تفسير سورة الزخرف
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28867_33062_34225_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=2والكتاب المبين nindex.php?page=treesubj&link=29785_32264_32438_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون nindex.php?page=treesubj&link=34225_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم nindex.php?page=treesubj&link=30532_34274_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=5أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين [ ص: 1603 ] هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين وأطلق، ولم يذكر المتعلق، ليدل على أنه مبين لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والدين والآخرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إنا جعلناه قرآنا عربيا هذا المقسم عليه، أنه جعل بأفصح اللغات وأوضحها وأبينها، وهذا من بيانه. وذكر الحكمة في ذلك فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3لعلكم تعقلون ألفاظه ومعانيه لتيسرها وقربها من الأذهان.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4وإنه أي: هذا الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4لدينا في الملأ الأعلى في أعلى الرتب وأفضلها
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4لعلي حكيم أي: لعلي في قدره وشرفه ومحله، حكيم فيما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي والأخبار، فليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان.
ثم أخبر تعالى أن حكمته وفضله يقتضي أن لا يترك عباده هملا لا يرسل إليهم رسولا ولا ينزل عليهم كتابا، ولو كانوا مسرفين ظالمين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=5أفنضرب عنكم الذكر صفحا أي: أفنعرض عنكم، ونترك إنزال الذكر إليكم، ونضرب عنكم صفحا، لأجل إعراضكم، وعدم انقيادكم له؟ بل ننزل عليكم الكتاب، ونوضح لكم فيه كل شيء، فإن آمنتم به واهتديتم، فهو من توفيقكم، وإلا قامت عليكم الحجة، وكنتم على بينة من أمركم.
تَفْسِيرُ سُورَةِ الزُّخْرُفِ
مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28867_33062_34225_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=2وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=treesubj&link=29785_32264_32438_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=34225_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30532_34274_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=5أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ [ ص: 1603 ] هَذَا قَسَمٌ بِالْقُرْآنِ عَلَى الْقُرْآنِ، فَأَقْسَمَ بِالْكِتَابِ الْمُبِينِ وَأَطْلَقَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُتَعَلِّقَ، لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ مُبَيِّنٌ لِكُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْعِبَادُ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ وَالْآخِرَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا هَذَا الْمُقْسَمُ عَلَيْهِ، أَنَّهُ جُعِلَ بِأَفْصَحِ اللُّغَاتِ وَأَوْضَحِهَا وَأَبْيَنِهَا، وَهَذَا مِنْ بَيَانِهِ. وَذَكَرَ الْحِكْمَةَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أَلْفَاظَهُ وَمَعَانِيهِ لِتَيَسُّرِهَا وَقُرْبِهَا مِنَ الْأَذْهَانِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4وَإِنَّهُ أَيْ: هَذَا الْكِتَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4لَدَيْنَا فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى فِي أَعْلَى الرُّتَبِ وَأَفْضَلِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ أَيْ: لَعَلِيٍّ فِي قَدْرِهِ وَشَرَفِهِ وَمَحَلِّهِ، حَكِيمٌ فِيمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَالْأَخْبَارِ، فَلَيْسَ فِيهِ حُكْمٌ مُخَالِفٌ لِلْحِكْمَةِ وَالْعَدْلِ وَالْمِيزَانِ.
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ حِكْمَتَهُ وَفَضْلَهُ يَقْتَضِي أَنْ لَا يَتْرُكَ عِبَادَهُ هَمَلًا لَا يُرْسِلَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا وَلَا يُنْزِلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا، وَلَوْ كَانُوا مُسْرِفِينَ ظَالِمِينَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=5أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَيْ: أَفَنُعْرِضُ عَنْكُمْ، وَنَتْرُكُ إِنْزَالَ الذِّكْرِ إِلَيْكُمْ، وَنَضْرِبُ عَنْكُمْ صَفْحًا، لِأَجْلِ إِعْرَاضِكُمْ، وَعَدَمِ انْقِيَادِكُمْ لَهُ؟ بَلْ نُنْزِلُ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ، وَنُوَضِّحُ لَكُمْ فِيهِ كُلَّ شَيْءٍ، فَإِنْ آمَنْتُمْ بِهِ وَاهْتَدَيْتُمْ، فَهُوَ مِنْ تَوْفِيقِكُمْ، وَإِلَّا قَامَتْ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةُ، وَكُنْتُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِكُمْ.