قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30539_33678_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين nindex.php?page=treesubj&link=28867_29785_31011_32438_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون nindex.php?page=treesubj&link=30539_32016_33679_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=11وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين nindex.php?page=treesubj&link=30539_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=12فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون
هذه وعيد في ضمن وصفه تعالى سيرته في الأنبياء عليهم السلام من أنه يصدق مواعيدهم، فكذلك يصدق
لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ما وعدهم من النصر وظهور الكلمة. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ومن نشاء يعني من المؤمنين. و "المسرفون": الكفار المفرطون في غيهم وكفرهم، وكل من ترك الإيمان مسرف.
ثم وبخهم تبارك وتعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ، و الكتاب: القرآن، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10فيه ذكركم يحتمل أن يريد: فيه الذكر الذي أنزله الله إليكم بأمر دينكم وآخرتكم ونجاتكم من عذابه، فأضاف الذكر إليهم حيث هو في أمرهم، ويحتمل أن يريد: فيه شرفكم وذكركم آخر الدهر كما تذكر عظام الأمور، وفي هذا تحريض، ثم تأكد التحريض بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10أفلا تعقلون ، وحركهم ذلك إلى النظر.
ثم مثل لهم على جهة التوعد بمن سلف من الأمم المعذبة، و "كم" للتكثير، وهي في موضع نصب بـ "قصمنا"، و "قصمنا" معناه: أهلكنا، وأصل القصم: الكسر في الأجرام، فإذا استعير للقوم أو القرية ونحوه فهو ما يشبه الكسر، وهو إهلاكهم، فأوقع هذه الأمور على القرية، والمراد أهلها، وهذا مهيع كثير، ومنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم من قرية ، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=11وأنشأنا بعدها معناه: خلقنا وأثبتنا أمة أخرى غير المهلكة.
[ ص: 156 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=12فلما أحسوا بأسنا وصف عن قرية من القرى المجملة أولا، قيل: كانت
باليمن تسمى
حضوراء بعث الله تعالى إلى أهلها رسولا فقتلوه، فأرسل إليهم
بخت نصر صاحب بني إسرائيل، فهزموا جيشه مرتين، فنهض في الثالثة إليهم بنفسه، فلما هزمهم وأعمل القتل فيهم ركضوا هاربين، ويحتمل ألا يريد بالآية قرية بعينها، وأنه واصف كل قرية من القرى المعذبة، وأن أهل كل قرية كانوا إذا أحسوا العذاب من أي نوع كان أخذوا في الفرار، و "أحسوا": باشروه بالحواس. و "الركض": تحريك القدم على الصفة المعهودة، والفار والجاري بالجملة راكض، إما دابة وإما الأرض تشبيها بالدابة.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30539_33678_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28867_29785_31011_32438_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30539_32016_33679_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=11وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30539_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=12فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ
هَذِهِ وَعِيدٌ فِي ضِمْنِ وَصْفِهِ تَعَالَى سِيرَتَهُ فِي الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مِنْ أَنَّهُ يُصَدِّقُ مَوَاعِيدَهُمْ، فَكَذَلِكَ يُصَدِّقُ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَصْحَابِهِ مَا وَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْكَلِمَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وَمَنْ نَشَاءُ يَعْنِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَ "الْمُسْرِفُونَ": الْكُفَّارُ الْمُفَرِّطُونَ فِي غَيِّهِمْ وَكُفْرِهِمْ، وَكُلُّ مِنْ تَرَكَ الْإِيمَانَ مُسْرِفٌ.
ثُمْ وَبَّخَهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ، وَ الْكِتَابُ: الْقُرْآنُ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10فِيهِ ذِكْرُكُمْ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ: فِيهِ الذِّكْرُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ إِلَيْكُمْ بِأَمْرِ دِينِكُمْ وَآخِرَتِكُمْ وَنَجَاتِكُمْ مِنْ عَذَابِهِ، فَأَضَافَ الذِّكْرَ إِلَيْهِمْ حَيْثُ هُوَ فِي أَمْرِهِمْ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ: فِيهِ شَرَفُكُمْ وَذِكْرُكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ كَمَا تُذْكَرُ عِظَامُ الْأُمُورِ، وَفِي هَذَا تَحْرِيضٌ، ثُمْ تَأَكَّدَ التَّحْرِيضُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10أَفَلا تَعْقِلُونَ ، وَحَرَّكَهُمْ ذَلِكَ إِلَى النَّظَرِ.
ثُمْ مَثَّلَ لَهُمْ عَلَى جِهَةِ التَّوَعُّدِ بِمَنْ سَلَفَ مِنَ الْأُمَمِ الْمُعَذَّبَةِ، وَ "كَمْ" لِلتَّكْثِيرِ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ "قَصَمْنَا"، وَ "قَصَمْنَا" مَعْنَاهُ: أَهْلَكْنَا، وَأَصْلُ الْقَصْمِ: الْكَسْرُ فِي الْأَجْرَامِ، فَإِذَا اسْتُعِيرَ لِلْقَوْمِ أَوِ الْقَرْيَةِ وَنَحْوِهِ فَهُوَ مَا يُشْبِهُ الْكَسْرَ، وَهُوَ إِهْلَاكُهُمْ، فَأَوْقَعَ هَذِهِ الْأُمُورَ عَلَى الْقَرْيَةِ، وَالْمُرَادُ أَهْلُهَا، وَهَذَا مَهِيعٌ كَثِيرٌ، وَمِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=11وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا مَعْنَاهُ: خَلَقْنَا وَأَثْبَتْنَا أُمَّةً أُخْرَى غَيْرَ الْمُهْلَكَةِ.
[ ص: 156 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=12فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا وَصْفٌ عَنْ قَرْيَةٍ مِنَ الْقُرَى الْمُجْمَلَةِ أَوَّلًا، قِيلَ: كَانَتْ
بِالْيَمَنِ تُسَمَّى
حَضُورَاءُ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أَهْلِهَا رَسُولًا فَقَتَلُوهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ
بُخْتَ نَصْرَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَهَزَمُوا جَيْشَهُ مَرَّتَيْنِ، فَنَهَضَ فِي الثَّالِثَةِ إِلَيْهِمْ بِنَفْسِهِ، فَلَمَّا هَزَمَهُمْ وَأَعْمَلَ الْقَتْلَ فِيهِمْ رَكَضُوا هَارِبِينَ، وَيُحْتَمَلُ أَلَّا يُرِيدَ بِالْآيَةِ قَرْيَةً بِعَيْنِهَا، وَأَنَّهُ وَاصِفُ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْقُرَى الْمُعَذَّبَةِ، وَأَنَّ أَهْلَ كُلِّ قَرْيَةٍ كَانُوا إِذَا أَحَسُّوا الْعَذَابَ مِنْ أَيِّ نَوْعٍ كَانَ أَخَذُوا فِي الْفِرَارِ، وَ "أَحَسُّوا": بَاشَرُوهُ بِالْحَوَاسِّ. وَ "الرَّكْضُ": تَحْرِيكُ الْقَدَمِ عَلَى الصِّفَةِ الْمَعْهُودَةِ، وَالْفَارُّ وَالْجَارِي بِالْجُمْلَةِ رَاكِضٌ، إِمَّا دَابَّةٌ وَإِمَّا الْأَرْضُ تَشْبِيهًا بِالدَّابَّةِ.