nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_29718_30180_34141_34310_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة
* * *
الثواب ما يعود على الإنسان من أي عمل يعمله، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ثم أطلق الثواب في القرآن على الجزاء، وذلك في مقابل العقاب الذي هو جزاء الشر، والمراد هنا على هذا الأساس نعيم الدنيا، والنتائج الطيبة لأعمال الدنيا. ومعنى النص السامي من يكون من شأنه وطوية نفسه أن يطلب نعيم الدنيا وما فيها من خير، فإن الله
[ ص: 1893 ] تعالى يعطيه ما يطلب إن اتجه إلى طلبها عن طريق الحق والدين، فإن الله تعالى ذا السلطان الكامل في الدنيا والآخرة هو وحده عنده نعيمهما معا، فمن أراد الدنيا عن طريق الخير والحق، فإنه سينال ذلك بتوفيق الله تعالى وتمكينه.
وهذا الكلام يطوي في ثناياه معاني ثلاثة:
أولها: أن
nindex.php?page=treesubj&link=30491الاستجابة لما يطلبه الله سبحانه وتعالى تؤدي إلى خير الدنيا من عزة ورفعة وقوة وسلطان في الأرض، وتعاون على إصلاحها ومنع فسادها، وتواصل وتراحم، من غير تقاطع ولا تدابر.
ثانيها: أن من يطلب الدنيا من غير طلب الآخرة ولا يستجيب لداعي الله، يكون قد طلب الأخس وترك الأخطر منهما، ولا يكون طالبا لها على وجه الحق، ويكون محاسبا على كل ما نال من مغانم في هذه، ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها [آل عمران ].
ثالثها: أن النص الكريم يفيد
nindex.php?page=treesubj&link=33679قدرة الله، وكمال سلطانه، وعدله في الثواب والعقاب، وأنه يعلم الخير ويجزي عليه والشر ويعاقب صاحبه nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة]. ولذا ختم سبحانه الآية بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134وكان الله سميعا بصيرا أي أن الله سبحانه وتعالى عالم علما دائما أزليا علم من يسمع ما يجهر به ويسر، ومن يطلع على حركات النفوس، وخلجات القلوب، وما يجيش في الصدور، وعالم علم من يبصر أدق الأعمال وأخفاها من خير أو شر، وإنه مجازي كل إنسان على مقتضى هذا العلم الذي لا تخفى عليه خافية.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=201ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار [البقرة].
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_29718_30180_34141_34310_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
* * *
الثَّوَابُ مَا يَعُودُ عَلَى الْإِنْسَانِ مِنْ أَيِّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، ثُمَّ أَطْلَقَ الثَّوَابَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى الْجَزَاءِ، وَذَلِكَ فِي مُقَابِلِ الْعِقَابِ الَّذِي هُوَ جَزَاءُ الشَّرِّ، وَالْمُرَادُ هُنَا عَلَى هَذَا الْأَسَاسِ نَعِيمُ الدُّنْيَا، وَالنَّتَائِجُ الطَّيِّبَةُ لِأَعْمَالِ الدُّنْيَا. وَمَعْنَى النَّصِّ السَّامِي مَنْ يَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ وَطَوِيَّةِ نَفْسِهِ أَنْ يَطْلُبَ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّ اللَّهَ
[ ص: 1893 ] تَعَالَى يُعْطِيهِ مَا يُطْلَبُ إِنِ اتَّجَهَ إِلَى طَلَبِهَا عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ وَالدِّينِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَا السُّلْطَانِ الْكَامِلِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ هُوَ وَحْدَهُ عِنْدَهُ نَعِيمُهُمَا مَعًا، فَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا عَنْ طَرِيقِ الْخَيْرِ وَالْحَقِّ، فَإِنَّهُ سَيَنَالُ ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَمْكِينِهِ.
وَهَذَا الْكَلَامُ يَطْوِي فِي ثَنَايَاهُ مَعَانِيَ ثَلَاثَةً:
أَوَّلُهَا: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30491الِاسْتِجَابَةَ لِمَا يَطْلُبُهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تُؤَدِّي إِلَى خَيْرِ الدُّنْيَا مِنْ عِزَّةٍ وَرِفْعَةٍ وَقُوَّةٍ وَسُلْطَانٍ فِي الْأَرْضِ، وَتَعَاوُنٍ عَلَى إِصْلَاحِهَا وَمَنْعِ فَسَادِهَا، وَتَوَاصُلٍ وَتَرَاحُمٍ، مِنْ غَيْرِ تَقَاطُعٍ وَلَا تَدَابُرٍ.
ثَانِيهَا: أَنَّ مَنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ طَلَبِ الْآخِرَةِ وَلَا يَسْتَجِيبُ لِدَاعِي اللَّهِ، يَكُونُ قَدْ طَلَبَ الْأَخَسَّ وَتَرَكَ الْأَخْطَرَ مِنْهُمَا، وَلَا يَكُونُ طَالِبًا لَهَا عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ، وَيَكُونُ مُحَاسَبًا عَلَى كُلِّ مَا نَالَ مِنْ مَغَانِمَ فِي هَذِهِ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا [آلِ عِمْرَانَ ].
ثَالِثُهَا: أَنَّ النَّصَّ الْكَرِيمَ يُفِيدُ
nindex.php?page=treesubj&link=33679قُدْرَةَ اللَّهِ، وَكَمَالَ سُلْطَانِهِ، وَعَدْلَهُ فِي الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ الْخَيْرَ وَيَجْزِي عَلَيْهِ وَالشَّرَّ وَيُعَاقِبُ صَاحِبَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزَّلْزَلَةِ]. وَلِذَا خَتَمَ سُبْحَانَهُ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا أَيْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَالِمٌ عِلْمًا دَائِمًا أَزَلِيًّا عِلْمَ مَنْ يَسْمَعُ مَا يُجْهَرُ بِهِ وَيُسَرُّ، وَمَنْ يَطَّلِعُ عَلَى حَرَكَاتِ النُّفُوسِ، وَخَلَجَاتِ الْقُلُوبِ، وَمَا يَجِيشُ فِي الصُّدُورِ، وَعَالِمٌ عِلْمَ مَنْ يُبْصِرُ أَدَقَّ الْأَعْمَالِ وَأَخْفَاهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، وَإِنَّهُ مُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى مُقْتَضَى هَذَا الْعِلْمِ الَّذِي لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=201رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [الْبَقَرَةِ].
* * *