[ ص: 4937 ] معاني السورة الكريمة
nindex.php?page=treesubj&link=30296هول يوم القيامة.. وجدل الناس حولها
قال الله (تعالى):
nindex.php?page=treesubj&link=19860_30180_30291_30296_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير
ذكر الله (تعالى)
nindex.php?page=treesubj&link=30296هول يوم البعث؛ حيث تزلزل القلوب؛ والأرض؛ فإذا زلزلت الأرض زلزالها اضطربت مع هذه الزلزلة القلوب والنفوس؛ وزاغت الأبصار؛ واضطربت الأفئدة.
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم النداء للناس أجمعين؛ في عصر النبوة; عربا؛ وعجما؛ أبيض؛ وأسود؛ وأحمر؛ الحاضرين في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ومن جاء بعدهم؛ فالخطاب لهم؛ بناء على أن ما ثبت للحاضرين يثبت على المقبلين؛ بقانون المساواة؛ الذي يثبت تساوي الناس في التكليف؛ وإنه لا يرفع الخطاب إلا عمن ليس أهلا للخطاب؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1اتقوا ربكم أي: ادرعوا لباس التقوى؛ ولتمتلئ نفوسكم باتقاء عذاب الله (تعالى)؛ وخشيته - سبحانه -؛ فخشية الله درع المؤمن؛ ووقايته من النار؛
[ ص: 4938 ] وقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة شيء عظيم "الزلزلة ": الحركة الشديدة العنيفة؛ وترديدها مرة بعد أخرى؛ وقيل: إنها تكرار لـ "زل "؛ أي: أنها تتحرك بزوال ثم تعود؛ فتضطرب الأرض؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت الأرض زلزالها nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=2وأخرجت الأرض أثقالها nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=3وقال الإنسان ما لها nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4يومئذ تحدث أخبارها nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=6يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
و
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1زلزلة الساعة من إضافة المصدر إلى ظرفه؛ أي: الزلزلة التي تكون في يوم الساعة؛ وهو يوم القيامة؛ وعبر عن ذلك اليوم بالساعة; لأنه يكون ساعة شديدة خطيرة؛ لها ما بعدها من هول أعظم؛ وحساب وعقاب؛ وقد عبر الله - سبحانه - عن هذه الزلزلة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة شيء عظيم أي أنها شديدة شدة لا يكتنه كنهها؛ ولا يعبر عنها إلا بأنها "شيء عظيم "؛ فالشيء اسم لكل شديد؛ أي أن الألفاظ تضيق عن معانيها؛ فلا يتسع لها لفظ إلا ما يكون لفظا عاما غير محدود؛ لأن شدتها غير محدودة؛ ولا يحدها نطاق.
[ ص: 4937 ] مَعَانِي السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=30296هَوْلُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.. وَجَدَلُ النَّاسِ حَوْلَهَا
قَالَ اللَّهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=treesubj&link=19860_30180_30291_30296_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ
ذَكَرَ اللَّهُ (تَعَالَى)
nindex.php?page=treesubj&link=30296هَوْلَ يَوْمِ الْبَعْثِ؛ حَيْثُ تُزَلْزَلُ الْقُلُوبَ؛ وَالْأَرْضُ؛ فَإِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا اضْطَرَبَتْ مَعَ هَذِهِ الزَّلْزَلَةِ الْقُلُوبُ وَالنُّفُوسُ؛ وَزَاغَتِ الْأَبْصَارُ؛ وَاضْطَرَبَتِ الْأَفْئِدَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ اَلنِّدَاءُ لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ فِي عَصْرِ النُّبُوَّةِ; عَرَبًا؛ وَعَجَمًا؛ أَبْيَضَ؛ وَأَسْوَدَ؛ وَأَحْمَرَ؛ الْحَاضِرِينَ فِي عَصْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ؛ فَالْخِطَابُ لَهُمْ؛ بِنَاءً عَلَى أَنَّ مَا ثَبَتَ لِلْحَاضِرِينَ يَثْبُتُ عَلَى الْمُقْبِلِينَ؛ بِقَانُونِ الْمُسَاوَاةِ؛ الَّذِي يُثْبِتُ تَسَاوِي النَّاسِ فِي التَّكْلِيفِ؛ وَإِنَّهُ لَا يُرْفَعُ الْخِطَابُ إِلَّا عَمَّنْ لَيْسَ أَهْلًا لِلْخِطَابِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1اتَّقُوا رَبَّكُمْ أَيْ: اِدَّرِعُوا لِبَاسَ التَّقْوَى؛ وَلْتَمْتَلِئْ نُفُوسُكُمْ بِاتِّقَاءِ عَذَابِ اللَّهِ (تَعَالَى)؛ وَخَشِيَتِهِ - سُبْحَانَهُ -؛ فَخَشْيَةُ اللَّهِ دِرْعُ الْمُؤْمِنِ؛ وَوِقَايَتُهُ مِنَ النَّارِ؛
[ ص: 4938 ] وَقَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ "اَلزَّلْزَلَةُ ": اَلْحَرَكَةُ الشَّدِيدَةُ الْعَنِيفَةُ؛ وَتَرْدِيدُهَا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى؛ وَقِيلَ: إِنَّهَا تَكْرَارٌ لِـ "زَلَّ "؛ أَيْ: أَنَّهَا تَتَحَرَّكُ بِزَوَالٍ ثُمَّ تَعُودُ؛ فَتَضْطَرِبُ الْأَرْضُ؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=2وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=3وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=6يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى ظَرْفِهِ؛ أَيْ: اَلزَّلْزَلَةَ الَّتِي تَكُونُ فِي يَوْمِ السَّاعَةِ؛ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ وَعَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ بِالسَّاعَةِ; لِأَنَّهُ يَكُونُ سَاعَةً شَدِيدَةً خَطِيرَةً؛ لَهَا مَا بَعْدَهَا مِنْ هَوْلٍ أَعْظَمَ؛ وَحِسَابٍ وَعِقَابٍ؛ وَقَدْ عَبَّرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - عَنْ هَذِهِ الزَّلْزَلَةِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ أَيْ أَنَّهَا شَدِيدَةٌ شِدَّةً لَا يُكْتَنَهُ كُنْهُهَا؛ وَلَا يُعَبَّرُ عَنْهَا إِلَّا بِأَنَّهَا "شَيْءٌ عَظِيمٌ "؛ فَالشَّيْءُ اسْمُ لِكُلِّ شَدِيدٍ؛ أَيْ أَنَّ الْأَلْفَاظَ تَضِيقُ عَنْ مَعَانِيهَا؛ فَلَا يَتَّسِعُ لَهَا لَفْظٌ إِلَّا مَا يَكُونُ لَفْظًا عَامًّا غَيْرَ مَحْدُودٍ؛ لِأَنَّ شِدَّتَهَا غَيْرُ مَحْدُودَةٍ؛ وَلَا يَحُدُّهَا نِطَاقٌ.