[ ص: 1613 ] nindex.php?page=treesubj&link=28657_28752_31907_31942_32417_34274_34513_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=46وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28752_30549_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=47فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28752_30525_30539_30549_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=48وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31907_32421_32425_32426_34513_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=49وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19244_32421_32425_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=50فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31913_34162_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31788_31913_32024_32426_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ nindex.php?page=treesubj&link=31788_31913_32024_32426_34260_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31913_32421_34443_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=54فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_31916_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=55فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_31916_32016_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=56فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلآخِرِينَ
لَمَّا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=45وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ بَيَّنَ تَعَالَى حَالَ مُوسَى وَدَعْوَتَهُ، الَّتِي هِيَ أَشْهَرُ مَا يَكُونُ مِنْ دَعَوَاتِ الرُّسُلِ، وَلِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهَا فِي كِتَابِهِ، فَذَكَرَ حَالَهُ مَعَ فِرْعَوْنَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=46وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا الَّتِي دَلَّتْ دَلَالَةً قَاطِعَةً عَلَى صِحَّةٍ مَا جَاءَ بِهِ، كَالْعَصَا، وَالْحَيَّةِ، وَإِرْسَالِ الْجَرَادِ، وَالْقُمَّلِ، إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=46إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِقْرَارِ بِرَبِّهِمْ، وَنَهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=47فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ أَيْ: رَدُّوهَا وَأَنْكَرُوهَا، وَاسْتَهْزَأُوا بِهَا، ظُلْمًا وَعُلُوًّا، فَلَمْ يَكُنْ لِقُصُورٍ بِالْآيَاتِ، وَعَدَمِ وُضُوحِ فِيهَا.
وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=48وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا
أَيِ: الْآيَةُ الْمُتَأَخِّرَةُ أَعْظَمُ مِنَ السَّابِقَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=48وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ كَالْجَرَادِ، وَالْقُمَّلِ، وَالضَّفَادِعِ، وَالدَّمِ، آيَاتٌ مُفَصَّلَاتٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=48لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَيُذْعِنُونَ لَهُ، لِيَزُولَ شِرْكُهُمْ وَشَرُّهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=49وَقَالُوا عِنْدَمَا نَزَلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=49يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ يَعْنُونَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهَذَا، إِمَّا مِنْ بَابِ التَّهَكُّمِ بِهِ، وَإِمَّا أَنَّ يَكُونَ هَذَا الْخِطَابُ عِنْدَهُمْ مَدْحًا، فَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ بِأَنْ خَاطَبُوهُ بِمَا يُخَاطِبُونَ بِهِ مَنْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ، وَهُمُ السَّحَرَةُ، فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=49يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ أَيْ: بِمَا
[ ص: 1614 ] خَصَّكَ اللَّهُ بِهِ، وَفَضَّلَكَ بِهِ، مِنَ الْفَضَائِلِ وَالْمَنَاقِبِ، أَنْ يَكْشِفَ عَنَّا الْعَذَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=49إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ إِنْ كَشَفَ اللَّهُ عَنَّا ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=50فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ أَيْ: لَمْ يَفُوا بِمَا قَالُوا، بَلْ غَدَرُوا، وَاسْتَمَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ. وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ مُسْتَعْلِيًا بِبَاطِلِهِ، قَدْ غَرَّهُ مُلْكُهُ، وَأَطْغَاهُ مَالُهُ وَجُنُودُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ أَيْ: أَلَسْتُ الْمَالِكَ لِذَلِكَ، الْمُتَصَرِّفَ فِيهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَيِ: الْأَنْهَارُ الْمُنْسَحِبَةُ مِنَ النِّيلِ، فِي وَسَطِ الْقُصُورِ وَالْبَسَاتِينِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51أَفَلا تُبْصِرُونَ هَذَا الْمُلْكُ الطَّوِيلُ الْعَرِيضُ، وَهَذَا مِنْ جَهْلِهِ الْبَلِيغِ، حَيْثُ افْتَخَرَ بِأَمْرٍ خَارِجٍ عَنْ ذَاتِهِ، وَلَمْ يَفْخَرْ بِأَوْصَافٍ حَمِيدَةٍ، وَلَا أَفْعَالٍ سَدِيدَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ يَعْنِي -قَبَّحَهُ اللَّهُ- بِالْمَهِينِ،
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، كَلِيمِ الرَّحْمَنِ، الْوَجِيهِ عِنْدَ اللَّهِ، أَيْ: أَنَا الْعَزِيزُ، وَهُوَ الذَّلِيلُ الْمُهَانُ الْمُحْتَقَرُ، فَأَيُّنَا خَيْرٌ؟ ( و ) مَعَ هَذَا فَـ " لَا يَكَادُ يُبِينُ " عَمَّا فِي ضَمِيرِهِ بِالْكَلَامِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِفَصِيحِ اللِّسَانِ، وَهَذَا لَيْسَ مِنَ الْعُيُوبِ فِي شَيْءٍ، إِذَا كَانَ يُبَيِّنُ مَا فِي قَلْبِهِ، وَلَوْ كَانَ ثَقِيلًا عَلَيْهِ الْكَلَامُ.
ثُمَّ قَالَ
فِرْعَوْنُ: nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَيْ: فَهَلَّا كَانَ
مُوسَى بِهَذِهِ الْحَالَةِ، أَنْ يَكُونَ مُزَيَّنًا مُجَمَّلًا بِالْحُلِيِّ وَالْأَسَاوِرِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ يُعَاوِنُونَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ، وَيُؤَيِّدُونَهُ عَلَى قَوْلِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=54فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ أَيِ: اسْتَخَفَّ عُقُولَهُمْ بِمَا أَبْدَى لَهُمْ مِنْ هَذِهِ الشُّبَهِ، الَّتِي لَا تُسْمِنُ وَلَا تُغْنِي مِنْ جُوعٍ، وَلَا حَقِيقَةَ تَحْتَهَا، وَلَيْسَتْ دَلِيلًا عَلَى حَقٍّ وَلَا عَلَى بَاطِلٍ، وَلَا تَرُوجُ إِلَّا عَلَى ضُعَفَاءِ الْعُقُولِ.
فَأَيُّ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
فِرْعَوْنَ مُحِقٌّ، لِكَوْنِ مُلْكِ
مِصْرَ لَهُ، وَأَنْهَارَهُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِ؟
وَأَيُّ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ مَا جَاءَ بِهِ
مُوسَى لِقِلَّةِ أَتْبَاعِهِ، وَثِقَلِ لِسَانِهِ، وَعَدَمِ تَحْلِيَةِ اللَّهِ لَهُ، وَلَكِنَّهُ لَقِيَ مَلَأً لَا مَعْقُولَ عِنْدَهُمْ، فَمَهْمَا قَالَ اتَّبَعُوهُ، مِنْ حَقٍّ وَبَاطِلٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=54إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا [ ص: 1615 ] فَاسِقِينَ فَبِسَبَبِ فِسْقِهِمْ، قَيَّضَ لَهُمْ
فِرْعَوْنَ، يُزَيِّنُ لَهُمُ الشِّرْكَ وَالشَّرِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=55فَلَمَّا آسَفُونَا أَيْ: أَغْضَبُونَا بِأَفْعَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=55انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=56فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلآخِرِينَ لِيَعْتَبِرَ بِهِمُ الْمُعْتَبِرُونَ، وَيَتَّعِظَ بِأَحْوَالِهِمُ الْمُتَّعِظُونَ.