قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30563_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=93إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=29692_30497_30563_30564_30881_34091_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
قوله في هذه الآية "إنما" ليس بحصر، وإنما هي للمبالغة فيما يريد تقريره على نحو قولك: "إنما الشجاع عنترة"، ويقضي بذلك أنا نجد "السبيل" في الشرع على غير
[ ص: 386 ] هذه الفرقة "موجودا"، والسبيل قد توصل بـ "على" وبـ"إلى" فتقول: لا سبيل على فلان، ولا سبيل إلى فلان، غير أن وصولها بـ "على" يقتضي أحيانا ضعف المتوصل إليه وقلة منعته، فلذلك حسنت في هذه الآية، وليس ذلك في "إلى"، ألا ترى أنك تقول: "فلان لا سبيل له إلى الأمر ولا إلى طاعة الله"، ولا يحسن في شبه هذا "على"، والسبيل -في هذه الآية- سبيل المعاقبة، وهذه الآية نزلت في المنافقين المتقدم ذكرهم:
عبد الله بن أبي ،
والجد بن قيس، ومعتب، وغيرهم، وقد تقدم نظير تفسير هذه الآية.
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94يعتذرون إليكم الآية، هذه المخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، واشترك معه المسلمون في بعض لأن المنافقين كانوا يعتذرون أيضا إلى المؤمنين، ولأن أنباء الله أيضا تحصل للمؤمنين. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94رجعتم يريد: من غزوة تبوك. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94لن نؤمن لكم معناه: لن نصدقكم، ولكن لفظة "نؤمن" تتصل بلام أحيانا كما تقدم في قوله: ( يؤمن للمؤمنين ) ، و "نبأ" -في هذه الآية- قيل: هي بمعنى عرف لا تحتاج إلى أكثر من مفعولين، فالضمير مفعول أول، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94من أخباركم مفعول ثان على مذهب
أبي الحسن في زيادة "من" في الواجب، فالتقدير: قد نبأنا الله أخباركم، وهو على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه نعت لمحذوف هو المفعول الثاني تقديره: قد نبأنا الله جلية من أخباركم، وقيل: "نبأ" بمعنى أعلم يحتاج إلى ثلاثة مفاعيل، فالضمير واحد، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94من أخباركم ثان حسب ما تقدم من القولين، والثالث محذوف يدل الكلام على تقديره: قد نبأنا الله من أخباركم كذبا أو نحوه، وحذف هذا المفعول مع الدلالة عليه جائز بخلاف الاقتصار، وذلك أن الاقتصار إنما يجوز إما على المفعول الأول ويسقط الاثنان إذ هما الابتداء والخبر، وإما على الاثنين
[ ص: 387 ] الأخيرين ويسقط الأول، وإما أن يقتصر على المفعولين الأولين ويسقط الثالث دون دلالة عليه فذلك لا يجوز، ويجوز حذفه مع الدلالة عليه.
والإشارة بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94قد نبأنا الله إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ونحو هذا. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94وسيرى الله توعد معناه: وسيراه في حال وجوده ويقع الجزاء منه عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94ثم تردون إلى عالم الغيب يريد البعث من القبور، والغيب والشهادة يعمان جميع الأشياء، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94فينبئكم معناه: التخويف ممن لا تخفى عليه خافية.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30563_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=93إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29692_30497_30563_30564_30881_34091_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ "إِنَّمَا" لَيْسَ بِحَصْرٍ، وَإِنَّمَا هِيَ لِلْمُبَالَغَةِ فِيمَا يُرِيدُ تَقْرِيرَهُ عَلَى نَحْوِ قَوْلِكَ: "إِنَّمَا الشُّجَاعُ عَنْتَرَةُ"، وَيَقْضِي بِذَلِكَ أَنَّا نَجِدُ "السَّبِيلَ" فِي الشَّرْعِ عَلَى غَيْرِ
[ ص: 386 ] هَذِهِ الْفِرْقَةِ "مَوْجُودًا"، وَالسَّبِيلُ قَدْ تُوصَلُ بِـ "عَلَى" وَبِـ"إِلَى" فَتَقُولُ: لَا سَبِيلَ عَلَى فُلَانٍ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى فُلَانٍ، غَيْرَ أَنَّ وُصُولَهَا بِـ "عَلَى" يَقْتَضِي أَحْيَانًا ضَعْفَ الْمُتَوَصَّلِ إِلَيْهِ وَقِلَّةَ مَنَعَتِهِ، فَلِذَلِكَ حَسُنَتْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي "إِلَى"، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: "فُلَانٌ لَا سَبِيلَ لَهُ إِلَى الْأَمْرِ وَلَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ"، وَلَا يَحْسُنُ فِي شَبْهِ هَذَا "عَلَى"، وَالسَّبِيلُ -فِي هَذِهِ الْآيَةِ- سَبِيلُ الْمُعَاقَبَةِ، وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُمْ:
عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ،
وَالْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَمَعْتَبُ، وَغَيْرُهُمْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ نَظِيرُ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ الْآيَةُ، هَذِهِ الْمُخَاطَبَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاشْتَرَكَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي بَعْضٍ لِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَعْتَذِرُونَ أَيْضًا إِلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلِأَنَّ أَنْبَاءَ اللَّهِ أَيْضًا تَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94رَجَعْتُمْ يُرِيدُ: مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ مَعْنَاهُ: لَنْ نُصَدِّقَكُمْ، وَلَكِنْ لَفْظَةُ "نُؤْمِنُ" تَتَّصِلُ بِلَامٍ أَحْيَانًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ: ( يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ، وَ "نَبَّأَ" -فِي هَذِهِ الْآيَةِ- قِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عَرَّفَ لَا تَحْتَاجُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ مَفْعُولَيْنِ، فَالضَّمِيرُ مَفْعُولٌ أَوَّلُ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94مِنْ أَخْبَارِكُمْ مَفْعُولٌ ثَانٍ عَلَى مَذْهَبِ
أَبِي الْحَسَنِ فِي زِيَادَةِ "مِنْ" فِي الْوَاجِبِ، فَالتَّقْدِيرُ: قَدْ نَبَّأْنَا اللَّهُ أَخْبَارَكُمْ، وَهُوَ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ نَعْتٌ لِمَحْذُوفٍ هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي تَقْدِيرُهُ: قَدْ نَبَّأْنَا اللَّهُ جَلِيَّةً مِنْ أَخْبَارِكُمْ، وَقِيلَ: "نَبَّأَ" بِمَعْنَى أَعْلَمَ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَفَاعِيلَ، فَالضَّمِيرُ وَاحِدٌ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94مِنْ أَخْبَارِكُمْ ثَانٍ حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْقَوْلَيْنِ، وَالثَّالِثُ مَحْذُوفٌ يَدُلُّ الْكَلَامُ عَلَى تَقْدِيرِهِ: قَدْ نَبَّأْنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ كَذِبًا أَوْ نَحْوَهُ، وَحَذْفُ هَذَا الْمَفْعُولِ مَعَ الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ جَائِزٌ بِخِلَافِ الِاقْتِصَارِ، وَذَلِكَ أَنَّ الِاقْتِصَارَ إِنَّمَا يَجُوزُ إِمَّا عَلَى الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ وَيَسْقُطُ الِاثْنَانِ إِذْ هُمَا الِابْتِدَاءُ وَالْخَبَرُ، وَإِمَّا عَلَى الِاثْنَيْنِ
[ ص: 387 ] الْأَخِيرَيْنِ وَيَسْقُطُ الْأَوَّلُ، وَإِمَّا أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى الْمَفْعُولَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ وَيُسْقِطَ الثَّالِثَ دُونَ دَلَالَةٍ عَلَيْهِ فَذَلِكَ لَا يَجُوزُ، وَيَجُوزُ حَذْفُهُ مَعَ الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ.
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَنَحْوِ هَذَا. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94وَسَيَرَى اللَّهُ تَوَعُّدُ مَعْنَاهُ: وَسَيَرَاهُ فِي حَالِ وُجُودِهِ وَيَقَعُ الْجَزَاءُ مِنْهُ عَلَيْهِ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ يُرِيدُ الْبَعْثَ مِنَ الْقُبُورِ، وَالْغَيْبُ وَالشَّهَادَةُ يَعُمَّانِ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94فَيُنَبِّئُكُمْ مَعْنَاهُ: التَّخْوِيفُ مِمَّنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ.