nindex.php?page=treesubj&link=29706_30549_32409_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وجعلوا له من عباده جزءا متصل بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9ولئن سألتهم إلى آخره فهو حال من فاعل (ليقولن) بتقدير قد أو بدونه، والمراد بيان أنهم مناقضون مكابرون حيث اعترفوا بأنه عز وجل خالق السموات والأرض ثم وصفوه سبحانه بصفات المخلوقين وما يناقض كونه تعالى خالقا لهما فجعلوا له سبحانه جزءا وقالوا: الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، وعبر عن الولد بالجزء لأنه بضعة ممن هو ولد له كما قيل: أولادنا أكبادنا، وفيه دلالة على مزيد استحالته على الحق الواحد الذي لا يضاف إليه انقسام حقيقة ولا فرضا ولا خارجا ولا ذهنا جل شأنه وعلا، ولتأكيد أمر المناقضة لم يكتف بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15جزءا وقيل
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15من عباده لأنه يلزمهم على موجب اعترافهم أن يكون ما فيهما مخلوقه تعالى وعبده سبحانه إذ هو حادث بعدهما محتاج إليهما ضرورة.
وقيل: الجزء اسم للإناث يقال: أجزأت المرأة إذ ولدت أنثى، وأنشد قول الشاعر:
إن أجزأت حرة يوما فلا عجب قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا
وقوله:
زوجتها من بنات الأوس مجزئة للعوسج اللدن في أنيابها زجل
وجعل ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري من بدع التفاسير وذكر أن ادعاء أن الجزء في لغة العرب اسم للإناث كذب عليهم ووضع مستحدث منخول وأن البيتين مصنوعان، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : في البيت الأول لا أدري قديم أم مصنوع.
ووجه بعضهم ذلك بأن حواء خلقت من جزء
آدم عليه السلام فاستعير لكل الإناث.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم (جزأ) بضمتين، ثم للكلام وإن سيق للفرض المذكور يفهم منه كفرهم لتجسيم الخالق تعالى والاستخفاف به جل وعلا حيث جعلوا له سبحانه أخس النوعين بل إثبات ذلك يستدعي الإمكان
[ ص: 70 ] المؤذن بحدوثه تعالى فلا يكون إلها ولا بارئا ولا خالقا تعالى عما يقولون وسبحانه عما يصفون، وليس الكلام مساقا لتعديد الكفران كما قيل. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15إن الإنسان لكفور مبين لا يقتضيه فإن المراد المبالغة في كفران النعمة وهي في إنكار الصانع أشد من المبالغة في كفرهم به كما أشير إليه، و (مبين) من أبان اللازم أي ظاهر الكفران، وجوز أن يكون من المتعدي أي مظهر كفرانه
nindex.php?page=treesubj&link=29706_30549_32409_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ إِلَى آخِرِهِ فَهُوَ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ (لَيَقُولُنَّ) بِتَقْدِيرِ قَدْ أَوْ بِدُونِهِ، وَالْمُرَادُ بَيَانُ أَنَّهُمْ مُنَاقِضُونَ مُكَابِرُونَ حَيْثُ اِعْتَرَفُوا بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَالِقُ اَلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ وَصَفُوهُ سُبْحَانَهُ بِصِفَاتِ اَلْمَخْلُوقِينَ وَمَا يُنَاقِضُ كَوْنَهُ تَعَالَى خَالِقًا لَهُمَا فَجَعَلُوا لَهُ سُبْحَانَهُ جُزْءًا وَقَالُوا: اَلْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، وَعَبَّرَ عَنِ اَلْوَلَدِ بِالْجُزْءِ لِأَنَّهُ بَضْعَةٌ مِمَّنْ هُوَ وُلِدَ لَهُ كَمَا قِيلَ: أَوْلَادُنَا أَكْبَادُنَا، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى مَزِيدِ اِسْتِحَالَتِهِ عَلَى اَلْحَقِّ اَلْوَاحِدِ اَلَّذِي لَا يُضَافُ إِلَيْهِ اِنْقِسَامٌ حَقِيقَةً وَلَا فَرْضًا وَلَا خَارِجًا وَلَا ذِهْنًا جَلَّ شَأْنُهُ وَعَلَا، وَلِتَأْكِيدِ أَمْرِ اَلْمُنَاقَضَةِ لَمْ يَكْتَفِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15جُزْءًا وَقِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15مِنْ عِبَادِهِ لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُمْ عَلَى مُوجَبِ اِعْتِرَافِهِمْ أَنْ يَكُونَ مَا فِيهِمَا مَخْلُوقَهُ تَعَالَى وَعَبْدَهُ سُبْحَانَهُ إِذْ هُوَ حَادِثٌ بَعْدَهُمَا مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا ضَرُورَةً.
