nindex.php?page=treesubj&link=28977_30513_31643_31784_32022_32028_32345_32354_32356_33686_34028_34166_34346_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي لما أمر صلى الله عليه وسلم بإنذار المذكورين لينتظموا في سلك المتقين ، نهي صلى الله عليه وسلم عن كون ذلك ، بحيث يؤدي إلى طردهم .
روي
أن رؤساء من المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو طردت هؤلاء الأعبد وأرواح جبابهم - يعنون : فقراء المسلمين ، nindex.php?page=showalam&ids=56كعمار ، nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب ، nindex.php?page=showalam&ids=211وخباب ، nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان ، وأضرابهم ، رضي الله تعالى عنهم - جلسنا إليك وحادثناك ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما أنا بطارد المؤمنين " ، فقالوا : فأقمهم عنا إذا جئنا ، فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت ، قال صلى الله عليه وسلم : " نعم " ، طمعا في إيمانهم .
وروي
أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه قال له عليه الصلاة والسلام : لو فعلت حتى تنظر إلى ما يصيرون .
وقيل : إن
عتبة بن ربيعة ،
وشيبة بن ربيعة ،
ومطعم بن عدي ،
والحرث بن نوفل ،
وقرصة بن عبيد ،
وعمرو بن نوفل ، وأشراف
بني عبد مناف من أهل الكفر ، أتوا
أبا طالب ، فقالوا : يا
أبا طالب ; لو أن ابن أخيك
محمدا يطرد موالينا وحلفاءنا ، وهم عبيدنا وعتقاؤنا ، كان أعظم في صدورنا وأدنى لاتباعنا إياه ; فأتى
أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بالذي كلموه ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون إلى ما يصيرون .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان nindex.php?page=showalam&ids=211وخباب : فينا نزلت هذه الآية ،
جاء الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وعباس بن مرداس ، وذووهم من المؤلفة قلوبهم ، [ ص: 139 ] فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع أناس من ضعفاء المؤمنين ; فلما رأوهم حوله صلى الله عليه وسلم حقروهم ، فأتوه عليه الصلاة والسلام ، فقالوا : يا رسول الله ; لو جلست في صدر المجلس ، ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم ، فجالسناك وحادثناك وأخذنا عنك ; فقال صلى الله عليه وسلم : " ما أنا بطارد المؤمنين " ، قالوا : فإنا نحب أن تجعل لنا معك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا ، فإن وفود العرب تأتيك ، فنستحي أن ترانا مع هؤلاء الأعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت ; قال صلى الله عليه وسلم : " نعم " ، قالوا : فاكتب لنا كتابا ، فدعا بالصحيفة nindex.php?page=showalam&ids=8وبعلي رضي الله تعالى عنه ليكتب ، ونحن قعود في ناحية ، فنزل جبريل عليه السلام بالآية ; فرمى عليه السلام بالصحيفة ودعانا ، فأتيناه وجلسنا عنده ، وكنا ندنو منه حتى تمس ركبتنا ركبته ، وكان يقوم عنا إذا أراد القيام ، فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ; فترك القيام عنا إلى أن نقوم عنه ، وقال : " الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي ، معكم المحيا ومعكم الممات " .
والمراد بذكر الوقتين : الدوام ، وقيل : صلاة الفجر والعصر ، وقرئ : ( بالغدوة ) .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52يريدون وجهه حال من ضمير يدعون ; أي : يدعونه تعالى مخلصين له فيه ، وتقييده به لتأكيد عليته للنهي ، فإن الإخلاص من أقوى موجبات الإكرام المضاد للطرد .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ما عليك من حسابهم من شيء اعتراض وسط بين النهي وجوابه تقريرا له ، ودفعا لما عسى يتوهم كونه مسوغا لطردهم من أقاويل الطاعنين في دينهم ، كدأب قوم
نوح ، حيث قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ; أي : ما عليك شيء ما من حساب إيمانهم وأعمالهم الباطنة ، حتى تتصدى له وتبني على ذلك ما تراه من الأحكام ، وإنما وظيفتك حسبما هو شأن منصب النبوة ، اعتبار ظواهر الأعمال وإجراء الأحكام على موجبها ، وأما بواطن الأمور فحسابها على العليم بذات الصدور ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=113إن حسابهم إلا على ربي .
وذكر قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وما من حسابك عليهم من شيء مع أن الجواب قد تم بما قبله ، للمبالغة في بيان انتفاء كون حسابهم عليه صلى الله عليه وسلم ، بنظمه في سلك ما لا شبهة فيه أصلا ، وهو انتفاء كون حسابه صلى الله عليه وسلم عليهم ، على طريقة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .
وأما ما قيل من أن ذلك لتنزيل الجملتين منزلة جملة واحدة لتأدية معنى واحد ، على نهج قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15ولا تزر وازرة وزر أخرى ; فغير حقيق بجلالة شأن التنزيل ، وتقديم " عليك " في الجملة الأولى للقصد إلى إيراد النفي على اختصاص حسابهم به صلى الله عليه وسلم ; إذ هو الداعي إلى تصديه صلى الله عليه وسلم لحسابهم .
وقيل : الضمير للمشركين ، والمعنى : إنك لا تؤاخذ بحسابهم حتى يهمك إيمانهم ، ويدعوك الحرص عليه إلى أن تطرد المؤمنين .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52فتطردهم جواب النفي .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52فتكون من الظالمين جواب النهي ، وقد جوز عطفه على " فتطردهم " على طريقة التسبيب ، وليس بذاك .
nindex.php?page=treesubj&link=28977_30513_31643_31784_32022_32028_32345_32354_32356_33686_34028_34166_34346_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ لَمَّا أُمِرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنْذَارِ الْمَذْكُورِينَ لِيَنْتَظِمُوا فِي سِلْكِ الْمُتَّقِينَ ، نُهِيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَوْنِ ذَلِكَ ، بِحَيْثُ يُؤَدِّي إِلَى طَرْدِهِمْ .
رُوِيَ
أَنَّ رُؤَسَاءَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ طَرَدْتَ هَؤُلَاءِ الْأَعْبُدَ وَأَرْوَاحَ جِبَابِهِمْ - يَعْنُونَ : فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، nindex.php?page=showalam&ids=56كَعَمَّارٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=52وَصُهَيْبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=211وَخَبَّابٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=23وَسَلْمَانَ ، وَأَضْرَابِهِمْ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - جَلَسْنَا إِلَيْكَ وَحَادَثْنَاكَ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ " ، فَقَالُوا : فَأَقِمْهُمْ عَنَّا إِذَا جِئْنَا ، فَإِذَا قُمْنَا فَأَقْعِدْهُمْ مَعَكَ إِنْ شِئْتَ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ " ، طَمَعًا فِي إِيمَانِهِمْ .
وَرُوِيَ
أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : لَوْ فَعَلْتَ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُونَ .
وَقِيلَ : إِنَّ
عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ،
وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ،
وَمُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ ،
وَالْحَرْثَ بْنَ نَوْفَلٍ ،
وَقَرْصَةَ بْنَ عُبَيْدٍ ،
وَعَمْرَو بْنَ نَوْفَلٍ ، وَأَشْرَافَ
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ ، أَتَوْا
أَبَا طَالِبٍ ، فَقَالُوا : يَا
أَبَا طَالِبٍ ; لَوْ أَنَّ ابْنَ أَخِيكَ
مُحَمَّدًا يَطْرُدُ مُوَالِيَنَا وَحُلَفَاءَنَا ، وَهُمْ عَبِيدُنَا وَعُتَقَاؤُنَا ، كَانَ أَعْظَمَ فِي صُدُورِنَا وَأَدْنَى لِاتِّبَاعِنَا إِيَّاهُ ; فَأَتَى
أَبُو طَالِبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ بِالَّذِي كَلَّمُوهُ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ حَتَّى نَنْظُرَ مَا الَّذِي يُرِيدُونَ إِلَى مَا يَصِيرُونَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ nindex.php?page=showalam&ids=211وَخَبَّابٌ : فِينَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ،
جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ ، وَعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ ، وَذَوُوهُمْ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، [ ص: 139 ] فَوَجَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا مَعَ أُنَاسٍ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ; فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقَّرُوهُمْ ، فَأَتَوْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ; لَوْ جَلَسْتَ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ ، وَنَفَيْتَ عَنَّا هَؤُلَاءِ وَأَرْوَاحَ جِبَابِهِمْ ، فَجَالَسْنَاكَ وَحَادَثْنَاكَ وَأَخَذْنَا عَنْكَ ; فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ " ، قَالُوا : فَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا مَعَكَ مَجْلِسًا تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا ، فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَأْتِيكَ ، فَنَسْتَحِي أَنْ تَرَانَا مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَعْبُدِ ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنَّا ، فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ ; قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ " ، قَالُوا : فَاكْتُبْ لَنَا كِتَابًا ، فَدَعَا بِالصَّحِيفَةِ nindex.php?page=showalam&ids=8وَبِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِيَكْتُبَ ، وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْآيَةِ ; فَرَمَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالصَّحِيفَةِ وَدَعَانَا ، فَأَتَيْنَاهُ وَجَلَسْنَا عِنْدَهُ ، وَكُنَّا نَدْنُو مِنْهُ حَتَّى تَمَسَّ رُكْبَتُنَا رُكْبَتَهُ ، وَكَانَ يَقُومُ عَنَّا إِذَا أَرَادَ الْقِيَامَ ، فَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ; فَتَرَكَ الْقِيَامَ عَنَّا إِلَى أَنْ نَقُومَ عَنْهُ ، وَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَمَرَنِي أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي مَعَ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي ، مَعَكُمُ الْمَحْيَا وَمَعَكُمُ الْمَمَاتَ " .
