وتعقب تلك اللمحة لمحة مثلها عن
إلياس، والأرجح أنه النبي المعروف في العهد القديم باسم إيلياء، وقد أرسل إلى قوم في
سورية كانوا يعبدون صنما يسمونه بعلا، وما تزال آثار مدينة
بعلبك تدل على آثار هذه العبادة.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=123وإن إلياس لمن المرسلين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=124إذ قال لقومه ألا تتقون؟ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=126الله ربكم ورب آبائكم الأولين؟ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=127فكذبوه فإنهم لمحضرون. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=128إلا عباد الله المخلصين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=129وتركنا عليه في الآخرين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سلام على إل ياسين .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=131إنا كذلك نجزي المحسنين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=132إنه من عبادنا المؤمنين ..
[ ص: 2998 ] ولقد دعا
إلياس قومه إلى التوحيد، مستنكرا عبادتهم لبعل، وتركهم
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أحسن الخالقين ربهم ورب آبائهم الأولين.كما استنكر إبراهيم عبادة أبيه وقومه للأصنام، وكما استنكر كل رسول عبادة قومه الوثنيين.
وكانت العاقبة هي التكذيب، والله –سبحانه - يقسم ويؤكد أنهم سيحضرون مكرهين ليلقوا جزاء المكذبين، إلا من آمن منهم واستخلصه الله من عباده فيهم.
وتختم اللمحة القصيرة عن
إلياس تلك الخاتمة المكررة المقصودة في السورة، لتكريم رسل الله بالسلام عليهم منقبله. ولبيان جزاء المحسنين، وقيمة إيمان المؤمنين.
وسيرة
إلياس ترد هنا لأول مرة في مثل تلك اللمحة القصيرة، ونقف لنلم بالناحية الفنية في الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سلام على إل ياسين فقد روعيت الفاصلة وإيقاعها الموسيقي في إرجاع اسم
إلياس بصيغة
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إل ياسين على طريقة القرآن في ملاحظة تناسق الإيقاع في التعبير.
ثم تأتي لمحة عن قصة لوط، التي ترد في المواضع الأخرى تالية لقصة إبراهيم:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=133وإن لوطا لمن المرسلين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=134إذ نجيناه وأهله أجمعين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=135إلا عجوزا في الغابرين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=136ثم دمرنا الآخرين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=137وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=138وبالليل أفلا تعقلون؟ ..
وهي أشبه باللمحة التي جاءت عن قصة
نوح، فهي تشير إلى رسالة
لوط ونجاته مع أهله إلا امرأته، وتدمير المكذبين الضالين، وتنتهي بلمسة لقلوب
العرب الذين يمرون على دار قوم
لوط في الصباح والمساء ولا تستيقظ قلوبهم ولا تستمع لحديث الديار الخاوية. ولا تخاف عاقبة كعاقبتها الحزينة!.
وتختم هذه اللمحات بلمحة عن
يونس صاحب الحوت:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=139وإن يونس لمن المرسلين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=140إذ أبق إلى الفلك المشحون. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=141فساهم فكان من المدحضين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=142فالتقمه الحوت وهو مليم. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144للبث في بطنه إلى يوم يبعثون. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=145فنبذناه بالعراء وهو سقيم. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=146وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=147وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=148فآمنوا فمتعناهم إلى حين ..
ولا يذكر القرآن أين كان قوم
يونس. ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر.وتذكر الروايات أن
يونس ضاق صدرا بتكذيب قومه، فأنذرهم بعذاب قريب، وغادرهم مغضبا آبقا، فقاده الغضب إلى شاطئ البحر حيث ركب سفينة مشحونة، وفي وسط اللجة ناوأتها الرياح والأمواج، وكان هذا إيذانا عند القوم بأن من بين الركاب راكبا مغضوبا عليه لأنه ارتكب خطيئة، وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق، فاقترعوا على من يلقونه من السفينة؛ فخرج سهم
يونس - وكان معروفا عندهم بالصلاح، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر. أو ألقى هو نفسه، فالتقمه الحوت وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=142مليم أي: مستحق للوم، لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها، وترك قومه مغاضبا قبل أن يأذن الله له. وعندما أحس بالضيق في بطن الحوت سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين. وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فسمع الله دعاءه واستجاب له، فلفظه الحوت.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144للبث في بطنه إلى يوم يبعثون . وقد خرج من بطن الحوت سقيما عاريا على الشاطئ.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=146وأنبتنا عليه شجرة من يقطين . وهو القرع. يظلله
[ ص: 2999 ] بورقه العريض ويمنع عنه الذباب الذي يقال إنه لا يقرب هذه الشجرة، وكان هذا من تدبير الله ولطفه.فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضبا، وكانوا قد خافوا ما أنذرهم به من العذاب بعد خروجه، فآمنوا، واستغفروا، وطلبوا العفو من الله فسمع لهم ولم ينزل بهم عذاب المكذبين:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=148فآمنوا فمتعناهم إلى حين وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون، وقد آمنوا أجمعين .
وهذه اللمحة بسياقها هنا تبين عاقبة الذين آمنوا، بجانب ما تبينه القصص السابقة من عاقبة الذين لا يؤمنون.
فيختار قوم
محمد - صلى الله عليه وسلم - إحدى العاقبتين كما يشاءون!!.
وكذلك ينتهي هذا الشوط من السورة بعد تلك الجولة الواسعة على مدار التاريخ من لدن
نوح، مع المنذرين: المؤمنين منهم وغير المؤمنين..
وَتَعْقُبُ تِلْكَ اللَّمْحَةُ لَمْحَةٌ مِثْلَهَا عَنْ
إِلْيَاسَ، وَالْأَرْجَحُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الْمَعْرُوفُ فِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ بِاسْمِ إِيلِيَاءَ، وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَى قَوْمٍ فِي
سُورِيَةَ كَانُوا يَعْبُدُونَ صَنَمًا يُسَمُّونَهُ بِعُلَا، وَمَا تَزَالُ آثَارُ مَدِينَةِ
بِعْلَبَكَّ تَدُلُّ عَلَى آثَارِ هَذِهِ الْعِبَادَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=123وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=124إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=126اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ؟ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=127فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=128إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=129وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=131إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=132إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ..
[ ص: 2998 ] وَلَقَدْ دَعَا
إِلْيَاسُ قَوْمَهُ إِلَى التَّوْحِيدِ، مُسْتَنْكِرًا عِبَادَتَهُمْ لِبَعْلٍ، وَتَرْكِهِمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=125أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ رَبَّهُمْ وَرَبَّ آبَائِهِمُ الْأَوَّلِينَ.كَمَا اسْتَنْكَرَ إِبْرَاهِيمُ عِبَادَةَ أَبِيهِ وَقَوْمِهِ لِلْأَصْنَامَ، وَكَمَا اسْتَنْكَرَ كُلُّ رَسُولٍ عِبَادَةَ قَوْمِهِ الْوَثَنِيِّينَ.
وَكَانَتِ الْعَاقِبَةُ هِيَ التَّكْذِيبُ، وَاللَّهُ –سُبْحَانَهُ - يُقْسِمُ وَيُؤَكِّدُ أَنَّهُمْ سَيُحْضَرُونَ مُكْرَهِينَ لِيَلْقَوْا جَزَاءَ الْمُكَذِّبِينَ، إِلَّا مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَاسْتَخْلَصَهُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ فِيهِمْ.
وَتُخْتَمُ اللَّمْحَةُ الْقَصِيرَةُ عَنِ
إِلْيَاسَ تِلْكَ الْخَاتِمَةُ الْمُكَرَّرَةُ الْمَقْصُودَةُ فِي السُّورَةِ، لِتَكْرِيمِ رُسُلِ اللَّهِ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ مِنْقَبْلِهِ. وَلِبَيَانِ جَزَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَقِيمَةُ إِيمَانِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَسِيرَةُ
إِلْيَاسَ تَرِدُ هُنَا لِأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي مِثْلِ تِلْكَ اللَّمْحَةِ الْقَصِيرَةِ، وَنَقِفُ لِنُلِمَّ بِالنَّاحِيَةِ الْفَنِّيَّةِ فِي الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ فَقَدْ رُوعِيَتِ الْفَاصِلَةُ وَإِيقَاعُهَا الْمُوسِيقِيُّ فِي إِرْجَاعِ اسْمِ
إِلْيَاسَ بِصِيغَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130إِلْ يَاسِينَ عَلَى طَرِيقَةِ الْقُرْآنِ فِي مُلَاحَظَةِ تَنَاسُقِ الْإِيقَاعِ فِي التَّعْبِيرِ.
ثُمَّ تَأْتِي لَمْحَةٌ عَنْ قِصَّةِ لُوطٍ، الَّتِي تَرِدُ فِي الْمَوَاضِعِ الْأُخْرَى تَالِيَةً لِقِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=133وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=134إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=135إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=136ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=137وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=138وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ؟ ..
وَهِيَ أَشْبَهُ بِاللَّمْحَةِ الَّتِي جَاءَتْ عَنْ قِصَّةِ
نُوحٍ، فَهِيَ تُشِيرُ إِلَى رِسَالَةِ
لُوطٍ وَنَجَاتِهِ مَعَ أَهْلِهِ إِلَّا امْرَأَتَهُ، وَتَدْمِيرُ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، وَتَنْتَهِي بِلَمْسَةٍ لِقُلُوبِ
الْعَرَبِ الَّذِينَ يَمُرُّونَ عَلَى دَارِ قَوْمِ
لُوطٍ فِي الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ وَلَا تَسْتَيْقِظُ قُلُوبُهُمْ وَلَا تَسْتَمِعُ لِحَدِيثِ الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ. وَلَا تَخَافُ عَاقِبَةً كَعَاقِبَتِهَا الْحَزِينَةِ!.
