nindex.php?page=treesubj&link=32433_34091_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين nindex.php?page=treesubj&link=28723_30455_32415_33679_34256_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون nindex.php?page=treesubj&link=32415_32446_34255_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون nindex.php?page=treesubj&link=32415_32416_32446_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين [ ص: 1124 ] (17) لما ذكر تعالى خلق الآدمي ذكر مسكنه، وتوفر النعم عليه من كل وجه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17ولقد خلقنا فوقكم : سقفا للبلاد ومصلحة للعباد
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17سبع طرائق ؛ أي: سبع سماوات طباقا، كل طبقة فوق الأخرى، قد زينت بالنجوم والشمس والقمر، وأودع فيها من مصالح الخلق ما أودع،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17وما كنا عن الخلق غافلين فكما أن خلقنا عام لكل مخلوق فعلمنا أيضا محيط بما خلقنا، فلا نغفل مخلوقا ولا ننساه، ولا نخلق خلقا فنضيعه، ولا نغفل عن السماء فتقع على الأرض، ولا ننسى ذرة في لجج البحار وجوانب الفلوات، ولا دابة إلا سقنا إليها رزقها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وكثيرا ما يقرن تعالى بين خلقه وعلمه، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=14ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ،
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بلى وهو الخلاق العليم لأن خلق المخلوقات من أقوى الأدلة العقلية على علم خالقها وحكمته.
(18)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18وأنزلنا من السماء ماء يكون رزقا لكم ولأنعامكم بقدر ما يكفيكم، فلا ينقصه، بحيث لا يكفي الأرض والأشجار، فلا يحصل منه المقصود، ولا يزيده زيادة لا تحتمل، بحيث يتلف المساكن، ولا تعيش معه النباتات والأشجار، بل أنزله وقت الحاجة لنزوله ثم صرفه عند التضرر من دوامه،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18فأسكناه في الأرض ؛ أي: أنزلناه عليها، فسكن واستقر، وأخرج بقدرة منزله جميع الأزواج النباتية، وأسكنه أيضا معدا في خزائن الأرض بحيث لم يذهب نازلا حتى لا يوصل إليه، ولا يبلغ قعره،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18وإنا على ذهاب به لقادرون إما بأن لا ننزله، أو ننزله فيذهب نازلا لا يوصل إليه، أو لا يوجد منه المقصود منه، وهذا تنبيه منه لعباده أن يشكروه على نعمته، ويقدروا عدمها، ماذا يحصل به من الضرر، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين .
(19)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فأنشأنا لكم به ؛ أي: بذلك الماء
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19جنات ؛ أي: بساتين
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19من نخيل وأعناب خص تعالى هذين النوعين - مع أنه ينشئ منه غيرهما من الأشجار - لفضلهما ومنافعهما، التي فاقت بها الأشجار، ولهذا ذكر العام في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19لكم ؛ أي: في تلك الجنات
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فواكه كثيرة ومنها تأكلون من تين وأترج ورمان وتفاح وغيرها. (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وشجرة تخرج من طور سيناء وهي شجرة الزيتون، أي: جنسها، خصت بالذكر؛ لأن مكانها خاص في أرض الشام، ولمنافعها التي ذكر بعضها في
[ ص: 1125 ] قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ؛ أي: فيها الزيت الذي هو دهن، يستعمل استعماله من الاستصباح به، واصطباغ الآكلين، أي: يجعل إداما للآكلين، وغير ذلك من المنافع.
nindex.php?page=treesubj&link=32433_34091_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30455_32415_33679_34256_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=32415_32446_34255_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=32415_32416_32446_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ [ ص: 1124 ] (17) لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى خَلْقَ الْآدَمِيِّ ذَكَرَ مَسْكَنَهُ، وَتَوَفُّرَ النِّعَمِ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ : سَقْفًا لِلْبِلَادِ وَمَصْلَحَةً لِلْعِبَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17سَبْعَ طَرَائِقَ ؛ أَيْ: سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا، كُلُّ طَبَقَةٍ فَوْقَ الْأُخْرَى، قَدْ زُيِّنَتْ بِالنُّجُومِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَأُودِعَ فِيهَا مِنْ مَصَالِحِ الْخَلْقِ مَا أُودِعَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ فَكَمَا أَنَّ خَلْقَنَا عَامٌّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ فَعِلْمُنَا أَيْضًا مُحِيطٌ بِمَا خَلَقْنَا، فَلَا نَغْفُلُ مَخْلُوقًا وَلَا نَنْسَاهُ، وَلَا نَخْلُقُ خَلْقًا فَنُضَيِّعُهُ، وَلَا نَغْفُلُ عَنِ السَّمَاءِ فَتَقَعُ عَلَى الْأَرْضِ، وَلَا نَنْسَى ذَرَّةً فِي لُجُجِ الْبِحَارِ وَجَوَانِبِ الْفَلَوَاتِ، وَلَا دَابَّةً إِلَّا سُقْنَا إِلَيْهَا رِزْقَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا وَكَثِيرًا مَا يَقْرِنُ تَعَالَى بَيْنَ خَلْقِهِ وَعِلْمِهِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=14أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ لِأَنَّ خَلْقَ الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ أَقْوَى الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ عَلَى عِلْمِ خَالِقِهَا وَحِكْمَتِهِ.