وَالْمُرَادُ بِذِكْرِ الْوَقْتَيْنِ : الدَّوَامُ ، وَقِيلَ : صَلَاةُ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ ، وَقُرِئَ : ( بِالْغُدْوَةِ ) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52يُرِيدُونَ وَجْهَهُ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ يَدْعُونَ ; أَيْ : يَدْعُونَهُ تَعَالَى مُخْلِصِينَ لَهُ فِيهِ ، وَتَقْيِيدُهُ بِهِ لِتَأْكِيدِ عِلِّيَّتِهِ لِلنَّهْيِ ، فَإِنَّ الْإِخْلَاصَ مِنْ أَقْوَى مُوجِبَاتِ الْإِكْرَامِ الْمُضَادِّ لِلطَّرْدِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ اعْتِرَاضٌ وُسِّطَ بَيْنَ النَّهْيِ وَجَوَابِهِ تَقْرِيرًا لَهُ ، وَدَفْعًا لِمَا عَسَى يُتَوَهَّمُ كَوْنُهُ مُسَوِّغًا لِطَرْدِهِمْ مِنْ أَقَاوِيلِ الطَّاعِنِينَ فِي دِينِهِمْ ، كَدَأْبِ قَوْمِ
نُوحٍ ، حَيْثُ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ; أَيْ : مَا عَلَيْكَ شَيْءٌ مَا مِنْ حِسَابِ إِيمَانِهِمْ وَأَعْمَالِهِمُ الْبَاطِنَةِ ، حَتَّى تَتَصَدَّى لَهُ وَتَبْنِيَ عَلَى ذَلِكَ مَا تَرَاهُ مِنَ الْأَحْكَامِ ، وَإِنَّمَا وَظِيفَتُكَ حَسْبَمَا هُوَ شَأْنُ مَنْصِبِ النُّبُوَّةِ ، اعْتِبَارُ ظَوَاهِرِ الْأَعْمَالِ وَإِجْرَاءُ الْأَحْكَامِ عَلَى مُوجِبِهَا ، وَأَمَّا بَوَاطِنُ الْأُمُورِ فَحِسَابُهَا عَلَى الْعَلِيمِ بِذَاتِ الصُّدُورِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=113إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي .
وَذِكْرُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ مَعَ أَنَّ الْجَوَابَ قَدْ تَمَّ بِمَا قَبْلَهُ ، لِلْمُبَالَغَةِ فِي بَيَانِ انْتِفَاءِ كَوْنِ حِسَابِهِمْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِنَظْمِهِ فِي سِلْكِ مَا لَا شُبْهَةَ فِيهِ أَصْلًا ، وَهُوَ انْتِفَاءُ كَوْنِ حِسَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ .
وَأَمَّا مَا قِيلَ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ لِتَنْزِيلِ الْجُمْلَتَيْنِ مَنْزِلَةَ جُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَأْدِيَةِ مَعْنًى وَاحِدٍ ، عَلَى نَهْجِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ; فَغَيْرُ حَقِيقٍ بِجَلَالَةِ شَأْنِ التَّنْزِيلِ ، وَتَقْدِيمُ " عَلَيْكَ " فِي الْجُمْلَةِ الْأُولَى لِلْقَصْدِ إِلَى إِيرَادِ النَّفْيِ عَلَى اخْتِصَاصِ حِسَابِهِمْ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; إِذْ هُوَ الدَّاعِي إِلَى تَصَدِّيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحِسَابِهِمْ .
وَقِيلَ : الضَّمِيرُ لِلْمُشْرِكِينَ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّكَ لَا تُؤَاخَذُ بِحِسَابِهِمْ حَتَّى يُهِمَّكَ إِيمَانُهُمْ ، وَيَدْعُوكَ الْحِرْصُ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ تَطْرُدَ الْمُؤْمِنِينَ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52فَتَطْرُدَهُمْ جَوَابُ النَّفْيِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ جَوَابُ النَّهْيِ ، وَقَدْ جُوِّزَ عَطْفُهُ عَلَى " فَتَطْرُدَهُمْ " عَلَى طَرِيقَةِ التَّسْبِيبِ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ .