nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_29680_30451_30455_34091_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم nindex.php?page=treesubj&link=21368_28328_32028_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين nindex.php?page=treesubj&link=19647_28662_32498_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون
يقول تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم، فجميع ما أصاب العباد، بقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم الله تعالى ، وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته، والشأن كل الشأن، هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام، أم لا يقوم بها؟ فإن قام بها، فله الثواب الجزيل، والأجر الجميل، في الدنيا والآخرة، فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه، بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر، فيحصل له بذلك ثواب عاجل، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الأجر العظيم كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وعلم من ذلك أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب، بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره، بل وقف مع مجرد الأسباب، أنه يخذل، ويكله الله إلى نفسه، وإذا وكل العبد إلى نفسه، فالنفس ليس عندها إلا الهلع والجزع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد، قبل عقوبة الآخرة، على ما فرط في واجب الصبر. هذا ما يتعلق بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه في مقام المصائب الخاص، وأما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي، فإن الله أخبر أن كل من آمن أي: الإيمان المأمور به، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،
[ ص: 1840 ] وصدق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من لوازمه وواجباته، أن هذا السبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أقواله، وأفعاله وجميع أحواله وفي علمه وعمله. وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان، كما قال تعالى في الأخبار: أنه
nindex.php?page=treesubj&link=24417يثبت المؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وأصل الثبات: ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات، وذلك لما معهم من الإيمان.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول أي: في امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فإن طاعة الله وطاعة رسوله، مدار السعادة، وعنوان الفلاح،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإن توليتم أي عن طاعة الله وطاعة رسوله،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإنما على رسولنا البلاغ المبين أي: يبلغكم ما أرسل به إليكم، بلاغا يبين لكم ويتضح وتقوم عليكم به الحجة، وليس بيده من هدايتكم، ولا من حسابكم شيء، وإنما يحاسبكم على القيام بطاعة الله وطاعة رسوله، أو عدم ذلك، عالم الغيب والشهادة.
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو أي: هو
nindex.php?page=treesubj&link=28663المستحق للعبادة والألوهية ، فكل معبود سواه فباطل،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي: فليعتمدوا عليه في كل أمر نابهم، وفيما يريدون القيام به، فإنه لا يتيسر أمر من الأمور إلا بالله، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاعتماد على الله، ولا يتم الاعتماد على الله، حتى يحسن العبد ظنه بربه، ويثق به في كفايته الأمر الذي يعتمد عليه به،
nindex.php?page=treesubj&link=19655وبحسب إيمان العبد يكون توكله، قوة وضعفا .
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_29680_30451_30455_34091_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=21368_28328_32028_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=treesubj&link=19647_28662_32498_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
يَقُولُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ هَذَا عَامٌّ لِجَمِيعِ الْمَصَائِبِ، فِي النَّفْسِ، وَالْمَالِ، وَالْوَلَدِ، وَالْأَحْبَابِ، وَنَحْوِهِمْ، فَجَمِيعُ مَا أَصَابَ الْعِبَادَ، بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدْرِهِ، قَدْ سَبَقَ بِذَلِكَ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَجَرَى بِهِ قَلَمُهُ، وَنُفِّذَتْ بِهِ مَشِيئَتُهُ، وَاقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ، وَالشَّأْنُ كُلَّ الشَّأْنِ، هَلْ يَقُومُ الْعَبْدُ بِالْوَظِيفَةِ الَّتِي عَلَيْهِ فِي هَذَا الْمَقَامِ، أَمْ لَا يَقُومُ بِهَا؟ فَإِنْ قَامَ بِهَا، فَلَهُ الثَّوَابُ الْجَزِيلُ، وَالْأَجْرُ الْجَمِيلُ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِذَا آمَنَ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَرَضِيَ بِذَلِكَ، وَسَلَّمَ لِأَمْرِهِ، هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ، فَاطْمَأَنَّ وَلَمْ يَنْزَعِجْ عِنْدَ الْمَصَائِبِ، كَمَا يَجْرِي لِمَنْ لَمْ يَهْدِ اللَّهُ قَلْبَهُ، بَلْ يَرْزُقُهُ الثَّبَاتَ عِنْدَ وُرُودِهَا وَالْقِيَامِ بِمُوجِبِ الصَّبْرِ، فَيَحْصُلُ لَهُ بِذَلِكَ ثَوَابٌ عَاجِلٌ، مَعَ مَا يَدَّخِرُ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْجَزَاءِ مِنَ الْأَجْرِ الْعَظِيمِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَعُلِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ عِنْدَ وُرُودِ الْمَصَائِبِ، بِأَنْ لَمْ يَلْحَظْ قَضَاءَ اللَّهِ وَقَدْرَهُ، بَلْ وَقَفَ مَعَ مُجَرَّدِ الْأَسْبَابِ، أَنَّهُ يَخْذُلُ، وَيَكِلُهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا وُكِّلَ الْعَبْدُ إِلَى نَفْسِهِ، فَالنَّفْسُ لَيْسَ عِنْدَهَا إِلَّا الْهَلَعُ وَالْجَزَعُ الَّذِي هُوَ عُقُوبَةٌ عَاجِلَةٌ عَلَى الْعَبْدِ، قَبْلَ عُقُوبَةِ الْآخِرَةِ، عَلَى مَا فَرَّطَ فِي وَاجِبِ الصَّبْرِ. هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ فِي مَقَامِ الْمَصَائِبِ الْخَاصِّ، وَأَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنْ حَيْثُ الْعُمُومِ اللَّفْظِيِّ، فَإِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّ كُلَّ مَنْ آمَنَ أَيِ: الْإِيمَانُ الْمَأْمُورُ بِهِ، وَهُوَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ،
[ ص: 1840 ] وَصَدَقَ إِيمَانُهُ بِمَا يَقْتَضِيهِ الْإِيمَانُ مِنَ لَوَازِمِهِ وَوَاجِبَاتِهِ، أَنَّ هَذَا السَّبَبَ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَبْدُ أَكْبَرُ سَبَبٍ لِهِدَايَةِ اللَّهِ لَهُ فِي أَقْوَالِهِ، وَأَفْعَالِهِ وَجَمِيعِ أَحْوَالِهِ وَفِي عِلْمِهِ وَعَمَلِهِ. وَهَذَا أَفْضَلُ جَزَاءٍ يُعْطِيهِ اللَّهُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي الْأَخْبَارِ: أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=24417يُثَبِّتُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.
وَأَصْلُ الثَّبَاتِ: ثَبَاتُ الْقَلْبِ وَصَبْرُهُ، وَيَقِينُهُ عِنْدَ وُرُودِ كُلِّ فِتْنَةٍ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ فَأَهْلُ الْإِيمَانِ أَهْدَى النَّاسِ قُلُوبًا، وَأَثْبَتُهُمْ عِنْدَ الْمُزْعِجَاتِ وَالْمُقْلِقَاتِ، وَذَلِكَ لِمَا مَعَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ أَيْ: فِي امْتِثَالِ أَمْرِهِمَا، وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِمَا، فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ وَطَاعَةَ رَسُولِهِ، مَدَارُ السَّعَادَةِ، وَعُنْوَانُ الْفَلَّاحِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَيْ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ أَيْ: يُبَلِّغُكُمْ مَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكُمْ، بَلَاغًا يُبَيِّنُ لَكُمْ وَيَتَّضِحُ وَتَقُومُ عَلَيْكُمْ بِهِ الْحُجَّةُ، وَلَيْسَ بِيَدِهِ مِنْ هِدَايَتِكُمْ، وَلَا مِنْ حِسَابِكُمْ شَيْءٌ، وَإِنَّمَا يُحَاسِبُكُمْ عَلَى الْقِيَامِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ، أَوْ عَدَمِ ذَلِكَ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَيْ: هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28663الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ وَالْأُلُوهِيَّةِ ، فَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ فَبَاطِلٌ،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أَيْ: فَلْيَعْتَمِدُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ نَابَهُمْ، وَفِيمَا يُرِيدُونَ الْقِيَامَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَتَيَسَّرُ أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِالِاعْتِمَادِ عَلَى اللَّهِ، وَلَا يَتِمُّ الِاعْتِمَادُ عَلَى اللَّهِ، حَتَّى يُحْسِنَ الْعَبْدُ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، وَيَثِقَ بِهِ فِي كِفَايَتِهِ الْأَمْرُ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ بِهِ،
nindex.php?page=treesubj&link=19655وَبِحَسَبِ إِيمَانِ الْعَبْدِ يَكُونُ تَوَكُّلُهُ، قُوَّةً وَضَعْفًا .