قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا nindex.php?page=treesubj&link=28867_29785_31048_34274_34513_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا nindex.php?page=treesubj&link=19881_29680_30394_30495_32412_34086_34135_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما .
هذا وعيد للمستنكفين؛ الذين يدعون عبادة الله أنفة؛ وتكبرا؛ وهذا الاستنكاف إنما يكون من الكفار عن اتباع الأنبياء؛ وما جرى مجراه؛ كفعل
حيي بن أخطب؛ وأخيه
أبي ياسر؛ بمحمد - عليه الصلاة والسلام -؛ وكفعل
أبي جهل؛ وغيره؛ وإلا فإذا فرضت أحدا من البشر عرف الله تعالى ؛ فمحال أن تجده يكفر به تكبرا عليه؛ والعناد المجوز إنما يسوق إليه الاستكبار عن البشر؛ ومع تقارب المنازل في ظن المتكبر.
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم الآية؛ إشارة إلى
محمد [ ص: 76 ] رسول الله - صلى اللـه عليه وسلم -؛ والبرهان: الحجة النيرة؛ الواضحة؛ التي تعطي اليقين التام؛ والمعنى: قد جاءكم مقترنا
بمحمد - صلى اللـه عليه وسلم - برهان من الله تعالى على صحة ما يدعوكم إليه؛ وفساد ما أنتم عليه من النحل؛ وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وأنزلنا إليكم نورا مبينا ؛ يعني القرآن؛ فيه بيان لكل شيء؛ وهو الواعظ الزاجر؛ الناهي الآمر.
ثم وعد - تبارك وتعالى - المؤمنين بالله؛ المعتصمين به؛ والضمير في "به"؛ يحتمل أن يعود على الله تعالى ؛ ويحتمل أن يعود على القرآن؛ الذي تضمنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174 "نورا مبينا"؛ والاعتصام به: التمسك بسببه؛ وطلب النجاة والمنعة به؛ فهو يعصم كما تعصم المعاقل؛ وهذا قد فسره قول النبي - صلى اللـه عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665201 "القرآن حبل الله المتين؛ من تمسك به عصم". والفضل: الجنة؛ ونعيمها؛ و"يهديهم"؛ معناه: إلى الفضل؛ وهذه هداية طريق الجنان؛ كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=5سيهديهم ويصلح بالهم ؛ لأن هداية الإرشاد قد تقدمت؛ وتحصلت حين آمنوا بالله تعالى ؛ واعتصموا بكتابه.
و"صراطا"؛ نصب بإضمار فعل يدل عليه "يهديهم"؛ تقديره: فيعرفهم؛ ويحتمل أن ينتصب كالمفعول الثاني؛ إذ "ويهديهم"؛ في معنى: "يعرفهم"؛ ويحتمل أن ينتصب على ظرفية ما؛ ويحتمل أن يكون حالا من الضمير في "إليه"؛ وقيل: من "وفضل"؛ والصراط: الطريق؛ وقد تقدم تفسيره غير مرة.
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=173وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28867_29785_31048_34274_34513_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا nindex.php?page=treesubj&link=19881_29680_30394_30495_32412_34086_34135_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا .
هَذَا وَعِيدٌ لِلْمُسْتَنْكِفِينَ؛ الَّذِينَ يَدَعُونَ عِبَادَةَ اللَّهِ أَنَفَةً؛ وَتَكَبُّرًا؛ وَهَذَا الِاسْتِنْكَافُ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْكُفَّارِ عَنِ اتِّبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ؛ وَمَا جَرَى مُجْرَاهُ؛ كَفِعْلِ
حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ؛ وَأَخِيهِ
أَبِي يَاسِرٍ؛ بِمُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -؛ وَكَفِعْلِ
أَبِي جَهْلٍ؛ وَغَيْرِهِ؛ وَإِلَّا فَإِذَا فَرَضْتَ أَحَدًا مِنَ الْبَشَرِ عَرَفَ اللَّهَ تَعَالَى ؛ فَمُحَالٌ أَنْ تَجِدَهُ يَكْفُرُ بِهِ تَكَبُّرًا عَلَيْهِ؛ وَالْعِنَادُ الْمُجَوَّزُ إِنَّمَا يَسُوقُ إِلَيْهِ الِاسْتِكْبَارُ عَنِ الْبَشَرِ؛ وَمَعَ تَقَارُبِ الْمَنَازِلِ فِي ظَنِّ الْمُتَكَبِّرِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ اَلْآيَةَ؛ إِشَارَةٌ إِلَى
مُحَمَّدٍ [ ص: 76 ] رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ وَالْبُرْهَانُ: اَلْحُجَّةُ النَّيِّرَةُ؛ الْوَاضِحَةُ؛ الَّتِي تُعْطِي الْيَقِينَ التَّامَّ؛ وَالْمَعْنَى: قَدْ جَاءَكُمْ مُقْتَرِنًا
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُرْهَانٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى صِحَّةٍ مَا يَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ؛ وَفَسَادِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ النِّحَلِ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ؛ يَعْنِي الْقُرْآنَ؛ فِيهِ بَيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ؛ وَهُوَ الْوَاعِظُ الزَّاجِرُ؛ النَّاهِي الْآمِرُ.
ثُمَّ وَعَدَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ؛ الْمُعْتَصِمِينَ بِهِ؛ وَالضَّمِيرُ فِي "بِهِ"؛ يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ؛ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْقُرْآنِ؛ الَّذِي تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174 "نُورًا مُبِينًا"؛ وَالِاعْتِصَامُ بِهِ: اَلتَّمَسُّكُ بِسَبَبِهِ؛ وَطَلَبُ النَّجَاةِ وَالْمَنَعَةِ بِهِ؛ فَهُوَ يَعْصِمُ كَمَا تَعْصِمُ الْمَعَاقِلُ؛ وَهَذَا قَدْ فَسَّرَهُ قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665201 "اَلْقُرْآنُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ؛ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ". وَالْفَضْلُ: اَلْجَنَّةُ؛ وَنَعِيمُهَا؛ وَ"يَهْدِيهِمْ"؛ مَعْنَاهُ: إِلَى الْفَضْلِ؛ وَهَذِهِ هِدَايَةُ طَرِيقِ الْجِنَانِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=5سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ؛ لِأَنَّ هِدَايَةَ الْإِرْشَادِ قَدْ تَقَدَّمَتْ؛ وَتَحَصَّلَتْ حِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ تَعَالَى ؛ وَاعْتَصَمُوا بِكِتَابِهِ.
وَ"صِرَاطًا"؛ نُصِبَ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ "يَهْدِيهِمْ"؛ تَقْدِيرُهُ: فَيُعَرِّفُهُمْ؛ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَنْتَصِبَ كَالْمَفْعُولِ الثَّانِي؛ إِذْ "وَيَهْدِيهِمْ"؛ فِي مَعْنَى: "يُعَرِّفُهُمْ"؛ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَنْتَصِبَ عَلَى ظَرْفِيَّةٍ مَا؛ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي "إِلَيْهِ"؛ وَقِيلَ: مِنْ "وَفَضْلٍ"؛ وَالصِّرَاطُ: اَلطَّرِيقُ؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ.