن لهم برهانا وأنى لهم ذلك، وقيل: إن الإضافة لزيادة التبكيت كأنه قيل: نحن نقنع منكم بما تعدونه أنتم أيها الخصوم برهانا يدل على ذلك وإن لم نعده نحن ولا أحد من ذوي العقول كذلك، ومع هذا أنتم عاجزون عن الإتيان به
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64إن كنتم صادقين أي في تلك الدعوى، واستدل به على أن الدعوى لا تقبل ما لم تنور بالبرهان.
هذا وفي الكشف أن مبنى هذه الآيات الترقي لأن الكلام في إثبات أن لا خيرية في الأصنام مع أن كل خير منه تبارك وتعالى، فأجمل أولا بذكر اسمه سبحانه الجامع في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59آلله ثم أخذ في المفصل فجعل خلق السماوات والأرض تمهيدا لإنزال الماء وإنبات الحدائق لا بل للأخير، يدل عليه الالتفات هنالك والتأكيد بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60ما كان لكم أن تنبتوا كأنه يذكر سبحانه ما فيها من المنافع الكثيرة لونا وطعما ورائحة واسترواح ظل.
ولما أثبت أنه فعله الخاص أنكر أن يكون له شريك وجعلهم عادلين عن منهج الصواب أو عادلين به سبحانه من لا يستحق، والأول أظهر، ثم ترقى منه إلى ما هو أكثر لهم خيرا وأظهر في نفعهم من جعل الأرض قرارا وما عقبه، فذكر جل وعلا ما لا يتم الإنبات المذكور إلا به مع منافع يتصاغر لديها منفعة الإنبات، وعقبه بجهلهم المطلق المنتج للعدول المذكور، وأسوأ منه وأسوأ، ثم بالغ في الترقي فذكر ما هو لصيق بهم دون واسطة من دفع أو نفع فخص إجابتهم عند الاضطرار، وعم بكشف السوء والمضار، هذا فيما يرجع إلى دفع المحذور وإقامتهم خلفاء في الأرض ينتفعون بها وبما فيها كما أحبوا، وهذا أتم من الأولين وأعم وأجل موقعا وأهم، ولهذا فصل بعدم التذكر وبولغ فيه تلك المبالغات، وأما ذكر الهداية في ظلمات البر والبحر وذكر إرسال الرياح المبشرة استطرادا لمناسبة حديث الرياح مع الهداية في البحر، فمن متممات الخلافة وإجابة المضطر وكشف السوء فافهم.
ونبه على هذا بأنه فصل بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=63تعالى الله عما يشركون ثم ختم ذلك كله بالإضراب عن هذا الأسلوب بتذكير نعمتي الإيجاد والإعادة، فكل نعمة دونهما لتوقف النعم الدنيوية والأخروية عليها، وعقبه بإجمال يتضمن جميع ما عدده أولا وزيادة أعني رزقهم من السماء والأرض، وأدمج في تأخيره أنه دون النعمتين، ولهذا بكتهم بطلب البرهان فيما ليس وسجل بكذبهم دلالة على تعلقه بالكل وأن هذه الخاتمة ختام مسكي، والمعرض عن تشام نفحاته مسكي، وعن هذا التقرير ظهر وجه الإبدال مكشوف النقاب والحمد لله تعالى المنعم الوهاب اهـ.
[ ص: 9 ] وفي غرة التنزيل
للراغب ما يؤيده، وقد لخصه
الطيبي في شرح الكشاف، والله تعالى أعلم بأسرار كتابه.
nindex.php?page=treesubj&link=28659_28723_29705_30337_30340_32412_32438_34126_34153_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ أَيْ يُوجِدُهُ مُبْتَدِئًا لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64ثُمَّ يُعِيدُهُ يُكَرِّرُ إِيجَادَهُ وَيُرْجِعُهُ كَمَا كَانَ، وَذَلِكَ بَعْدَ إِهْلَاكِهِ ضَرُورَةَ أَنَّ الْإِعَادَةَ لَا تُعْقَلُ إِلَّا بَعْدَهُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا مَا يَكُونُ مِنَ الْإِعَادَةِ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، فَأَلْ فِي الْخَلْقِ لَيْسَتْ لِلِاسْتِغْرَاقِ لِأَنَّ مِنْهُ مَا لَا يُعَادُ بِالْإِجْمَاعِ، وَمِنْهُ مَا فِي إِعَادَتِهِ خِلَافٌ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ، وَتَفْصِيلُهُ فِي مَحَلِّهِ.
وَاسْتَشْكَلَ الْحَمْلُ عَلَى الْإِعَادَةِ بِالْبَعْثِ بِأَنَّ الْكَلَامَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأَكْثَرُهُمْ مُنْكِرُونَ لِذَلِكَ فَكَيْفَ يُحْمَلُ الْكَلَامُ عَلَيْهِ وَيُخَاطَبُونَ بِهِ خِطَابَ الْمُعْتَرِفِ؟ وَأُجِيبُ بِأَنَّ تِلْكَ الْإِعَادَةَ لِوُضُوحِ بَرَاهِينِهَا جُعِلُوا كَأَنَّهُمْ مُعْتَرِفُونَ بِهَا لِتَمَكُّنِهِمْ مِنْ مَعْرِفَتِهَا فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي الْإِنْكَارِ وَقِيلَ: إِنَّ مِنْهُمْ مَنِ اعْتَرَفَ بِهَا، وَالْكَلَامُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَأَمَّا تَجْوِيزُ كَوْنِ أَلْ لِلْجِنْسِ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَدْءِ وَالْإِعَادَةِ مَا يُشَاهَدُ فِي عَالَمِ الْكَوْنِ وَالْفَسَادِ مِنْ
[ ص: 8 ] إِنْشَاءِ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ وَإِهْلَاكِهَا، ثُمَّ إِنْشَاءِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِمَّا لَا يُنْكِرُهُ الْمُشْرِكُونَ الْمُنْكِرُونَ لِلْإِعَادَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ أَصْلًا كَمَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْ بِأَسْبَابٍ سَمَاوِيَّةٍ وَأَرْضِيَّةٍ قَدْ رَتَّبَهَا عَلَى تَرْتِيبٍ بَدِيعٍ تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي عَلَيْهَا بَنَى أَمْرَ التَّكْوِينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64أَإِلَهٌ آخَرُ مَوْجُودٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64مَعَ اللَّهِ حَتَّى يُجْعَلَ شَرِيكًا لَهُ سُبْحَانَهُ فِي الْعِبَادَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَمْرٌ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِتَبْكِيتِهِمْ إِثْرَ تَبْكِيتٍ أَيْ هَاتُوا بُرْهَانًا عَقْلِيًّا أَوْ نَقْلِيًّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَعَهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَهًا، وَقِيلَ: أَيْ هَاتُوا بُرْهَانًا عَلَى أَنَّ غَيْرَهُ تَعَالَى يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا ذُكِرَ مِنْ أَفْعَالِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَا يَدَّعُونَ ذَلِكَ صَرِيحًا وَلَا يَلْتَزِمُونَ كَوْنَهُ مِنْ لَوَازِمِ الْأُلُوهِيَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْهَا فِي الْحَقِيقَةِ فَمُطَالَبَتُهُمْ بِالْبُرْهَانِ عَلَيْهِ لَا عَلَى صَرِيحِ دَعْوَاهُمْ مِمَّا لَا وَجْهَ لَهُ، وَفِي إِضَافَةِ الْبُرْهَانِ إِلَى ضَمِيرِهِمْ تَهَكُّمٌ بِهِمْ لِمَا فِيهَا مِنْ إِيهَامِ أَنَّ لَهُمْ بُرْهَانًا وَأَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنَّ الْإِضَافَةَ لِزِيَادَةِ التَّبْكِيتِ كَأَنَّهُ قِيلَ: نَحْنُ نَقْنَعُ مِنْكُمْ بِمَا تَعُدُّونَهُ أَنْتُمْ أَيُّهَا الْخُصُومُ بُرْهَانًا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ نَعُدَّهُ نَحْنُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ كَذَلِكَ، وَمَعَ هَذَا أَنْتُمْ عَاجِزُونَ عَنِ الْإِتْيَانِ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=64إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَيْ فِي تِلْكَ الدَّعْوَى، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الدَّعْوَى لَا تُقْبَلُ مَا لَمْ تُنَوَّرْ بِالْبُرْهَانِ.
هَذَا وَفِي الْكَشْفِ أَنَّ مَبْنَى هَذِهِ الْآيَاتِ التَّرَقِّي لِأَنَّ الْكَلَامَ فِي إِثْبَاتِ أَنْ لَا خَيْرِيَّةَ فِي الْأَصْنَامِ مَعَ أَنَّ كُلَّ خَيْرٍ مِنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَأَجْمَلَ أَوَّلًا بِذِكْرِ اسْمِهِ سُبْحَانَهُ الْجَامِعِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59آللَّهُ ثُمَّ أَخَذَ فِي الْمُفَصَّلِ فَجَعَلَ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ تَمْهِيدًا لِإِنْزَالِ الْمَاءِ وَإِنْبَاتِ الْحَدَائِقِ لَا بَلْ لِلْأَخِيرِ، يَدُلُّ عَلَيْهِ الِالْتِفَاتُ هُنَالِكَ وَالتَّأْكِيدُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا كَأَنَّهُ يَذْكُرُ سُبْحَانَهُ مَا فِيهَا مِنَ الْمَنَافِعِ الْكَثِيرَةِ لَوْنًا وَطَعْمًا وَرَائِحَةً وَاسْتِرْوَاحَ ظِلٍّ.
وَلَمَّا أَثْبَتَ أَنَّهُ فِعْلُهُ الْخَاصُّ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ وَجَعَلَهُمْ عَادِلِينَ عَنْ مَنْهَجِ الصَّوَابِ أَوْ عَادِلِينَ بِهِ سُبْحَانَهُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ، ثُمَّ تَرْقَى مِنْهُ إِلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ لَهُمْ خَيْرًا وَأَظْهَرُ فِي نَفْعِهِمْ مِنْ جَعْلِ الْأَرْضِ قَرَارًا وَمَا عَقِبَهُ، فَذَكَرَ جَلَّ وَعَلَا مَا لَا يَتِمُّ الْإِنْبَاتُ الْمَذْكُورُ إِلَّا بِهِ مَعَ مَنَافِعَ يَتَصَاغَرُ لَدَيْهَا مَنْفَعَةُ الْإِنْبَاتِ، وَعَقَّبَهُ بِجَهْلِهِمُ الْمُطْلَقِ الْمُنْتِجِ لِلْعُدُولِ الْمَذْكُورِ، وَأَسْوَأَ مِنْهُ وَأَسْوَأَ، ثُمَّ بَالَغَ فِي التَّرَقِّي فَذَكَرَ مَا هُوَ لَصِيقٌ بِهِمْ دُونَ وَاسِطَةٍ مِنْ دَفْعٍ أَوْ نَفْعٍ فَخَصَّ إِجَابَتَهُمْ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ، وَعَمَّ بِكَشْفِ السُّوءِ وَالْمَضَارِّ، هَذَا فِيمَا يَرْجِعُ إِلَى دَفْعِ الْمَحْذُورِ وَإِقَامَتِهِمْ خُلَفَاءَ فِي الْأَرْضِ يَنْتَفِعُونَ بِهَا وَبِمَا فِيهَا كَمَا أَحَبُّوا، وَهَذَا أَتَمُّ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَأَعَمُّ وَأَجَلُّ مَوْقِعًا وَأَهَمُّ، وَلِهَذَا فَصَلَ بِعَدَمِ التَّذَكُّرِ وَبُولِغَ فِيهِ تِلْكَ الْمُبَالَغَاتِ، وَأَمَّا ذِكْرُ الْهِدَايَةِ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَذِكْرُ إِرْسَالِ الرِّيَاحِ الْمُبَشِّرَةِ اسْتِطْرَادًا لِمُنَاسَبَةِ حَدِيثِ الرِّيَاحِ مَعَ الْهِدَايَةِ فِي الْبَحْرِ، فَمِنْ مُتَمِّمَاتِ الْخِلَافَةِ وَإِجَابَةِ الْمُضْطَرِّ وَكَشْفِ السُّوءِ فَافْهَمْ.
وَنَبَّهَ عَلَى هَذَا بِأَنَّهُ فَصَلَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=63تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ثُمَّ خَتَمَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِالْإِضْرَابِ عَنْ هَذَا الْأُسْلُوبِ بِتَذْكِيرِ نِعْمَتَيِ الْإِيجَادِ وَالْإِعَادَةِ، فَكُلُّ نِعْمَةٍ دُونَهُمَا لِتَوَقُّفِ النِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ عَلَيْهَا، وَعَقِبَهُ بِإِجْمَالٍ يَتَضَمَّنُ جَمِيعَ مَا عَدَّدَهُ أَوَّلًا وَزِيَادَةً أَعْنِي رِزْقَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَأُدْمِجَ فِي تَأْخِيرِهِ أَنَّهُ دُونَ النِّعْمَتَيْنِ، وَلِهَذَا بَكَّتَهُمْ بِطَلَبِ الْبُرْهَانِ فِيمَا لَيْسَ وَسَجَّلَ بِكَذِبِهِمْ دَلَالَةً عَلَى تَعَلُّقِهِ بِالْكُلِّ وَأَنَّ هَذِهِ الْخَاتِمَةَ خِتَامٌ مِسْكِيٌّ، وَالْمُعْرِضُ عَنْ تَشَامِّ نَفَحَاتِهِ مِسْكِيٌّ، وَعَنْ هَذَا التَّقْرِيرِ ظَهَرَ وَجْهُ الْإِبْدَالِ مَكْشُوفَ النِّقَابِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى الْمُنْعِمِ الْوَهَّابِ اهـ.
[ ص: 9 ] وَفِي غُرَّةِ التَّنْزِيلِ
لِلرَّاغِبِ مَا يُؤَيِّدُهُ، وَقَدْ لَخَّصَهُ
الطَّيِّبِيُّ فِي شَرْحِ الْكَشَّافِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِأَسْرَارِ كِتَابِهِ.