[ ص: 5432 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[29]
nindex.php?page=treesubj&link=1534_18139_19965_20056_28902_29396_29680_29694_30231_30478_30589_32707_34134_34135_34141_34180_34188_34294_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله والذين معه أي: أصحابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أشداء على الكفار رحماء بينهم أي: لهم شدة وغلظة على الكفار المحاربين لهم، الصادين عن سبيل الله، وعندهم تراحم فيما بينهم، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
لطائف:
الأولى:- جوز في:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله أن يكونا مبتدأ وخبرا، وأن يكون: " رسول الله " صفة، أو عطف بيان، أو بدلا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29والذين معه عطف عليه. وخبرهما:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أشداء على الكفار
الثانية:- قال
الشهاب : قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء بينهم تكميل، لو لم يذكر لربما توهم أنهم لاعتيادهم الشدة على الكفار قد صار ذلك لهم سجية في كل حال، وعلى كل أحد. فلما قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء بينهم اندفع ذلك التوهم، فهو تكميل واحتراس، كما في الآية المتقدمة، فإنه لما قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أذلة على المؤمنين ربما توهم أن مفهوم القيد غير معتبر، وأنهم موصوفون
[ ص: 5433 ] بالذل دائما، وعند كل أحد، فدفع بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أعزة على الكافرين فهو كقوله:
حليم إذا ما الحلم زين أهله على أنه عند العدو مهيب
الثالثة:- قال
المهايمي : تفيد الآية أن دين الحق قد ظهر في أصحابه صلوات الله عليه، إذ اعتدلت قوتهم الغضبية! بتبعية اعتدال المفكرة والشهوية؛ إذ هم أشداء على الكفار، لرسوخهم في صحة الاعتقاد، بحيث يغارون على من لم يصح اعتقاده،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء بينهم لعدم ميلهم إلى الشهوات. هذا باعتبار الأخلاق، وأما باعتبار الأعمال، فأنت:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : وصفهم بكثرة العمل، وكثرة الصلاة، وهي خير الأعمال. ووصفهم بالإخلاص فيها لله عز وجل، والاحتساب عند الله تعالى جزيل الثواب، وهو الجنة المشتملة على فضل الله عز وجل، وهو سعة الرزق عليهم ورضاه تعالى عنهم! وهو أكبر من الأولى، كما قال جل وعلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72ورضوان من الله أكبر انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سيماهم في وجوههم مبتدأ وخبر، أي: علامتهم كائنة فيها. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29من أثر السجود بيان للسيما، كأنه قيل: سيماهم التي هي أثر السجود، أو حال من المستكن في وجوههم.
قال
الشهاب : وهي على ما قبله خبر مبتدأ تقديره: هي من أثر السجود. انتهى. وهل الوجوه مجاز عن الذوات، أو حقيقة؟ في معناها تأويلان للسلف، فعن ابن عباس:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سيماهم في وجوههم يعني السمت الحسن. وقال مجاهد وغير واحد، يعني الخشوع والتواضع. وقال
منصور nindex.php?page=showalam&ids=16879لمجاهد : ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من
فرعون.
وقال بعض السلف:
nindex.php?page=hadith&LINKID=677836من كثرت صلاته بالليل، حسن وجهه بالنهار . وقد رفعه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه. والصحيح أنه موقوف. وقال بعضهم: إن للحسنة لنورا في القلب،
[ ص: 5434 ] وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الناس. وقال أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه، وفلتات لسانه.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=913519« ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله تعالى رداءها، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر » وإسناده واه؛ لأن فيه العزرمي وهو متروك.
وروى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=691643« لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء، ليس لها باب ولا كوة، لخرج عمله للناس كائنا ما كان » .
وأخرج أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676069« إن الهدى الصالح، والسمت الصالح والاقتصاد، جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة » . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا.
والتأويل الثاني في الآية، أن ذلك آثار ترى في الوجه من ثرى الأرض، أو ندى الطهور. روي ذلك عن ابن جبير وعكرمة. وقد كان ذلك في العهد النبوي، حيث لا فراش للمسجد إلا ترابه وحصباؤه.
وكل من المعنيين من (سيماهم) رضي الله عنهم وأرضاهم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ذلك أي: الوصف:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مثلهم في التوراة أي: صفتهم العجيبة فيها:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه أي: فراخه، أو سنبله، أو نباته:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فآزره أي: قواه:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فاستغلظ أي: فغلظ الزرع واشتد. فالسين للمبالغة في الغلظ، أو صار من الدقة إلى الغلظ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فاستوى على سوقه أي: استقام على قصبه. و(السوق) جمع ساق:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يعجب الزراع أي: يعجب هذا الزرع الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه، وحسن نباته، وبلوغه وانتهائه، الذين زرعوه. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ليغيظ بهم الكفار تعليل لما دل عليه تشبيههم بالزرع من نمائهم وقوتهم، كأنه قيل: إنما قواهم وكثرهم ليغيظ بهم الكفار.
[ ص: 5435 ] لطائف:
الأولى:ـ يجوز في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ومثلهم في الإنجيل كزرع وجهان:
أحدهما:- أنه مبتدأ، وخبره:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كزرع فيوقف على قوله: " في التوراة " فهما مثلان، وإليه ذهب ابن عباس.
والثاني:- أنه معطوف على: " مثلهم " الأول، فيكون مثلا واحدا في الكتابين، ويوقف حينئذ على: في الإنجيل، وإليه نحا مجاهد والفراء، ويكون قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كزرع في هذا فيه أوجه:
أحدهما:- أنه خبر مبتدأ مضمر. أي: مثلهم كزرع، فسر به المثل المذكور في الإنجيل.
الثاني:- أنه حال من الضمير في: " مثلهم " أي: مماثلين زرعا هذه صفته.
الثالث:- أنه نعت مصدر محذوف، أي: تمثيلا كزرع -ذكره أبو البقاء-.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون: " ذلك " إشارة مبهمة أوضحت بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كزرع كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء -أفاده السمين-.
الثانية:- قال
nindex.php?page=showalam&ids=14529السمين: الضمير المستتر في:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فآزره للزرع، والبارز للشطء. وعكس النسفي، فجعل المستتر للشط، والبارز للزرع. أي: فقوي الشطء بكثافة الزرع، وكثافته كثرة فروعه وأوراقه. قال الجمل: وما صنعه النسفي أنسب؛ فإن العادة أن الأصل يتقوى بفروعه، فهي تعينه وتقويه.
الثالثة:- قال السمين:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يعجب الزراع حال. أي: حال كونه معجبا، وهنا تم المثل.
الرابعة:- قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هذا مثل ضربه الله لبدء أمر الإسلام، وترقيه في الزيادة، إلى أن قوي واستحكم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام وحده، ثم قواه الله بمن آمن معه، كما يقوي الطاقة الأولى من الزرع، ما يحتف بها مما يتولد منها حتى يعجب الزراع.
[ ص: 5436 ] وهذا ما قاله البغوي من أن (الزرع): محمد، و(الشطء): أصحابه والمؤمنون، فجعلا التمثيل للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته.
وأما القاضي فجعله مثالا للصحابة فقط. وعبارته: وهو مثل ضربه الله تعالى للصحابة، قلوا في بدء الإسلام، ثم كثروا واستحكموا، فترقى أمرهم، بحيث أعجب الناس.
قال
الشهاب : ولكل وجهة.
الخامسة:- قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : من هذه الآية انتزع الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمة الله عليه، في رواية عنه، تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم. قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة، فهو كافر لهذه الآية. ووافقه طائفة من العلماء على ذلك -انتهى كلام
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير -.
ولا يخفاك أن هذا خلاف ما اتفق عليه المحققون من أهل السنة والجماعة من أنه
nindex.php?page=treesubj&link=30526_30231لا يكفر أحد من أهل القبلة ، كما بسط في كتاب العقائد، وأوضحه النووي في شرح (مقدمة
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم )، وقبله الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في كتابه (فيصل التفرقة). وقد كان من جملة البلاء في القرون الوسطى التسرع من الفقهاء بالتكفير والزندقة. وكم أريقت دماء في سبيل التعصب لذلك، كما يمر كثير منهم بقارئ التاريخ. على أن كلمة الأصوليين اتفقت على أن المجتهد كيفما كان، مأجور غير مأزور، ناهيك بمسألة عدالتهم المتعددة أقوالها، حتى في أصغر كتاب في الأصول كمثل (جمع الجوامع). نعم، إن التطرف والغلو في المباحث ليس من شأن الحكماء المنصفين. وإذا اشتد البياض صار برصا.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وعد الله الذين آمنوا أي: صدقوا الله ورسوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وعملوا الصالحات منهم مغفرة أي: عفوا عما مضى من ذنوبهم، وسيئ أعمالهم بحسنها
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وأجرا عظيما أي: ثوابا جزيلا، وهو الجنة.
[ ص: 5432 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[29]
nindex.php?page=treesubj&link=1534_18139_19965_20056_28902_29396_29680_29694_30231_30478_30589_32707_34134_34135_34141_34180_34188_34294_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَيْ: أَصْحَابُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ أَيْ: لَهُمْ شِدَّةٌ وَغِلْظَةٌ عَلَى الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ لَهُمُ، الصَّادِّينَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَعِنْدَهُمْ تَرَاحُمٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
لَطَائِفُ:
الْأُولَى:- جُوِّزَ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَكُونَا مُبْتَدَأً وَخَبَرًا، وَأَنْ يَكُونَ: " رَسُولُ اللَّهِ " صِفَةً، أَوْ عَطْفَ بَيَانٍ، أَوْ بَدَلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَالَّذِينَ مَعَهُ عُطِفَ عَلَيْهِ. وَخَبَرُهُمَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
الثَّانِيَةُ:- قَالَ
الشِّهَابُ : قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَكْمِيلٌ، لَوْ لَمْ يُذْكَرْ لَرُبَّمَا تُوُهِّمَ أَنَّهُمْ لِاعْتِيَادِهِمُ الشِّدَّةَ عَلَى الْكُفَّارِ قَدْ صَارَ ذَلِكَ لَهُمْ سَجِيَّةً فِي كُلِّ حَالٍ، وَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ. فَلَمَّا قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ انْدَفَعَ ذَلِكَ التَّوَهُّمُ، فَهُوَ تَكْمِيلٌ وَاحْتِرَاسٌ، كَمَا فِي الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ، فَإِنَّهُ لَمَّا قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ رُبَّمَا تُوُهِّمَ أَنَّ مَفْهُومَ الْقَيْدِ غَيْرُ مُعْتَبَرٍ، وَأَنَّهُمْ مَوْصُوفُونَ
[ ص: 5433 ] بِالذُّلِّ دَائِمًا، وَعِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ، فَدَفَعَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ فَهُوَ كَقَوْلِهِ:
حَلِيمٌ إِذَا مَا الْحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ عَلَىْ أَنَّهُ عِنْدَ الْعَدُوِّ مَهِيبُ
الثَّالِثَةُ:- قَالَ
الْمَهَايِمِيُّ : تُفِيدُ الْآيَةُ أَنَّ دِينَ الْحَقِّ قَدْ ظَهَرَ فِي أَصْحَابِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، إِذِ اعْتَدَلَتْ قُوَّتُهُمُ الْغَضَبِيَّةُ! بِتَبَعِيَّةِ اعْتِدَالِ الْمُفَكِّرَةِ وَالشَّهَوِيَّةِ؛ إِذْ هُمْ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكَفَّارِ، لِرُسُوخِهِمْ فِي صِحَّةِ الِاعْتِقَادِ، بِحَيْثُ يَغَارُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يَصِحَّ اعْتِقَادُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ لِعَدَمِ مَيْلِهِمْ إِلَى الشَّهَوَاتِ. هَذَا بِاعْتِبَارِ الْأَخْلَاقِ، وَأَمَّا بِاعْتِبَارِ الْأَعْمَالِ، فَأَنْتَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَصَفَهُمْ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ، وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ، وَهِيَ خَيْرُ الْأَعْمَالِ. وَوَصَفَهُمْ بِالْإِخْلَاصِ فِيهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالِاحْتِسَابِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى جَزِيلَ الثَّوَابِ، وَهُوَ الْجَنَّةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ سَعَةُ الرِّزْقِ عَلَيْهِمْ وَرِضَاهُ تَعَالَى عَنْهُمْ! وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الْأُولَى، كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، أَيْ: عَلَامَتُهُمْ كَائِنَةٌ فِيهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ بَيَانٌ لِلسِّيمَا، كَأَنَّهُ قِيلَ: سِيمَاهُمُ الَّتِي هِيَ أَثَرُ السُّجُودِ، أَوْ حَالٌ مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِي وُجُوهِهِمْ.
قَالَ
الشِّهَابُ : وَهِيَ عَلَى مَا قَبْلَهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ تَقْدِيرُهُ: هِيَ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ. انْتَهَى. وَهَلِ الْوُجُوهُ مَجَازٌ عَنِ الذَّوَاتِ، أَوْ حَقِيقَةٌ؟ فِي مَعْنَاهَا تَأْوِيلَانِ لِلسَّلَفِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ يَعْنِي السَّمْتَ الْحَسَنَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، يَعْنِي الْخُشُوعَ وَالتَّوَاضُعَ. وَقَالَ
مَنْصُورٌ nindex.php?page=showalam&ids=16879لِمُجَاهِدٍ : مَا كُنْتُ أَرَاهُ إِلَّا هَذَا الْأَثَرَ فِي الْوَجْهِ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، رُبَّمَا كَانَ بَيْنَ عَيْنَيْ مَنْ هُوَ أَقْسَى قَلْبًا مِنْ
فِرْعَوْنَ.
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=677836مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ، حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ . وَقَدْ رَفَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ لِلْحَسَنَةِ لَنُورًا فِي الْقَلْبِ،
[ ص: 5434 ] وَضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَسِعَةً فِي الرِّزْقِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ النَّاسِ. وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إِلَّا أَبْدَاهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ، وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مَرْفُوعًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=913519« مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إِلَّا أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَعَالَى رِدَاءَهَا، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ » وَإِسْنَادُهُ وَاهٍ؛ لِأَنَّ فِيهِ الْعَزْرَمِيَّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
وَرَوَى الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=691643« لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ، لَيْسَ لَهَا بَابٌ وَلَا كُوَّةٌ، لَخَرَجَ عَمَلُهُ لِلنَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ » .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676069« إِنَّ الْهُدَى الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالِاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ » . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا.
وَالتَّأْوِيلُ الثَّانِي فِي الْآيَةِ، أَنَّ ذَلِكَ آثَارٌ تُرَى فِي الْوَجْهِ مِنْ ثَرَى الْأَرْضِ، أَوْ نَدَى الطَّهُورِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ. وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي الْعَهْدِ النَّبَوِيِّ، حَيْثُ لَا فِرَاشَ لِلْمَسْجِدِ إِلَّا تُرَابُهُ وَحَصْبَاؤُهُ.
