القول في تأويل قوله تعالى:
[ 30 - 40 ]
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_30539_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظليل ولا يغني من اللهب nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إنها ترمي بشرر كالقصر nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كأنه جمالت صفر nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=34ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هذا يوم لا ينطقون nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36ولا يؤذن لهم فيعتذرون nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=37ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=treesubj&link=30291_30347_33679_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين nindex.php?page=treesubj&link=30351_34273_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فإن كان لكم كيد فكيدون nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=40ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب أي: فرق، وذلك دخان جهنم المرتفع من وقودها، إذا تصاعد تفرق شعبا ثلاثا، لعظمه.
قال
الشهاب: فيه استعارة تهكمية لتشبيه ما يعلو من الدخان بالظل، وفيه إبداع، لأن الظل لا يعلو ذا الظل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظليل تهكم بهم; لأن الظل لا يكون إلا ظليلا، أي: مظللا; فنفيه عنه للدلالة على أن جعله ظلا تهكم بهم، ولأنه ربما يتوهم أن فيه راحة لهم، فنفى هذا الاحتمال بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظليل ولا يغني من اللهب أي: لا يرد عنهم من لهب
[ ص: 6027 ] النار شيئا. والمعنى أنه لا يظلهم من حرها ولا يكنهم من لهبها.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إنها ترمي بشرر كالقصر أي: تقذف كل شررة كالقصر في عظمها، والقصر واحد القصور.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : العرب تشبه الإبل بالقصور المبنية، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13672الأخطل في صفة ناقة:
كأنها برج رومي يشيده لز بجص وآجر وأحجار
ثم قال: وقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32بشرر كالقصر ولم يقل: كالقصور. والشرر جمع، كما قيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر ولم يقل: الأدبار لأن الدبر بمعنى الأدبار; وفعل ذلك توفيقا بين رؤوس الآي ومقاطع الكلام; لأن العرب تفعل ذلك كذلك وبلسانها نزل القرآن.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كأنه جمالت وقرئ: "جمالات" جمع (جمال)، جمع (جمل)، أو جمع (جمالة)، جمع (جمل) أيضا، ونظيره: رجال ورجالات، وبيوت وبيوتات، وحجارة وحجارات.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33صفر أي: في لونها، فإن الشرار بما فيه من النارية يكون أصفر. وقيل: "صفر" أي: سود.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره: أي: كالنوق السود، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : زاعما أنه المعروف من كلام العرب،
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=34ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هذا يوم لا ينطقون أي: بحجة، أو في وقت من أوقاته; لأنه يوم طويل ذو مواقف ومواقيت. أو جعل نطقهم كلا نطق، لأنه لا ينفع ولا يسمع فلا ينافي آية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا و
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=31ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36ولا يؤذن لهم فيعتذرون أي: لا يمهد لهم الإذن في الاعتذار، لعدم قبول معذرتهم بقيام الحجة عليهم. وإنما لم يقل: فيعتذروا; محافظة على رؤوس الآي. وقيل: هو معطوف على "يؤذن" منخرط معه في سلك النفي، والمعنى: ولا يكون لهم إذن واعتذار متعقب له، من غير أن يجعل الاعتذار مسببا عن الإذن.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=37ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين أي: الحق بين العباد "جمعناكم" أي:
[ ص: 6028 ] حشرناكم فيه "والأولين" أي: من الأمم الهالكة.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فإن كان لكم كيد أي: احتيال للتخلص من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فكيدون أي: فاحتالوا له.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : تقريع لهم على كيدهم لدين الله وذويه، وتسجيل عليهم بالعجز والاستكانة.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=40ويل يومئذ للمكذبين أي: فإنه لا حيلة لهم في دفع العقاب.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ 30 - 40 ]
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_30539_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30434_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=34وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=37وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30291_30347_33679_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30351_34273_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30532_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=40وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ أَيْ: فِرَقٍ، وَذَلِكَ دُخَانُ جَهَنَّمَ الْمُرْتَفِعُ مِنْ وَقُودِهَا، إِذَا تَصَاعَدَ تَفَرَّقَ شُعَبًا ثَلَاثًا، لِعِظَمِهِ.
قَالَ
الشِّهَابُ: فِيهِ اسْتِعَارَةٌ تَهَكُّمِيَّةٌ لِتَشْبِيهِ مَا يَعْلُو مِنَ الدُّخَانِ بِالظِّلِّ، وَفِيهِ إِبْدَاعٌ، لِأَنَّ الظِّلَّ لَا يَعْلُو ذَا الظِّلِّ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظَلِيلٍ تَهَكُّمٌ بِهِمْ; لِأَنَّ الظِّلَّ لَا يَكُونُ إِلَّا ظَلِيلًا، أَيْ: مُظَلِّلًا; فَنَفْيُهُ عَنْهُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ جَعْلَهُ ظِلًّا تَهَكَّمٌ بِهِمْ، وَلِأَنَّهُ رُبَّمَا يَتَوَهَّمُ أَنَّ فِيهِ رَاحَةً لَهُمْ، فَنَفَى هَذَا الِاحْتِمَالَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ أَيْ: لَا يَرُدُّ عَنْهُمْ مِنْ لَهَبِ
[ ص: 6027 ] النَّارِ شَيْئًا. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يُظِلُّهُمْ مِنْ حَرِّهَا وَلَا يُكَنِّهِمْ مِنْ لَهَبِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ أَيْ: تَقْذِفُ كُلَّ شَرَرَةٍ كَالْقَصْرِ فِي عِظَمِهَا، وَالْقَصْرُ وَاحِدُ الْقُصُورِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : الْعَرَبُ تُشَبِّهُ الْإِبِلَ بِالْقُصُورِ الْمَبْنِيَّةِ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13672الْأَخْطَلُ فِي صِفَةِ نَاقَةٍ:
كَأَنَّهَا بُرْجٌ رُومِيٌّ يُشَيِّدُهُ لُزَّ بِجِصٍّ وَآجُرٍّ وَأَحْجَارِ
ثُمَّ قَالَ: وَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ وَلَمْ يَقُلْ: كَالْقُصُورِ. وَالشَّرَرُ جَمْعٌ، كَمَا قِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ وَلَمْ يَقُلِ: الْأَدْبَارُ لِأَنَّ الدُّبُرَ بِمَعْنَى الْأَدْبَارِ; وَفَعَلَ ذَلِكَ تَوْفِيقًا بَيْنَ رُؤُوسِ الْآيِ وَمَقَاطِعِ الْكَلَامِ; لِأَنَّ الْعَرَبَ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَبِلِسَانِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ وَقُرِئَ: "جِمَالَاتٌ" جَمْعُ (جِمَالٍ)، جَمْعُ (جَمَلٍ)، أَوْ جَمْعُ (جِمَالَةٍ)، جَمْعِ (جَمَلٍ) أَيْضًا، وَنَظِيرُهُ: رِجَالٌ وَرِجَالَاتٌ، وَبُيُوتٌ وَبُيُوتَاتٌ، وَحِجَارَةٌ وَحِجَارَاتٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33صُفْرٌ أَيْ: فِي لَوْنِهَا، فَإِنَّ الشَّرَارَ بِمَا فِيهِ مِنَ النَّارِيَّةِ يَكُونُ أَصْفَرَ. وَقِيلَ: "صُفْرٌ" أَيْ: سُودٌ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ: أَيْ: كَالنُّوقِ السُّودِ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : زَاعِمًا أَنَّهُ الْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=34وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ أَيْ: بِحُجَّةٍ، أَوْ فِي وَقْتٍ مِنْ أَوْقَاتِهِ; لِأَنَّهُ يَوْمٌ طَوِيلٌ ذُو مَوَاقِفَ وَمَوَاقِيتَ. أَوْ جُعِلَ نُطْقُهُمْ كَلَا نُطْقٍ، لِأَنَّهُ لَا يَنْفَعُ وَلَا يُسْمَعُ فَلَا يُنَافِي آيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=31ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ أَيْ: لَا يُمَهَّدُ لَهُمُ الْإِذْنُ فِي الِاعْتِذَارِ، لِعَدَمِ قَبُولِ مَعْذِرَتِهِمْ بِقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ. وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ: فَيَعْتَذِرُوا; مُحَافَظَةً عَلَى رُؤُوسِ الْآيِ. وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى "يُؤْذَنُ" مُنْخَرِطٌ مَعَهُ فِي سِلْكِ النَّفْيِ، وَالْمَعْنَى: وَلَا يَكُونُ لَهُمْ إِذْنٌ وَاعْتِذَارٌ مُتَعَقِّبٌ لَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُجْعَلَ الِاعْتِذَارُ مُسَبَّبًا عَنِ الْإِذْنِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=37وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ أَيِ: الْحَقُّ بَيْنَ الْعِبَادِ "جَمَعْنَاكُمْ" أَيْ:
[ ص: 6028 ] حَشَرْنَاكُمْ فِيهِ "وَالْأَوَّلِينَ" أَيْ: مِنَ الْأُمَمِ الْهَالِكَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ أَيِ: احْتِيَالٌ لِلتَّخَلُّصِ مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فَكِيدُونِ أَيْ: فَاحْتَالُوا لَهُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : تَقْرِيعٌ لَهُمْ عَلَى كَيْدِهِمْ لِدِينِ اللَّهِ وَذَوِيهِ، وَتَسْجِيلٌ عَلَيْهِمْ بِالْعَجْزِ وَالِاسْتِكَانَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=40وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أَيْ: فَإِنَّهُ لَا حِيلَةَ لَهُمْ فِي دَفْعِ الْعِقَابِ.