القول في تأويل قوله تعالى:
[52]
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30563_30569_31653_32360_34299_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فترى الذين في قلوبهم مرض أي: نفاق وشك في وعد الله لإظهار دينه:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52يسارعون فيهم أي: في مودتهم في الباطن والظاهر، من غير نظر فيما يلحقهم من الضرر في دين الله، والفضيحة بالنفاق:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52يقولون أي: في عذرهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52نخشى أن تصيبنا دائرة أي: من دوائر الزمان، وصرف من صروفه، فتكون الدولة لهم، فنحتاج إليهم، فنحن نتحفظ عن شرهم. ولا يتفكرون في أن الدائرة ربما تصيب من يوالونهم. والدائرة من الصفات الغالبة التي لا يذكر معها موصوفها. وأصلها: الخط المحيط بالسطح. استعيرت لنوائب الزمان، بملاحظة إحاطتها واستعمالها في المكروه. و (الدولة) ضدها، وقد ترد بمعنى (الدائرة) أيضا، لكنه قليل. كذا في "العناية".
[ ص: 2026 ] ثم رد تعالى عللهم الباطلة، وقطع أطماعهم الفارغة، وبشر المؤمنين بالظفر بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فعسى الله أن يأتي بالفتح أي: فتح
مكة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي. أو فتح قرى اليهود من
خيبر وفدك، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل: هو القضاء الفصل بنصره صلى الله عليه وسلم على أعدائه، وإظهار المسلمين:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52أو أمر من عنده يقطع شأفة اليهود، ويجليهم عن بلادهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فيصبحوا أي: المنافقون:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52على ما أسروا في أنفسهم من الشك في ظهور الإسلام، أو من النفاق:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52نادمين لافتضاحهم بالنفاق مع الفريقين. وتعليق الندامة بما كانوا يكتمونه - لا بما كانوا يظهرونه من موالاة الكفرة - لما أنه الذي كان يحملهم على الموالاة ويغريهم عليها. فدل ذلك على ندامتهم عليها بأصلها وسببها.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[52]
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30563_30569_31653_32360_34299_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَيْ: نِفَاقٌ وَشَكٌّ فِي وَعْدِ اللَّهِ لِإِظْهَارِ دِينِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52يُسَارِعُونَ فِيهِمْ أَيْ: فِي مَوَدَّتِهِمْ فِي الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ، مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ فِيمَا يَلْحَقُهُمْ مِنَ الضَّرَرِ فِي دِينِ اللَّهِ، وَالْفَضِيحَةِ بِالنِّفَاقِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52يَقُولُونَ أَيْ: فِي عُذْرِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ أَيْ: مِنْ دَوَائِرِ الزَّمَانِ، وَصَرْفٌ مِنْ صُرُوفِهِ، فَتَكُونُ الدَّوْلَةُ لَهُمْ، فَنَحْتَاجُ إِلَيْهِمْ، فَنَحْنُ نَتَحَفَّظُ عَنْ شَرِّهِمْ. وَلَا يَتَفَكَّرُونَ فِي أَنَّ الدَّائِرَةَ رُبَّمَا تُصِيبُ مَنْ يُوَالُونَهُمْ. وَالدَّائِرَةُ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ الَّتِي لَا يُذْكَرُ مَعَهَا مَوْصُوفُهَا. وَأَصْلُهَا: الْخَطُّ الْمُحِيطُ بِالسَّطْحِ. اسْتُعِيرَتْ لِنَوَائِبِ الزَّمَانِ، بِمُلَاحَظَةِ إِحَاطَتِهَا وَاسْتِعْمَالِهَا فِي الْمَكْرُوهِ. وَ (الدَّوْلَةُ) ضِدُّهَا، وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى (الدَّائِرَةِ) أَيْضًا، لَكِنَّهُ قَلِيلٌ. كَذَا فِي "الْعِنَايَةِ".
[ ص: 2026 ] ثُمَّ رَدَّ تَعَالَى عِلَلَهُمُ الْبَاطِلَةَ، وَقَطَعَ أَطْمَاعَهَمُ الْفَارِغَةَ، وَبَشَّرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالظَّفَرِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَيْ: فَتْحِ
مَكَّةَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ. أَوْ فَتْحِ قُرَى الْيَهُودِ مِنْ
خَيْبَرَ وَفَدَكَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٌ: هُوَ الْقَضَاءُ الْفَصْلُ بِنَصْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَإِظْهَارِ الْمُسْلِمِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ يَقْطَعُ شَأْفَةَ الْيَهُودِ، وَيُجْلِيهِمْ عَنْ بِلَادِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فَيُصْبِحُوا أَيِ: الْمُنَافِقُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الشَّكِّ فِي ظُهُورِ الْإِسْلَامِ، أَوْ مِنَ النِّفَاقِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52نَادِمِينَ لِافْتِضَاحِهِمْ بِالنِّفَاقِ مَعَ الْفَرِيقَيْنِ. وَتَعْلِيقِ النَّدَامَةِ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَهُ - لَا بِمَا كَانُوا يُظْهِرُونَهُ مِنْ مُوَالَاةِ الْكَفَرَةِ - لِمَا أَنَّهُ الَّذِي كَانَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْمُوَالَاةِ وَيُغْرِيهِمْ عَلَيْهَا. فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى نَدَامَتِهِمْ عَلَيْهَا بِأَصْلِهَا وَسَبَبِهَا.