القول في تأويل قوله تعالى:
[ 17 - 20 ]
nindex.php?page=treesubj&link=18896_33306_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كلا بل لا تكرمون اليتيم nindex.php?page=treesubj&link=18896_32468_33252_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18ولا تحاضون على طعام المسكين nindex.php?page=treesubj&link=30578_32407_34361_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وتأكلون التراث أكلا لما nindex.php?page=treesubj&link=32407_32944_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وتحبون المال حبا جما
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كلا ردع عن قوليه في حاليه، أعني اعتقاد الإكرام في الإعطاء، والإهانة في المنع،
[ ص: 6153 ] بل لطلب الشكر، وهو صرف النعم إلى ما خلقت له، وإعطاء المال لذويه، وأحقهم الأيتام وهم لا يفعلونه، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17بل لا تكرمون اليتيم وهو من فقد كافله ومربيه، فإن من آكد الواجبات القيام على تأديبه وكفالته، صونا إذا أهمل من فساد طبيعته وعيثه بالضرر في أهل جبلته. ومثله التحاض على مواساة البؤساء، وهؤلاء المنعي عليهم ضلالهم في غفلة عنه، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18ولا تحاضون على طعام المسكين أي: لا يحض بعضكم بعضا عليه ولا يتواصى به.
قال
الإمام: وإنما ذكر التحاض على الطعام، ولم يكتف بالإطعام فيقول: (لم تطعموا المسكين); ليصرح لك بالبيان الجلي أن أفراد الأمة متكافلون، وأنه يجب أن يكون لبعضهم على بعض عطف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع التزام كل لما يأمر به، وابتعاده عما ينهى عنه.
لطيفة:
قال
القاشاني: في دلالة قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فأما الإنسان أي: الإنسان يجب أن يكون في
nindex.php?page=treesubj&link=19572_19607مقام الشكر أو الصبر بحكم الإيمان، لحديث:
« الإيمان نصفان نصف: صبر، ونصف شكر » لأن الله تعالى إما يبتليه بالنعم والرخاء، فعليه أن يشكره باستعمال نعمته فيما ينبغي من
nindex.php?page=treesubj&link=33306إكرام اليتيم وإطعام المسكين وسائر مراضيه. ولا يكفر نعمته بالبطر والافتخار فيقول: إن الله أكرمني لاستحقاقي وكرامتي عنده، ويترفه في الأكل ويحتجب بمحبة المال وبمنع المستحقين، أو بالفقر وضيق الرزق فيجب عليه أن يصبر ولا يجزع ولا يقول: إن الله أهانني، فربما كان ذلك إكراما له بأن لا يشغله بالنعمة عن المنعم، ويجعل ذلك وسيلة له في التوجه إلى الحق والسلوك في طريقه لعدم التعلق، كما أن الأول ربما كان استدراجا منه. انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وتأكلون التراث أكلا لما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : أي: تأكلون الميراث أكلا شديدا، لا تتركون منه شيئا. من قولهم: لممت ما على الخوان أجمع فأنا ألمه لما)، إذا: أكلت ما عليه فأتيت على جميعه.
[ ص: 6154 ] قال
ابن زيد : كانوا لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار، وقرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان أي: لا تورثوهن أيضا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله : اللم:
nindex.php?page=treesubj&link=13648الاعتداء في الميراث، يأكل ميراثه وغيره.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وتحبون المال حبا جما أي: جمعه وكنزه، حبا كثيرا شديدا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ 17 - 20 ]
nindex.php?page=treesubj&link=18896_33306_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كَلا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ nindex.php?page=treesubj&link=18896_32468_33252_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ nindex.php?page=treesubj&link=30578_32407_34361_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا nindex.php?page=treesubj&link=32407_32944_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17كَلا رَدْعٌ عَنْ قَوْلَيْهِ فِي حَالَيْهِ، أَعْنِي اعْتِقَادَ الْإِكْرَامِ فِي الْإِعْطَاءِ، وَالْإِهَانَةِ فِي الْمَنْعِ،
[ ص: 6153 ] بَلْ لِطَلَبِ الشُّكْرِ، وَهُوَ صَرْفُ النِّعَمِ إِلَى مَا خُلِقَتْ لَهُ، وَإِعْطَاءُ الْمَالِ لِذَوِيهِ، وَأَحَقُّهُمُ الْأَيْتَامُ وَهُمْ لَا يَفْعَلُونَهُ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=17بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَهُوَ مَنْ فَقَدَ كَافِلَهُ وَمُرَبِّيَهُ، فَإِنَّ مِنْ آكَدِ الْوَاجِبَاتِ الْقِيَامَ عَلَى تَأْدِيبِهِ وَكَفَالَتِهِ، صَوْنًا إِذَا أَهْمَلَ مِنْ فَسَادِ طَبِيعَتِهِ وَعَيْثِهِ بِالضَّرَرِ فِي أَهْلِ جِبِلَّتِهِ. وَمِثْلُهُ التَّحَاضُّ عَلَى مُوَاسَاةِ الْبُؤَسَاءِ، وَهَؤُلَاءِ الْمَنْعِيُّ عَلَيْهِمْ ضَلَالُهُمْ فِي غَفْلَةٍ عَنْهُ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=18وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ أَيْ: لَا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا عَلَيْهِ وَلَا يَتَوَاصَى بِهِ.
قَالَ
الْإِمَامُ: وَإِنَّمَا ذَكَرَ التَّحَاضَّ عَلَى الطَّعَامِ، وَلَمْ يَكْتَفِ بِالْإِطْعَامِ فَيَقُولُ: (لَمْ تُطْعِمُوا الْمِسْكِينَ); لِيُصَرِّحَ لَكَ بِالْبَيَانِ الْجَلِيِّ أَنَّ أَفْرَادَ الْأُمَّةِ مُتَكَافِلُونَ، وَأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ عَطْفٌ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، مَعَ الْتِزَامِ كُلٍّ لِمَا يَأْمُرْ بِهِ، وَابْتِعَادِهِ عَمَّا يَنْهَى عَنْهُ.
لَطِيفَةٌ:
قَالَ
الْقَاشَانِيُّ: فِي دَلَالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=15فَأَمَّا الإِنْسَانُ أَيِ: الْإِنْسَانُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19572_19607مَقَامِ الشُّكْرِ أَوِ الصَّبْرِ بِحُكْمِ الْإِيمَانِ، لِحَدِيثِ:
« الْإِيمَانُ نِصْفَانِ نِصْفٌ: صَبْرٌ، وَنِصْفٌ شُكْرٌ » لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِمَّا يَبْتَلِيهِ بِالنِّعَمِ وَالرَّخَاءِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَشْكُرَهُ بِاسْتِعْمَالِ نِعْمَتِهِ فِيمَا يَنْبَغِي مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=33306إِكْرَامِ الْيَتِيمِ وَإِطْعَامِ الْمِسْكِينِ وَسَائِرِ مُرَاضِيهِ. وَلَا يَكْفُرُ نِعْمَتَهُ بِالْبَطَرِ وَالِافْتِخَارِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَنِي لِاسْتِحْقَاقِي وَكَرَامَتِي عِنْدَهُ، وَيُتْرِفُهُ فِي الْأَكْلِ وَيَحْتَجِبُ بِمَحَبَّةِ الْمَالِ وَبِمَنْعِ الْمُسْتَحِقِّينَ، أَوْ بِالْفَقْرِ وَضِيقِ الرِّزْقِ فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ وَلَا يَجْزَعَ وَلَا يَقُولَ: إِنَّ اللَّهَ أَهَانَنِي، فَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ إِكْرَامًا لَهُ بِأَنْ لَا يَشْغَلَهُ بِالنِّعْمَةِ عَنِ الْمُنْعِمِ، وَيَجْعَلُ ذَلِكَ وَسِيلَةً لَهُ فِي التَّوَجُّهِ إِلَى الْحَقِّ وَالسُّلُوكِ فِي طَرِيقِهِ لِعَدَمِ التَّعَلُّقِ، كَمَا أَنَّ الْأَوَّلَ رُبَّمَا كَانَ اسْتِدْرَاجًا مِنْهُ. انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : أَيْ: تَأْكُلُونَ الْمِيرَاثَ أَكْلًا شَدِيدًا، لَا تَتْرُكُونَ مِنْهُ شَيْئًا. مِنْ قَوْلِهِمْ: لَمَمْتُ مَا عَلَى الْخُوَانِ أَجْمَعَ فَأَنَا أَلُمُّهُ لَمًّا)، إِذَا: أَكَلْتَ مَا عَلَيْهِ فَأَتَيْتَ عَلَى جَمِيعِهِ.
[ ص: 6154 ] قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَلَا يُوَرِّثُونَ الصِّغَارَ، وَقَرَأَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ أَيْ: لَا تُورِثُوهُنَّ أَيْضًا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15558بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : اللَّمُّ:
nindex.php?page=treesubj&link=13648الِاعْتِدَاءُ فِي الْمِيرَاثِ، يَأْكُلُ مِيرَاثَهُ وَغَيْرَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا أَيْ: جَمْعَهُ وَكَنْزَهُ، حُبًّا كَثِيرًا شَدِيدًا.