nindex.php?page=treesubj&link=29019_29676_30885_30887_31786_34370_3686nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خروجه إلى الحديبية كأنه وأصحابه قد دخلوا مكة آمنين وقد حلقوا وقصروا، فقص الرؤيا على أصحابه، ففرحوا واستبشروا وحسبوا أنهم داخلوها في [ ص: 549 ] عامهم، وقالوا: إن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق، فلما تأخر ذلك قال عبد الله بن أبي وعبد الله بن نفيل ورفاعة بن الحرث: والله ما حلقنا ولا قصرنا ولا رأينا المسجد الحرام، فنزلت. ومعنى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27صدق الله رسوله الرؤيا صدقه في رؤياه ولم يكذبه -تعالى الله عن الكذب وعن كل قبيح علوا كبيرا- فحذف الجار وأوصل الفعل، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23صدقوا ما عاهدوا الله عليه [الأحزاب: 23]. فإن قلت: بم تعلق "بالحق"؟ قلت: إما بصدق، أي: صدقه فيما رأى، وفى كونه وحصوله صدقا ملتبسا بالحق: أي بالغرض الصحيح والحكمة البالغة، وذلك ما فيه من الابتلاء والتمييز بين المؤمن المخلص، وبين من في قلبه مرض، ويجوز أن يتعلق بالرؤيا حالا منها أي: صدقه الرؤيا ملتبسا بالحق، على معنى أنها لم تكن من أضغاث الأحلام. ويجوز أن يكون "بالحق" قسما: إما بالحق الذي هو نقيض الباطل، أو بالحق الذي هو من أسمائه. و "لتدخلن" جوابه. وعلى الأول هو جواب قسم محذوف. فإن قلت: ما وجه دخول
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27إن شاء الله في أخبار الله عز وجل؟ قلت: فيه وجوه: أن يعلق عدته بالمشيئة تعليما لعباده أن يقولوا في عداتهم مثل ذلك، متأدبين بأدب الله، ومقتدين بسنته. وأن يريد: لتدخلن جميعا إن شاء الله ولم يمت منكم أحدا، أو كان ذلك على لسان ملك، (فأدخل الملك إن شاء الله)، أو هي حكاية ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقص عليهم. وقيل: هو متعلق بآمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فعلم ما لم تعلموا من الحكمة والصواب في تأخير فتح
مكة إلى العام القابل
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فجعل من دون ذلك أي: من دون فتح
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فتحا قريبا وهو فتح خيبر; لتستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الفتح الموعود.
nindex.php?page=treesubj&link=29019_29676_30885_30887_31786_34370_3686nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْحُدَيْبِيَةَ كَأَنَّهُ وَأَصْحَابُهُ قَدْ دَخَلُوا مَكَّةَ آمِنِينَ وَقَدْ حَلَقُوا وَقَصَّرُوا، فَقَصَّ الرُّؤْيَا عَلَى أَصْحَابِهِ، فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَحَسِبُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا في [ ص: 549 ] عَامِهِمْ، وَقَالُوا: إِنَّ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، فَلَمَّا تَأَخَّرَ ذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُفيلٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ الْحَرْثِ: وَاللَّهِ مَا حَلَقْنَا وَلَا قَصَّرْنَا وَلَا رَأَيْنَا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَنَزَلَتْ. وَمَعْنَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا صِدْقَهُ في رُؤْيَاهُ وَلَمْ يُكَذِّبْهُ -تَعَالَى اللَّهُ عَنِ الْكَذِبِ وَعَنْ كُلِّ قَبِيحٍ عُلُوًّا كَبِيرًا- فَحَذَفَ الْجَارَّ وَأَوْصَلَ الْفِعْلَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الْأَحْزَابُ: 23]. فَإِنْ قُلْتَ: بِمَ تَعَلَّقَ "بِالْحَقِّ"؟ قُلْتُ: إِمَّا بِصِدْقٍ، أَيْ: صِدْقَهُ فيمَا رَأَى، وَفى كَوْنِهِ وَحُصُولِهِ صِدْقًا مُلْتَبِسًا بِالْحَقِّ: أَيْ بِالْغَرَضِ الصَّحِيحِ وَالْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ، وَذَلِكَ مَا فيهِ مِنَ الِابْتِلَاءِ وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ الْمُخْلِصِ، وَبَيْنَ مَنْ في قَلْبِهِ مَرَضٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِالرُّؤْيَا حَالًا مِنْهَا أَيْ: صَدَّقَهُ الرُّؤْيَا مُلْتَبِسًا بِالْحَقِّ، عَلَى مَعْنَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مِنْ أَضْغَاثِ الْأَحْلَامِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "بِالْحَقِّ" قَسَمًا: إِمَّا بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ نَقِيضُ الْبَاطِلِ، أَوْ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ مِنْ أَسْمَائِهِ. وَ "لَتَدْخُلُنَّ" جَوَابُهُ. وَعَلَى الْأَوَّلِ هُوَ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ. فَإِنْ قُلْتَ: مَا وَجْهُ دُخُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27إِنْ شَاءَ اللَّهُ في أَخْبَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قُلْتُ: فيهِ وُجُوهٌ: أَنْ يُعَلِّقَ عُدَّتَهُ بِالْمَشِيئَةِ تَعْلِيمًا لِعِبَادِهِ أَنْ يَقُولُوا في عِدَاتِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ، مُتَأَدِّبِينَ بِأَدَبِ اللَّهِ، وَمُقْتَدِينَ بِسُنَّتِهِ. وَأَنْ يُرِيدَ: لَتَدْخُلُنَّ جَمِيعًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَمْ يُمِتْ مِنْكُمْ أَحَدًا، أَوْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى لِسَانِ مَلَكٍ، (فَأَدْخَلَ الْمَلَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)، أَوْ هِيَ حِكَايَةُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ وَقَصَّ عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِآمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا مِنَ الْحِكْمَةِ وَالصَّوَابِ في تَأْخِيرِ فَتْحِ
مَكَّةَ إِلَى الْعَامِ الْقَابِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ أَيْ: مِنْ دُونِ فَتْحِ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27فَتْحًا قَرِيبًا وَهُوَ فَتْحُ خَيْبَرَ; لِتَسْتَرْوِحَ إِلَيْهِ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَنْ يَتَيَسَّرَ الْفَتْحُ الْمَوْعُودُ.