وَتُخْتَمُ هَذِهِ اللَّمَحَاتُ بِلَمْحَةٍ عَنْ
يُونُسَ صَاحِبِ الْحُوتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=139وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=140إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=141فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=142فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=145فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=146وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=147وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=148فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ..
وَلَا يَذْكُرُ الْقُرْآنُ أَيْنَ كَانَ قَوْمُ
يُونُسَ. وَلَكِنَّ الْمَفْهُومَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي بُقْعَةٍ قَرِيبَةٍ مِنَ الْبَحْرِ.وَتَذْكُرُ الرِّوَايَاتُ أَنْ
يُونُسَ ضَاقَ صَدْرًا بِتَكْذِيبِ قَوْمِهِ، فَأَنْذَرَهُمْ بِعَذَابٍ قَرِيبٍ، وَغَادَرَهُمُ مُغْضَبًا آبِقًا، فَقَادَهُ الْغَضَبُ إِلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ حَيْثُ رَكِبَ سَفِينَةً مَشْحُونَةً، وَفِي وَسَطِ اللُّجَّةِ نَاوَأَتْهَا الرِّيَاحُ وَالْأَمْوَاجُ، وَكَانَ هَذَا إِيذَانًا عِنْدَ الْقَوْمِ بِأَنَّ مِنْ بَيْنِ الرُّكَّابِ رَاكِبًا مَغْضُوبًا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ ارْتَكَبَ خَطِيئَةً، وَأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يُلْقَى فِي الْمَاءِ لِتَنْجُوَ السَّفِينَةُ مِنَ الْغَرَقِ، فَاقْتَرَعُوا عَلَى مَنْ يُلْقُونَهُ مِنَ السَّفِينَةِ؛ فَخَرَجَ سَهْمُ
يُونُسَ - وَكَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَهُمْ بِالصَّلَاحِ، وَلَكِنَّ سَهْمَهُ خَرَجَ بِشَكْلٍ أَكِيدٍ فَأَلْقَوْهُ فِي الْبَحْرِ. أَوْ أَلْقَى هُوَ نَفْسَهُ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=142مُلِيمٌ أَيْ: مُسْتَحِقٌّ لِلَّوْمِ، لِأَنَّهُ تَخَلَّى عَنِ الْمُهِمَّةِ الَّتِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ بِهَا، وَتَرَكَ قَوْمَهُ مُغَاضِبًا قَبْلَ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ. وَعِنْدَمَا أَحَسَّ بِالضِّيقِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ سَبَّحَ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَهُ وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الظَّالِمِينَ. وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَسَمِعَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَاسْتَجَابَ لَهُ، فَلَفَظَهُ الْحُوتُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=144لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ سَقِيمًا عَارِيًا عَلَى الشَّاطِئِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=146وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ . وَهُوَ الْقَرْعُ. يُظَلِّلُهُ
[ ص: 2999 ] بِوَرَقِهِ الْعَرِيضِ وَيَمْنَعُ عَنْهُ الذُّبَابَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ لَا يَقْرَبُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، وَكَانَ هَذَا مِنْ تَدْبِيرِ اللَّهِ وَلُطْفِهِ.فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ عَافِيَتَهُ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ مُغَاضِبًا، وَكَانُوا قَدْ خَافُوا مَا أَنْذَرَهُمْ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ بَعْدَ خُرُوجِهِ، فَآمَنُوا، وَاسْتَغْفَرُوا، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ مِنَ اللَّهِ فَسَمِعَ لَهُمْ وَلَمْ يَنْزِلْ بِهِمْ عَذَابُ الْمُكَذِّبِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=148فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ وَكَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ يَزِيدُونَ وَلَا يَنْقُصُونَ، وَقَدْ آمَنُوا أَجْمَعِينَ .
وَهَذِهِ اللَّمْحَةُ بِسِيَاقِهَا هُنَا تُبَيِّنُ عَاقِبَةَ الَّذِينَ آمَنُوا، بِجَانِبِ مَا تُبَيِّنُهُ الْقَصَصُ السَّابِقَةُ مِنْ عَاقِبَةِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ.
فَيَخْتَارُ قَوْمُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِحْدَى الْعَاقِبَتَيْنِ كَمَا يَشَاءُونَ!!.
وَكَذَلِكَ يَنْتَهِي هَذَا الشَّوْطُ مِنَ السُّورَةِ بَعْدَ تِلْكَ الْجَوْلَةِ الْوَاسِعَةِ عَلَى مَدَارِ التَّارِيخِ مِنْ لَدُنْ
نُوحٍ، مَعَ الْمُنْذَرِينَ: الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ..