القول في تأويل قوله تعالى:
[ 9 - 12 ]
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30458_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها nindex.php?page=treesubj&link=30458_30539_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وقد خاب من دساها nindex.php?page=treesubj&link=30549_31844_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كذبت ثمود بطغواها nindex.php?page=treesubj&link=28861_31846_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إذ انبعث أشقاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها أي: زكى نفسه وطهرها من رجس النقائص والآثام، أو نماها بالعلم والعمل والوصول إلى الكمال وبلوغ الفطرة الأولى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وقد خاب من دساها أي: أخملها ووضع منها، بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله تعالى. هذا ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : وقال غيره: أي: نقص تزكيتها وأخفى استعدادها وفطرتها التي خلقت عليها بالجهالة والفسوق. وهو مأخوذ من: (دس الشيء في التراب)، أي: أدخله فيه وأخفاه. وأصل (دسى) دسس. كتقضى البازي. وجملة "قد أفلح" إلخ جواب القسم وحذف اللام للطول.
[ ص: 6170 ] قال
القاضي: وكأنه لما أراد به الحث على تكميل النفس والمبالغة فيه، أقسم عليه بما يدلهم على العلم بوجود الصانع ووجوب ذاته وكمال صفاته الذي هو أقصى درجات القوة النظرية ويذكرهم عظائم الإله ليحملهم على الاستغراق في شكر نعمائه الذي هو منتهى كمالات القوة العملية.
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إلى أن هذه الجملة كلام تابع لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فألهمها فجورها وتقواها على سبيل الاستطراد. وجواب القسم محذوف تقديره: ليدمدمن الله عليهم، أي: على أهل
مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دمدم على
ثمود، لأنهم كذبوا
صالحا عليه السلام.
وقد دل عليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كذبت ثمود بطغواها أي: بسبب طغيانها ومجاوزتها الحد في الفجور. فالطغوى مصدر. وجوز أن يراد به العذاب نفسه، على حذف مضاف أو بدونه مبالغة كما يوصف بغيره من المصادر، أي: كذبت بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأهلكوا بالطاغية فالطغوى على هذا من التجاوز عن الحد والزيادة في العذاب. والباء صلة "كذبت" وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إذ انبعث أشقاها ظرف لـ "كذبت" أو (طغوى)، أي: حين قام أشقى
ثمود لعقر ناقة
صالح عليه السلام. وكانوا نهوا عن مسها بسوء، وأنذروا عاقبة المخالفة، كما قال تعالى:
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ 9 - 12 ]
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30458_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا nindex.php?page=treesubj&link=30458_30539_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا nindex.php?page=treesubj&link=30549_31844_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا nindex.php?page=treesubj&link=28861_31846_29062nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا أَيْ: زَكَّى نَفْسَهُ وَطَهَّرَهَا مِنْ رِجْسِ النَّقَائِصِ وَالْآثَامِ، أَوْ نَمَّاهَا بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَالْوُصُولِ إِلَى الْكَمَالِ وَبُلُوغِ الْفِطْرَةِ الْأُولَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا أَيْ: أَخْمَلَهَا وَوَضَعَ مِنْهَا، بِخِذْلَانِهِ إِيَّاهَا عَنِ الْهُدَى حَتَّى رَكِبَ الْمَعَاصِي وَتَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ تَعَالَى. هَذَا مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَقَالَ غَيْرُهُ: أَيْ: نَقَصَ تَزْكِيَتَهَا وَأَخْفَى اسْتِعْدَادَهَا وَفِطْرَتَهَا الَّتِي خُلِقَتْ عَلَيْهَا بِالْجَهَالَةِ وَالْفُسُوقِ. وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ: (دَسَّ الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ)، أَيْ: أَدْخَلَهُ فِيهِ وَأَخْفَاهُ. وَأَصْلُ (دَسَّى) دَسَّسَ. كَتَقَضَّى الْبَازِي. وَجُمْلَةُ "قَدْ أَفْلَحَ" إِلَخْ جَوَابُ الْقَسَمِ وَحَذْفُ اللَّامِ لِلطُّولِ.
[ ص: 6170 ] قَالَ
الْقَاضِي: وَكَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ بِهِ الْحَثَّ عَلَى تَكْمِيلِ النَّفْسِ وَالْمُبَالَغَةِ فِيهِ، أَقْسَمَ عَلَيْهِ بِمَا يَدُلُّهُمْ عَلَى الْعِلْمِ بِوُجُودِ الصَّانِعِ وَوُجُوبِ ذَاتِهِ وَكَمَالِ صِفَاتِهِ الَّذِي هُوَ أَقْصَى دَرَجَاتِ الْقُوَّةِ النَّظَرِيَّةِ وَيُذَكِّرُهُمْ عَظَائِمَ الْإِلَهِ لِيَحْمِلَهُمْ عَلَى الِاسْتِغْرَاقِ فِي شُكْرِ نَعْمَائِهِ الَّذِي هُوَ مُنْتَهَى كَمَالَاتِ الْقُوَّةِ الْعَمَلِيَّةِ.
وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ كَلَامٌ تَابِعٌ لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِطْرَادِ. وَجَوَابُ الْقَسَمِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: لَيُدَمْدِمَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، أَيْ: عَلَى أَهْلِ
مَكَّةَ لِتَكْذِيبِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا دَمْدَمَ عَلَى
ثَمُودَ، لِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا
صَالِحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا أَيْ: بِسَبَبِ طُغْيَانِهَا وَمُجَاوَزَتِهَا الْحَدَّ فِي الْفُجُورِ. فَالطَّغْوَى مَصْدَرٌ. وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْعَذَابُ نَفْسُهُ، عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَوْ بِدُونِهِ مُبَالَغَةً كَمَا يُوصَفُ بِغَيْرِهِ مِنَ الْمَصَادِرِ، أَيْ: كَذَّبَتْ بِمَا أُوعِدَتْ بِهِ مِنْ عَذَابِهَا ذِي الطَّغْوَى، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ فَالطَّغْوَى عَلَى هَذَا مِنَ التَّجَاوُزِ عَنِ الْحَدِّ وَالزِّيَادَةُ فِي الْعَذَابِ. وَالْبَاءُ صِلَةُ "كَذَّبَتْ" وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ظَرْفٌ لِـ "كَذَّبَتْ" أَوْ (طَغْوَى)، أَيْ: حِينَ قَامَ أَشْقَى
ثَمُودَ لِعَقْرِ نَاقَةِ
صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَكَانُوا نُهُوا عَنْ مَسِّهَا بِسُوءٍ، وَأُنْذِرُوا عَاقِبَةَ الْمُخَالَفَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: