nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30337_30339_32437_34092_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ويوم ينفخ في الصور إما معطوف على
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=85يوم نحشر منصوب بناصبه، أو منصوب بمضمر معطوف على ذلك الناصب، والصور- على ما في التذكرة- قرن من نور، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه كالبوق.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664724«جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما الصور؟ قال: قرن ينفخ فيه»، والمشهور أن صاحب الصور هو
إسرافيل عليه السلام.
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي أن الأمم مجمعة على ذلك وهو مخلوق اليوم، فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنه عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=855788«كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ؟! فكأن ذلك ثقل على أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لهم: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل»
وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا
«ما أطرق صاحب الصور مذ وكل به مستعدا بحذاء العرش مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد طرفه كأن عينيه كوكبان دريان».
وجاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من حديث مرفوع
«إن أعظم دائرة فيه كعرض السماوات والأرض»
وهذا مما يؤمن به وتفوض كيفيته إلى علام الغيوب، وقيل: إن الصور بسكون الواو بمعنى الصور بضم الصاد وفتح الواو جمع صورة- وعليه
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة- والكلام في الوجهين على حقيقته، وقيل: في الكلام استعارة تمثيلية شبه هيئة انبعاث الموتى من القبور إلى المحشر إذا نودوا بالقيام بهيئة قيام جيش نفخ لهم في المزمار المعروف وسيرهم إلى محل عين لهم، والأول قول الأكثرين- وعليه المعول- لأن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثم نفخ فيه أخرى ظاهر في أن الصور ليس جمع صورة وإلا لقال سبحانه: فيها بدل فيه، وارتكاب التأويل بجعل الكلام من باب التمثيل ظاهر في إنكار أن يكون هناك صور حقيقة، وهو خلاف ما نطقت به الأحاديث الصحاح، وقد قال
أبو الهيثم على ما نقل عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في تفسيره: من أنكر أن يكون الصور قرنا فهو كمن أنكر العرش والصراط والميزان وطلب لها تأويلات، وهذا النفخ قيل: المراد به النفخة الثانية، وإليه ذهب صاحب الغنيان، واختاره العلامة
أبو السعود وقال: الذي يستدعيه سياق النظم الكريم وسباقه ذلك، وأن المراد بالفزع في قوله تعالى:
[ ص: 31 ] nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ففزع من في السماوات ومن في الأرض ما يعتري الكل عند البعث والنشور من الرعب والتهيب الضروريين الجبليين بمشاهدة الأمور الهائلة الخارقة للعادات في الأنفس والآفاق، ثم قال: وقيل: المراد بالنفخ هي النفخة الأولى، وبالفزع هو الذي يستتبع الموت لغاية شدة الهول كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض فيختص أثرها بمن كان حيا عند وقوعها دون من مات قبل ذلك من الأمم.
وقيل: إن المراد بهذه النفخة الفزع التي تكون قبل نفخة الصعق التي أريدت بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=15وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق وشنع على كلا القولين بما هو مذكور في تفسيره.
وقال العلامة
الطيبي: الحق أن المراد بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ينفخ في الصور ففزع هو النفخة الأولى، وقوله تعالى الآتي:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وكل إلخ إشارة إلى النفخة الثانية، واعلم أنهم اختلفوا في عدد النفخة فقيل: ثلاث: نفخة الصعق المذكورة في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ، ونفخة البعث المذكورة في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ، ونفخة الفزع المذكورة في الآية المذكورة هاهنا، وهو اختيار
ابن العربي.
وقيل: اثنتان، ونفخة الفزع هي نفخة الصعق لأن الأمرين: الفزع بمعنى الخوف. والصعق بمعنى الموت لا زمان لها، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي: والسنة كحديث
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص وهو طويل منه مع حذف ثم ينفخ في الصور فأول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق ثم يصعق الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. تدل على أن النفخ مرتان لا ثلاثة وهو الصحيح، ونفخ الفزع هو نفخ الصعق بعينه لاتحاد الاستثناء في آيتيهما. وتعقب في الرسالة المسماة بشرح العشر في معشر الحشر المنسوبة لابن الكمال بأنه لا دلالة في الحديث على عدم النفخة الثالثة، غايته أنه وسائر الأحاديث الواردة على نسقه ساكت عنها، ولا يلزم من ذلك عدمها، وكذا لا دلالة في اتحاد الاستثناء في الآيتين أن يكون المذكور فيهما نفخة واحدة، وهذا ظاهر، ثم قال: والصحيح عندي ما في القول الأول، من أن نفخة الفزع غير نفخة الصعق. فإن حديث الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=652234لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى عليه السلام آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أو جزي بصعقة الطور: صريح في أن الصعق يوم القيامة، وأن لا موت فيه فهو فزع بلا موت، فمن قال: هي ثلاث نفخات: نفخة الفزع، ثم نفخة الصعق وهو الموت، ثم نفخة البعث فقد أصاب في التفرقة بين نفخة الفزع ونفخة الصعق، إلا أنه لم يصب في زعمه أن نفخة الفزع قبل نفخة الصعق. كيف وقد دل حديث الصحيحين المذكور على عموم حكم نفخة الفزع للأنبياء عليهم السلام الذين ماتوا قبل نفخة الصعق أي الموت، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: إن نفخة الفزع بعد النشر حين تنشق السماوات والأرض، فظهر أن النفخات ثلاث بل أربع: نفخة يميت الله تعالى جميع الخلق بها كما جاء في الحديث وعند ذلك ينادي سبحانه: لمن الملك اليوم. وينادي على ذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه . ونفخة البعث كما نطق به قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ونفخة الصعق وهي نفخة الفزع بعينها وقد سمعت آيتيهما، ونفخة للإفاقة كما قال تعالى بعد ذكر نفخة الصعق
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وقد عرفت ما في زعم أن نفخة الصعق هي نفخة الفزع
[ ص: 32 ] بعينها فتدبر انتهى، وتعقبه بعضهم بأنه يلزم حينئذ على القول بالمغايرة بين نفخة الفزع ونفخة الصعق أن تكون النفخات خمسا ولم نسمع متنفسا يقول بذلك، وأيضا فيه القول بأن نفخة الصعق بعد نفخة البعث، ويأباه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم «أنا أول من تنشق عنه الأرض فأرفع رأسي فإذا
موسى متعلق بقائمة من قوائم العرش فما أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله تعالى»
فإن انشقاق الأرض عنه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد نفخة البعث لا محالة فإذا عقبه رفع رأسه عليه الصلاة والسلام ومفاجأة كون
موسى عليه السلام متعلقا بقائمة من قوائم العرش فأين نفخة الصعق. ولا يخفى أن كون النفخات خمسا لم يسمع هو الغالب على الظن ويتوقف قبول ما ذكره ثانيا على صحة ما ذكره من الخبر، ولعل القائل بما تقدم من وراء المنع، وقيل: الأظهر أن النفخات ثلاث: الأولى نفخة الصعق بمعنى الموت كما هو أحد معنييه المدلول عليها بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ، والثانية نفخة البعث المدلول عليها بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون والثالثة نفخة الفزع المدلول عليها بما هنا وهي على ما سمعت عن
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض بعد النشر حين تنشق السماوات والأرض.
وأصله كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب انقباض ونفار يعتري الشخص من الشيء المخيف والمراد به الرعب الشديد، ولعل الصعق المذكور في حديث الصحيحين هو غشي يترتب عليه بلا واسطة وعلى النفخ بواسطته وقد نص في الأساس على هذا المعنى له قال يقال صعق الرجل إذا غشي عليه من هدة أو صوت شديد يسمعه ويدل على أنه بمعنى الغشي قوله عليه الصلاة والسلام
nindex.php?page=hadith&LINKID=652234«فأكون أول من يفيق»
لأن الإفاقة إنما تكون من الغشي دون الموت ولم يعبر هنا بالصعق مرادا به الغشي المذكور في الحديث لئلا يتوهم إرادة معنى الموت منه لخلوه هنا عن القرينة التي في الحديث واقترانه بما يلائم ذلك. وقد يختار ما هو المشهور من أن النفخة اثنتان ويجاب عما يشعر بالزيادة فالنفخة الأولى نفخة الصعق بمعنى الموت بحال هائلة فبها يموت من في السماوات والأرض من الأحياء قبيل ذلك إلا من شاء الله تعالى، ويدل عليها آية: ونفخ في الصور فصعق إلخ، والنفخة الثانية نفخة البعث المدلول عليها بآية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وبينهما في المشهور أربعون سنة، وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا «أربعون» بدون ذكر التمييز فقيل أربعون يوما فقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة: أبيت فقيل أربعون شهرا فقال أبيت فقيل أربعون سنة فقال أبيت، ونفخة الفزع بمعنى الرعب والخوف هي هذه النفخة بعينها ووجه ذلك أنه ينفخ في الصور للبعث فيبعث الخلق وينشرون فإذا تحققوا يوم القيامة وشاهدوا آثار عظمة الله تعالى فزعوا ورعبوا إلا من شاء الله تعالى وترتب الفزع على النفخ بالفاء للإشارة إلى قلة الزمان الفاصل لسرعة تحققهم ومشاهدتهم ما ذكر، والإضافة في قولنا نفخة البعث وقولنا نفخة الفزع من إضافة السبب إلى المسبب إلا أن سببية النفخ للبعث بلا واسطة وسببيته للفزع بواسطة، وحديث الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=654272«لا تخيروني من بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة» إلخ ليس فيه سوى إثبات الصعق بمعنى الغشي كما يرشد إليه ذكر الإفاقة للناس يوم القيامة ولا تعرض له لنفخ يترتب عليه ذلك، نعم التعبير بالصعق على ما ذكروا في معناه يقتضي أن يكون هناك هدة أو صوت شديد يسمعه من يسمعه فيغشى عليه إلا أنه لا يعين النفخ لجواز أن يكون ذلك من صوت حادث من انشقاق السماوات الكائن
[ ص: 33 ] بعد البعث والفزع من يوم القيامة وما شاهدوا من أهواله.
ومنع بعضهم اقتضاءه ذلك لجواز أن يراد به الغشي لحدوث أمر عظيم من أمور يوم القيامة غير النفخ، وقيل: هو من فروع النفخ للبعث وذلك أنه ينفخ فتبعث الخلائق فيتحققون ما يتحققون ويشاهدون ما يشاهدون فيفزعون فيغشى عليهم إلا ما شاء الله تعالى، وحديث الصحيحين مما لا يأبى ذلك واحتياج الإفاقة لنفخة أخرى في حيز المنع وقيل:
في بيان اتحاد نفخة البعث ونفخة الفزع أن المراد بالفزع الإجابة والإسراع للقيام لرب العالمين وقد صرحت الآيات بإسراع الناس عند البعث فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ولا يخفى بعده واحتياج توجيه الاستثناء بعد عليه إلى تكلف فالأولى أن يوجه الاتحاد بما سبق فتأمل، وإيراد صيغة الماضي مع كون المعطوف أعني ينفخ مضارعا للدلالة على تحقق الوقوع كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=98فأوردهم النار بعد قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=98يقدم قومه ووجه تأخير بيان الأحوال الواقعة في ابتداء هذه النفخة عن بيان ما يقع بعد من حشر المكذبين قد تقدم الكلام فيه فتذكر فما في العهد من قدم
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87إلا من شاء الله استثناء متصل كما هو الظاهر من من ومفعول المشيئة محذوف أي إلا من شاء الله تعالى أن لا يفزع، والمراد بذلك على ما قيل: من جاء بالحسنة لقوله تعالى فيهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89وهم من فزع يومئذ آمنون وتعقب بأن الفزع في تلك الآية غير الفزع المراد من قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ففزع إلخ وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى، واختلف الذين حملوا النفخ هنا على النفخة الأولى التي تكون للصعق- أي الموت- في تعيينهم فقيل هم
جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: هم الولدان والحور العين وخزنة الجنة وحملة العرش. وحكى بعضهم هذين القولين في المراد بالمستثنى على تقدير أن يراد بالنفخ النفخة الثانية وبالفزع الخوف والرعب وأورد عليهما أن حملة العرش ليسوا من سكان السماوات والأرض لأن السماوات في داخل الكرسي ونسبتها إليه نسبة حلقة في فلاة ونسبة الكرسي إلى العرش كهذه النسبة أيضا فكيف يكون حملته في السماوات وكذا الولدان والحور وخزنة الجنة لأن هؤلاء كلهم في الجنة والجنان جميعها فوق السماوات ودون العرش على ما أفصح عنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652581«سقف الجنة عرش الرحمن»
فما فيها من الولدان والحور والخزنة لا يصح استثناؤهم ممن في السماوات والأرض وأما
جبرائيل ومن معه من الملائكة المقربين عليهم السلام فهم من الصافين المسبحين حول العرش وإذا كان العرش فوق السماوات لا يمكن أن يكون الاصطفاف حوله في السماوات، وأجيب بأنه يجوز أن يراد بالسماوات ما يعم العرش والكرسي وغيرهما من الأجرام العلوية فإنه الأليق بالمقام، وقد شاع استعمال من في السماوات والأرض عند إرادة الإحاطة والشمول.
وقيل: لا مانع من حمل السماوات على السماوات السبع والتزام كون الاستثناء على القولين المذكورين منقطعا ولا يخفى ما فيه، وعد بعضهم ممن استثني
موسى عليه السلام، وأنت تعلم أنه لا يكاد يصح إلا إذا أريد بالفزع الصعق يوم القيامة بعد النفخة الثانية، أما إذا أريد به ما يكون في الدنيا عند النفخة الأولى فلا، على أن
[ ص: 34 ] عده عليه السلام ممن لا يصعق يوم القيامة بعد قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في حديث الصحيحين السابق
nindex.php?page=hadith&LINKID=654272فلا أدري أفاق قبلي أو جزي بصعقة الطور يحتاج إلى خبر صحيح وارد بعد ذلك.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
أنهم الشهداء عند ربهم يرزقون. وصححه
القاضي أبو بكر بن العربي كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي وبه رد على من زعم أنه لم يرد في تعيينهم خبر صحيح، وإلى ذلك ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير ولفظه هم الشهداء متقلدو السيوف حول العرش وكذا ذهب إليه
الحليمي وقال: هو مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ثم ضعف غيره من الأقوال. وقد ذكره غير واحد من المفسرين إلا أن بعضهم ذكره في تفسير من شاء الله في آية الصعق وبعض آخر ذكره في تفسيره في آية الفزع فتدبر.
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وكل أي كل واحد من الفازعين المبعوثين عند النفخة
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87أتوه أي حضروا الموقف بين يدي رب العزة جل جلاله للسؤال والجواب والمناقشة والحساب، وقيل: أي رجعوا إلى أمره تعالى وانقادوا. وضمير الجمع باعتبار معنى (كل) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أتاه فعلا ماضيا مسندا لضمير (كل) على لفظها.
وقرأ أكثر السبعة آتوه اسم فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87داخرين أي أذلاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش دخرين بغير ألف وهو على القراءتين نصب على الحال من ضمير (كل)
nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30337_30339_32437_34092_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ إِمَّا مَعْطُوفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=85يَوْمَ نَحْشُرُ مَنْصُوبٌ بِنَاصِبِهِ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِمُضْمَرٍ مَعْطُوفٍ عَلَى ذَلِكَ النَّاصِبِ، وَالصُّورُ- عَلَى مَا فِي التَّذْكِرَةِ- قَرْنٌ مِنْ نُورٍ، وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَالْبُوقِ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664724«جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا الصُّورُ؟ قَالَ: قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ»، وَالْمَشْهُورُ أَنَّ صَاحِبَ الصُّورِ هُوَ
إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ أَنَّ الْأُمَمَ مُجَمَّعَةٌ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ مَخْلُوقٌ الْيَوْمَ، فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=855788«كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ؟! فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَهُمْ: قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا
«مَا أَطْرَقَ صَاحِبُ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدًّا بِحِذَاءِ الْعَرْشِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالصَّيْحَةِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ طَرْفُهُ كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَانِ».
وَجَاءَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ
«إِنَّ أَعْظَمَ دَائِرَةٍ فِيهِ كَعَرْضِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»
وَهَذَا مِمَّا يُؤْمِنُ بِهِ وَتُفَوِّضُ كَيْفِيَّتَهُ إِلَى عَلَّامِ الْغُيُوبِ، وَقِيلَ: إِنَّ الصَّوْرَ بِسُكُونِ الْوَاوِ بِمَعْنَى الصُّوَرِ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الْوَاوِ جَمْعَ صُورَةٍ- وَعَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ- وَالْكَلَامُ فِي الْوَجْهَيْنِ عَلَى حَقِيقَتِهِ، وَقِيلَ: فِي الْكَلَامِ اسْتِعَارَةٌ تَمْثِيلِيَّةٌ شَبَّهَ هَيْئَةَ انْبِعَاثِ الْمَوْتَى مِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَحْشَرِ إِذَا نُودُوا بِالْقِيَامِ بِهَيْئَةِ قِيَامِ جَيْشٍ نُفِخَ لَهُمْ فِي الْمِزْمَارِ الْمَعْرُوفِ وَسَيْرِهِمْ إِلَى مَحَلٍّ عُيِّنَ لَهُمْ، وَالْأَوَّلُ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ- وَعَلَيْهِ الْمِعْوَلُ- لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الصُّورَ لَيْسَ جَمْعَ صُورَةٍ وَإِلَّا لَقَالَ سُبْحَانَهُ: فِيهَا بَدَلَ فِيهِ، وَارْتِكَابُ التَّأْوِيلِ بِجَعْلِ الْكَلَامِ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ ظَاهِرٌ فِي إِنْكَارِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ صُورٌ حَقِيقَةً، وَهُوَ خِلَافُ مَا نَطَقَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصِّحَاحُ، وَقَدْ قَالَ
أَبُو الْهَيْثَمِ عَلَى مَا نَقَلَ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: مَنْ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ الصُّورُ قَرْنًا فَهُوَ كَمَنْ أَنْكَرَ الْعَرْشَ وَالصِّرَاطَ وَالْمِيزَانَ وَطَلَبَ لَهَا تَأْوِيلَاتٍ، وَهَذَا النَّفْخُ قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ صَاحِبُ الْغَنِيَّانِ، وَاخْتَارَهُ الْعَلَّامَةُ
أَبُو السُّعُودِ وَقَالَ: الَّذِي يَسْتَدْعِيهِ سِيَاقُ النَّظْمِ الْكَرِيمِ وَسِبَاقُهُ ذَلِكَ، وَأَنَّ الْمُرَادَ بِالْفَزَعِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ ص: 31 ] nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ مَا يَعْتَرِي الْكُلَّ عِنْدَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ مِنَ الرُّعْبِ وَالتَّهَيُّبِ الضَّرُورِيَّيْنِ الْجَبَلِيَّيْنِ بِمُشَاهَدَةِ الْأُمُورِ الْهَائِلَةِ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَاتِ فِي الْأَنْفُسِ وَالْآفَاقِ، ثُمَّ قَالَ: وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالنَّفْخِ هِيَ النَّفْخَةُ الْأُولَى، وَبِالْفَزَعِ هُوَ الَّذِي يَسْتَتْبِعُ الْمَوْتَ لِغَايَةِ شِدَّةِ الْهَوْلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ فَيَخْتَصُّ أَثَرُهَا بِمَنْ كَانَ حَيًّا عِنْدَ وُقُوعِهَا دُونَ مَنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ الْأُمَمِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ النَّفْخَةِ الْفَزَعُ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ نَفْخَةِ الصَّعْقِ الَّتِي أُرِيدَتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=15وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ وَشَنَّعَ عَلَى كِلَا الْقَوْلَيْنِ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَفْسِيرِهِ.
وَقَالَ الْعَلَّامَةُ
الطَّيِّبِيُّ: الْحَقُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ هُوَ النَّفْخَةُ الْأُولَى، وَقَوْلُهُ تَعَالَى الْآتِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وَكُلٌّ إِلَخْ إِشَارَةٌ إِلَى النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي عَدَدِ النَّفْخَةِ فَقِيلَ: ثَلَاثٌ: نَفْخَةُ الصَّعْقِ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، وَنَفْخَةُ الْبَعْثِ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ، وَنَفْخَةُ الْفَزَعِ الْمَذْكُورَةُ فِي الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ هَاهُنَا، وَهُوَ اخْتِيَارُ
ابْنِ الْعَرَبِيِّ.
وَقِيلَ: اثْنَتَانِ، وَنَفْخَةُ الْفَزَعِ هِيَ نَفْخَةُ الصَّعْقِ لِأَنَّ الْأَمْرَيْنِ: الْفَزَعُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ. وَالصَّعْقُ بِمَعْنَى الْمَوْتِ لَا زَمَانَ لَهَا، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ: وَالسُّنَّةُ كَحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ طَوِيلٌ مِنْهُ مَعَ حَذْفٍ ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَهُ فَيُصْعَقُ ثُمَّ يُصْعَقُ النَّاسُ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ. تَدُلُّ عَلَى أَنَّ النَّفْخَ مَرَّتَانِ لَا ثَلَاثَةٌ وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَنَفْخُ الْفَزَعِ هُوَ نَفْخُ الصَّعْقِ بِعَيْنِهِ لِاتِّحَادِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي آيَتَيْهِمَا. وَتُعُقِّبَ فِي الرِّسَالَةِ الْمُسَمَّاةِ بِشَرْحِ الْعَشْرِ فِي مَعْشَرِ الْحَشْرِ الْمَنْسُوبَةِ لِابْنِ الْكَمَالِ بِأَنَّهُ لَا دَلَالَةَ فِي الْحَدِيثِ عَلَى عَدَمِ النَّفْخَةِ الثَّالِثَةِ، غَايَتُهُ أَنَّهُ وَسَائِرُ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ عَلَى نَسَقِهِ سَاكِتٌ عَنْهَا، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ عَدَمُهَا، وَكَذَا لَا دَلَالَةَ فِي اتِّحَادِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الْآيَتَيْنِ أَنْ يَكُونَ الْمَذْكُورُ فِيهِمَا نَفْخَةً وَاحِدَةً، وَهَذَا ظَاهِرٌ، ثُمَّ قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي مَا فِي الْقَوْلِ الْأَوَّلِ، مِنْ أَنَّ نَفْخَةَ الْفَزَعِ غَيْرُ نَفْخَةِ الصَّعْقِ. فَإِنَّ حَدِيثَ الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=652234لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ آخُذُ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَوْ جُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ: صَرِيحٌ فِي أَنَّ الصَّعْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْ لَا مَوْتَ فِيهِ فَهُوَ فَزَعٌ بِلَا مَوْتٍ، فَمَنْ قَالَ: هِيَ ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ: نَفْخَةُ الْفَزَعِ، ثُمَّ نَفْخَةُ الصَّعْقِ وَهُوَ الْمَوْتُ، ثُمَّ نَفْخَةُ الْبَعْثِ فَقَدْ أَصَابَ فِي التَّفْرِقَةِ بَيْنَ نَفْخَةِ الْفَزَعِ وَنَفْخَةِ الصَّعْقِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ فِي زَعْمِهِ أَنَّ نَفْخَةَ الْفَزَعِ قَبْلَ نَفْخَةِ الصَّعْقِ. كَيْفَ وَقَدْ دَلَّ حَدِيثُ الصَّحِيحَيْنِ الْمَذْكُورُ عَلَى عُمُومِ حُكْمِ نَفْخَةِ الْفَزَعِ لِلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ الَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ نَفْخَةِ الصَّعْقِ أَيِ الْمَوْتِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14961الْقَاضِي عِيَاضٌ: إِنَّ نَفْخَةَ الْفَزَعِ بَعْدَ النَّشْرِ حِينَ تَنْشَقُّ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، فَظَهَرَ أَنَّ النَّفَخَاتِ ثَلَاثٌ بَلْ أَرْبَعٌ: نَفْخَةٌ يُمِيتُ اللَّهُ تَعَالَى جَمِيعَ الْخَلْقِ بِهَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ وَعِنْدَ ذَلِكَ يُنَادِي سُبْحَانَهُ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ. وَيُنَادِي عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ . وَنَفْخَةُ الْبَعْثِ كَمَا نَطَقَ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ وَنَفْخَةُ الصَّعْقِ وَهِيَ نَفْخَةُ الْفَزَعِ بِعَيْنِهَا وَقَدْ سَمِعْتُ آيَتَيْهِمَا، وَنَفْخَةٌ لِلْإِفَاقَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى بَعْدَ ذِكْرِ نَفْخَةِ الصَّعْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وَقَدْ عَرَفْتَ مَا فِي زَعْمِ أَنَّ نَفْخَةَ الصَّعْقِ هِيَ نَفْخَةُ الْفَزَعِ
[ ص: 32 ] بِعَيْنِهَا فَتَدَبَّرِ انْتَهَى، وَتَعَقَّبَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ حِينَئِذٍ عَلَى الْقَوْلِ بِالْمُغَايِرَةِ بَيْنَ نَفْخَةِ الْفَزَعِ وَنَفْخَةِ الصَّعْقِ أَنْ تَكُونَ النَّفَخَاتُ خَمْسًا وَلَمْ نَسْمَعْ مُتَنَفَّسًا يَقُولُ بِذَلِكَ، وَأَيْضًا فِيهِ الْقَوْلُ بِأَنَّ نَفْخَةَ الصَّعْقِ بَعْدَ نَفْخَةِ الْبَعْثِ، وَيَأْبَاهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَإِذَا
مُوسَى مُتَعَلِّقٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَمَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى»
فَإِنَّ انْشِقَاقَ الْأَرْضِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ نَفْخَةِ الْبَعْثِ لَا مَحَالَةَ فَإِذَا عَقِبَهُ رَفْعُ رَأْسِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمُفَاجَأَةُ كَوْنِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مُتَعَلِّقًا بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَأَيْنَ نَفْخَةُ الصَّعْقِ. وَلَا يَخْفَى أَنَّ كَوْنَ النَّفَخَاتِ خَمْسًا لَمْ يُسْمَعْ هُوَ الْغَالِبُ عَلَى الظَّنِّ وَيَتَوَقَّفُ قَبُولُ مَا ذَكَرَهُ ثَانِيًا عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ مِنَ الْخَبَرِ، وَلَعَلَّ الْقَائِلَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْمَنْعِ، وَقِيلَ: الْأَظْهَرُ أَنَّ النَّفَخَاتِ ثَلَاثٌ: الْأُولَى نَفْخَةُ الصَّعْقِ بِمَعْنَى الْمَوْتِ كَمَا هُوَ أَحَدُ مَعْنَيَيْهِ الْمَدْلُولُ عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الْبَعْثِ الْمَدْلُولُ عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْفَزَعِ الْمَدْلُولُ عَلَيْهَا بِمَا هُنَا وَهِيَ عَلَى مَا سَمِعْتُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14961الْقَاضِي عِيَاضٍ بَعْدَ النَّشْرِ حِينَ تَنْشَقُّ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ.
وَأَصْلُهُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ انْقِبَاضٌ وَنِفَارٌ يَعْتَرِي الشَّخْصَ مِنَ الشَّيْءِ الْمُخِيفِ وَالْمُرَادُ بِهِ الرُّعْبُ الشَّدِيدُ، وَلَعَلَّ الصَّعْقَ الْمَذْكُورَ فِي حَدِيثِ الصَّحِيحَيْنِ هُوَ غَشْيٌ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةٍ وَعَلَى النَّفْخِ بِوَاسِطَتِهِ وَقَدْ نَصَّ فِي الْأَسَاسِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى لَهُ قَالَ يُقَالُ صَعِقَ الرَّجُلُ إِذَا غُشِيَ عَلَيْهِ مِنْ هَدَّةٍ أَوْ صَوْتٍ شَدِيدٍ يَسْمَعُهُ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ بِمَعْنَى الْغَشْيِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=652234«فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ»
لِأَنَّ الْإِفَاقَةَ إِنَّمَا تَكُونُ مِنَ الْغَشْيِ دُونَ الْمَوْتِ وَلَمْ يُعَبِّرْ هُنَا بِالصَّعْقِ مُرَادًا بِهِ الْغَشْيُ الْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمُ إِرَادَةُ مَعْنَى الْمَوْتِ مِنْهُ لِخُلُوِّهِ هُنَا عَنِ الْقَرِينَةِ الَّتِي فِي الْحَدِيثِ وَاقْتِرَانِهِ بِمَا يُلَائِمُ ذَلِكَ. وَقَدْ يَخْتَارُ مَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ أَنَّ النَّفْخَةَ اثْنَتَانِ وَيُجَابُ عَمَّا يُشْعِرُ بِالزِّيَادَةِ فَالنَّفْخَةُ الْأُولَى نَفْخَةُ الصَّعْقِ بِمَعْنَى الْمَوْتِ بِحَالٍ هَائِلَةٍ فَبِهَا يَمُوتُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنَ الْأَحْيَاءِ قُبَيْلَ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَيَدُلُّ عَلَيْهَا آيَةُ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ إِلَخْ، وَالنَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الْبَعْثِ الْمَدْلُولُ عَلَيْهَا بِآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وَبَيْنَهُمَا فِي الْمَشْهُورِ أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا «أَرْبَعُونَ» بِدُونِ ذِكْرِ التَّمْيِيزِ فَقِيلَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةٍ: أَبَيْتُ فَقِيلَ أَرْبَعُونَ شَهْرًا فَقَالَ أَبَيْتُ فَقِيلَ أَرْبَعُونَ سَنَةً فَقَالَ أَبَيْتُ، وَنَفْخَةُ الْفَزَعِ بِمَعْنَى الرُّعْبِ وَالْخَوْفِ هِيَ هَذِهِ النَّفْخَةُ بِعَيْنِهَا وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ لِلْبَعْثِ فَيُبْعَثُ الْخَلْقُ وَيُنْشَرُونَ فَإِذَا تَحَقَّقُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَاهَدُوا آثَارَ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَزِعُوا وَرُعِبُوا إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَتَرَتَّبَ الْفَزَعُ عَلَى النَّفْخِ بِالْفَاءِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى قِلَّةِ الزَّمَانِ الْفَاصِلِ لِسُرْعَةِ تَحَقُّقِهِمْ وَمُشَاهَدَتِهِمْ مَا ذَكَرَ، وَالْإِضَافَةُ فِي قَوْلِنَا نَفْخَةُ الْبَعْثِ وَقَوْلِنَا نَفْخَةُ الْفَزَعِ مِنْ إِضَافَةِ السَّبَبِ إِلَى الْمُسَبِّبِ إِلَّا أَنَّ سَبَبِيَّةَ النَّفْخِ لِلْبَعْثِ بِلَا وَاسِطَةٍ وَسَبَبِيَّتَهُ لِلْفَزَعِ بِوَاسِطَةٍ، وَحَدِيثُ الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=654272«لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» إِلَخْ لَيْسَ فِيهِ سِوَى إِثْبَاتِ الصَّعْقِ بِمَعْنَى الْغَشْيِ كَمَا يُرْشِدُ إِلَيْهِ ذِكْرُ الْإِفَاقَةِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا تَعَرُّضَ لَهُ لِنَفْخٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، نَعَمِ التَّعْبِيرُ بِالصَّعْقِ عَلَى مَا ذَكَرُوا فِي مَعْنَاهُ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ هَدَّةٌ أَوْ صَوْتٌ شَدِيدٌ يَسْمَعُهُ مَنْ يَسْمَعُهُ فَيُغْشَى عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُعَيِّنُ النَّفْخَ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ صَوْتٍ حَادِثٍ مِنِ انْشِقَاقِ السَّمَاوَاتِ الْكَائِنِ
[ ص: 33 ] بَعْدَ الْبَعْثِ وَالْفَزَعِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا شَاهَدُوا مِنْ أَهْوَالِهِ.
وَمَنَعَ بَعْضُهُمُ اقْتِضَاءَهُ ذَلِكَ لِجَوَازِ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْغَشْيُ لِحُدُوثِ أَمْرٍ عَظِيمٍ مِنْ أُمُورِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ غَيْرِ النَّفْخِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ فُرُوعِ النَّفْخِ لِلْبَعْثِ وَذَلِكَ أَنَّهُ يُنْفَخُ فَتُبْعَثُ الْخَلَائِقُ فَيَتَحَقَّقُونَ مَا يَتَحَقَّقُونَ وَيُشَاهِدُونَ مَا يُشَاهِدُونَ فَيَفْزَعُونَ فَيُغْشَى عَلَيْهِمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَحَدِيثُ الصَّحِيحَيْنِ مِمَّا لَا يَأْبَى ذَلِكَ وَاحْتِيَاجُ الْإِفَاقَةِ لِنَفْخَةٍ أُخْرَى فِي حَيِّزِ الْمَنْعِ وَقِيلَ:
فِي بَيَانِ اتِّحَادِ نَفْخَةِ الْبَعْثِ وَنَفْخَةِ الْفَزَعِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْفَزَعِ الْإِجَابَةُ وَالْإِسْرَاعُ لِلْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَقَدْ صَرَّحَتِ الْآيَاتُ بِإِسْرَاعِ النَّاسِ عِنْدَ الْبَعْثِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=51وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ وَاحْتِيَاجُ تَوْجِيهِ الِاسْتِثْنَاءِ بَعُدَ عَلَيْهِ إِلَى تَكَلُّفٍ فَالْأَوْلَى أَنْ يُوَجَّهَ الِاتِّحَادُ بِمَا سَبَقَ فَتَأَمَّلْ، وَإِيرَادُ صِيغَةِ الْمَاضِي مَعَ كَوْنِ الْمَعْطُوفِ أَعْنِي يُنْفَخُ مُضَارِعًا لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَحَقُّقِ الْوُقُوعِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=98فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ بَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=98يَقْدُمُ قَوْمَهُ وَوَجْهُ تَأْخِيرِ بَيَانِ الْأَحْوَالِ الْوَاقِعَةِ فِي ابْتِدَاءِ هَذِهِ النَّفْخَةِ عَنْ بَيَانِ مَا يَقَعُ بَعْدُ مِنْ حَشْرِ الْمُكَذِّبِينَ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ فَتَذَكَّرْ فَمَا فِي الْعَهْدِ مِنْ قِدَمٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ مَنْ وَمَفْعُولُ الْمَشِيئَةِ مَحْذُوفٌ أَيْ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُفْزَعَ، وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ عَلَى مَا قِيلَ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَتُعُقَّبَ بِأَنَّ الْفَزَعَ فِي تِلْكَ الْآيَةِ غَيْرُ الْفَزَعِ الْمُرَادِ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87فَفَزِعَ إِلَخْ وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَاخْتَلَفَ الَّذِينَ حَمَلُوا النَّفْخَ هُنَا عَلَى النَّفْخَةِ الْأُولَى الَّتِي تَكُونُ لِلصَّعْقِ- أَيِ الْمَوْتِ- فِي تَعْيِينِهِمْ فَقِيلَ هُمْ
جِبْرَائِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَعِزْرَائِيلُ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: هُمُ الْوِلْدَانُ وَالْحُورُ الْعِينُ وَخَزَنَةُ الْجَنَّةِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ فِي الْمُرَادِ بِالْمُسْتَثْنَى عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يُرَادَ بِالنَّفْخِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ وَبِالْفَزَعِ الْخَوْفُ وَالرُّعْبُ وَأَوْرَدَ عَلَيْهِمَا أَنْ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لَيْسُوا مِنْ سُكَّانِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لِأَنَّ السَّمَاوَاتِ فِي دَاخِلِ الْكُرْسِيِّ وَنِسْبَتُهَا إِلَيْهِ نِسْبَةُ حَلَقَةٍ فِي فَلَاةٍ وَنِسْبَةُ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْعَرْشِ كَهَذِهِ النِّسْبَةِ أَيْضًا فَكَيْفَ يَكُونُ حَمَلَتُهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَكَذَا الْوِلْدَانُ وَالْحُورُ وَخَزَنَةُ الْجَنَّةِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَالْجِنَانُ جَمِيعُهَا فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَدُونَ الْعَرْشِ عَلَى مَا أَفْصَحَ عَنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652581«سَقْفُ الْجَنَّةِ عَرْشُ الرَّحْمَنِ»
فَمَا فِيهَا مِنَ الْوِلْدَانِ وَالْحُورِ وَالْخَزَنَةِ لَا يَصِحُّ اسْتِثْنَاؤُهُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَمَّا
جِبْرَائِيلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَهُمْ مِنَ الصَّافِّينَ الْمُسَبِّحِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَإِذَا كَانَ الْعَرْشُ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الِاصْطِفَافُ حَوْلَهُ فِي السَّمَاوَاتِ، وَأُجِيبُ بِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالسَّمَاوَاتِ مَا يَعُمُّ الْعَرْشَ وَالْكُرْسِيَّ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْأَجْرَامِ الْعُلْوِيَّةِ فَإِنَّهُ الْأَلْيَقُ بِالْمَقَامِ، وَقَدْ شَاعَ اسْتِعْمَالُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عِنْدَ إِرَادَةِ الْإِحَاطَةِ وَالشُّمُولِ.
وَقِيلَ: لَا مَانِعَ مِنْ حَمْلِ السَّمَاوَاتِ عَلَى السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْتِزَامِ كَوْنِ الِاسْتِثْنَاءِ عَلَى الْقَوْلَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ مُنْقَطِعًا وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ، وَعَدَّ بَعْضُهُمْ مِمَّنِ اسْتُثْنِيَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَكَادُ يَصِحُّ إِلَّا إِذَا أُرِيدَ بِالْفَزَعِ الصَّعْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ، أَمَّا إِذَا أُرِيدَ بِهِ مَا يَكُونُ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى فَلَا، عَلَى أَنَّ
[ ص: 34 ] عَدَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِمَّنْ لَا يُصْعَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الصَّحِيحَيْنِ السَّابِقِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=654272فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَوْ جُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ يَحْتَاجُ إِلَى خَبَرٍ صَحِيحٍ وَارِدٍ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُمُ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. وَصَحَّحَهُ
الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ وَبِهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِي تَعْيِينِهِمْ خَبَرٌ صَحِيحٌ، وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنُ جُبَيْرٍ وَلَفْظُهُ هُمُ الشُّهَدَاءُ مُتَقَلِّدُو السُّيُوفَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَكَذَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
الْحَلِيمِيُّ وَقَالَ: هُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ثُمَّ ضَعَّفَ غَيْرُهُ مِنَ الْأَقْوَالِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ ذَكَرَهُ فِي تَفْسِيرِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ فِي آيَةِ الصَّعْقِ وَبَعْضٌ آخَرُ ذَكَرَهُ فِي تَفْسِيرِهِ فِي آيَةِ الْفَزَعِ فَتَدَبَّرْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وَكُلٌّ أَيْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَازِعِينَ الْمَبْعُوثِينَ عِنْدَ النَّفْخَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87أَتَوْهُ أَيْ حَضَرُوا الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ لِلسُّؤَالِ وَالْجَوَابِ وَالْمُنَاقَشَةِ وَالْحِسَابِ، وَقِيلَ: أَيْ رَجَعُوا إِلَى أَمْرِهِ تَعَالَى وَانْقَادُوا. وَضَمِيرُ الْجَمْعِ بِاعْتِبَارِ مَعْنَى (كُلٌّ) وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ أَتَاهُ فِعْلًا مَاضِيًا مُسْنَدًا لِضَمِيرِ (كُلٌّ) عَلَى لَفْظِهَا.
وَقَرَأَ أَكْثَرُ السَّبْعَةِ آتَوْهُ اسْمَ فَاعِلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87دَاخِرِينَ أَيْ أَذِلَّاءَ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ دَخِرِينَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَهُوَ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ (كُلٌّ)