ولما
nindex.php?page=treesubj&link=28663_28644نزه ذاته الأقدس وأثبت لنفسه استحقاق الإلهية بالإجماع من خلقه بما ركزه في فطرهم وهداهم إليه بعقولهم، أتبع ذلك أدلة أخرى بإثبات كل كمال بما تسعه العقول وبما لا تسعه مصرحا بالملك فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=29687_30250_30291_30347_34091_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وتبارك أي ثبت ثباتا لا يشبهه ثبات لأنه لا زوال مع التيمن والبركة وكل كمال، فلا تشبيه له حتى يدعى أنه ولد له
[ ص: 494 ] أو شريك، ثم وصفه بما يبين تباركه واختصاصه بالإلهية فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85الذي له ملك السماوات أي كلها
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85والأرض كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وما بينهما وبين كل اثنين منها، والدليل على هذا الإجماع القائم على توحيده عند الاضطرار.
لما ثبت اختصاصه بالملك وكان الملك لا يكون إلا عالما بملكه وكان ربما ادعى مدع وتكذب معاند في الملك أو العلم، قطع الأطماع بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وعنده أي وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85علم الساعة سائقا له مساق ما هو معلوم الكون، لا مجال للخلاف فيه إشارة إلى ما عليها من الأدلة القطعية المركوزة في الفطرة الأولى فكيف بما يؤدي إليه الفكر من الذكر المنبه عليه السمع، ولأن من ثبت اختصاصه بالملك وجب قبول أخباره لذاته، وخوفا من سطواته، ورجاء في بركاته
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وإليه أي وحده لا إلى غيره بعد قيام الساعة
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85ترجعون بأيسر أمر تحقيقا لملكه وقطعا للنزاع في وحدانيته، وقراءة الجماعة وهم من عدا
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش عن
يعقوب بالخطاب أشد تهديدا من قراءة الباقين بالغيب، وأدل على تناهي الغضب على من لا يقبل إليه بالمتاب بعد رفع كل ما يمكن أن يتسبب عنه ارتياب.
وَلَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28663_28644نَزَّهَ ذَاتَهُ الْأَقْدَسَ وَأَثْبَتَ لِنَفْسِهِ اسْتِحْقَاقَ الْإِلَهِيَّةِ بِالْإِجْمَاعِ مِنْ خَلْقِهِ بِمَا رَكَّزَهُ فِي فِطَرِهِمْ وَهَدَاهُمْ إِلَيْهِ بِعُقُولِهِمْ، أَتْبَعَ ذَلِكَ أَدِلَّةً أُخْرَى بِإِثْبَاتِ كُلِّ كَمَالٍ بِمَا تَسَعُهُ الْعُقُولُ وَبِمَا لَا تَسَعُهُ مُصَرِّحًا بِالْمُلْكِ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=29687_30250_30291_30347_34091_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَتَبَارَكَ أَيْ ثَبَتَ ثَبَاتًا لَا يُشْبِهُهُ ثَبَاتٌ لِأَنَّهُ لَا زَوَالَ مَعَ التَّيَمُّنِ وَالْبَرَكَةِ وَكُلِّ كَمَالٍ، فَلَا تَشْبِيهَ لَهُ حَتَّى يُدَّعَى أَنَّهُ وَلَدٌ لَهُ
[ ص: 494 ] أَوْ شَرِيكٌ، ثُمَّ وَصَفَهُ بِمَا يُبَيِّنُ تَبَارُكَهُ وَاخْتِصَاصَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ أَيْ كُلِّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَالأَرْضِ كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَمَا بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ مِنْهَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا الْإِجْمَاعُ الْقَائِمُ عَلَى تَوْحِيدِهِ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ.
لَمَّا ثَبَتَ اخْتِصَاصُهُ بِالْمُلْكِ وَكَانَ الْمَلِكُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَالِمًا بِمُلْكِهِ وَكَانَ رُبَّمَا ادَّعَى مُدَّعٍ وَتَكَذَّبَ مُعَانِدٌ فِي الْمُلْكِ أَوِ الْعِلْمِ، قَطَعَ الْأَطْمَاعَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَعِنْدَهُ أَيْ وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85عِلْمُ السَّاعَةِ سَائِقًا لَهُ مَسَاقُ مَا هُوَ مَعْلُومُ الْكَوْنِ، لَا مَجَالَ لِلْخِلَافِ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا عَلَيْهَا مِنَ الْأَدِلَّةِ الْقَطْعِيَّةِ الْمَرْكُوزَةِ فِي الْفِطْرَةِ الْأُولَى فَكَيْفَ بِمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ الْفِكْرُ مِنَ الذِّكْرِ الْمُنَبِّهِ عَلَيْهِ السَّمْعُ، وَلِأَنَّ مَنْ ثَبَتَ اخْتِصَاصُهُ بِالْمُلْكِ وَجَبَ قَبُولُ أَخْبَارِهِ لِذَاتِهِ، وَخَوْفًا مِنْ سَطَوَاتِهِ، وَرَجَاءً فِي بَرَكَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَإِلَيْهِ أَيْ وَحْدَهُ لَا إِلَى غَيْرِهِ بَعْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85تُرْجَعُونَ بِأَيْسَرِ أَمْرٍ تَحْقِيقًا لِمُلْكِهِ وَقَطْعًا لِلنِّزَاعِ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ، وَقِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ وَهُمْ مَنْ عَدَا
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=17274وَوِرَشٍ عَنْ
يَعْقُوبَ بِالْخِطَابِ أَشَدُّ تَهْدِيدًا مِنْ قِرَاءَةِ الْبَاقِينَ بِالْغَيْبِ، وَأَدَلُّ عَلَى تَنَاهِي الْغَضَبِ عَلَى مَنْ لَا يَقْبَلُ إِلَيْهِ بِالْمَتَابِ بَعْدَ رَفْعِ كُلِّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَسَبَّبَ عَنْهُ ارْتِيَابٌ.