nindex.php?page=treesubj&link=28974_30351_30433_33179_34101_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار nindex.php?page=treesubj&link=28974_20009_28639_28657_30526_30527_32063_32064_33179_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار nindex.php?page=treesubj&link=28974_30347_32026_32063_33179_33678_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192فقد أخزيته : فقد أبلغت في إخزائه، وهو نظير قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فقد فاز ونحوه في كلامهم: من أدرك مرعى الصمان فقد أدرك، ومن سبق فلانا فقد سبق
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192وما للظالمين : اللام إشارة إلى من يدخل النار، وإعلام بأن من يدخل النار فلا ناصر له بشفاعة ولا غيرها، تقول: سمعت رجلا يقول كذا، وسمعت زيدا يتكلم، فتوقع الفعل على الرجل وتحذف المسموع; لأنك وصفته بما يسمع أو جعلته حالا عنه فأغناك عن ذكره، ولولا الوصف أو الحال لم يكن منه بد، وأن يقال: سمعت كلام فلان أو قوله.
فإن قلت: فأي فائدة في الجمع بين المنادي وينادي؟ قلت: ذكر النداء مطلقا ثم مقيدا بالإيمان تفخيما لشأن المنادي; لأنه لا منادي أعظم من مناد ينادي للإيمان، ونحوه قولك: مررت بهاد يهدي للإسلام، وذلك أن المنادي إذا أطلق ذهب الوهم إلى مناد للحرب، أو لإطفاء النائرة، أو لإغاثة المكروب، أو لكفاية بعض النوازل، أو لبعض المنافع، وكذلك الهادي قد يطلق على من يهدي للطريق ويهدي لسداد الرأي، وغير ذلك، فإذا قلت: ينادي للإيمان ويهدي للإسلام فقد رفعت من شأن المنادي والهادي وفخمته، ويقال: دعاه لكذا وإلى كذا، وندبه له وإليه، وناداه له وإليه، ونحوه: هداه للطريق وإليه، وذلك أن معنى انتهاء الغاية ومعنى الاختصاص واقعان جميعا، والمنادي هو الرسول
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108أدعو إلى الله [يوسف: 108]، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=125ادع إلى سبيل ربك [النحل: 125].
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193أن آمنوا أي: آمنوا، أو بأن آمنوا، "ذنوبنا": كبائرنا "سيئاتنا": صغائرنا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193مع الأبرار مخصوصين بصحبتهم، معدودين في جملتهم، والأبرار: جمع بر أو بار، كرب وأرباب، وصاحب وأصحاب
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194على رسلك على هذه صلة للوعد، كما في قولك: وعد الله الجنة على الطاعة، والمعنى: ما وعدتنا على تصديق رسلك، ألا تراه كيف أتبع
[ ص: 679 ] ذكر المنادي للإيمان وهو الرسول، وقوله: "آمنا" وهو التصديق، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف، أي: ما وعدتنا منزلا على رسلك، أو محمولا على رسلك; لأن الرسل محملون ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54فإنما عليه ما حمل [النور: 54].
وقيل: على ألسنة رسلك، والموعود هو الثواب، وقيل: النصرة على الأعداء.
فإن قلت: كيف دعوا الله بإنجاز ما وعد والله لا يخلف الميعاد؟ قلت: معناه: طلب التوفيق فيما يحفظ عليهم أسباب إنجاز الميعاد، أو هو باب من اللجأ إلى الله والخضوع له، كما كان الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- يستغفرون مع علمهم أنهم مغفور لهم، يقصدون بذلك التذلل لربهم والتضرع إليه، واللجأ الذي هو سيما العبودية.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_30351_30433_33179_34101_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مَنْ أَنْصَارٍ nindex.php?page=treesubj&link=28974_20009_28639_28657_30526_30527_32063_32064_33179_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ nindex.php?page=treesubj&link=28974_30347_32026_32063_33179_33678_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ : فَقَدْ أَبْلَغْتَ فِي إِخْزَائِهِ، وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فَقَدْ فَازَ وَنَحْوُهُ فِي كَلَامِهِمْ: مَنْ أَدْرَكَ مَرْعَى الصَّمَّانِ فَقَدْ أَدْرَكَ، وَمَنْ سَبَقَ فُلَانًا فَقَدْ سَبَقَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192وَمَا لِلظَّالِمِينَ : اللَّامُ إِشَارَةٌ إِلَى مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ، وَإِعْلَامٌ بِأَنَّ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ فَلَا نَاصِرَ لَهُ بِشَفَاعَةٍ وَلَا غَيْرِهَا، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ كَذَا، وَسَمِعْتُ زَيْدًا يَتَكَلَّمُ، فَتُوقِعُ الْفِعْلَ عَلَى الرَّجُلِ وَتَحْذِفُ الْمَسْمُوعَ; لِأَنَّكَ وَصَفْتَهُ بِمَا يُسْمَعُ أَوْ جَعَلْتَهُ حَالًا عَنْهُ فَأَغْنَاكَ عَنْ ذِكْرِهِ، وَلَوْلَا الْوَصْفُ أَوِ الْحَالُ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ بُدٌّ، وَأَنْ يُقَالَ: سَمِعْتُ كَلَامَ فُلَانٍ أَوْ قَوْلَهُ.
فَإِنْ قُلْتَ: فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْمُنَادِي وَيُنَادِي؟ قُلْتُ: ذُكِرَ النِّدَاءُ مُطْلَقًا ثُمَّ مُقَيَّدًا بِالْإِيمَانِ تَفْخِيمًا لِشَأْنِ الْمُنَادِي; لِأَنَّهُ لَا مُنَادِيَ أَعْظَمُ مِنْ مُنَادٍ يُنَادِي لِلْإِيمَانِ، وَنَحْوُهُ قَوْلُكَ: مَرَرْتُ بِهَادٍ يَهْدِي لِلْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُنَادِيَ إِذَا أُطْلِقَ ذَهَبَ الْوَهْمُ إِلَى مُنَادٍ لِلْحَرْبِ، أَوْ لِإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ، أَوْ لِإِغَاثَةِ الْمَكْرُوبِ، أَوْ لِكِفَايَةِ بَعْضِ النَّوَازِلِ، أَوْ لِبَعْضِ الْمَنَافِعِ، وَكَذَلِكَ الْهَادِي قَدْ يُطْلَقُ عَلَى مَنْ يَهْدِي لِلطَّرِيقِ وَيَهْدِي لِسَدَادِ الرَّأْيِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَإِذَا قُلْتَ: يُنَادِي لِلْإِيمَانِ وَيَهْدِي لِلْإِسْلَامِ فَقَدْ رَفَعْتَ مِنْ شَأْنِ الْمُنَادِي وَالْهَادِي وَفَخَّمْتَهُ، وَيُقَالُ: دَعَاهُ لِكَذَا وَإِلَى كَذَا، وَنَدَبَهُ لَهُ وَإِلَيْهِ، وَنَادَاهُ لَهُ وَإِلَيْهِ، وَنَحْوُهُ: هَدَاهُ لِلطَّرِيقِ وَإِلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى انْتِهَاءِ الْغَايَةِ وَمَعْنَى الِاخْتِصَاصِ وَاقِعَانِ جَمِيعًا، وَالْمُنَادِي هُوَ الرَّسُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108أَدْعُو إِلَى اللَّهِ [يُوسُفَ: 108]، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=125ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ [النَّحْلِ: 125].
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ : الْقُرْآنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193أَنْ آمِنُوا أَيْ: آمِنُوا، أَوْ بِأَنْ آمِنُوا، "ذُنُوبَنَا": كَبَائِرَنَا "سَيِّئَاتِنَا": صَغَائِرَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193مَعَ الأَبْرَارِ مَخْصُوصِينَ بِصُحْبَتِهِمْ، مَعْدُودِينَ فِي جُمْلَتِهِمْ، وَالْأَبْرَارُ: جَمْعُ بَرٍّ أَوْ بَارٍّ، كَرَبٍّ وَأَرْبَابٍ، وَصَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194عَلَى رُسُلِكَ عَلَى هَذِهِ صِلَةٌ لِلْوَعْدِ، كَمَا فِي قَوْلِكَ: وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى الطَّاعَةِ، وَالْمَعْنَى: مَا وَعَدْتَنَا عَلَى تَصْدِيقِ رُسُلِكَ، أَلَا تَرَاهُ كَيْفَ أَتْبَعَ
[ ص: 679 ] ذِكْرَ الْمُنَادِي لِلْإِيمَانِ وَهُوَ الرَّسُولُ، وَقَوْلُهُ: "آمَنَّا" وَهُوَ التَّصْدِيقُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِمَحْذُوفٍ، أَيْ: مَا وَعَدْتَنَا مُنَزَّلًا عَلَى رُسُلِكَ، أَوْ مَحْمُولًا عَلَى رُسُلِكَ; لِأَنَّ الرُّسُلَ مُحَمَّلُونَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ [النُّورِ: 54].
وَقِيلَ: عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِكَ، وَالْمَوْعُودُ هُوَ الثَّوَابُ، وَقِيلَ: النُّصْرَةُ عَلَى الْأَعْدَاءِ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ دَعَوُا اللَّهَ بِإِنْجَازِ مَا وَعَدَ وَاللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ: طَلَبُ التَّوْفِيقِ فِيمَا يَحْفَظُ عَلَيْهِمْ أَسْبَابَ إِنْجَازِ الْمِيعَادِ، أَوْ هُوَ بَابٌ مِنَ اللَّجَأِ إِلَى اللَّهِ وَالْخُضُوعِ لَهُ، كَمَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يَسْتَغْفِرُونَ مَعَ عِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ، يَقْصِدُونَ بِذَلِكَ التَّذَلُّلَ لِرَبِّهِمْ وَالتَّضَرُّعَ إِلَيْهِ، وَاللَّجَأَ الَّذِي هُوَ سِيمَا الْعُبُودِيَّةِ.