وَقِيلَ: اَلْجُزْءُ اِسْمُ لِلْإِنَاثِ يُقَالُ: أَجْزَأَتِ اَلْمَرْأَةُ إِذْ وَلَدَتْ أُنْثَى، وَأَنْشَدَ قَوْلَ اَلشَّاعِرِ:
إِنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْمًا فَلَا عَجَبٌ قَدْ تُجْزِئُ اَلْحُرَّةُ اَلْمِذْكَارَ أَحْيَانًا
وَقَوْلَهُ:
زَوَّجْتُهَا مِنْ بَنَاتِ اَلْأَوْسِ مُجْزِئَةً لِلْعَوْسَجِ اَللَّدْنِ فِي أَنْيَابِهَا زَجَلُ
وَجَعَلَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423اَلزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ بِدَعِ اَلتَّفَاسِيرِ وَذَكَرَ أَنَّ اِدِّعَاءَ أَنَّ اَلْجُزْءَ فِي لُغَةِ اَلْعَرَبِ اِسْمٌ لِلْإِنَاثِ كَذِبٌ عَلَيْهِمْ وَوَضْعٌ مُسْتَحْدَثٌ مَنْخُولٌ وَأَنَّ اَلْبَيْتَيْنِ مَصْنُوعَانِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416اَلزَّجَّاجُ : فِي اَلْبَيْتِ اَلْأَوَّلِ لَا أَدْرِي قَدِيمٌ أَمْ مَصْنُوعٌ.
وَوَجَّهَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّ حَوَّاءَ خُلِقَتْ مِنْ جُزْءِ
آدَمَ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ فَاسْتُعِيرَ لِكُلِّ اَلْإِنَاثِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ (جُزُأً) بِضَمَّتَيْنِ، ثُمَّ لِلْكَلَامِ وَإِنْ سِيقَ لِلْفَرْضِ اَلْمَذْكُورِ يُفْهَمُ مِنْهُ كُفْرُهُمْ لِتَجْسِيمِ اَلْخَالِقِ تَعَالَى وَالِاسْتِخْفَافِ بِهِ جَلَّ وَعَلَا حَيْثُ جَعَلُوا لَهُ سُبْحَانَهُ أَخَسَّ اَلنَّوْعَيْنِ بَلْ إِثْبَاتُ ذَلِكَ يَسْتَدْعِي اَلْإِمْكَانَ
[ ص: 70 ] اَلْمُؤْذِنَ بِحُدُوثِهِ تَعَالَى فَلَا يَكُونُ إِلَهًا وَلَا بَارِئًا وَلَا خَالِقًا تَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ وَسُبْحَانَهُ عَمَّا يَصْفُونَ، وَلَيْسَ اَلْكَلَامُ مُسَاقًا لِتَعْدِيدِ اَلْكُفْرَانِ كَمَا قِيلَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ لَا يَقْتَضِيهِ فَإِنَّ اَلْمُرَادَ اَلْمُبَالَغَةُ فِي كُفْرَانِ اَلنِّعْمَةِ وَهِيَ فِي إِنْكَارِ اَلصَّانِعِ أَشَدُّ مِنَ اَلْمُبَالَغَةِ فِي كُفْرِهِمْ بِهِ كَمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ، وَ (مُبِينٌ) مِنْ أَبَانَ اَللَّازِمِ أَيْ ظَاهِرُ اَلْكُفْرَانِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مِنَ اَلْمُتَعَدِّي أَيْ مُظْهِرٌ كُفْرَانَهُ