nindex.php?page=treesubj&link=19881_28650_29680_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا إلى طريق الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17زادهم أي الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17هدى بالتوفيق والإلهام، والموصول يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بفعل محذوف يفسره المذكور ( وهدى ) مفعول ثاني لأن زاد قد يتعدى لمفعولين، ويحتمل أن يكون تمييزا والأول هو الظاهر، وتنوينه للتعظيم أي هدى عظيما
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وآتاهم تقواهم أي أعطاهم تقواهم إياه جل شأنه بأن خلقها فيهم بناء على ما يقوله الأشاعرة في أفعال العباد أو بأن خلق فيهم قدرة عليها مؤثرة في فعلها بإذنه سبحانه على ما نسبه الكوراني إلى الأشعري وسائر المحققين في أفعال العباد من أنها بقدرة خلقها الله تعالى فيهم مؤثرة بإذنه تعالى، وقول بعضهم: بأن جعلهم جل شأنه متقين له سبحانه يمكن تطبيقه على كل من القولين، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي : أي بين لهم ما يتقون أو أعانهم على تقواهم أو أعطاهم جزاءها فالإيتاء عنده مجاز عن البيان أو الإعانة أو هو على حقيقته والتقوى مجاز عن جزائها لأنها سببه أو فيه مضاف مقدر وليس في شيء من ذلك ما يأباه مذهب أهل الحق، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري الثاني والثالث من ذلك، واختار
الطيبي الأول من هذين الاثنين وقال: هو أوفق لتأليف النظم الكريم لأن أغلب آيات هذه السورة الكريمة روعي فيها التقابل فقوبل
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16أولئك الذين طبع الله على قلوبهم بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا زادهم هدى لأن الطبع يحصل من تزايد الرين وترادف ما يزيد في الكفر، وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16واتبعوا أهواءهم بقوله جل وعلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وآتاهم تقواهم فيحمل على كمال التقوى وهو أن يتنزه العارف عما يشغل سره عن الحق ويتبتل إليه سبحانه بشراشره وهو التقوى الحقيقية المعنية بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=102اتقوا الله حق تقاته فإن المزيد على مزيد الهدى مزيد لا مزيد عليه، وفي الترفع عن متابعة الهوى النزوع إلى المولى والعزوب عن شهوات الحياة الدنيا، ثم في إسناد إيتاء التقوى إليه تعالى وإسناد متابعة الهوى إليهم إيماء إلى معنى قوله تعالى حكاية:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=80وإذا مرضت فهو يشفين وتلويح إلى أن متابعة الهوى مرض روحاني وملازمة التقوى دواء إلهي انتهى. وما ذكره من التقابل جار فيما ذكرناه أيضا، وكذا يجري التقابل على تفسير إيتاء التقوى ببيان ما يتقون لإشعار الكلام عليه بأن ما هم فيه ليس من ارتكاب الهوى والتشهي بل هو أمر حق مبني على أساس قوي، وتفسير ذلك بإعطاء جزاء التقوى مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي ، والكلام عليه أفيد وأبعد عن التأكيد من غير حاجة إلى حمل التقوى على أعلى مراتبها، وأمر التقابل هين فإنه قد يقال إن قوله تعالى: ( اهتدوا ) في مقابلة ( اتبعوا أهواءهم ) وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17زادهم هدى في مقابلة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16طبع الله على قلوبهم فليتدبر، وقيل: فاعل ( زادهم ) ضمير قوله صلى الله عليه وسلم المفهوم من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16ومنهم من يستمع إليك وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16ماذا قال آنفا وكذا فاعل ( آتاهم ) أي أعانهم أو بين لهم، والإسناد مجازي، ولا يخفى أنه خلاف الظاهر، وأيضا إذا كان قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17زادهم هدى في مقابلة قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16طبع الله على قلوبهم فالأولى أن يتحد فاعله مع فاعله ويجري نحو ذلك على ما قاله الطيبي لئلا يلزم التفكيك، وجوز أن يكون ضميرا عائدا على قول المنافقين فإن ذلك مما يعجب منه المؤمن فيحمد الله تعالى على إيمانه ويزيد بصيرة في دينه، وهو بعيد جدا بل لا يكاد يلتفت إليه.
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28650_29680_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا إِلَى طَرِيقِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17زَادَهُمْ أَيِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17هُدًى بِالتَّوْفِيقِ وَالْإِلْهَامِ، وَالْمَوْصُولُ يَحْتَمِلُ الرَّفْعَ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالنَّصْبِ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ الْمَذْكُورُ ( وهُدىً ) مَفْعُولٌ ثَانِي لِأَنَّ زَادَ قَدْ يَتَعَدَّى لِمَفْعُولَيْنِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ تَمْيِيزًا وَالْأَوَّلُ هُوَ الظَّاهِرُ، وَتَنْوِينُهُ لِلتَّعْظِيمِ أَيْ هُدًى عَظِيمًا
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ أَيْ أَعْطَاهُمْ تَقْوَاهُمْ إِيَّاهُ جَلَّ شَأْنُهُ بِأَنْ خَلَقَهَا فِيهِمْ بِنَاءً عَلَى مَا يَقُولُهُ الْأَشَاعِرَةُ فِي أَفْعَالِ الْعِبَادِ أَوْ بِأَنْ خَلَقَ فِيهِمْ قُدْرَةً عَلَيْهَا مُؤَثِّرَةً فِي فِعْلِهَا بِإِذْنِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى مَا نَسَبَهُ الْكُورَانِيُّ إِلَى الْأَشْعَرِيِّ وَسَائِرِ الْمُحَقِّقِينَ فِي أَفْعَالِ الْعِبَادِ مِنْ أَنَّهَا بِقُدْرَةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ مُؤَثِّرَةً بِإِذْنِهِ تَعَالَى، وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ: بِأَنْ جَعَلَهُمْ جَلَّ شَأْنُهُ مُتَّقِينَ لَهُ سُبْحَانَهُ يُمْكِنُ تَطْبِيقُهُ عَلَى كُلٍّ مِنَ الْقَوْلَيْنِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ : أَيْ بَيَّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَى تَقْوَاهُمْ أَوْ أَعْطَاهُمْ جَزَاءَهَا فَالْإِيتَاءُ عِنْدَهُ مَجَازٌ عَنِ الْبَيَانِ أَوِ الْإِعَانَةِ أَوْ هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَالتَّقْوَى مَجَازٌ عَنْ جَزَائِهَا لِأَنَّهَا سَبَبُهُ أَوْ فِيهِ مُضَافٌ مُقَدَّرٌ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مَا يَأْبَاهُ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحَقِّ، وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ الثَّانِي وَالثَّالِثَ مِنْ ذَلِكَ، وَاخْتَارَ
الطَّيِّبِيُّ الْأَوَّلَ مِنْ هَذَيْنِ الِاثْنَيْنِ وَقَالَ: هُوَ أَوْفَقُ لِتَأْلِيفِ النَّظْمِ الْكَرِيمِ لِأَنَّ أَغْلَبَ آيَاتِ هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ رُوعِيَ فِيهَا التَّقَابُلُ فَقُوبِلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى لِأَنَّ الطَّبْعَ يَحْصُلُ مِنْ تَزَايُدِ الرَّيْنِ وَتَرَادُفِ مَا يَزِيدُ فِي الْكُفْرِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ فَيُحْمَلُ عَلَى كَمَالِ التَّقْوَى وَهُوَ أَنْ يَتَنَزَّهَ الْعَارِفُ عَمَّا يَشْغَلُ سِرَّهُ عَنِ الْحَقِّ وَيَتَبَتَّلَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بَشَرَاشِرِهِ وَهُوَ التَّقْوَى الْحَقِيقِيَّةُ الْمَعْنِيَّةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=102اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ فَإِنَّ الْمَزِيدَ عَلَى مَزِيدِ الْهُدَى مَزِيدٌ لَا مَزِيدَ عَلَيْهِ، وَفِي التَّرَفُّعِ عَنْ مُتَابَعَةِ الْهَوَى النُّزُوعُ إِلَى الْمَوْلَى وَالْعُزُوبُ عَنْ شَهَوَاتِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، ثُمَّ فِي إِسْنَادِ إِيتَاءِ التَّقْوَى إِلَيْهِ تَعَالَى وَإِسْنَادِ مُتَابِعَةِ الْهَوَى إِلَيْهِمْ إِيمَاءٌ إِلَى مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=80وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَتَلْوِيحٌ إِلَى أَنَّ مُتَابَعَةَ الْهَوَى مَرَضٌ رُوحَانِيُّ وَمُلَازِمَةَ التَّقْوَى دَوَاءٌ إِلَهِيٌّ انْتَهَى. وَمَا ذَكَرَهُ مِنَ التَّقَابُلِ جَارٍ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ أَيْضًا، وَكَذَا يَجْرِي التَّقَابُلُ عَلَى تَفْسِيرِ إِيتَاءِ التَّقْوَى بِبَيَانِ مَا يَتَّقُونَ لِإِشْعَارِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ بِأَنَّ مَا هُمْ فِيهِ لَيْسَ مِنِ ارْتِكَابِ الْهَوَى وَالتَّشَهِّي بَلْ هُوَ أَمْرٌ حَقٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَسَاسٍ قَوِيٍّ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ بِإِعْطَاءِ جَزَاءِ التَّقْوَى مَرْوِيٌّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجُبَّائِيُّ ، وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ أَفْيَدُ وَأَبْعَدُ عَنِ التَّأْكِيدِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى حَمْلِ التَّقْوَى عَلَى أَعْلَى مَرَاتِبِهَا، وَأَمْرُ التَّقَابُلِ هَيِّنٌ فَإِنَّهُ قَدْ يُقَالُ إِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: ( اهْتَدَوْا ) فِي مُقَابَلَةِ ( اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) وَقَوْلَهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17زَادَهُمْ هُدًى فِي مُقَابَلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلْيُتَدَبَّرْ، وَقِيلَ: فَاعِلُ ( زَادَهُمْ ) ضَمِيرُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16مَاذَا قَالَ آنِفًا وَكَذَا فَاعِلُ ( آتَاهُمْ ) أَيْ أَعَانَهُمْ أَوْ بَيَّنَ لَهُمْ، وَالْإِسْنَادُ مَجَازِيٌّ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ، وَأَيْضًا إِذَا كَانَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17زَادَهُمْ هُدًى فِي مُقَابَلَةِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=16طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَالْأَوْلَى أَنْ يَتَّحِدَ فَاعِلُهُ مَعَ فَاعِلِهِ وَيَجْرِيَ نَحْوَ ذَلِكَ عَلَى مَا قَالَهُ الطَّيِّبِيُّ لِئَلَّا يَلْزَمَ التَّفْكِيكُ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرًا عَائِدًا عَلَى قَوْلِ الْمُنَافِقِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَعْجَبُ مِنْهُ الْمُؤْمِنُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى إِيمَانِهِ وَيَزِيدُ بَصِيرَةً فِي دِينِهِ، وَهُوَ بَعِيدٌ جِدًّا بَلْ لَا يَكَادُ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.