وَكُلٌّ مِنَ الْمَعْنَيَيْنِ مِنْ (سِيمَاهُمْ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29ذَلِكَ أَيِ: الْوَصْفُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَيْ: صِفَتُهُمُ الْعَجِيبَةُ فِيهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ أَيْ: فِرَاخَهُ، أَوْ سُنْبُلَهُ، أَوْ نَبَاتَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَآزَرَهُ أَيْ: قَوَّاهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَاسْتَغْلَظَ أَيْ: فَغَلِظَ الزَّرْعُ وَاشْتَدَّ. فَالسِّينُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْغِلَظِ، أَوْ صَارَ مِنَ الدِّقَّةِ إِلَى الْغِلَظِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ أَيِ: اسْتَقَامَ عَلَى قَصَبِهِ. وَ(السُّوقُ) جَمْعُ سَاقٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ أَيْ: يُعْجِبُ هَذَا الزَّرْعُ الَّذِي اسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ فِي تَمَامِهِ، وَحُسْنِ نَبَاتِهِ، وَبُلُوغِهِ وَانْتِهَائِهِ، الَّذِينَ زَرَعُوهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ تَعْلِيلٌ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ تَشْبِيهُهُمْ بِالزَّرْعِ مِنْ نَمَائِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ، كَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّمَا قَوَّاهُمْ وَكَثَّرَهُمْ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ.
[ ص: 5435 ] لَطَائِفُ:
الْأُولَى:ـ يَجُوزُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا:- أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كَزَرْعٍ فَيُوقَفُ عَلَى قَوْلِهِ: " فِي التَّوْرَاةِ " فَهُمَا مَثَلَانِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ.
وَالثَّانِي:- أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى: " مَثَلُهُمُ " الْأَوَّلِ، فَيَكُونُ مَثَلًا وَاحِدًا فِي الْكِتَابَيْنِ، وَيُوقَفُ حِينَئِذٍ عَلَى: فِي الْإِنْجِيلِ، وَإِلَيْهِ نَحَا مُجَاهِدٌ وَالْفَرَّاءُ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كَزَرْعٍ فِي هَذَا فِيهِ أَوْجُهٌ:
أَحَدُهُمَا:- أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مُضْمَرٍ. أَيْ: مَثَلُهُمْ كَزَرْعٍ، فُسِّرَ بِهِ الْمَثَلُ الْمَذْكُورُ فِي الْإِنْجِيلِ.
الثَّانِي:- أَنَّهُ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي: " مَثَلُهُمْ " أَيْ: مُمَاثِلِينَ زَرْعًا هَذِهِ صِفَتُهُ.
الثَّالِثُ:- أَنَّهُ نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: تَمْثِيلًا كَزَرْعٍ -ذَكَرَهُ أَبُو الْبَقَاءِ-.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ: " ذَلِكَ " إِشَارَةً مُبْهَمَةً أُوضِحَتْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29كَزَرْعٍ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ -أَفَادَهُ السَّمِينُ-.
الثَّانِيَةُ:- قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14529السَّمِينُ: الضَّمِيرُ الْمُسْتَتِرُ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29فَآزَرَهُ لِلزَّرْعِ، وَالْبَارِزُ لِلشَّطْءِ. وَعَكَسَ النَّسَفِيُّ، فَجَعَلَ الْمُسْتَتِرَ لِلشَّطِّ، وَالْبَارِزَ لِلزَّرْعِ. أَيْ: فَقَوِيَ الشَّطْءُ بِكَثَافَةِ الزَّرْعِ، وَكَثَافَتُهُ كَثْرَةُ فُرُوعِهِ وَأَوْرَاقِهِ. قَالَ الْجَمَلُ: وَمَا صَنَعَهُ النَّسَفِيُّ أَنْسَبُ؛ فَإِنَّ الْعَادَةَ أَنَّ الْأَصْلَ يَتَقَوَّى بِفُرُوعِهِ، فَهِيَ تُعِينُهُ وَتُقَوِّيهِ.
الثَّالِثَةُ:- قَالَ السَّمِينُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ حَالٌ. أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ مُعْجِبًا، وَهُنَا تَمَّ الْمَثَلُ.
الرَّابِعَةُ:- قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِبَدْءِ أَمْرِ الْإِسْلَامِ، وَتَرَقِّيهِ فِي الزِّيَادَةِ، إِلَى أَنْ قَوِيَ وَاسْتَحْكَمَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَوَّاهُ اللَّهُ بِمَنْ آمَنَ مَعَهُ، كَمَا يُقَوِّي الطَّاقَةَ الْأُولَى مِنَ الزَّرْعِ، مَا يَحْتَفُ بِهَا مِمَّا يَتَوَلَّدُ مِنْهَا حَتَّى يُعْجِبَ الزُّرَّاعَ.
[ ص: 5436 ] وَهَذَا مَا قَالَهُ الْبَغَوِيُّ مِنْ أَنَّ (الزَّرْعَ): مُحَمَّدٌ، وَ(الشَّطْءَ): أَصْحَابُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَجَعَلَا التَّمْثِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ.
وَأَمَّا الْقَاضِي فَجَعَلَهُ مِثَالًا لِلصَّحَابَةِ فَقَطْ. وَعِبَارَتُهُ: وَهُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلصَّحَابَةِ، قَلُّوا فِي بَدْءِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ كَثُرُوا وَاسْتَحْكَمُوا، فَتَرَقَّى أَمْرُهُمْ، بِحَيْثُ أَعْجَبَ النَّاسَ.
قَالَ
الشِّهَابُ : وَلِكُلٍّ وُجْهَةٌ.
الْخَامِسَةُ:- قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ انْتَزَعَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ، تَكْفِيرَ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يَبْغَضُونَ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. قَالَ: لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ، وَمَنْ غَاظَ الصَّحَابَةَ، فَهُوَ كَافِرٌ لِهَذِهِ الْآيَةِ. وَوَافَقَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى ذَلِكَ -انْتَهَى كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ -.
وَلَا يَخْفَاكَ أَنَّ هَذَا خِلَافُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30526_30231لَا يَكْفُرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، كَمَا بُسِطَ فِي كِتَابِ الْعَقَائِدِ، وَأَوْضَحَهُ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ (مُقَدِّمَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ )، وَقَبْلَهُ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْغَزَالِيُّ فِي كِتَابِهِ (فَيْصَلُ التَّفْرِقَةِ). وَقَدْ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ الْبَلَاءِ فِي الْقُرُونِ الْوُسْطَى التَّسَرُّعُ مِنَ الْفُقَهَاءِ بِالتَّكْفِيرِ وَالزَّنْدَقَةِ. وَكَمْ أُرِيقَتْ دِمَاءٌ فِي سَبِيلِ التَّعَصُّبِ لِذَلِكَ، كَمَا يَمُرُّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِقَارِئِ التَّارِيخِ. عَلَى أَنَّ كَلِمَةَ الْأُصُولِيِّينَ اتَّفَقَتْ عَلَى أَنَّ الْمُجْتَهِدَ كَيْفَمَا كَانَ، مَأْجُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، نَاهِيكَ بِمَسْأَلَةِ عَدَالَتِهِمُ الْمُتَعَدِّدَةِ أَقْوَالُهَا، حَتَّى فِي أَصْغَرِ كِتَابٍ فِي الْأُصُولِ كَمَثَلِ (جَمْعِ الْجَوَامِعِ). نَعَمْ، إِنَّ التَّطَرُّفَ وَالْغُلُوَّ فِي الْمَبَاحِثِ لَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْحُكَمَاءِ الْمُنْصِفِينَ. وَإِذَا اشْتَدَّ الْبَيَاضُ صَارَ بَرَصًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ: صَدَقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً أَيْ: عَفْوًا عَمَّا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَسَيِّئِ أَعْمَالِهِمْ بِحُسْنِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَأَجْرًا عَظِيمًا أَيْ: ثَوَابًا جَزِيلًا، وَهُوَ الْجَنَّةُ.