(18)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً يَكُونُ رِزْقًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِيكُمْ، فَلَا يُنْقِصُهُ، بِحَيْثُ لَا يَكْفِي الْأَرْضَ وَالْأَشْجَارَ، فَلَا يَحْصُلُ مِنْهُ الْمَقْصُودُ، وَلَا يُزِيدُهُ زِيَادَةً لَا تُحْتَمَلُ، بِحَيْثُ يَتْلِفُ الْمَسَاكِنَ، وَلَا تَعِيشُ مَعَهُ النَّبَاتَاتُ وَالْأَشْجَارُ، بَلْ أَنْزَلَهُ وَقْتَ الْحَاجَةِ لِنُزُولِهِ ثُمَّ صَرَفَهُ عِنْدَ التَّضَرُّرِ مِنْ دَوَامِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ ؛ أَيْ: أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَ وَاسْتَقَرَّ، وَأَخْرَجَ بِقُدْرَةِ مُنْزِلِهِ جَمِيعَ الْأَزْوَاجِ النَّبَاتِيَّةِ، وَأَسْكَنَهُ أَيْضًا مُعَدًّا فِي خَزَائِنِ الْأَرْضِ بِحَيْثُ لَمْ يَذْهَبْ نَازِلًا حَتَّى لَا يُوصَلَ إِلَيْهِ، وَلَا يُبْلَغَ قَعْرُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=18وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ إِمَّا بِأَنْ لَا نُنْزِلَهُ، أَوْ نُنْزِلُهُ فَيَذْهَبُ نَازِلًا لَا يُوصَلُ إِلَيْهِ، أَوْ لَا يُوجَدُ مِنْهُ الْمَقْصُودُ مِنْهُ، وَهَذَا تَنْبِيهٌ مِنْهُ لِعِبَادِهِ أَنْ يَشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَتِهِ، وَيُقَدِّرُوا عَدَمَهَا، مَاذَا يَحْصُلُ بِهِ مِنَ الضَّرَرِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ .
(19)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ ؛ أَيْ: بِذَلِكَ الْمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19جَنَّاتٍ ؛ أَيْ: بَسَاتِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ خَصَّ تَعَالَى هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ - مَعَ أَنَّهُ يُنْشِئُ مِنْهُ غَيْرَهُمَا مِنَ الْأَشْجَارِ - لِفَضْلِهِمَا وَمَنَافِعِهِمَا، الَّتِي فَاقَتْ بِهَا الْأَشْجَارَ، وَلِهَذَا ذَكَرَ الْعَامَّ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19لَكُمْ ؛ أَيْ: فِي تِلْكَ الْجَنَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ مِنْ تِينٍ وَأَتَرُجٍّ وَرُمَّانٍ وَتُفَّاحٍ وَغَيْرِهَا. (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ وَهِيَ شَجَرَةُ الزَّيْتُونِ، أَيْ: جِنْسُهَا، خُصَّتْ بِالذِّكْرِ؛ لِأَنَّ مَكَانَهَا خَاصٌّ فِي أَرْضِ الشَّامِ، وَلِمَنَافِعِهَا الَّتِي ذُكِرَ بَعْضُهَا فِي
[ ص: 1125 ] قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ ؛ أَيْ: فِيهَا الزَّيْتُ الَّذِي هُوَ دُهْنٌ، يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَهُ مِنَ الاسْتِصْبَاحِ بِهِ، وَاصْطِبَاغِ الْآكِلِينَ، أَيْ: يُجْعَلُ إِدَامًا لِلْآكِلِينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَنَافِعِ.