وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=34225_29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=4على صراط مستقيم خبر ثان لأن، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قائلا: إنه الأحسن في العربية أو حال من ضميره عليه الصلاة والسلام المستكن في الجار والمجرور أو الواقع اسم إن بناء على رأي من يجوز الحال من المبتدأ، وجوز أن يكون متعلقا بالمرسلين وليس المراد به الحال أو الاستقبال، أي لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم، وأن يكون حالا من عائد الموصول المستتر في اسم الفاعل، أو حالا من نفس
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=3المرسلين .
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري لم يذكر من هذه الأوجه سوى كونه خبرا وكونه صلة للمرسلين، وأيا ما كان فالمراد بالصراط المستقيم ما يعم العقائد والشرائع الحقة وليس الغرض من الإخبار الإعلام بتمييز من أرسل على صراط مستقيم عن غيره ممن ليس على صفته ليقال إن ذلك حاصل قبله لما أن كل أحد يعلم أن المرسلين لا يكونون إلا على صراط مستقيم بل الغرض الإعلام بأنه موصوف بكذا وأن ما جاء به الموصوف بكذا تفخيما لشأنهما فسلكا في مسلك سلوكا لطريق الاختصار.
وأيضا التنكير في
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=4صراط للتفخيم فهو دال على أنه أرسل من بين الصراط المستقيمة على صراط لا يكتنه وصفه وهذا شيء لم يعلم قبل، ولا يرد أن الطريق المستقيم واحد ليس إلا، ألا ترى إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153فاتبعوه ولا تتبعوا السبل لأن لكل نبي شارع منهاجا هو مستقيم وباعتبار الرجوع إلى المرسل تعالى شأنه الكل متحد وباعتبار الاختصاص بالمرسل والشرائع، مختلف فصح أنه أرسل من بين الصراط المستقيمة الخ، وأيضا هو فرض والفرض تعظيم هذا الصراط بأنه لا صراط أقوم منه واقعا أو مفروضا ولا نظر إلى أن هنالك آخر أولا، وهذا قريب من أسلوب: مثلك لا يفعل كذا، فافهم ولا تغفل.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=34225_29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=4عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ خَبَرٌ ثَانٍ لِأَنَّ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ قَائِلًا: إِنَّهُ الْأَحْسَنُ فِي الْعَرَبِيَّةِ أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْمُسْتَكِنِّ فِي الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ أَوِ الْوَاقِعِ اِسْمَ إِنَّ بِنَاءً عَلَى رَأْيِ مَنْ يُجَوِّزُ الْحَالَ مِنَ الْمُبْتَدَأِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِالْمُرْسَلِينَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الْحَالَ أَوِ الِاسْتِقْبَالَ، أَيْ لَمِنَ الَّذِينَ أُرْسِلُوا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ عَائِدِ الْمَوْصُولِ الْمُسْتَتِرِ فِي اِسْمِ الْفَاعِلِ، أَوْ حَالًا مِنْ نَفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=3الْمُرْسَلِينَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَاَلزَّمَخْشَرِيُّ لَمْ يَذْكُرْ مِنْ هَذِهِ الْأَوْجُهِ سِوَى كَوْنِهِ خَبَرًا وَكَوْنِهِ صِلَةً لِلْمُرْسَلِينَ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْمُرَادُ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ مَا يَعُمُّ الْعَقَائِدَ وَالشَّرَائِعَ الْحَقَّةَ وَلَيْسَ الْغَرَضُ مِنَ الْإِخْبَارِ الْإِعْلَامَ بِتَمْيِيزِ مَنْ أُرْسِلَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ عَنْ غَيْرِهِ مِمَّنْ لَيْسَ عَلَى صِفَتِهِ لِيُقَالَ إِنَّ ذَلِكَ حَاصِلٌ قَبْلَهُ لِمَا أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَعْلَمُ أَنَّ الْمُرْسَلِينَ لَا يَكُونُونَ إِلَّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ بَلِ الْغَرَضُ الْإِعْلَامُ بِأَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِكَذَا وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الْمَوْصُوفُ بِكَذَا تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِمَا فَسَلَكَا فِي مَسْلَكٍ سُلُوكًا لِطَرِيقِ الِاخْتِصَارِ.
وَأَيْضًا التَّنْكِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=4صِرَاطٍ لِلتَّفْخِيمِ فَهُوَ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ أُرْسِلَ مِنْ بَيْنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمَةِ عَلَى صِرَاطٍ لَا يُكْتَنَهُ وَصَفُهُ وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُعْلَمْ قَبْلُ، وَلَا يَرِدُ أَنَّ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ وَاحِدٌ لَيْسَ إِلَّا، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ لِأَنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ شَارِعٍ مِنْهَاجًا هُوَ مُسْتَقِيمٌ وَبِاعْتِبَارِ الرُّجُوعِ إِلَى الْمُرْسِلِ تَعَالَى شَأْنُهُ الْكُلُّ مُتَّحِدٌ وَبِاعْتِبَارِ الِاخْتِصَاصِ بِالْمُرْسَلِ وَالشَّرَائِعِ، مُخْتَلِفٌ فَصَحَّ أَنَّهُ أُرْسِلَ مِنْ بَيْنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمَةِ الخ، وَأَيْضًا هُوَ فَرْضٌ وَالْفَرْضُ تَعْظِيمُ هَذَا الصِّرَاطِ بِأَنَّهُ لَا صِرَاطَ أَقْوَمُ مِنْهُ وَاقِعًا أَوْ مَفْرُوضًا وَلَا نَظَرَ إِلَى أَنْ هُنَالِكَ آخَرُ أَوَّلًا، وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ أُسْلُوبِ: مِثْلُكَ لَا يَفْعَلُ كَذَا، فَافْهَمْ وَلَا تَغْفُلْ.