القول في تأويل قوله تعالى:
[51]
nindex.php?page=treesubj&link=28657_29711_31756_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض استئناف مسوق لبيان عدم استحقاق
[ ص: 4071 ] إبليس وذريته، للاتخاذ المذكور في أنفسهم، بعد بيان الصوارف عن ذلك، من خباثة المحتد والفسق والعداوة. أي: ما أحضرت إبليس وذريته خلق السماوات والأرض، حين خلقتهما:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51ولا خلق أنفسهم أي: وما أشهدت بعضهم أيضا خلق بعض منهم. ونفي الإشهاد كناية عن نفي الاعتضاد بهم والاستعانة على خلق ما ذكر- أبلغ. إذ من لم يشهد فأنى يستعان به؟ فأنى يصح جعله شريكا؟ ولذلك قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وما كنت متخذ المضلين عضدا أي: وما كنت متخذهم أعوانا لخلق ما ذكر، بل تفردت بخلق جميع ذلك بغير معين ولا ظهير أي: وإذا لم يكونوا عضدا في الخلق، فما لكم تتخذونهم شركاء في العبادة؟ واستحقاق العبادة من توابع الخالقية. والاشتراك فيه يستلزم الاشتراك فيها. والخالقية منفية عن غيره تعالى، فينتفي لازمها وهو استحقاق عبادة ذلك الغير، وهم المضلون، فلا يكونون أربابا. إنما وضع (المضلين) موضع الضمير، ذما لهم وتسجيلا عليهم بالإضلال، وتأكيدا لما سبق من إنكار اتخاذهم أولياء. ونحو هذه الآية قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=22قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له
وقوله تعالى:
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[51]
nindex.php?page=treesubj&link=28657_29711_31756_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ اسْتِئْنَافٌ مَسُوقٌ لِبَيَانِ عَدَمِ اسْتِحْقَاقِ
[ ص: 4071 ] إِبْلِيسَ وَذُرِّيَّتِهِ، لِلِاتِّخَاذِ الْمَذْكُورِ فِي أَنْفُسِهِمْ، بَعْدَ بَيَانِ الصَّوَارِفِ عَنْ ذَلِكَ، مِنْ خَبَاثَةِ الْمُحْتَدِّ وَالْفِسْقِ وَالْعَدَاوَةِ. أَيْ: مَا أَحْضَرْتُ إِبْلِيسَ وَذُرِّيَّتَهُ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، حِينَ خَلَقْتُهُمَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ أَيْ: وَمَا أَشْهَدْتُ بَعْضَهُمْ أَيْضًا خَلْقَ بَعْضٍ مِنْهُمْ. وَنَفْيُ الْإِشْهَادِ كِنَايَةٌ عَنْ نَفْيِ الِاعْتِضَادِ بِهِمْ وَالِاسْتِعَانَةِ عَلَى خَلْقِ مَا ذُكِرَ- أَبْلَغُ. إِذْ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ فَأَنَّى يُسْتَعَانُ بِهِ؟ فَأَنَّى يَصِحُّ جَعْلُهُ شَرِيكًا؟ وَلِذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا أَيْ: وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَهُمْ أَعْوَانًا لِخَلْقِ مَا ذُكِرَ، بَلْ تَفَرَّدْتُ بِخَلْقِ جَمِيعِ ذَلِكَ بِغَيْرِ مُعِينٍ وَلَا ظَهِيرٍ أَيْ: وَإِذَا لَمْ يَكُونُوا عَضُدًا فِي الْخَلْقِ، فَمَا لَكُمْ تَتَّخِذُونَهُمْ شُرَكَاءَ فِي الْعِبَادَةِ؟ وَاسْتِحْقَاقُ الْعِبَادَةِ مِنْ تَوَابِعِ الْخَالِقِيَّةِ. وَالِاشْتِرَاكُ فِيهِ يَسْتَلْزِمُ الِاشْتِرَاكَ فِيهَا. وَالْخَالِقِيَّةُ مَنْفِيَّةٌ عَنْ غَيْرِهِ تَعَالَى، فَيَنْتَفِي لَازِمُهَا وَهُوَ اسْتِحْقَاقُ عِبَادَةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ، وَهُمُ الْمُضِلُّونَ، فَلَا يَكُونُونَ أَرْبَابًا. إِنَّمَا وُضِعَ (الْمُضِلِّينَ) مَوْضِعَ الضَّمِيرِ، ذَمًّا لَهُمْ وَتَسْجِيلًا عَلَيْهِمْ بِالْإِضْلَالِ، وَتَأْكِيدًا لِمَا سَبَقَ مِنْ إِنْكَارِ اتِّخَاذِهِمْ أَوْلِيَاءَ. وَنَحْوَ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=22قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: