قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_32016_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها nindex.php?page=treesubj&link=28723_29676_30532_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم nindex.php?page=treesubj&link=28902_29680_30387_30415_30437_30539_30550_31753_32445_34134_34135_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=12إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30614_32016_34200_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=13وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10أفلم يسيروا توقيف لقريش وتوبيخ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10الذين من قبلهم يريد
ثمود وقوم
لوط وقوم
شعيب وأهل السد وغيرهم، و"الدمار": الإفساد وهدم البناء وإذهاب العمران، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10دمر الله عليهم من ذلك، والضمير في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10 "أمثالها" يحتمل أن يعود على العاقبة المذكورة، ويصح أن يعود على الفعلة التي يتضمنها قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10دمر الله عليهم .
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذلك بأن ابتداء وخبر في "أن"، وهذه الآية نزلت يوم أحد، ومنها انتزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رده على
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان حين قال له:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652812 "الله مولانا ولا مولى لكم".
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=12ويأكلون كما تأكل الأنعام ، أي أكلا مجردا من فكرة ونظر، فالتشبيه بالمعنى إنما وقع فيما عدا الأكل من قلة الفكر وعدم النظر، فقوله تعالى: "كما" في موضع الحال، وهذا كما تقول: الجاهل يعيش عيش البهيمة، فأما بمقتضى اللفظ فالجاهل والعالم والبهيمة من حيث لهم عيش فهم سواء، ولكن معنى كلامك: يعيش
[ ص: 645 ] عديم النظر والفهم كما تعيش البهيمة. و"المثوى": موضع الإقامة، وقد تقدم القول غير مرة في قوله تعالى: "وكأين"، وضرب الله تعالى
لمكة مثلا بالقرى المهلكة على عظمها كقرية قوم
عاد وغيرهم، و
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=13 "أخرجتك" معناه: وقت الهجرة، ونسب الإخراج إلى القرية حملا على اللفظ، وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=13 "أهلكناهم" حملا على المعنى، ويقال: إن هذه الآية نزلت إثر خروج النبي صلى الله عليه وسلم من
مكة في طريق
المدينة، وقيل: نزلت
بالمدينة، وقيل: نزلت بعد الحديبية
بمكة عام دخلها رسول الله صلى عليه وسلم، وقيل: عام الفتح وهو مقبل إليها، وهذا كله حكمه حكم المدني.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_32016_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29676_30532_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ nindex.php?page=treesubj&link=28902_29680_30387_30415_30437_30539_30550_31753_32445_34134_34135_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=12إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30614_32016_34200_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=13وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10أَفَلَمْ يَسِيرُوا تَوْقِيفٌ لِقُرَيْشٍ وَتَوْبِيخٌ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُرِيدُ
ثَمُودَ وَقَوْمَ
لُوطٍ وَقَوْمَ
شُعَيْبٍ وَأَهْلَ السَّدِّ وَغَيْرَهُمْ، وَ"الدَّمَارُ": الْإِفْسَادُ وَهَدْمُ الْبِنَاءِ وَإِذْهَابُ الْعُمْرَانِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10 "أَمْثَالُهَا" يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْعَاقِبَةِ الْمَذْكُورَةِ، وَيَصِحُّ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْفِعْلَةِ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذَلِكَ بِأَنَّ ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ فِي "أَنَّ"، وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ يَوْمَ أُحُدٍ، وَمِنْهَا انْتَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ حِينَ قَالَ لَهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652812 "اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ".
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=12وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ ، أَيْ أَكْلًا مُجَرَّدًا مِنْ فِكْرَةٍ وَنَظَرٍ، فَالتَّشْبِيهُ بِالْمَعْنَى إِنَّمَا وَقَعَ فِيمَا عَدَا الْأَكْلَ مِنْ قِلَّةِ الْفِكْرِ وَعَدَمِ النَّظَرِ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى: "كَمَا" فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: الْجَاهِلُ يَعِيشُ عَيْشَ الْبَهِيمَةِ، فَأَمَّا بِمُقْتَضَى اللَّفْظِ فَالْجَاهِلُ وَالْعَالِمُ وَالْبَهِيمَةُ مِنْ حَيْثُ لَهُمْ عَيْشٌ فَهُمْ سَوَاءٌ، وَلَكِنْ مَعْنَى كَلَامِكَ: يَعِيشُ
[ ص: 645 ] عَدِيمَ النَّظَرِ وَالْفَهْمِ كَمَا تَعِيشُ الْبَهِيمَةُ. وَ"الْمَثْوَى": مَوْضِعُ الْإِقَامَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَكَأَيِّنْ"، وَضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى
لِمَكَّةَ مَثَلًا بِالْقُرَى الْمُهْلِكَةِ عَلَى عَظَمِهَا كَقَرْيَةِ قَوْمِ
عَادٍ وَغَيْرِهِمْ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=13 "أَخْرَجَتْكَ" مَعْنَاهُ: وَقْتُ الْهِجْرَةِ، وَنَسَبَ الْإِخْرَاجَ إِلَى الْقَرْيَةِ حَمْلًا عَلَى اللَّفْظِ، وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=13 "أَهْلَكْنَاهُمْ" حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى، وَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ إِثْرَ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
مَكَّةَ فِي طَرِيقِ
الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: نَزَلَتْ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ
بِمَكَّةَ عَامَ دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: عَامُ الْفَتْحِ وَهُوَ مُقْبِلٌ إِلَيْهَا، وَهَذَا كُلُّهُ حُكْمُهُ حُكْمُ الْمَدَنِيِّ.