nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30614_34135_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139ولا تهنوا ولا تحزنوا أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال :
انهزم أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوم أحد فبينما هم كذلك إذ أقبل nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد بخيل المشركين يريدون أن يعلوا عليهم الجبل ، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : اللهم لا قوة لنا إلا بك ، اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وثاب نفر من المسلمين فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة أنها نزلت تسلية للمسلمين لما نالهم يوم أحد من القتل والجراح .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي أنها نزلت بعد يوم
أحد حين
أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أصحابه رضي الله تعالى عنهم بطلب القوم ، وقد أصابهم من الجراح ما أصابهم ، وقال صلى الله تعالى عليه وسلم : " لا يخرج إلا من شهد معنا بالأمس ، فاشتد ذلك على المسلمين ، فأنزل الله تعالى هذه الآية " وأيا ما كان فهي معطوفة على قوله تعالى : ( سيروا في الأرض ) بحسب اللفظ ، ومرتبطة به بحسب المعنى إن قلنا إنه عود إلى التفصيل ، وبما تقدم من قصة
أحد - إن لم نقل ذلك - وبه قال جمع ، وجعلوا توسيط حديث الربا استطرادا أو إشارة إلى نوع آخر من عداوة الدين ومحاربة المسلمين ، وبه يظهر الربط ، وقد مر توجيهه بغير ذلك أيضا .
ومن الناس من جعل ارتباط هذه الآية لفظا بمحذوف أي كونوا مجدين ولا تهنوا ، ومضى على الخلاف وهو تكلف مستغنى عنه ، والوهن الضعف أي لا تضعفوا عن قتال أعدائكم والجهاد في سبيل الله تعالى بما نالكم من الجراح
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139ولا تحزنوا على ما أصبتم به من قتل الأعزة ، وقد قتل في تلك الغزوة خمسة من المهاجرين :
حمزة بن عبد المطلب ،
nindex.php?page=showalam&ids=104ومصعب بن عمير صاحب راية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ،
وعبد الله بن جحش [ ص: 67 ] ابن عمة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ،
وعثمان بن شماس ،
وسعد مولى
عتبة رضي الله تعالى عنهم ، وسبعون من الأنصار ، وقيل : ( لا تحزنوا ) على ما فاتكم من الغنيمة ، ولا يخفى بعده ، والظاهر أن حقيقة النهي غير مرادة هنا ، بل المراد التسلية والتشجيع ، وإن أريدت الحقيقة فلعل ذلك بالنسبة إلى ما يترتب على الوهن والحزن من الآثار الاختيارية أي لا تفعلوا ما يترتب على ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وأنتم الأعلون جملة حالية من فاعل الفعلين أي والحال أنكم ( الأعلون ) الغالبون دون أعدائكم ، فإن مصيرهم مصير أسلافهم المكذبين فهو تصريح بعد الإشعار بالغلبة والنصر .
حكى
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي أنهم لم يخرجوا بعد ذلك إلا ظفروا في كل عسكر كان في عهده عليه الصلاة والسلام ، وكذا في كل عسكر كان بعد ، ولو لم يكن فيه إلا واحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، أو المراد والحال أنكم أعلى منهم شأنا ، فإنكم على الحق وقتالكم لإعلاء كلمة الله تعالى ، وقتلاكم في الجنة ، وأنهم على الباطل وقتالهم لنصرة كلمة الشيطان وقتلاهم في النار ، واشتراكهم على هذا في العلو بناء على الظاهر وزعمهم ، وإذا أخذ العلو بمعنى الغلبة لا يحتاج إلى هذا لما أن الحرب سجال ، وأن العاقبة للمتقين ، وقيل : المراد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وأنتم الأعلون حالا منهم حيث أصبتم منهم يوم
بدر أكبر مما أصابوا منكم اليوم ، ومن الناس من جوز كون الجملة لا محل لها من الإعراب وجعلها معترضة بين النهي المذكور وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139إن كنتم مؤمنين (139) لأنه متعلق به معنى ، وإن كان الجواب محذوفا أي إن كنتم مؤمنين فلا تهنوا ولا تحزنوا ، فإن الإيمان يوجب قوة القلب ومزيد الثقة بالله تعالى وعدم المبالاة بأعدائه ، ولا يخفى أن دعوى التعلق مما لا بأس بها ، لكن الحكم - بكون تلك الجملة معترضة - معترض بالبعد ، ويحتمل أن يكون هذا الشرط متعلقا بالأعلون ، والجواب محذوف أيضا أي إن كنتم مؤمنين فأنتم الأعلون ، فإن الإيمان بالله تعالى يقتضي العلو لا محالة ، ويحتمل أن يراد بالإيمان التصديق بوعد الله تعالى بالنصرة والظفر على أعداء الله تعالى ولا اختصاص لهذا الاحتمال بالاحتمال الأخير من احتمالي التعلق كما يوهمه صنيع بعضهم ، وعلى كل تقدير المقصود من الشرط هنا تحقيق المعلق به كما في قول الأجير : إن كنت عملت لك فأعطني أجري ، أو من قبيل قولك لولدك : إن كنت ابني فلا تعصني ، وحمل بعضهم الشرط على التعليل ، أي لا تهنوا ولا تحزنوا لإجل كونكم مؤمنين ، أو ( وأنتم الأعلون ) لأجل ذلك ، والقول بأن المراد إن بقيتم على الإيمان ليس له كمال ملاءمة للمقام .
nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30614_34135_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ :
انْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِخَيْلِ الْمُشْرِكِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْلُوَا عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِكَ ، اللَّهُمَّ لَيْسَ يَعْبُدُكَ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ غَيْرُ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ وَثَابَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَصَعِدُوا الْجَبَلَ وَرَمَوْا خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى هَزَمُوهُمْ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ أَنَّهَا نَزَلَتْ تَسْلِيَةً لِلْمُسْلِمِينَ لِمَا نَالَهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيِّ أَنَّهَا نَزَلَتْ بَعْدَ يَوْمِ
أُحُدٍ حِينَ
أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بِطَلَبِ الْقَوْمِ ، وَقَدْ أَصَابَهُمْ مِنَ الْجِرَاحِ مَا أَصَابَهُمْ ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَخْرُجُ إِلَّا مَنْ شَهِدَ مَعَنَا بِالْأَمْسِ ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ " وَأَيًّا مَا كَانَ فَهِيَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : ( سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) بِحَسَبِ اللَّفْظِ ، وَمُرْتَبِطَةٌ بِهِ بِحَسَبِ الْمَعْنَى إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ عَوْدٌ إِلَى التَّفْصِيلِ ، وَبِمَا تَقَدَّمَ مِنْ قِصَّةِ
أُحُدٍ - إِنْ لَمْ نَقُلْ ذَلِكَ - وَبِهِ قَالَ جَمْعٌ ، وَجَعَلُوا تَوْسِيطَ حَدِيثِ الرِّبَا اسْتِطْرَادًا أَوْ إِشَارَةً إِلَى نَوْعٍ آخَرَ مِنْ عَدَاوَةِ الدِّينِ وَمُحَارَبَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَبِهِ يَظْهَرُ الرَّبْطُ ، وَقَدْ مَرَّ تَوْجِيهُهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَيْضًا .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ جَعَلَ ارْتِبَاطَ هَذِهِ الْآيَةِ لَفْظًا بِمَحْذُوفٍ أَيْ كُونُوا مُجِدِّينَ وَلَا تَهِنُوا ، وَمَضَى عَلَى الْخِلَافِ وَهُوَ تَكَلُّفٌ مُسْتَغْنًى عَنْهُ ، وَالْوَهْنُ الضَّعْفُ أَيْ لَا تَضْعُفُوا عَنْ قِتَالِ أَعْدَائِكُمْ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَا نَالَكُمْ مِنَ الْجِرَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وَلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا أَصَبْتُمْ بِهِ مِنْ قَتْلِ الْأَعِزَّةِ ، وَقَدْ قُتِلَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ خَمْسَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ :
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=104وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ صَاحِبُ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ [ ص: 67 ] ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَعُثْمَانُ بْنُ شَمَّاسٍ ،
وَسَعْدٌ مَوْلَى
عُتْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، وَسَبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَقِيلَ : ( لَا تَحْزَنُوا ) عَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ ، وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ حَقِيقَةَ النَّهْيِ غَيْرُ مُرَادَةٍ هُنَا ، بَلِ الْمُرَادُ التَّسْلِيَةُ وَالتَّشْجِيعُ ، وَإِنْ أُرِيدَتِ الْحَقِيقَةُ فَلَعَلَّ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الْوَهْنِ وَالْحُزْنِ مِنَ الْآثَارِ الِاخْتِيَارِيَّةِ أَيْ لَا تَفْعَلُوا مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ مِنْ فَاعِلِ الْفِعْلَيْنِ أَيْ وَالْحَالُ أَنَّكُمُ ( الْأَعْلَوْنَ ) الْغَالِبُونَ دُونَ أَعْدَائِكُمْ ، فَإِنَّ مَصِيرَهُمْ مَصِيرُ أَسْلَافِهِمُ الْمُكَذِّبِينَ فَهُوَ تَصْرِيحٌ بَعْدَ الْإِشْعَارِ بِالْغَلَبَةِ وَالنَّصْرِ .
حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ أَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا ظَفِرُوا فِي كُلِّ عَسْكَرٍ كَانَ فِي عَهْدِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَكَذَا فِي كُلِّ عَسْكَرٍ كَانَ بَعْدُ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلَّا وَاحِدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، أَوِ الْمُرَادُ وَالْحَالُ أَنَّكُمْ أَعْلَى مِنْهُمْ شَأْنًا ، فَإِنَّكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَقِتَالُكُمْ لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَتْلَاكُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ وَقِتَالُهُمْ لِنُصْرَةِ كَلِمَةِ الشَّيْطَانِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ ، وَاشْتِرَاكُهُمْ عَلَى هَذَا فِي الْعُلُوِّ بِنَاءً عَلَى الظَّاهِرِ وَزَعْمِهِمْ ، وَإِذَا أُخِذَ الْعُلُوُّ بِمَعْنَى الْغَلَبَةِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا لِمَا أَنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ ، وَأَنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ حَالًا مِنْهُمْ حَيْثُ أَصَبْتُمْ مِنْهُمْ يَوْمَ
بَدْرٍ أَكْبَرَ مِمَّا أَصَابُوا مِنْكُمُ الْيَوْمَ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ جَوَّزَ كَوْنَ الْجُمْلَةِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ وَجَعَلَهَا مُعْتَرِضَةً بَيْنَ النَّهْيِ الْمَذْكُورِ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) لِأَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ مَعْنًى ، وَإِنْ كَانَ الْجَوَابُ مَحْذُوفًا أَيْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا ، فَإِنَّ الْإِيمَانَ يُوجِبُ قُوَّةَ الْقَلْبِ وَمَزِيدَ الثِّقَةِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَعَدَمَ الْمُبَالَاةِ بِأَعْدَائِهِ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ دَعْوَى التَّعَلُّقِ مِمَّا لَا بَأْسَ بِهَا ، لَكِنَّ الْحُكْمَ - بِكَوْنِ تِلْكَ الْجُمْلَةِ مُعْتَرِضَةً - مُعْتَرِضٌ بِالْبُعْدِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الشَّرْطُ مُتَعَلِّقًا بِالْأَعْلَوْنَ ، وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ أَيْضًا أَيْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ، فَإِنَّ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ تَعَالَى يَقْتَضِي الْعُلُوَّ لَا مَحَالَةَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِالْإِيمَانِ التَّصْدِيقُ بِوَعْدِ اللَّهِ تَعَالَى بِالنُّصْرَةِ وَالظَّفَرِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا اخْتِصَاصَ لِهَذَا الِاحْتِمَالِ بِالِاحْتِمَالِ الْأَخِيرِ مِنِ احْتِمَالَيِ التَّعَلُّقِ كَمَا يُوهِمُهُ صَنِيعُ بَعْضِهِمْ ، وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرِ الْمَقْصُودُ مِنَ الشَّرْطِ هُنَا تَحْقِيقُ الْمُعَلِّقِ بِهِ كَمَا فِي قَوْلِ الْأَجِيرِ : إِنْ كُنْتُ عَمِلْتُ لَكَ فَأَعْطِنِي أَجْرِي ، أَوْ مِنْ قَبِيلِ قَوْلِكَ لِوَلَدِكَ : إِنْ كُنْتَ ابْنِي فَلَا تَعْصِنِي ، وَحَمَلَ بَعْضُهُمُ الشَّرْطَ عَلَى التَّعْلِيلِ ، أَيْ لَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا لِإِجْلِ كَوْنِكُمْ مُؤْمِنِينَ ، أَوْ ( وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) لِأَجْلِ ذَلِكَ ، وَالْقَوْلُ بِأَنَّ الْمُرَادَ إِنْ بَقِيتُمْ عَلَى الْإِيمَانِ لَيْسَ لَهُ كَمَالُ مُلَاءَمَةٍ لِلْمَقَامِ .