nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إن هؤلاء كفار
قريش لأن الكلام فيهم، وذكر قصة
فرعون وقومه استطرادي للدلالة على أنهم مثلهم في الإصرار على الضلالة والإنذار عن مثل ما حل بهم، وفي اسم الإشارة تحقير لهم
nindex.php?page=treesubj&link=29706_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34ليقولون nindex.php?page=treesubj&link=28760_29706_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى أي ما العاقبة ونهاية الأمر إلا الموتة الأولى المزيلة للحياة الدنيوية
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وما نحن بمنشرين أي بمبعوثين بعدها، وتوصيفها بالأولى ليس لقصد مقابلة الثانية كما في قولك: حج زيد الحجة الأولى، ومات.
قال
الإسنوي في التمهيد: الأول في اللغة ابتداء الشيء ثم قد يكون له ثان وقد لا يكون، كما تقول: هذا أول ما اكتسبته فقد تكتسب بعده شيئا وقد لا تكتسب كذا ذكره جماعة منهم
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي في تفسيره
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .
ومن فروع المسألة ما لو قال: إن كان أول ولد تلدينه ذكرا فأنت طالق تطلق إذا ولدته، وإن لم تلد غيره بالاتفاق، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : اتفقوا على أنه ليس من شرط كونه أولا أن يكون بعده آخر، وإنما الشرط أن لا يتقدم عليه غيره اهـ، ومنه يعلم ما في قول بعضهم: إن الأول يضايف الآخر والثاني ويقتضي وجوده بلا شبهة، والمثال إن صح فإنما هو فيمن نوى تعدد الحج فاخترمته المنية فلحجه ثان باعتبار العزم من قصور الاطلاع وأنه لا حاجة إلى أن يقال: إنها أولى بالنسبة إلى ما بعدها من حياة الآخرة بل هو في حد ذاته غير مقبول لما قال
ابن المنير من أن الأولى إنما يقابلها أخرى تشاركها في أخص معانيها، فكما لا يصح أو لا يحسن أن يقول: جاءني رجل وامرأة أخرى لا يقال الموتة الأولى بالنسبة لحياة الآخرة، وقيل: إنه قيل لهم إنكم تموتون موتة تتعقبها حياة كما تقدمتكم موتة قد تعقبتها حياة، وذلك قوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم فقالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى يريدون ما الموتة التي من شأنها أن تتعقبها حياة، إلا الموتة الأولى دون الثانية وما هذه الصفة التي تصفون بها الموتة من تعقب الحياة لها إلا للموتة الأولى خاصة، وهذا ما ارتضاه جار الله وأراد أن النفي والإثبات لما كان لرد المنكر المصر إلى الصواب كان منزلا على إنكارهم، لا سيما والتعريف في الأولى تعريف عهد، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56الموتة الأولى تفسير للمبهم وهي على نحو هي العرب تقول كذا فيتطابقان والمعهود الموتة التي تعقبتها الحياة الدنيوية، ولذلك استشهد بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وكنتم أمواتا إلخ فليس اعتبار الوصف عدولا عن الظاهر من غير حاجة كما قال
ابن المنير. وقوله في الاعتراض أيضا: إن الموت السابق على الحياة
[ ص: 127 ] الدنيوية لا يعبر عنه بالموتة لأن (فيها) لمكان بناء المرة إشعارا بالتجدد والموت السابق مستصحب لم تتقدمه حياة مدفوع كما قال صاحب الكشف، ثم إنه لا يلزم من تفسير الموتة الأولى بما بعد الحياة في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى تفسيرها بذلك هنا لأن إيقاع الذوق عليها هناك قرينة أنها التي بعد الحياة الدنيا لأن ما قبل الحياة غير مذوق، ومع هذا كله الإنصاف أن حمل الموتة الأولى هنا أيضا على التي بعد الحياة الدنيا أظهر من حملها على ما قبل الحياة من العدم بل هي المتبادرة إلى الفهم عند الإطلاق المعروفة بينهم، وأمر الوصف بالأولى على ما سمعت أولا.
وقيل: إنهم وعدوا بعد هذه الموتة موتة القبر وحياة البعث فقوله تعالى عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى رد للموتة الثانية وفي قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وما نحن بمنشرين نفي لحياة القبر ضمنا إذ لو كانت بدون الموتة الثانية لثبت النشر ضرورة
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إِنَّ هَؤُلاءِ كُفَّارَ
قُرَيْشٍ لِأَنَّ اَلْكَلَامَ فِيهِمْ، وَذِكْرُ قِصَّةِ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ اِسْتِطْرَادِيٌّ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُمْ مِثْلُهُمْ فِي اَلْإِصْرَارِ عَلَى اَلضَّلَالَةِ وَالْإِنْذَارِ عَنْ مَثَلِ مَا حَلَّ بِهِمْ، وَفِي اِسْمِ اَلْإِشَارَةِ تَحْقِيرٌ لَهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=29706_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34لَيَقُولُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28760_29706_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى أَيْ مَا اَلْعَاقِبَةُ وَنِهَايَةُ اَلْأَمْرِ إِلَّا اَلْمَوْتَةُ اَلْأُولَى اَلْمُزِيلَةُ لِلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَوِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ أَيْ بِمَبْعُوثِينَ بَعْدَهَا، وَتَوْصِيفُهَا بِالْأُولَى لَيْسَ لِقَصْدِ مُقَابَلَةِ اَلثَّانِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِكَ: حَجَّ زَيْدٌ اَلْحُجَّةَ اَلْأُولَى، وَمَاتَ.
قَالَ
اَلْإِسْنَوِيُّ فِي اَلتَّمْهِيدِ: اَلْأَوَّلُ فِي اَللُّغَةِ اِبْتِدَاءُ اَلشَّيْءِ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ لَهُ ثَانٍ وَقَدْ لَا يَكُونُ، كَمَا تَقُولُ: هَذَا أَوَّلُ مَا اِكْتَسَبْتُهُ فَقَدْ تَكْتَسِبُ بَعْدَهُ شَيْئًا وَقَدْ لَا تَكْتَسِبُ كَذَا ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=15466اَلْوَاحِدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ .
وَمِنْ فُرُوعِ اَلْمَسْأَلَةِ مَا لَوْ قَالَ: إِنْ كَانَ أَوَّلُ وَلَدٍ تَلِدِينَهُ ذَكَرًا فَأَنْتِ طَالِقٌ تُطَلَّقُ إِذَا وَلَدَتْهُ، وَإِنْ لَمْ تَلِدْ غَيْرَهُ بِالِاتِّفَاقِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ : اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ كَوْنِهِ أَوَّلًا أَنْ يَكُونَ بَعْدَهُ آخَرُ، وَإِنَّمَا اَلشَّرْطُ أَنْ لَا يَتَقَدَّمَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ اهـ، وَمِنْهُ يُعْلَمُ مَا فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ: إِنَّ اَلْأَوَّلَ يُضَايِفُ اَلْآخَرَ وَالثَّانِي وَيَقْتَضِي وُجُودَهُ بِلَا شُبْهَةٍ، وَالْمِثَالُ إِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ نَوَى تَعَدُّدَ اَلْحَجِّ فَاخْتَرَمَتْهُ اَلْمَنِيَّةُ فَلِحَجِّهِ ثَانٍ بِاعْتِبَارِ اَلْعَزْمِ مِنْ قُصُورِ اَلِاطِّلَاعِ وَأَنَّهُ لَا حَاجَةَ إِلَى أَنْ يُقَالَ: إِنَّهَا أَوْلَى بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا بَعْدَهَا مِنْ حَيَاةِ اَلْآخِرَةِ بَلْ هُوَ فِي حَدِّ ذَاتِهِ غَيْرُ مَقْبُولٍ لِمَا قَالَ
اِبْنُ اَلْمُنِيرِ مِنْ أَنَّ اَلْأُولَى إِنَّمَا يُقَابِلُهَا أُخْرَى تُشَارِكُهَا فِي أَخَصِّ مَعَانِيهَا، فَكَمَا لَا يَصِحُّ أَوْ لَا يَحْسُنُ أَنْ يَقُولَ: جَاءَنِي رَجُلٌ وَاِمْرَأَةٌ أُخْرَى لَا يُقَالُ اَلْمَوْتَةُ اَلْأُولَى بِالنِّسْبَةِ لِحَيَاةِ اَلْآخِرَةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ قِيلَ لَهُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ مَوْتَةً تَتَعَقَّبُهَا حَيَاةٌ كَمَا تَقَدَّمَتْكُمْ مَوْتَةٌ قَدْ تَعَقَّبَتْهَا حَيَاةٌ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فَقَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى يُرِيدُونَ مَا اَلْمَوْتَةُ اَلَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَتَعَقَّبَهَا حَيَاةٌ، إِلَّا اَلْمَوْتَةَ اَلْأُولَى دُونَ اَلثَّانِيَةِ وَمَا هَذِهِ اَلصِّفَةُ اَلَّتِي تَصِفُونَ بِهَا اَلْمَوْتَةَ مِنْ تَعَقُّبِ اَلْحَيَاةِ لَهَا إِلَّا لِلْمَوْتَةِ اَلْأُولَى خَاصَّةً، وَهَذَا مَا اِرْتَضَاهُ جَارُ اَللَّهِ وَأَرَادَ أَنَّ اَلنَّفْيَ وَالْإِثْبَاتَ لَمَّا كَانَ لِرَدِّ اَلْمُنْكِرِ اَلْمُصِرِّ إِلَى اَلصَّوَابِ كَانَ مُنَزَّلًا عَلَى إِنْكَارِهِمْ، لَا سِيَّمَا وَالتَّعْرِيفُ فِي اَلْأُولَى تَعْرِيفُ عَهْدٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56الْمَوْتَةَ الأُولَى تَفْسِيرٌ لِلْمُبْهَمِ وَهِيَ عَلَى نَحْوِ هِيَ اَلْعَرَبُ تَقُولُ كَذَا فَيَتَطَابَقَانِ وَالْمَعْهُودُ اَلْمَوْتَةُ اَلَّتِي تَعَقَّبَتْهَا اَلْحَيَاةُ اَلدُّنْيَوِيَّةُ، وَلِذَلِكَ اِسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا إِلَخْ فَلَيْسَ اِعْتِبَارُ اَلْوَصْفِ عُدُولًا عَنِ اَلظَّاهِرِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ كَمَا قَالَ
اِبْنُ اَلْمُنِيرِ. وَقَوْلُهُ فِي اَلِاعْتِرَاضِ أَيْضًا: إِنَّ اَلْمَوْتَ اَلسَّابِقَ عَلَى اَلْحَيَاةِ
[ ص: 127 ] اَلدُّنْيَوِيَّةِ لَا يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالْمَوْتَةِ لِأَنَّ (فِيهَا) لِمَكَانِ بِنَاءِ اَلْمَرَّةِ إِشْعَارًا بِالتَّجَدُّدِ وَالْمَوْتُ اَلسَّابِقُ مُسْتَصْحِبٌ لَمْ تَتَقَدَّمْهُ حَيَاةٌ مَدْفُوعٌ كَمَا قَالَ صَاحِبُ اَلْكَشْفِ، ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ تَفْسِيرِ اَلْمَوْتَةِ اَلْأُولَى بِمَا بَعْدَ اَلْحَيَاةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى تَفْسِيرُهَا بِذَلِكَ هُنَا لِأَنَّ إِيقَاعَ اَلذَّوْقِ عَلَيْهَا هُنَاكَ قَرِينَةٌ أَنَّهَا اَلَّتِي بَعْدَ اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا لِأَنَّ مَا قَبْلَ اَلْحَيَاةِ غَيْرُ مَذُوقٍ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ اَلْإِنْصَافُ أَنَّ حَمْلَ اَلْمَوْتَةِ اَلْأُولَى هُنَا أَيْضًا عَلَى اَلَّتِي بَعْدَ اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا أَظْهَرُ مِنْ حَمْلِهَا عَلَى مَا قَبْلَ اَلْحَيَاةِ مِنَ اَلْعَدَمِ بَلْ هِيَ اَلْمُتَبَادِرَةُ إِلَى اَلْفَهْمِ عِنْدَ اَلْإِطْلَاقِ اَلْمَعْرُوفَةُ بَيْنَهُمْ، وَأَمْرُ اَلْوَصْفِ بِالْأُولَى عَلَى مَا سَمِعْتَ أَوَّلًا.
وَقِيلَ: إِنَّهُمْ وُعِدُوا بَعْدَ هَذِهِ اَلْمَوْتَةِ مَوْتَةَ اَلْقَبْرِ وَحَيَاةَ اَلْبَعْثِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى رَدٌّ لِلْمَوْتَةِ اَلثَّانِيَةِ وَفِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ نَفْيٌ لِحَيَاةِ اَلْقَبْرِ ضِمْنًا إِذْ لَوْ كَانَتْ بِدُونِ اَلْمَوْتَةِ اَلثَّانِيَةِ لَثَبَتَ اَلنَّشْرُ ضَرُورَةً